السبت، 16 فبراير 2013

الأمانة يا وافدين إلى السعودية ودول الخليج



الأمانة في الأقوال و الإنصاف و الاعتدال في الأحكام  و الشكر و العرفان بالجميل و كف الاذى و من باب اولى لمن له ايادي بيضاء من صلب ديننا و قيمنا و أخلاقنا 
 فبالشكر تدوم النعم و بكفرانها تزول و من لا يشكر الناس لا يشكر الله  و اليد العليا خير من اليد السفلى و في كل خير
السعودية هي الوطن الثاني لجميع المسلمين كما قال عنها الكاتب طه حسين :إن لكل مسلم وطنان الأول الذي يعيش فيه و الثاني المقدس و يقصد السعودية
و هي ليست بحاجة لمدح أحد فقد أغناها الله عن الخلق فوهبها خيري الدنيا و الآخرة فالدول العظمى تخطب ودها لأنهم يعرفونها أكثر مما تعرفها الشعوب العربية
و المستفيد من معرفة التجربة السعودية الناجحة هي الأمة العربية و الإسلامية و نجاحها دليل قاطع على أن الإسلام صالح لكل زمان و مكان لأن التجربة خير برهان فهي وصلت إلى ما وصلت إليه من التقدم والحضارة و قوة الاقتصاد و المكانة بفضل تحكيمها شرع االله 

فالشعور الطبيعي لكل مسلم و عربي الاعتزاز بها و لكن لماذا البعض يتعكر مزاجه إذا ذكر احد ايجابيات بلاد الحرمين و ينتشي إذا ذكرت بسوء و هناك من لا هم له سوى البحث في قمامة الانترنت ليجد ما يطعن فيها ليشيعه و خاصة الذين يتنعمون بخيراتها و أمنها و خدماتها  و لذلك كتبت هذا الموضوع لأشير الى فوائد الشكر و العرفان بالجميل و مظاهر الشكر.

بعض مظاهر القيام بالأمانة و الشكر  :
-        العرفان بالجميل لصاحب العمل و حكومته التي تفتح مشاريع تنموية و تدعمه و تضع التسهيلات له 
      و الشكر و الاعتراف بالجميل ليس تذلل او نقص بل هو دليل على شخصية متوازنة و نفسية صحيحة و عقلية واعية لأن كل من يقوم بفتح مشاريع تنموية تسهم في القضاء على البطالة في العالم يستحق الشكر و هذا أفضل من الصدقة لأن الإنسان يأخذ المال مقابل جهده فيشعر بكرامته و كينونته و تكبر شخصيته و تزداد خبرته
-         القيام بالواجبات و الحفاظ على ممتلكات صاحب العمل و تطوير و تحسين الأداء
-         الذب عن عرض صاحب العمل إذا ذكره احد بسوء لأن له حقين حق الإسلام و حق النعمة و الطاعة
-         مساعدة الباحثين عن عمل من أهل هذا البلد ممن كان صاحب قرار أو رأي في التوظيف فهم أولى بخيرات بلدهم
-         إنصاف العاملين من أهل البلد ممن كان مديرا عليهم و التحقق من عدم الكيد لهم و مضايقتهم. 
-         إنفاق بعض مما آتاك الله إياه من خيرات هذه البلدان على الفقراء و المحتاجين فيها.
-         الكف عن الطعن في السعودية ودول الخليج و عدم ترديد هذا الكلام الجارح بحق دول الخليج الذي ورثته من الأنظمة الثورية في فترة الخمسينات و الستينات عندما كانت هذه الأنظمة متقدمة حضاريا على دول الخليج  بفعل الاحتلال و ليس بفعلهم .
فاليوم الأمر اختلف فأصبحت دول الخليج هؤلاء البدو على حد زعمكم متقدمون حضاريا أكثر من خمسين عاما على تلك الأنظمة الثورية الاستبدادية بعد أن كانوا متخلفين عنهم خمسين عاما سابقا
-         الانصاف عدم ادعاء ما ليس لك و ذلك بان تنسب هذه القفزة التنموية الكبيرة في دول الخليج  لأصحابها فالعمالة الوافدة أدت جهود تشكر عليها و لكن بمقابل و بأضعاف ما يتقاضونه في بلدانهم فليس من حقها أن تنسب هذه القفزة الحضارية لها و إلا  لماذا لم تطور هذه العمالة بلدانها فهي أولى بذلك ؟؟
 فحكومات دول الخليج هي التي امتلكت إرادة التطوير و أدارت و خططت و أحسنت الاختيار لهذه العملية التنموية فاستقدمت هذه العمالة من بين عشرات الملايين من العمالة المعروضة للعمل في العالم فهي صاحبة الفضل بعد الله واليد العليا خير من اليد السفلى و في كل خير
ففي مراكز الأبحاث الأمريكية آو الأوربية كثير من الباحثين والمخترعين من الدول النامية فهل من حق الدول النامية التي طردت هذه العقول أن تنسب هذه الحضارة و الاختراعات لها فهي ملك لأصحاب الشركات و لو كان جميع العاملين في هذه الشركات من الدول النامية لأن صاحب الشركة هو الذي خطط و قرر فتح هذه الشركة و اختار هذه العمالة و وفر لهم الدعم و جميع اللوازم و الأدوات و هيأ الظروف المناسبة حتى ولدت هذه الابتكارات   
-         تعريف مجتمعك بالعقيدة السليمة السائدة و بمستوى التدين والخوف من الله في المجتمع السعودي و حكومته ومقدار الدعم للدعوة والدعاة و الاهتمام بالمقدسات ورعاية الكتاب والسنة.
-         تعريف مجتمعك بالمواقف و الصفات النادرة في عصرنا الحاضر التي يتحلى بها البعض من الشعب السعودي .
-         تعريف مجتمعك بالمستوى الحضاري و مستوى الخدمات الذي وصلت له دول الخليج
-         تعريف مجتمعك عن تفاعل الشعب السعودي و حكومته مع قضايا المسلمين و العرب و مدى حبهم للخير و مقدار الدعم الذي يبذلونه.
-         الاستفادة من مظاهر الحفاظ على الهوية الإسلامية و العربية والعادات و الأخلاق الحميدة في السعودية ودول الخليج  ونقلها إلى بلدك .
-         الإشادة بالمظاهر الايجابية في المناهج والإعلام السعودي و جميع ما شاهدته .
-         نقل الخبرات و التجارب الناجحة إلى بلدك مع الإشارة إلى البلد الذي  استفدت منه هذه الخبرات و التجارب و عدم التنكر لذلك .

فوائد أداء هذه الأمانة و القيام بالشكر :
-         الأجر و الثواب عند الله سبحانه وتعالى إن أخلصت النية
-         حصول البركة والحفظ في مالك و ولدك و بلدك
-         حصول المحبة و الألفة بينك و بين صاحب العمل و بينك و بين المجتمع الذي تعيش فيه لأنه كما يقال القلوب تسرق من بعضها و هذا سوف يتطور الى سلوك ايجابي ينعكس ايجابيا على امتنا جمعاء
-         احسب أنه إذا سادت المحبة و الالفة و حسن الظن ستتغير كثير من الأنظمة في دول الخليج لأنهم يعرفون جيدا ماذا تتحدثون عنهم  و ماذا تحملون عليهم.
-         نشر الوعي و الموازين الصحيحة و قيم الحق و العدل في المجتمع الاسلامي و العربي
-         القضاء على التعصب المقيت و الانتصار للخصوصية و العدائية المستشري في الامة
-         القضاء على الازدواجية في السلوك و التقلب في المواقف و التطرف في الاحكام فترى البعض يتذلل امام صاحب العمل و في غيابه ينعته هو و شعبه و حكومته باقبح الصفات
-         نشر ثقافة الشكر والعرفان بالجميل في المجتمع الاسلامي و العربي و هذا من أهم أسباب النهوض .
-         حث ودفع المسئولين في بلدك على التغيير و الإصلاح و الانتقال من الشعارات الرنانة الى العمل و الجهد المثمر .
-         حث ودفع المسئولين في بلدك على  الاستفادة من التجربة الخليجية وهذا سوف يؤدي إلى انتعاش اقتصادي في بلدك .
-         حث مجتمعك على العودة إلى الأصالة و القيم الاسلامية و العربية و هذا سوف يؤدي إلى تقارب بين الشعوب و الحكومات الإسلامية و العربية .
-         تشجيع الشباب السعودي والخليجي الذين انحرفوا عن جادة الصواب نحو اليمين أو نحو اليسار أن يعودوا إلى  أصالتهم و قيم مجتمعهم على منهج الاعتدال و الوسطية و الشعور بالوطنية لأن هؤلاء الشباب يتأثرون بما يقال فعندما لا يسمعون الا الحديث عن سلبيات بلدهم يصابون بالياس و الاحباط و هذا الشعورأهم اسباب الانحطاط و الانحراف السلوكي و الاخلاقي .
و الأضرار التي تحصل من تضييع هذه الأمانة و التنكر للجميل هي عكس هذه الفوائد و هو ما نراه على ارض الواقع اليوم
 علما بان الذين يضيعون الامانة و يتنكرون للجميل هم نفس الاشخاص الذين يتذللون امام صاحب العمل و يطعنون في زملائهم الوافدين تقربا الى صاحب العمل و لكنهم يطعنون به و بمجتمعه و حكومته في ظهر الغيب
و الذين يحترمون صاحب العمل دون ان يتذللون له ينصفونه في غيابه و لا يطعنون في في ظهره 
و التذلل صفة  مذمومة و الشكر صفة محمودة و المحترم يحترم  و الذي في قلبه مرض الموازين عنده مقلوبة و الازدواجية في جميع شؤونه موجودة و يحسب كل مذمة هو المقصود بها و كل محمدة هو الاولى بها 
فاحسب لو انه استثمر هذا التمازج بين الشعوب الإسلامية و العربية في دول الخليج العربي بشكل ايجابي و بما يخدم المصلحة العليا  لأمتنا
فقام كل من جاء إلى دول الخليج بشكل عام و السعودية بشكل خاص منذ خمسين عاما بقصد العمل أو الحج و العمرة و تجرد من أهواءه و قيَم الواقع في دول الخليج بحيادية و واقعية و إنصاف بعيدا عن الأهواء و العصبية المقيتة و المصالح الشخصية الضيقة
 و بعيدا عما ترسخ في أذهان البعض من إشاعات الأنظمة الثورية الاستبدادية عن دول الخليج و دون التركيز على بعض السلبيات التي لا يخلو منها أي مجتمع بما في ذلك مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم
ونقل إلى بلده بصدق و أمانة الصورة الحقيقية و الصحيحة عنها
 لتحسن الوضع الاقتصادي في بلدانكم لأنه مؤهل ليصبح أقوى من اقتصاد دول الخليج
و لما كانت هذه الأزمات و المشاكل التي تعانون منها في بلدانكم بهذا الحجم
و لسارت أمتنا في الطريق الصحيح للكرامة و لكانت أكثر تقاربا و تضامنا و لأصبح لها مكانة بين الأمم أفضل مما هي عليه الآن و لما تجرأ عليها الأعداء بهذا الشكل السافر . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.