إن
الإنسان بن بيئته و الفكر هو الذي يرسم تصرفات الإنسان، إذا كان هذا الفكر نقياً و
سليماً و عقلانياً
فسوف
تكون تصرفاته متوازنة و منضبطة و إذا كان فيه تشويش فستكون تصرفاته غير متوازنة و
غير منضبطة و الفكر لا يأتي من فراغ بل من الواقع الذي يعيشه الإنسان
و أود
أن أركز هنا على فكر الغلاة و المتطرفين و المتشددين و التكفيريين و الطائفيين واصحاب الهوى لأهميته
و خطورته حالياً
و أطلق عليهم مصطلح الإسلاميون الثوريون
بدايةً
نشخص الواقع لنتعرف على البيئة التي نشأ
فيها هذا الفكر
سيطرت
الأنظمة الثورية القمعية على معظم الدول العربية و الإسلامية كردة فعل على واقع
التخلف و الانحطاط الذي كانت تعيشه امتنا في بداية القرن الماضي.
و الفكر الاستبدادي الثوري الاشتراكي استوردته الانظمة من الاتحاد السوفياتي سابقا و على رأسهم النظام الناصري الذي صدره لبقية الانظمة .
الفكر الثوري الشرقي يؤمن بالخطوط المنكسرة في التغيير و العنف و يقوم على الاقصاء و عدم قبول الآخر.
الفكر الثوري الشرقي يؤمن بالخطوط المنكسرة في التغيير و العنف و يقوم على الاقصاء و عدم قبول الآخر.
بينما في ثقافتنا الإسلامية توجد الخطوط
المنحنية في التغيير
فشعارنا الهلال و هو خط منحني و الخطوط المنحنية
أجمل و فيها إبداع و تنسجم مع سنة الله في خلقه فمعظم مخلوقات الله تكون بخطوط منحنية،
تمت معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه.
-
الاستبداد و العنف في التغيير و الإدارة
-
نزع الثقة بين أفراد المجتمع فالكل يتجسس
على الكل و الكل يشك في الكل و الكل ينتقد الكل.
-
الاغتيالات و التصفيات و حرب العصابات و أساليب
التعذيب الرهيبة التي يستخدمها زوار الفجر
- الإقصاء
و التهميش و عدم قبول المختلف و الرأي الآخر .
- فرض الرؤية الواحدة
- فرض الرؤية الواحدة
--
تأجيج العواطف وإخماد دور العقل
-
تأجيج حب الذات و السلطة و التسلط في
النفس
-
غرس الأحقاد و الضغائن على الأنظمة الملكية و الدول الغنية و لصق أقسى التهم به.
-
الاستهانة بحياة الإنسان و كرامته
-
الشعارات في واد و الأعمال في واد آخر
-
الغاية تبرر الوسيلة أي يمكن سلوك جميع
الوسائل المحرمة و غير المحرمة من أجل تحقيق الهدف المرسوم
و قد
تربى أجيال على هذا الفكر المسموم و سارت الشعوب خلفهم و صفقت لهم فترة من الزمن و
لكنهم صدموا بنكبات و محن و لم تتحقق أحلامهم بالتحرر و الكرامة و التقدم و الرفاهية.
فحدثت
ردة فعل أخرى على هذا الواقع المأساوي و هي خروج ما يعرف بالصحوة الإسلامية و دخل
في صفوفها بعض الشباب الذين تربوا على هذا الفكر الثوري الاستبدادي.
حصل
تزاوج بين الفكر الإسلامي و الفكر الثوري الذي يحمله هؤلاء الشباب نتج عنه فكر
هجين غير معروف من قبل شديد الخطورة و هو ما يسمى بالفكر الثوري الاسلامي
و هو كل من نهجه الاقصاء و التكفير و اطلاق الاحكام المتطرفة مثل التخوين و الصهينة و النفاق و يتاجر بالدين من أجل تحقيق أطماع شخصية مثل الوصول للسلطة
و من يتخذ العنف غير المنضبط شرعاً بفهم العلماء العاملين لا بفهم أنصاف المتعلمين كأسلوب في التغيير
و من يتخذ العنف غير المنضبط شرعاً بفهم العلماء العاملين لا بفهم أنصاف المتعلمين كأسلوب في التغيير
إذاً مصدر
هذا الفكر هو الأنظمة الثورية العسكرية القمعية التسلطية
صفة
حاملي هذا الفكر المتطرف :
بسبب
الظروف المحيطة التي ذكرتها سابقاً و التي نشأ فيها هؤلاء الشباب تكونت لديهم
الصفات التالية:
- إنهم
شباب غير عاديين أذكياء و عندهم مهارات و لا يحبون الحياة الروتينية العادية و تم التعامل معهم في المجتمع بالإهمال والتهميش.
-
البعض منهم عنده إرادة و تصميم و تحمل و
طموح و عنده شخصية قيادية .
-
عندهم غيرة زائدة على أوضاع امتنا
-
إنهم شباب متحمس منفعل مغرور و هذا يؤدي
إلى تصرفات غير محسوبة و متهورة.
-
يعانون من خواء فكري و ضحالة في الثقافة و
فهم سقيم لمعاني الإسلام و جوهره و مقاصده
-
يتمتعون بحب شديد لذواتهم و لهم معتقدات و أفكار مغلوطة يؤمنون
بها و هذه الأفكار أصبحت جزءاً من كيانهم
فكل من يمسها يثورون عليه و يظنون أنهم يغضبون
لله و لمبادئهم و يضحون لأجلها
و في الحقيقة هم يثورون
لأنفسهم و ذواتهم و فرق كبير بين من يغضب
لله و من يغضب لنفسه.
-
عشش الحقد في قلوبهم على الآخر المختلف و سيطر
عليهم حب الانتقام
فتراهم ينتقمون بصورة بشعة دون رحمة تعطي انطباعا سيئاً عن الإسلام
-
يمتلكون رغبة جامحة في الظهور و الشهرة و
حب السلطة و التسلط و هذه تعمي و تصم عن رؤية و سماع الحقيقة.
- أنصاف متعلمين و أنصاف المتعلمين ضرهم اكبر من
نفعهم حينما يظنون أنهم حازوا على العلم بجمعه و يتصدرون للإفتاء في الأمور
المصيرية و الحساسة للأمة و يتقدمون لقيادة الأمة.
- ضعاف الخبرة
في الحياة و السياسة و الإدارة و لذلك تكون تصرفاتهم على أساس ردات الفعل و ليس
على أساس دراسات و تخطيط استراتيجي بعيد المدى
-
يمتازون بضيق الأفق و السطحية في التفكير
فليس لديهم ميزان صحيح لتقدير المفاسد و المنافع
التي تحصل نتيجة فعل معين.
-
ليس لديهم فقه بالواقع و الظروف المحيطة و
معرفة بموازين القوى و سلم الأولويات
-
ليس لديهم إحساس بالمسؤولية لأنهم غالباً
لم يمارسوها في الحياة .
-
معظم أفكارهم و أحكامهم المغلوطة أخذوها
من النت و من كتاب غير معروفين و يظهرون بأسماء
مستعارة
و خاصة الأحكام الحساسة و الخطيرة التي تتعلق بالاعتقاد و الأنفس مثل
أحكام التكفير و القتل و الجهاد و التخوين و غير ذلك
فهذه الأحكام الحساسة لها أهل اختصاص فلا يجوز أن يفتي بها كل من هب
و دب و هي تحتاج للتحقق من صحتها أولا و
للحوار و معرفة دوافع المتهم و وجهة نظره ثانياً
فمن الأخطاء الفادحة الأخذ بها من الشبكة العنكبوتية و كأنها أمور
يقينية قطعية
- نتيجة
الصفات السابقة الذكر فيسهل اختراقهم من قبل أجهزة المخابرات العالمية و على رأسهم
إيران لتنفيذ أجندتهم دون أن يشعروا
و للموضوع تتمة
الكاتب:عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.