القلب آية
من آيات الله الكبرى التي و هبها للإنسان
و هو مخلوق
لغاية عظيمة هي محبة الله سبحانه
و هناك
القلب الحسي المعروف وغير الحسي و يدعى الفؤاد.
و هذا
الفؤاد به تسكن محبة الله سبحانه و تدرك عظمته و صفاته
و هو كالمرآة والمحسوسات التي تدل على عظمة الله
و صفاته تنفذ إلى العقل عن طريق الحواس و
من ثم تنعكس على مرآة القلب .
فإذا كانت
هذه المرآة صافية و موجهة بالاتجاه الصحيح يستشعر الإنسان عظمة الله و صفاته .
و هذه
المرآة يعكر صفوها أي أمر يخالف فطرة الإنسان ذو الطباع السليمة أي كل ما حرمه
الله
فعندما
يرتكب شخص مخالفة شرعية و لا يتوب منها
يتعكر صفو هذه المرآة و يخف شعوره بعظمة الله و مراقبته له .
و هذه
النكتة السوداء في القلب تسبب اضطراباً في النفس فيشعر بالقلق و الاضطراب و التشتت
لأنه حدث خلل في هذه المنظومة العالية الدقة .
و إصلاح
هذا الخلل يتمثل في التوبة الصادقة و إعادة توجيه هذه المرآة المنحرفة بالانكسار
لله سبحانه و تعالى و بذلك يشرق القلب بالأنوار الإلهية فيبتهج الجسد بأكمله ,
فترى نضرة النعيم في الوجه و رجاحة العقل و بعد النظر في التصرف و السكينة و
الهدوء في الأعضاء .
و
هنا أريد أن أركز على أمر يقع فيه كثير من الشباب و هو النظر المحرم و متابعة
النساء في الأسواق و الأماكن العامة و على الشبكة العنكبوتية و على الفضائيات .
و
هذا يسبب الأضرارالتالية :
-
تعكر صفو مرآة قلوبكم فلا تعودوا تستشعروا
عظمة الله و مراقبته ومحبته و مع الإكثار
من ذلك تصبحون تكرهون الدين و المتدينين و هذا الأمر غاية في الخطورة فتخسروا بذلك
دنياكم و آخرتكم .
-
انشغال فكركم بتلك الفتيات , و هذا ينعكس
سلباً على دراستكم إن كنتم طلاب , و على عطائكم في العمل إن كنتم موظفين .
-
التعلق لدرجة كبيرة بفتاة لا تتوفر ظروف الزواج الشرعي
بها قد يؤدي إلى تدمير حياتك و حياتها
معاً.
-
ضرر كبير لتلك الفتاة و أهلها فالعرض مثل
الزجاج لا ينجبر فهل ترضى بهذا لأختك .
-
ضرر كبير للمجتمع و هدر طاقاته لأن
الإكثار من هذا النظر ربما يؤدي إلى علاقات غير شرعية و بالتالي أطفال غيرشرعيين و
هذه جناية كبيرة على هؤلاء الأطفال الأبرياء و هؤلاء سوف يكونوا عالة على
المجتمع و قد يخرج من هؤلاء مجرمين
محترفين خطرين و هذا ما يعاني منه الغرب كثيراً
-
إنزال مكانتكم و احترامكم في مجتمعكم .
فهل عاقل يرضى بهذه الأضرار مقابل لذة عابرة
و
العاقل و الموفق و السعيد من أشبع شهوته هذه بطريقة شرعية التي تزيد من صفاء مرآته
و
إذا لم تتوفر الظروف المناسبة لها فصوم البصر عن النظر المحرم هو الحل الأمثل .
و الضعف أمام الشهوة و إطلاق العنان للنظر سوف
يأجج الشهوة و يزيد المشكلة تعقيداً
و من امتلك الإرادة و العزيمة على ضبط النظر سوف يبدله الله حلاوة
في قلبه أكبر من تلك اللذة المؤقتة التي يجدها بالنظر المحرم و التي سوف تنقلب ألم
بعد ذلك و في الآخرة إن شاء الله حور عين لو أطلت الواحدة منها على الدنيا لحجبت
نور الشمس .
و عذراً إن كنت أخطأت التعبير فإنني لا أبتغي إلا الخير لكم و أتمنى راحة
قلوبكم و طمأنينة نفوسكم و رفعة قدركم في مجتمعكم و جنة عرضها السموات و الأرض في
آخرتكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.