الجمعة، 8 فبراير 2013

الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 2 )

و من صفات أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي و سماته أيضاً :
يتنكرون للمعروف فلو أغدقت عليهم المليارات يتجاهلون ذلك و يقولون لم نرى خيرا قط و المنصف منهم يقول هذا واجب و أقل من القليل و يمنن بكسرة عيش أعطاها في سالف الأزمان حاج من بلده لا يخصه و لايعرفه لفقراء الحرم من المتخلفين عن الحج و العمرة فمعروف أن أهل مكة و المدينة عندهم خدم منذ الجاهلية و يتنافسون في خدمة الحجاج و يعتبرونه شرف.
كلمة الشكر ممسوحة من قواميسهم  فمهما أعطيتهم فلا تكاد تسمع منهم كلمة شكر و يقولون هل من مزيد و ينسون بأنه بالشكر تدوم النعم و تزداد و بكفرانها تزول و تضعف .
يبالغون في الشكر لسيدهم فلو أعطاهم خطاب ناري يطيرون به نشوة و طربا و تراهم ينتفخون كالطبل الأجوف الذي تتحطم عليه مؤامرات الأعداء و المادة ترخص أمام ذلك فأي شئ يعطيه لهم هو تفضل و كرم.
الحب الشديد للمادة و الحقد الشديد على الأغنياء وعلى رأسهم دول الخليج و خاصة السعودية ثم دول الغرب و الطعن  فيهم  في السر و طأطأة الرأس أمامهم
 لدى أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي تخبط و تناقض فكري كبير و غريب  فتراهم يطلقون الأحكام المتطرفة القاسية التي تصيبهم في مقتل دون أن يدركوا معانيها و دلالاتها فمثلا يقولون عن نظام العمل في السعودية و دول الخليج نظام عبودية و ذل
 و رغم ذلك أكبر حلمهم الحصول على تأشيرة عمل لديهم و يدفعون كل ما يملكون من أجل الحصول عليها فهل رأيتم عاقل يشتري العبودية فالمعروف قديما شراء الحرية ؟؟؟
و إذا ظفروا بها فيحرصون عليها أشد الحرص و يقيمون مأتم إذا تم تسفيرهم .
 فهل رأيتم عاقل يحزن على مفارقة نظام العبودية ؟؟؟
 و يقولون عن حكومات دول الخليج و الغرب بأنها عميلة و خائنة و متآمرة و معادية للإسلام و المسلمين و رغم ذلك أكبر حلمهم الحصول على تأشيرة دخول لتلك البلدان ليغادروا بلدانهم بلد المقاومة و الممانعة و أرض الرباط و الجهاد ليعيشوا في ظل و تحت سلطة هذه الحكومات العميلة و المتآمرة و العدوة على حد زعمهم .
 ولا يدركون بأن معنى كلامهم يدل على أن الذي يترك بلده ليعيش تحت سلطة من هذه صفاته هو أدنى مرتبة من الخائن و العميل 
 و لا يعرفون أن الذي يكون عنده المال أغلى من كرامته و دينه لا يحق له التحدث عن الحرية و الكرامة 
النظرة المادية للحياة و عقدة المؤامرة تجري في عروقهم مجرى الدم  فيفسرون كل ما يجري في الكون بمنظور مادي بحت و من فعل المؤامرات فتراهم يتحدثون صباح مساء عن المؤامرات و يتجاهلون قوله تعالى ( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير ) و لم يقل و ما أصابكم من مصيبة فمن مؤامرة خارجية و قوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 
يقدسون القوة و المادة و السلطة فيهدرون كرامتهم و عزتهم أمامهم فالمعاني و المبادئ لا قيمة لها سوى بالكلام
أرخص شئ عندهم الدماء و الانسان و الكرامة و رغم ذلك فلا يخجلون من قول قطرة دم تعادل أموال دول الخليج ، سمة بارزة فيهم التنقضات الفاخرة .
نتيجة المبالغة في تقديس القوة و السلطة و ضعف الايمان فقد يصلون لحد تأليهها فيتصورون أن امريكا و الدول الغنية إلها من دون الله و العياذ بالله فكل ما يجري في الكون بأمرها ترفع من تشاء و تخفض من تشاء و تغني من تشاء و تفقر من تشاء و تضع من تشاء و تخلع من تشاء بيدها الملك .

للموضوع تتمة
الكاتب عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.