الكل يدرك و يتحدث عن اهمية الوحدة او التقارب و التضامن العربي حتى
انه تم طرح هذا الأمر في القمة العربية الأخيرة حيث تم طرح فكرة تشكيل اتحاد الدول
العربية و مجرد التفكير او الطرح لهذا الأمر يعتبر امر ايجابي
و لكننا اذا امعنا النظر في واقعنا المعاصر فاننا نرى شروخ عميقة بين
الدول العربية ناتجة عن رؤى مختلفة نتيجة فكر مشتت و ضياع في الهوية و سيطرة الهوى
و نزعة انا خير منه و لذلك فانني ارى بان قيام اي شكل من اشكال الوحدة على الوضع
الحالي سوف يفشل و ربما يعود الأمر إلى أسوأ مما نحن فيه و سوف يولد شعور بالاحباط
لدى الشعوب العربية اكبر مما نحن فيه.
و كنت ارى بصيص أمل في فكرة و جهود سمو الامير خالد الفيصل الذي كان يسعى لعقد قمة عربية ثقافية و لكنها لم تحدث لا ادري لماذا ؟؟؟
و من وجهة نظري هذه الخطوة هامة و ضرورية أتمنى أن يكتب لها النجاح لأنها الخطوة الاولى الصحيحة
باتجاه التقارب و التضامن العربي
فهناك تجارب وحدوية كثيرة حدثت سابقا و فشلت سوى تجربة واحدة بسبب الاختلاف الثقافي بين الشعوب و القيادات
العربية .
و التجربة الوحدوية الوحيدة الاكثر نجاحا هي تجربة دول مجلس التعاون
الخليجي و الذي يعرقل تقدمها هي قطر بسبب تبنيها للفكر الاخواني و أهم أسباب هذا النجاح و الاستمرارية هو الآتي :
-التقارب الثقافي بين شعوب و قيادات دول مجلس التعاون الخليجي و
ذلك لحفاظها على هويتها .
-العمل بهدوء و حكمة و شفافية حتى لا يثار الغبار حولها فيفشلها
اصحاب النفوذ و القوة في العالم .
-التقارب الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي .
-العمل على مبدأ المصالح المشتركة و عدم الصدام مع الآخر .
-العمل على توحيد التوجهات السياسية .
-العمل على توحيد الانظمة و القوانين .
-الفهم الصحيح و المتقارب للواقع الإقليمي و الدولي و المعرفة المتقاربة لسلم الاولويات و موازين القوى .
فالتجربة الخليجية هي نموذج و نواة للوحدة و التضامن العربي و سوى
ذلك ضياع للوقت و كفانا تجارب
و السعودية من اكبر الداعمين للمشاريع الوحدوية العربية و
الاسلامية حيث ساهمت بشكل فعل في انشاء كثير من الهيئات و المنظمات و المراكز
الاسلامية و العربية العالمية و أقامت الفضائيات و الاذاعات التي تخدم هذا المجال
و قامت بعقد كثير من القمم و المؤتمرات التي تخدم التضامن العربي و الاسلامي
و التركيز على الوحدة و التقارب الثقافي من اولى الأولويات و ذلك
عبر توحيد المناهج التربوية و التعليمية و الاعلام بما ينسجم مع هويتنا الاسلامية
و العربية و على مبدأ الوسطية و الاعتدال
و توحيد الرؤية على اساس الفهم العميق لمعاني و تعاليم الاسلام
العظيم الذي جعل لنا مكانة بين الامم و الذي وحدنا بعد فرقة و الذي جعل رعاة الغنم
سادة الدنيا و علماءها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.