الأحد، 10 فبراير 2013

أخطر صفة في الفكر الثوري الاستبدادي

عبدالحق صادق
الفكر الثوري الاستبدادي الماركسي النازي الفاشي الشوفيني المتطرف الذي استوردته الاحزاب المتطرفة والأنظمة القمعية الثورية هو أهم سبب  في وضعنا الراهن الذي لا يسر أحد و لذلك أركز عليه في مقالاتي.
سأركز على أخطر صفة في هذا الفكر وهي غرس العزة و العظمة الجوفاء الآثمة في نفوس أصحابه فترى أصحاب هذا الفكر لديهم عنجهية واستعلاء غريب وعزة جوفاء وغرور كبير تجعلهم ينظرون باستعلاء و دونية إلى الذين سبقوهم حضارياً بعدة قرون أو عقود.
و عندما تقترب منهم وتتعرف عليهم  وتحاورهم  تجدهم فقراء في الفكر والمعرفة والثقافة وضيقي الأفق و يظنون أنهم عمالقة العالم في في العلم والحضارة والسياسة والواقع يشهد أنهم من أجهل الناس بها ومن أفشل الناس لأن بلدانهم أصبحت من أفشل بلدان العالم وأكثرها فوضى وتخلف ومن أقلها أمناً والغريب أن الذي يحمل أعلى الشهادات في السياسة يتحدث بنفس أسلوب العامي والأغرب أن كل واحد منهم يظن أنه الوحيد الذي يعرف ذلك والحقيقة كلهم يتحدثون بنفس الأسلوب والتحليل للأحداث الجارية و رؤيتهم السياسية هي نفس رؤية النظام الإيراني الذي يدعون عدائه، مبنية على ظنون وأكاذيب وأوهام.
و تجدهم يحاورون الساسة في سياستهم والأطباء في طبهم و المهندسين في هندستهم وعلماء الشريعة في شريعتهم والاقتصاديون في اقتصادهم ويقيمون جميع فئات المجتمع على اختلاف  طبقاتهم و كل هذا بكلام عام وكلمة من هنا وكلمة من هناك وبتناقض مقزز وبلا أدلة وبلا براهين .

الكلام العام يتقنه الجاهل أكثر من المثقف أما الكلام المفصل المعزز بالأدلة الحسية والمنطقية  الذي يشير إلى موضع الخلل ويصححه وإلى موضع الصواب فيقره فلا يتقنه إلا المثقف الحق صاحب الفكر النير الحر المستقل.
 وأصحاب الفكر الثوري الاستبدادي، يتقنون فن السب والشتم و كيل التهم جزافاً وتوزيع صكوك الخيانة والعمالة والانبطاح والصهينة على من يخالفهم الرأي.
وللأسف تبنى هذا الفكر الإسلاميون الثوريون وألبسوه ثوب الدين فزادوا عليهم الرمي بالكفر والردة و النفاق ولي أعناق النصوص الشرعية لتوافق هواهم وأجندتهم الحزبية والمصيبة أن أغلبهم يحملون شهادات جامعية عليا وربما شرعية ومنهم يعتلي مناصب عليا فهم أخطر من العلمانيين المتطرفين، لأن هؤلاء يسيئون إلى منهجهم وفكرهم وحزبهم أما الإسلاميون الثوريون فيشوهون صورة الإسلام السمح دين القيم و المبادئ والسلام وينفرون المسلمين وغير المسلمين من الإسلام و يسيؤون للدعوة الإسلامية والعمل الخيري وسمعة الملتزمين دينياً. ولذلك أرى أن تسمية هؤلاء بالخوارج غير دقيقة فهؤلاء أقرب إلى ثوار ماركسيون ولحاهم أقرب إلى لحية فيدل كاسترو ويتخذون الدين كمطية لتحقيق مشاريعهم وأغراضهم الشخصية والحزبية. فأرخص شئ عندهم الكلام وحياة الإنسان وكرامته.
وإذا وجهت ضربات موجعة لأفكارهم الهشة المضطربة المتناقضة المنتهية الصلاحية وأصبت منظومتهم الفكرية في مقتل، وأصبحت على وشك الانهيار بالأدلة القطعية من الواقع المشاهد الذي لا يستطيعون إنكاره. يصعقون بها ويلوذون بالفرار ويلجؤون إلى جحر السب والشتم وكيل التهم والابتزاز الفكري بواسطة شماعتهم المعروفة إسرائيل وأمريكا وفلسطين ويطرحون أسئلة خارج الموضوع لتمييع الحوار وخلط الأوراق خوفاً على أفكارهم الهشة ومنظومتهم الفكرية المتطرفة من أن تدكها قوة الحجة فتذرها قاعاً صفصفاً.

 و هذا الفكر مزق المجتمعات والأوطان والأمة.  وأي تقارب بينهم أو بين الآخرين لا يدوم طويلا. وهذه الأنظمة والتنظيمات مآلها إلى التشظي والاقتتال فيما بينهم حتى يدمروا بلدانهم بأيديهم. لأن كل واحد منهم رأس و يريد أن يسيطر على الآخرين و يقصيهم.
هذا الفكر يهدم الدول والحضارات ولا يبنيها ومكان دولهم في الحضيض بين الدول، ومكان أصحابه على أرصفة سفارات الدول المتحضرة الراقية أو على حدودهم راجين - بصغار صنعوه بأنفسهم - قبولهم العيش في كنفهم وتحت سلطانهم واحتلالهم ليتنعموا بخيراتهم وحريتهم وكرامتهم ومن اللؤم و قلة المروءة يجلسون في أحضانهم و يطعنون في ظهورهم، فيصفونهم بالأعداء والمتآمرين والخونة. والمثير للاشمئزاز يذهبون طوعاً للعيش في كنف الاحتلال بدل أن يأتي إليهم و يتبجحون من هناك بالمقاومة والجهاد ويخونون الآخرين. 
هؤلاء لو أغدقت عليهم أموال وأسلحة الدنيا لن ينتصروا ولن يحرروا أرض ولن ينهضوا وسوف يستخدمونها في إيذاء أنفسهم وأهلهم وشعبهم وأمتهم وأصدقائهم وداعميهم وسيرمون بفشلهم على المؤامرة و أكبر الداعمين لهم.
إذاً النفخة والعزة الجوفاء الآثمة التي يعبر عنها بنزعة (أنا) المتضخمة أخطر صفة في الفكر الثوري المتطرف لأنها تشكل حاجز سميك و سد منيع و عقبة كبرى في وجه أي تقارب و أي مشروع وحدوي بين الدول العربية أو الحركات الثورية سواء إسلامية أو غير إسلامية و يؤدي إلى توتر العلاقات مع دول العالم المتحضر.
و لأن هذه الصفة تقف عقبة كبرى في وجه أي تغيير ايجابي والتغيير الإيجابي شرط أساسي لرفع البلاء و النصر والنهوض لأن صاحبها لا يشعر بالحاجة إلى الازدياد من العلم و الثقافة وإذا طلبه فيطلبه من اجل الجدال وإذا قرأ فيقرأ قراءة الناقد المتتع للعثرات لا قراءة المستفيد و لا يأخذ بنصح العقلاء و الأصدقاء لأنه يرى كلامهم ساذج سطحي خارج نطاق عقله المنغلق الضيق الصغير فيزدري آرائهم و يتهمهم بشتى التهم و يطلق عليهم الأحكام المتطرفة الإقصائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.