الحرية هي غريزة
مطبوعة في البشر من قبل خالق البشر سبحانه .
و هذه
الغريزة وضعها الله في الإنسان لأنه يريد
هذا الإنسان عبداً له وحده تشريفاً و تكريماً له .
فالله يريد
الإنسان متحرراً مما سواه
فأي إنسان لو وضعته في مكان مرفه لأعلى درجة تراه
يضجر بعد فترة و يريد أن يغير
و الطفل
عندما تحرمه من شيئ معين تراه يطلبه و يحاول فعله رغم أنه يتوقع عقوبة من وراء ذلك
و الأمور
التي حرمها الله لم يحرمها لتقييد حريتنا بل لتحريرنا من عبوديتها و لضررها بنا
فهو يريدنا له و يغار من عبوديتنا لغيره .
و
لذلك فليحذر الانسان من هذا الذي يتعلق به تعلقاً زائداً
و
الإنسان مجبول على العبودية في جميع أحواله فإما عبداً لله أو لغيره .
و
العبودية معناها التعلق و التذلل و الخضوع
و
الانسان قيمته على مقدار من يعبده فإذا كان الذي يعبده عالي فهو عالي و العكس صحيح.
فالعاقل والحر و ذو الهمة العالية و الإرادة
الصلبة هو من يختار عبودية العالي المتعالي العلي الأعلى على عبودية غيره
و مثال الحرية و العبودية لغير الله كمثل كأسان
أحدهما ملئ وهو العبودية لغير الله و
الآخر فارغ و هو الحرية فبمقدار ما تفرغ من كأس العبودية لغير الله تزداد حريتك .
و
بمقدار ما يزداد الإيمان تزداد الحرية و بمقدار ما ينقص تزداد العبودية .
و
الذي يتحقق بالعبودية لله و حده ذوقاً هو من أكثر الناس حرية .
و
الحر تراه متماسكاً متوازناً معتزاً بربه و دينه لأن وجهته واحدة و عبد هواه تراه
مشتتاً ممزقاً ضجراً لأن وجهته متعددة .
فمن
ذاق طعم الحرية لا يتذلل لمخلوق
و
من ذاق طعم الحرية لا يخاف إلا من الله
و
من ذاق طعم الحرية لا يكون همه و اهتمامه جمع المال
و
من ذاق طعم الحرية لا يكون همه و اهتمامه الأسهم
و
من ذاق طعم الحرية لا يكون همه و اهتمامه الجوالات
و
من ذاق طعم الحرية لا يكون همه و اهتمامه السيارات
و
من ذاق طعم الحرية لا يكون همه و اهتمامه الموضات
و
من ذاق طعم الحرية لا يكون همه و اهتمامه الأطعمة و الأشربة
و
من ذاق طعم الحرية لا يكون همه و اهتمامه المناصب و السلطة
و من ذاق طعم الحرية يدور مع الحق حيث دار فهو دينه و مذهبه و أهله و عشيرته و وطنه
و من ذاق طعم الحرية يدور مع الحق حيث دار فهو دينه و مذهبه و أهله و عشيرته و وطنه
و
هذا لا يعني أن المؤمن لا يطلب المال أو السيارة أو المسكن المريح أو الملبس
الجميل أو كل ما أحله الله و لكنه يطلبها من مصدرها الأصلي من خالق هذه الأشياء و دون
أن يتعلق بها قلبياً و يرضى بما يقسمه ربه و هو يتلذذ بها أكثر من غير المؤمن
لأنها عطاء ملك الملوك .
فعباد
الرحمن حقاً و صدقاً وذوقاً هم الأحرار في هذا العالم و سواهم حريتهم منقوصة
و أغلبهم إما عبيد لشهواتهم أو نزواتهم أو للسلطة أو للمال أو للملبس أو للزوجة أو للولد أو للمسكن أو للسيارة أو للجوال او للطعام أو لحب الشهرة أو للحزب أو للقبيلة أو للزعيم أو ..........
و أغلبهم إما عبيد لشهواتهم أو نزواتهم أو للسلطة أو للمال أو للملبس أو للزوجة أو للولد أو للمسكن أو للسيارة أو للجوال او للطعام أو لحب الشهرة أو للحزب أو للقبيلة أو للزعيم أو ..........
و
دعاة الحرية المتطرفين من الليبراليين و العلمانيين و الماركسيين حريتهم منقوصة و دعوتهم في الغالب هي عبودية لشهوات النفس و النزوات
الشخصية .
و
كذلك الغلاة و المتطرفون بعيدون عن تذوق معنى الحرية الحقيقي لأنهم في الغالب عبيد لأهوائهم و أوهامهم و ظنونهم و تيارهم
و
رسالة المسلم في هذه الحياة تحرير الناس من ضيق العبودية عبادة العباد و المخلوقات
حيث الضنك و الشقاء و و الضجر إلى سعة الحرية عبادة رب العالمين حيث الأمن و
السلام و الطمأنينة و السعادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.