الأحد، 24 فبراير 2013

للإسلاميين الثوريين ( 1/3)

إن الإنسان بن بيئته و الفكر هو الذي يرسم تصرفات الإنسان، إذا كان هذا الفكر نقياً و سليماً و عقلانياً
فسوف تكون تصرفاته متوازنة و منضبطة و إذا كان فيه تشويش فستكون تصرفاته غير متوازنة و غير منضبطة و الفكر لا يأتي من فراغ بل من الواقع الذي يعيشه الإنسان
و أود أن أركز هنا على فكر الغلاة و المتطرفين و المتشددين و التكفيريين و الطائفيين واصحاب الهوى لأهميته و خطورته حالياً
 و أطلق عليهم مصطلح الإسلاميون الثوريون
بدايةً نشخص الواقع  لنتعرف على البيئة التي نشأ فيها هذا الفكر
سيطرت الأنظمة الثورية القمعية على معظم الدول العربية و الإسلامية كردة فعل على واقع التخلف و الانحطاط الذي كانت تعيشه امتنا في بداية القرن الماضي.
و الفكر الاستبدادي الثوري الاشتراكي استوردته الانظمة من الاتحاد السوفياتي سابقا و على رأسهم النظام الناصري الذي صدره لبقية الانظمة .
الفكر الثوري الشرقي يؤمن بالخطوط المنكسرة في التغيير و العنف و يقوم على الاقصاء و عدم قبول الآخر.
 بينما في ثقافتنا الإسلامية توجد الخطوط المنحنية في التغيير
 فشعارنا الهلال و هو خط منحني و الخطوط المنحنية أجمل و فيها إبداع و تنسجم مع سنة الله في خلقه فمعظم مخلوقات الله تكون بخطوط منحنية، تمت معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه.
 صفة الواقع في الأنظمة الثورية  الاستبدادية القمعية هي التالي :
-         الاستبداد و العنف في التغيير و الإدارة
-         نزع الثقة بين أفراد المجتمع فالكل يتجسس على الكل و الكل يشك في الكل و الكل ينتقد الكل.
-          الاغتيالات و التصفيات و حرب العصابات و أساليب التعذيب الرهيبة التي يستخدمها زوار الفجر
     -   الإقصاء و التهميش و عدم قبول المختلف و الرأي الآخر .
     - فرض الرؤية الواحدة  
--         تأجيج العواطف وإخماد دور العقل
-         تأجيج حب الذات و السلطة و التسلط في النفس
-         غرس الأحقاد و الضغائن على الأنظمة الملكية و الدول الغنية  و لصق أقسى التهم به.
-         الاستهانة بحياة الإنسان و كرامته
-         الشعارات في واد و الأعمال في واد آخر
-         الغاية تبرر الوسيلة أي يمكن سلوك جميع الوسائل المحرمة و غير المحرمة من أجل تحقيق الهدف المرسوم
و قد تربى أجيال على هذا الفكر المسموم و سارت الشعوب خلفهم و صفقت لهم فترة من الزمن و لكنهم صدموا بنكبات و محن و لم تتحقق أحلامهم بالتحرر و الكرامة و التقدم و الرفاهية.
فحدثت ردة فعل أخرى على هذا الواقع المأساوي و هي خروج ما يعرف بالصحوة الإسلامية و دخل في صفوفها بعض الشباب الذين تربوا على هذا الفكر الثوري الاستبدادي.
حصل تزاوج بين الفكر الإسلامي و الفكر الثوري الذي يحمله هؤلاء الشباب نتج عنه فكر هجين غير معروف من قبل شديد الخطورة و هو ما يسمى بالفكر الثوري الاسلامي
 و هو كل من نهجه الاقصاء و التكفير و اطلاق الاحكام المتطرفة مثل التخوين و الصهينة و النفاق و يتاجر بالدين من أجل تحقيق أطماع شخصية مثل الوصول للسلطة 
و من يتخذ العنف غير المنضبط شرعاً بفهم العلماء العاملين لا بفهم أنصاف المتعلمين كأسلوب في التغيير
إذاً مصدر هذا الفكر هو الأنظمة الثورية العسكرية القمعية التسلطية
صفة حاملي هذا الفكر المتطرف :
بسبب الظروف المحيطة التي ذكرتها سابقاً و التي نشأ فيها هؤلاء الشباب تكونت لديهم الصفات التالية:
-    إنهم شباب غير عاديين أذكياء و عندهم مهارات و لا يحبون الحياة الروتينية العادية  و تم التعامل معهم في المجتمع بالإهمال والتهميش.
-         البعض منهم عنده إرادة و تصميم و تحمل و طموح و عنده شخصية قيادية .
-         عندهم غيرة زائدة على أوضاع امتنا
-         إنهم شباب متحمس منفعل مغرور و هذا يؤدي إلى تصرفات غير محسوبة و متهورة.  
-         يعانون من خواء فكري و ضحالة في الثقافة و فهم سقيم لمعاني الإسلام و جوهره و مقاصده
-         يتمتعون  بحب شديد لذواتهم و لهم معتقدات و أفكار مغلوطة يؤمنون بها و هذه الأفكار أصبحت جزءاً من كيانهم
 فكل من يمسها يثورون عليه و يظنون أنهم يغضبون لله و لمبادئهم و يضحون لأجلها
 و في الحقيقة هم يثورون لأنفسهم  و ذواتهم و فرق كبير بين من يغضب لله و من يغضب لنفسه.
-         عشش الحقد في قلوبهم على الآخر المختلف و سيطر عليهم حب الانتقام
فتراهم ينتقمون بصورة بشعة دون رحمة تعطي انطباعا سيئاً عن الإسلام
-         يمتلكون رغبة جامحة في الظهور و الشهرة و حب السلطة و التسلط و هذه تعمي و تصم عن رؤية و سماع الحقيقة.
-     أنصاف متعلمين و أنصاف المتعلمين ضرهم اكبر من نفعهم حينما يظنون أنهم حازوا على العلم بجمعه و يتصدرون للإفتاء في الأمور المصيرية و الحساسة للأمة و يتقدمون لقيادة الأمة.
-    ضعاف الخبرة في الحياة و السياسة و الإدارة و لذلك تكون تصرفاتهم على أساس ردات الفعل و ليس على أساس دراسات و تخطيط استراتيجي بعيد المدى
-         يمتازون بضيق الأفق و السطحية في التفكير
 فليس لديهم ميزان صحيح لتقدير المفاسد و المنافع التي تحصل نتيجة فعل معين.
-         ليس لديهم فقه بالواقع و الظروف المحيطة و معرفة بموازين القوى و سلم الأولويات
-         ليس لديهم إحساس بالمسؤولية لأنهم غالباً لم يمارسوها في الحياة .
-         معظم أفكارهم و أحكامهم المغلوطة أخذوها من النت و من كتاب غير معروفين و يظهرون بأسماء  مستعارة
و خاصة الأحكام الحساسة و الخطيرة التي تتعلق بالاعتقاد و الأنفس مثل أحكام التكفير و القتل و الجهاد و التخوين و غير ذلك
 فهذه الأحكام الحساسة  لها أهل اختصاص فلا يجوز أن يفتي بها كل من هب و دب و هي تحتاج  للتحقق من صحتها أولا و للحوار و معرفة دوافع المتهم و وجهة نظره ثانياً 
فمن الأخطاء الفادحة الأخذ بها من الشبكة العنكبوتية و كأنها أمور يقينية قطعية 
-    نتيجة الصفات السابقة الذكر فيسهل اختراقهم من قبل أجهزة المخابرات العالمية و على رأسهم إيران لتنفيذ أجندتهم دون أن يشعروا   
   
و للموضوع تتمة
الكاتب:عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.