الخميس، 28 فبراير 2013

من القلب للحركات الاسلامية المعاصرة

الانظمة القمعية جعلت الناس تعود لدين الله افواجا بسبب الظلم و الاستبداد و الفساد و الاقصاء و المتاجرة بقضايا الامة و الشعارات القومية الرنانة الجوفاء 
و أخشى ما أخشاه اليوم أن يخرج الناس من دين الله أفواجا بسبب أخطاء الاسلاميون الثوريون القاتلة و متاجرتهم بالدين من أجل الدنيا و الكرسي 

فبسبب سياسة الاقصاء و التهميش التي انتهجتها الانظمة القمعية مع الاسلاميين الثوريين طيلة الفترة الماضية جعلهم ضعاف في الادارة و السياسة

و لذلك انصح الحركات الاسلامية ألا يستلموا السلطة بعد سقوط الانظمة القمعية و ان يعملوا في المعارضة حتى يزدادوا خبرة في الادارة و السياسة و ينضج فكرهم الاسلامي 

لأن استلام الاسلاميون الثوريون للسلطة بعد سقوط الانظمة مباشرة سوف يكون له آثار سلبية كبيرة على الدعوة الاسلامية و على المشروع الاسلامي بشكل عام و سوف يشوه صورة الاسلام بسبب سوء فهمهم لمعاني الاسلام و كثرة أخطائهم و سوء تصرفاتهم و التخبط الفكري لديهم

و عندها سوف تنقلب عليهم  الشعوب بسبب فشلهم لأن الشعوب تريد الحياة الحرة الكريمة بغض النظرعمن يحكمها سواء كان اسلاميون او غيرهم
 و عندها سوف يلجئون للقمع و الاقصاء و الاستبداد في الرأي اي سيقعون فيما وقعت فيه الانظمة القمعية من قبل
الامر الخطير هو ان  الاسلاميون سوف يفسرون ذلك بأنه عداء للدين و الاسلام اي سوف يكفرون الناس كما فعلت الانظمة القمعية عندما اتهموا المنتفضون ضدهم بالعمالة
و الامر الاخطر اذا جرى العلماء خلف عواطفهم و انحازوا لتلك الحركات  السياسية الاسلامية  ضد المعارضين السياسيين لمجرد انها حركات اسلامية
و اخذوا يفرزون الناس و يصنفونهم هؤلاء فريق الحق و الايمان  و هؤلاء فريق الباطل فريق الكفر و الضلال و الالحاد اعداء الدين و الملة
متجاهلين أن سبب معظم الخلافات بين الاحزاب السياسية دافعها الاهواء و المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة سواء كانت هذه الاحزاب اسلامية أو غير اسلامية
ثبت ان معظم الحركات الاسلامية يتخلون عن كثير من مبادئهم  التي كانوا ينادون بها عندما يصلون الى السلطة 
و هنا سوف يقع المحظور الكبير و هو خروج الناس من دين الله افواجا و كره الدين و المتدينين و العلماء
الصحيح أن يبقى العلماء لجميع المسلمين و أن يعملوا على توحيد الكلمة و الاصلاح و وأد الفتن و ليس إثارتها
فالمسلم الحق يدور مع الحق حيث دار بغض النظر عمن امامه مسلم او غير مسلم متدين او غير متدين من طائفته او من غير طائفته قريب ام بعيد
و لإيضاح الامر اود ان اسال السادة العلماء الذين ينحازون لطرف دون طرف على اساس ديني اذا رأيت مسلم ظاهره الالتزام يتخاصم مع جاره اليهودي و لا اقول المسلم
فمع من تقف و لمن تحكم ؟؟؟
اليس الصحيح ان تسال الاثنين و تتحرى الحق و بعد ذلك تعلن عن موقفك و تصدر حكمك بغض النظر عن هوية هذين المتخاصمين ؟؟؟
و اذا اعلنت موقفك مع احد الطرفين كونه يجمع بينكما بعض الامور دون ان تتحرى الحقيقة  و انت على بعد آلاف الاميال اليست هذه من العصبية المقيتة
و كم سيكون ضرر هذا الموقف المنحاز على الدعوة التي تتبناها و على الاشخاص الذين يراقبون هذا الموقف في العالم اجمع
حقا لم يسبقنا الاوائل بكثير صلاة و لا صيام و لكن سبقونا بالمواقف الصادقة الشجاعة مع الحق بعد ان تخلصوا من عبودية نفوسهم و اهوائهم
بعدالة المسلمين و الدعاة وصل الاسلام الى اقاصي الدنيا و بإتباع الدنيا و الهوى و الظن  و التعصب المقيت عاد الاسلام غريبا و طوبى للغرباء
من وجهة نظري بهذه الاجواء الملوثة بأفكار و اهواء و نفوس الانظمة القمعية من الخطأ انشاء احزاب على اساس ديني لأنها سوف تعطي انطباع سيئ عن الاسلام و المسلمين
فبعد ان ينضج الفكر الاسلامي و تصفو النفوس و ترسخ  العقيدة في القلوب و تثمر الاخلاق الفاضلة الحميدة و المواقف المنزهة عن الاهواء و المصالح الشخصية
و ذلك بجهود الدعاة و المصلحون و المفكرون المعتدلون النيرون المنفتحون عندها سيتحول الشعب الى حزب واحد هو حزب الحق و العدل حزب البناء و النهوض حزب العزة و الكرامة

عبد الحق صادق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.