الثلاثاء، 26 فبراير 2013

مخدر و شماعة الأنظمة الشعاراتية

الإنسان بطبعه يحب أن تكون له مكانة و احترام بين الناس و أن يشار إليه بالبنان و أن يكون رقما صعبا و هذا أمر مشروع إذا كانت الوسيلة إليه مشروعة و لكن هذا يتطلب جهد وصبر و تضحية و اخلاص و بعض الناس تكون لديه هذه الرغبة جامحة و لكنه كسول و متسرع و يريد أن يأخذ دون أن يعطي فيلجأ إليها بالطرق غير المشروعة مثل خطف الأضواء ونصب المكائد و سرقة جهد الآخرين و التسلق على أكتافهم
وهذا ما فعلته الأنظمة العلمانية القمعية الثورية الشعاراتية و ورثهم الإسلاميون الثوريون و على رأسهم الإخوان
 فهم يطلقون الشعارات و التصريحات الرنانة و يقومون باستعراضات القوة التي تدغدغ عواطف الشعوب ومشاعرهم التي حطمتها الخطوب والمحن و أنهكتها المشاكل اليومية الحياتية من اجل تخديرها وجعلها لا تشعر بالآلام و تشعر بالنشوة والعزة والكرامة الجوفاء فيصبح الإنسان كالطبل الأجوف والبالون المنفوخ فلا توجد حقائق ملموسة على ارض الواقع لهذه العزة فتسمع جعجعة و لا ترى دقيقا
ومن أجل إلهاء الناس عن مشاكلهم اليومية و أزماتهم ومتطلباتهم الحياتية التي يتسبب بها هؤلاء
و لكن السنن الكونية لا تتغير و الحياة لا تتوقف و هي مليئة بالعقبات والمكدرات من اجل إظهار الحقائق و اختبار المعادن وتمييز النفيس عن الخسيس
فكما تزرع تحصد فمن يزرع الورد سيشم الرياحين ومن يزرع الشوك فسوف يشاك به ومن يزرع المر فسيتجرعه
إذا سوف تواجه هذه الأنظمة و التنظيمات مشاكل و عقبات و أزمات و إخفاقات كثيرة تكشف أمرها و حقيقتها  ومن اجل دوام الاستمرارية و الاستقرار لا بد من غطاء جميل يغطي و يستر هذه العيوب و الإخفاقات و في تلك الفترة جاءت قضية فلسطين – فك الله أسرها –فوجدت تلك الأنظمة ضالتها فيها فاتخذتها شماعة لتعليق جميع مشاكلها و أزماتها و إخفاقاتها  و جعلتها ذريعة للقمع و سلب الحريات و تكميم الأفواه و تجميد القوانين و تعليق الدساتير و نهب الموارد و ورثهم الإخوان في وقتنا الحاضر
فلو لم توجد هذه القضية لأوجدتها تلك الأنظمة و التنظيمات الشعاراتية القمعية
فلا تسمع إلا الحديث عن إسرائيل و أمريكا و فلسطين و الامبريالية و الصهيونية و العملاء و المنبطحين و المتخاذلين
 و في الحقيقة هذه القضية هي ابعد ما تكون عن تفكيرهم و اهتماماتهم فلا يهمهم إلا كراسيهم و جيوبهم و مصالحهم الضيقة وهم عين المؤامرة على الإسلام و الأمة و سبب دمارها و أزماتها
و هذا ينطبق على أغلب التنظيمات الإسلامية المسلحة المتطرفة
إنني لا أشك بصدق عناصرهم و لكنني اشك كثيرا في قيادتهم الذين ييحالفون و يتعاونون مع الفرس أعدى أعداء الأمة و يتاجرون بالثورات و قضايا الأمة و دينها و الدماء خدمة للمشروع الفارسي المدمر الخبيث الذي يريد أن يدمر و يحتل جميع بلاد المسلمين تحت غطاء القضية الفلسطينة و نجح حتى الآن بتدمير ستة دول إسلامية 

عبدالحق صادق 



          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.