الخميس، 7 فبراير 2013

سر فوزنا في الدنيا و الآخرة

ان لكل امر مفتاح  و سر يفتح به  فتاملت في كتاب الله و سنة نبيه  عن سر نهضتنا و كرامتنا  و فوزنا في الدنيا  و الآخرة  فتوصلت  للآتي :
ان اول كلمة افتتح الله بها كتابه العزيز هي ( الحمد لله )
و قال تعالى :  ( لئن شكرتم لأزيدنكم )
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )
و روي عن عبد الله بن مسعود  أنه قال : (  الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر )
و روى البخاري من رواية أبى سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : ( يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) فقلن : وبم  يا رسول الله ؟ قال :
 ( تكثرن اللعن وتكفرن العشير)
و ديل كارنجي  رئيس علم الادارة الحديث يقول : بذر من الشكر اي اكثر من الشكر
ان الله منزه عن العبث فكل شئ عنده بقدر و مقدار فكلمة الحمد التي افتتح الله بها القراآن الكريم  لها دلالت كثيرة  و اسرار عظيمة
و معنى الحمد اوسع من الشكر فالشكر معناه الاعتراف بالجميل لمن اسدى اليك معروفاً
بينما الحمد معناها الاعتراف بالجميل لمن نالك نصيب من معروفه بشكل مباشر أو لم ينلك
و هنا سوف أركز حول هذا الامر فيما يخص الدوائر الحكومية و الدول  و الإدارات لأهميته 
   بسبب تجنب الكثيرين الكلام حوله و اختلاط الفهم فيه و كثرة اللغط حوله و بسبب التطرف فيه
و أخص بالذكر السعودية لأنه أصبح من الخطوط الحمراء ذكر إيجابياتها و الثناء عليها رغم أنها من أكثر الدول الإسلامية إيجابيات و من أقلهم سلبيات فكل من يذكر إيجابياتها منافق مطبل 
فلا يكاد يخلوا مجلس من ذكرسلبياتها فالكل يريد أن يعطيها تعليمات و نصائح و كأن من يحكمها أطفال و الجميع يريد أن يعطيهم دروس في الإدارة و السياسة و المنصف منهم يذكر نعمة الأمن و الأمان و كأنه لا توجد إيجابية لها سوى نعمة الأمن و الأمان
و هذا النهج نوع من أنواع التطرف الفكري و التطرف في الأحكام الذي هو سمة من سمات اصحاب الفكر الثوري الاستبدادي 
فتجد أناس يستهينون بهذه الكلمة فيبذلونها بغير موضعها ، حيث يبالغون في الشكر و الثناء على رموزهم الجوفاء و على أمور تافهة لا تستحق الذكر 
 و يبخلون بكلمة الشكر واحدة لمن له إيجابيات كالجبال لأنه يختلف معهم في الرأي أو لا يؤيدهم في سلوكهم المنحرف .
بمثل هذا السلوك  صنعت الشعوب العربية سابقا الطغاة باسم القومية و اليوم نخشى أن تصنع طغاة جدد باسم الدين 
و هذا السلوك المنحرف يمزق يصف الأمة و يجعلها تضيع في شعاب متفرقة و يشيع جو الاحباط و اليأس الذي هو من  أسباب التطرف و الإرهاب و أهم أسباب الفساد المالي و الإداري.
و الوسطية و الاعتدال في هذا الأمر ان يبذل الشكر و الثناء و التزكية لمن يستحق و بالمقدار الذي يستحق
بعيداً عن الانتماءات و العصبيات و الأهواء
و الشكر يكون على القليل و الكثير و من لا يشكر على القليل لا يشكر على الكثير  فالبشكر تدوم النعم  و تزداد
و للشكر أشكال عديدة قولية و فعلية
فعندما  تتحقق الشعوب الاسلامية  بجوهر  ( الحمد لله )
 بحيث ترى ان المنعم  و المتفضل الحقيقيي بكل شئ هو الله سبحانه و تعالى عندها تنتفي الديكتاتوريات و تزول الأحقاد و الحسد .
 و عندما تتحق بالشكر لبعضها و لكل من يجري الله الخيرعلى يديه سواء كان مسلم او غير مسلم
 يبارك الله في النعم  و تنمو القيم و الأخلاق في المجتمع و يستلم الأكفاء المناصب .
 و هذا السلوك الايجابي من أساليب مكافحة الفساد الذي يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد  و دفع عملية التنمية نحو الامام و يتم فرز القيادات الفعلية عن الزائفة
 و من أسباب تعزيز التعايش و السلام بين الأمم و الحضارات و الشعوب 
و هو دعوة غير مباشرة لغير المسلمين لأنه يعطي صورة ناصعة عن إسلامنا .
و النتيجة هذا السلوك الحضاري يضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح نحو النهوض و التقدم و الازدهار حتى تصبح  لنا مكانة و احترام  بين  الأمم  
هذا في الدنيا  و في الآخرة  الفوز برضا الرحمن و جنته إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.