الخميس، 7 فبراير 2013

المبعوثون الى سوريا و الهستريا

بداية اود أن اسال هذا السؤال :
-         هل جميع المبعوثين الى سوريا خونة و متآمرون و لماذا و ما هي مصلحتهم (نبيل العربي – كوفي آنان – الأخضر الابراهيمي - دي مستورا .....) ؟؟؟
اذا كان الرد نعم لأن لهم مصلحة و علاقة مع النظام و ربما أغراهم بشئ
الجواب هذا ظن و الظنون لا تبنى عليها مواقف او احكام فلا توجد شريعة او قانون وضعي يحاسب على النوايا و الظنون فنحن مامورين شرعا بالحكم على الظاهر و الله يتولى السرائر.
و الأصل في الاشياء الطهارة و في البداية الثقة و حسن الظن مطلوب إلا اذا ثبت العكس و بالدليل
و من وجهة نظري هؤلاء تم اختيارهم من قبل الجامعة العربية و الامم المتحدة نتيجة نزاهة و خبرة سابقة في هذا المجال فكيف يرسلون اشخاصاً يشك في نزاهتهم و قدراتهم لأن ذلك يعني فشلهم و يعني أنهم لا يريدون ايجاد حلول للمشكلة
 و لو كان الامر كذلك لما اجتمعوا و لما ارسلوهم اصلا لأن لديهم من المشاغل و المسؤوليات في دولهم الكثير .
فليسوا بحاجة لاجتماعات و مؤتمرات و قرارات لمجرد الاجتماع و أظن أن الازمة السورية تأرقهم جميعا بسبب ما يرتكب من فظاعات .
و عندما تكون رؤيتهم و تصريحاتهم تخالف أهواء البعض فهذا لا يعني أنهم متخاذلون او متآمرون مع النظام الاسدي .
و لكن يدل على انهم شخصوا الواقع الموجود على الارض بحكم خبرتهم الواسعة و بما لديهم من وسائل ومصادر معلومات و اقترحوا الحلول التي يرونها مناسبة لهذا الواقع فلو تغير الواقع لتغيرت الرؤية و الحلول.
فمثلا عندما يشاهدون الواقع التالي :
الدول الكبرى لا ترغب بالتدخل لحل الازمة لأن المفاسد ستكون اكبر من المصالح
و ان النظام لا يزال متماسكاً و لديه قوة و اصرار و ثبات و لا يريد التخلي عن السلطة و يستخدم القوة المفرطة من اجل دفع الناس الى اللجوء لدول الجوار من اجل الضغط و زيادة الاعباء و المخاطر الامنية عليها
 و أن المعارضة غير موحدة و غير منظمة و في صفوفها تنظيمات اسلامية متطرفة
و في هكذا وضع الدول لن تقدم دعما كافيا بالسلاح النوعي لحسم الصراع بسبب مخاوفهم لما بعد سقوط النظام و بالتالي لن تستطيع المعارضة حسم الصراع
إذا الحل المنطقي و المناسب لهذا الوضع هو الحل السياسي عن طريق الحوار و إن كان مرا بسبب الفظائع التي ارتكبت و لكنه افضل الممكن لأن البديل هو مزيد من الدماء و المعاناة و الفظائع
فلو ان المعارضة وحدت و نظمت صفوفها و شكلت الحكومة المؤقتة الفاعلة على الارض و ليس هياكل كرتونية في الفنادق و دمجت الكتائب الاسلامية في صفوف الجيش الحر .
 فإن المعادلة سوف تتغير و بالتالي الرؤية و الحلول سوف تتغير فالموجود على الارض هو الذي يفرض شكل الحل وليس المندوب العربي او الاممي.
و المندوبون يصرحون بتصريحات دبلوماسية تكون مقبولة من طرفي النزاع حتى لا يتم وضع حاجز بينهم و بين الطرف الآخر لأنهم وسطاء إصلاح و ليسوا قضاة من اجل تحديد من هو المخطئ و المصيب .
فعندما يهاجمون أي طرف فهذا يعني القطيعة و فشل المهمة و لذلك لا بد من اختيار الفاظ معتدلة مع الطرفين .
فهؤلاء المندوبون حريصون على مصلحة الشعب السوري و يجتهدون في ايجاد حل للازمة و ينبغي أن يشكروا و تقدر جهودهم  و ليس أن يوصفوا بأوصاف سيئة .
و أظن ان أي مندوب الى سوريا لحل الازمة سوف يصاب بالصداع و الهستريا لما سيواجهه من مشاكل و صعوبات جمة و عراقيل توضع في طريقه و لما يشاهد من استهزاء به و أقسى الاوصاف تلصق عليه و أشد التهم يرمى بها و من الطرفين .
الكاتب : عبد الحق صادق   

هناك تعليقان (2):

  1. من يصدر نفسه لحل مشكلة مثل مشكلة سوريا يجب ان يضع في اعتباره كل الظروف و ان يتنحى ان لم يكن قادرا على الفعل و ألا يضيع الوقت لأن الوقت بالنسبة للسوريين يعني شهداء و جرحى و مهجرين جدد في كل ساعة .

    ردحذف
    الردود
    1. الشهداء و الجرحى موجودين بوجوده و عدم وجوده و الصحيح عدم الياس و القنوط و تكرار المحاولة لأن البديل هو مزيد من الدماء و ليس غيره فاستمراه ان لم ينفع فلا يضر

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.