إن للإعلام المرئي و المسموع و المقروء دور كبير في صياغة
الفكر و التفكير
و بالتالي تشكيل
الشخصيات و النفسيات و العقول للشعوب من خلال ما يبثه من برامج و مسلسلات و أفلام
في الإذاعة و التلفزيون و من خلال ما يعرضه في الصحف و المجلات.
وبالتالي فأثره
ينعكس سلباً أو إيجابا على جميع مظاهر الحياة
و هو سلاح ذو حدين فقد يكون أحد أسباب النهوض أو السقوط
و بالتالي يكون ضرره كبيرا إذا سيطر عليه أصحاب الأهواء و
الشهوات و المصالح الشخصية والجهلة من القوم و كانت البيئة التي يعمل بها بيئة جهل
و تخلف
فإنه يسبب دمار
شامل في تلك المجتمعات و الأوطان أشد مما تفعله أسلحة الدمار الشامل للأعداء
لأنه سيدمر العقول
و النفوس و القيم و المبادئ و ينشر العصبية المقيتة و الظلم و الفرقة و الرذيلة و
شتى أنواع المفاسد.
و هذا ما فعله إعلام الأنظمة الثورية الاستبدادية العربية المستورد
من الشرق منذ منتصف القرن الماضي و خاصة الإعلام الذي له سبق في هذا المجال و هو
إعلام النظام الناصري
فقد أفسد أجيال بأكملها و لوث الثقافة الاسلامية و خرب
الفكر و أفسد الضمائر و النفوس و معظم ما تعانيه أمتنا من مشاكل و أزمات بسبب هذا
الفكر الثوري الفاسد
فقد تسبب الإعلام الناصري للمجتمعات العربية بالأضرار
الخطيرة التالية:
-
إضعاف الوازع
الديني.
-
قتل القيم و الأخلاق
الفاضلة
-
التبعية للآخرين و
ضياع الهوية.
-
الاضطراب الفكري و
تشويش الرؤية
-
تفريغ القومية
العربية من محتواها و هو الإسلام فأصبحت مشلولة و جوفاء لا فائدة منها
-
تأجيج العواطف و
الشهوات و تحييد دور العقل و التفكير السليم
-
خلط الاوراق و تغييب
دور المعايير العلمية المنطقية و المفاهيم
-
إذكاء نار العصبية
الجاهلية المقيتة و إظهارها بأثواب جديدة
-
تضخيم نزعة (أنا خير
منه ) و التي كرست الفرقة و التنازع في المجتمعات و الأمة
-
إضعاف الحس القومي و
الوطني الفعال و البناء و المفيد القائم على الحق و أداء الواجب
-
تأجيج الجانب السلبي
من الحس القومي و الوطني لحد التطرف و القائم على أساس التعصب المقيت و العزة
الوهمية الجوفاء.
-
انتشار المشاكل
الاجتماعية و التمرد على قيم المجتمع و تمرد الأبناء على الآباء و تمرد الزوجات
على الأزواج.
-
انتشار الأمراض
النفسية و التي تؤدي إلى الأمراض الحسية .
-
صناعة رموز وطنية و
قومية جوفاء.
-
قلب الموازين و
المعايير في المجتمع فتم تقديم سفلة القوم على أنهم قدوة في المجتمع و تهميش دور
العقلاء و قادة المجتمع المدني .
و المحزن أن بعض الناس لا يزال يتبنى الفكر
الذي نشأ في ظل الانظمة القمعية و ينخدع بهذا الإعلام المضلل و ينساق وراءه في ظل
انتشار الوعي و التحرر من الأفكار القديمة الضارة التي عف عليها الزمن
الذي
ساهمت به الثورة الإعلامية الخليجية التي أعادت بعض التوازن للفكر العربي.
فإذا لم يتغير الفكر الذي نشأ في ظل الأنظمة
الاستبدادية فلن تسقط تلك الأنظمة و لو سقطت
الكاتب :عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.