علاج فعال لنفخة المقاومة (أسئلة أتحدى الإجابة عليها )

                                                                                         

1-اغلب الشعوب العربية و على رأسهم القومجية العرب و الاسلاميين الثوريين وقفوا مع العراق عند غزوه للكويت عام 1990 و اتهموا الكويت و دول الخليج العربي بالخيانة و العمالة

 لاستعانتهم بالأمم المتحدة لتحرير الكويت علما بأنه تم اخذ فتوى من كبار العلماء في بلاد الحرمين وبشرط قيادة السعودية لهذه القوات و هنا دولة عربية قوية اعتدت على دولة عربية صغيرة جارة لها مستقلة

 بينما صمتت و باركت إستعانة شعب البوسنة و ثوار ليبيا بامريكا و الناتو و اليوم يستنجدون بهم صباح مساء بخصوص سوريا و قد افتى شيوخ الاخوان بجواز ذلك  و هنا شأن داخلي و ليس دولة اعتدت على دولة 
و في حرب تحرير الكويت هي قوات مستأجرة لا منة لها بينما في غيرها بدون أجرة و شتان بين الإثنين  
  أليس الشعب الليبي الذين مع القذافي مسلمين يستحقون البكاء كما تباكي شيوخ الاخوان على الشعب العراقي و و الشعب الافغاني ؟؟
و لماذا شيوخ الاخوان اتهموا علماء بلاد الحرمين بشتى التهم عندما افتوا بجواز ذلك و بشروط بينما هم أفتوا بدون شروط و بدون أجر؟؟؟

 ألا يدل ذلك على هوى متبع و ازدواجية معايير و اضطراب فكري حاد ؟؟؟

2- أغلب الشعوب العربية و على رأسهم القومجية العرب و الإسلاميين الثوريين وقفوا مع النظام البعثي الديكتاتوري في العراق ضد الشعب العراقي الذي استعان بالقوات الامريكية و حلف الناتو

 للتخلص من هذا النظام عام 2003 و اتهموا الشعب العراقي الذي استعان بهذه القوات و الدول التي انطلقت منها هذه القوات بالخيانة و العمالة .

 بينما اليوم في القضية السورية 2011 -2012 يصبون جام غضبهم على امريكا و الغرب و الدول العربية التي ترفض التدخل الاجنبي .

 و يتهمونهم بالتخاذل و التآمر لعدم نصرة الانتفاضة السورية عسكريا ضد النظام السوري البعثي الديكتاتوري  و هو الاقرب للنظام البعثي العراقي و يطالبونهم بالخروج على قرار الامم المتحدة الذي تفشله روسيا و الصين
و الغريب أنهم يتجاهلون روسيا و الصين و ايران و لا يذكرونهم بسوء و يطعنون في  دول اصدقاء الشعب السوري مثلهم مثل النظام و الفارق ان النظام السوري يشكر من يدعمه

 ألا يدل ذلك على تناقض في المواقف و رؤية مضطربة بحاجة لتصحيح؟؟؟

3-أغلب الشعوب العربية و على رأسهم القومجية العرب و الاسلاميين الثوريين يعتبرون امريكا العدو الاول للعرب و المسلمين و روسيا الملحدة صديق أو على الاقل ليست عدو

و في الواقع أن امريكا و الغرب وقفوا مع قضايا أهل السنة في المواقف التالية حرب تحرير أفغانستان من الاحتلال الروسي  و حرب ايران ضد العراق و حرب البوسنة ضد الصرب و وقفوا مع شعوب الربيع العربي  ضد الانظمة القمعية رغم ان تلك الانظمة اصدقاء لهم 

 علماً بأن روسيا هي التي صدرت الفكر الثوري الدموي الاستبدادي الالحادي الى منطقتنا في الخمسينات و الستينات و هذا الفكر هو خلف أغلب ما تعانيه أمتنا من ازمات حالياً و هي تقف اليوم مع الانظمة القمعية و تحميها ضد الشعوب 
 ألا يدل ذلك ان الشعوب العربية بحاجة ماسة لانتفاضة فكرية كبرى تطيح بالفكر الذي نشأ في ظل الانظمة القمعية و الذي استوردته من روسيا سابقا و تخلت عنه حاليا ؟؟؟

4-  اغلب الشعوب العربية و على رأسهم القومجية العرب والإسلاميين الثوريين وقفوا مع حزب الله الذي تسبب بتدمير اللبنان في حرب تموز 2006 و اتهموا يومها الدول العربية و شيوخ بلاد الحرمين الذين لم يؤيدوه بالعمالة و التخاذل و اليوم كشفت الانتفاضة السورية حقيقة حزب الله و اتباع إيران بأنهم تجار قضايا و دماء 
و الغريب أن هؤلاء و على رأسهم شيوخ الاخوان يعطون دروس و تعليمات لدول الخليج بالحذر من إيران و مشروعها متجاهلين تصفيقهم لمقاومتها و ممانعتها و متجاهلين أن دول الخليج عرفت خطر المشروع الايراني منذ نشأته فدعمت العراق ضده و لولا هذا الدعم لكان العراق و غيره تحت الاحتلال الايراني منذ زمن بعيد

 ألا يدل ذلك على أن العواطف تسير الشعوب العربية و ان سياسة دول الخليج و على رأسها السعودية هي الانضج في الدول العربية و إذا ارادت الشعوب العربية و الاسلامية الخلاص مما تعانية ان تلتف و تأخذ بحكمة و بعد نظر السياسة السعودية كما اقر بذلك الشيخ القرضاوي وليته يقر بصحة موقف السعودية من مصر اليوم قبل فوات الآوان حتى لا يقر بصحته بعد عشر سنوات و لكن بعد تدمير مصر لا سمح الله ؟؟؟

5-أغلب الشعوب العربية و على رأسهم القومجية العرب والإسلاميين الثوريين ينظرون نظرة سلبية الى دول الخليج العربي و خاصة السعودية علما بان 90 % من العمل الخيري الاسلامي العالمي مصدره دول الخليج و هذه الدول قامت بعملية تنمية شاملة ادت الى تطوير بلدانهم و سبقوا اقرانهم و أدت الى مستوى دخل مادي جيد لمواطنيهم و ساهمت بشكل فعال في حل جزء كبير من مشكلة البطالة التي تعاني منها الدول الاسلامية

 و حقوق الانسان و كرامته مصانة افضل من كثير من الدول الاسلامية

 و الاعلام الخليجي الحر ساهم بشكل فعال بهذه الصحوة العربية

 و دول الخليج وقفت مع شعوب الربيع العربي ضد الانظمة القمعية الاستبدادية اعلاميا و سياسيا و ماديا  
ألا يدل ذلك على ان هناك من يقلب الحقائق و يشوه سمعة دول الخليج و خاصة السعودية و على رأس هؤلاء الاخوان و و القاعدة و أتباع إيران لأغراضهم و مشاريعهم  الخاصة
 و الغريب أن هناك الكثير من الشعوب الاسلامية  من يصدق هؤلاء و يسير خلفهم و يردد كلامهم
 و الأغرب بعض مواطني دول الخليج و المقيمين فيها يتمتعون بخيراتهم و ينعمون بأمنهم و يطعنون فيهم 
 فمتى تصحو الشعوب الاسلامية و يعيدون التوازن و الانصاف لفكرهم و يحررونه من التبعية لأصحاب الاهواء و الانانية و المشاريع الضيقة و الشعارات الرنانة ؟؟؟

6-تيار ما يسمى المقاومة و الممانعة كان يهلل لقطر و تركيا قبل الازمة السورية 2011  حتى ان بعضهم وصف أمير قطر بأمير المقاومة و حزب الله رفض وساطة جامعة الدول العربية و السعودية و السودان في حل الازمة اللبنانية و قبل وساطة قطر بمباركة سوريا و قام بعمل صلح مع تيار المستقبل على الاراضي القطرية

و كثير منهم اصبح يرفع صور رجب طيب اردوغان و بعد الازمة السورية صار يتهمهما بشتى التهم

علما بان قطر و تركيا صريحتان  و واضحتان فهما تعلنان بان لهما علاقة مع اسرائيل و على اراضيهما قواعد امريكية التي تم ضرب العراق منها و ذلك قبل الازمة السورية و بعدها
و يدعي تيار المقاومة بأن سبب عداؤه للسعودية علاقتها المميزة مع أمريكا و الغرب 
فلماذا أقاموا علاقات مميزة مع تركيا و قطر قبل الازمة السورية و استبدلوا صك العمالة بصك الغفران ؟؟

ألا يدل ذلك على سذاجة و مزاجية او كذب و دجل رموز هذا التيار و ان هذا التيار لا يصلح لقيادة الامة لأن الساذج و المزاجي و الدجال لا يصلح ان يكون رأس ؟؟؟

7-الجبهة الاردنية هي الجبهة الوحيدة التي حققت انتصار على اسرائيل في حرب 1948 و 1967 و شاركت في حرب تشرين 1973 و هي الدولة العربية الوحيدة التي وقفت مع العراق ضد امريكا في حرب تحرير الكويت 1991 و الاردن من اكثر الدول مساعدة للشعب الفلسطيني و من اكثرها اهتماما في قضية القدس  و المسجد الاقصى الشريف و هي من افقر الدول العربية بالموارد الطبيعية و مع ذلك يتمتع الشعب الاردني بمستوى اقتصادي جيد و مستوى حضاري متقدم مقارنة بأمثاله من الانظمة

و  مستوى حرية التعبير و  الانتخابات الديمقراطية  تعتبر من افضل الدول العربية  حيث يسمح  للأحزاب الاسلامية بممارسة عملها و رغم ذلك فاغلب الشعوب العربية و على رأسهم  القومجية  و الاسلاميين الثوريين ينظرون نظرة سلبية للأردن و يتهمونه بالعمالة و الخيانة

و ينظرون الى النظام الناصري كرمز و بطل قومي علما بأنه خسر من اراضيه اكثر من ضعف مساحة فلسطين و استورد من الاتحاد السوفياتي سابقا الفكر الثوري الاستبدادي القمعي

 و صدره الى الانظمة العربية العسكرية الثورية القمعية الاستبدادية و قام بتخريب عقول و فكر و ضمائر اجيال عربية عن طريق اعلامه الهدام

ألا يدل ذلك على تضليل أجيال بأكملها و تزوير ضخم للتاريخ  ؟؟؟

8-  قام النظام المغربي بإصلاحات  حقيقية  كثيرة فهامش حرية التعبير جيد و هناك  حرية احزاب و انتخابات ديمقراطية نزيهة و وقف مع  شعوب الربيع العربي ضد الانظمة القمعية الاستبدادية

بينما النظام الجزائري انقلب على نتائج الانتخابات عام 1991 و دخلت الجزائر في دوامة عنف  حيث قتل من شعبه اكثر من مائتي الف و امتلأت السجون و ارتكب انتهاكات خطيرة بحقوق الانسان شبيهة بانتهاكات النظام الاسدي و الجزائر غنية بمواردها الطبيعية و مع ذلك دخل المواطن متدني و المستوى الحضاري  لها لا يناسب مواردهاو النظام الجزائري وقف مع الانظمة القمعية ضد  شعوب الربيع العربي

رغم ذلك فنظرة اغلب الشعوب العربية و على رأسهم  القومجية  و الاسلاميين الثوريين الى النظام المغربي نظرة سلبية و يتهمونه بالخيانة و العمالة بينما لا يذكرون النظام الجزائري بسوء

ألا يدل ذلك ان الانظمة الملكية العربية افضل من الجمهورية و يمكن اصلاحها ؟؟؟

و ان البلدان التي تحالفت مع الغرب وضعها افضل من البلدان التي تحالفت مع الشرق في شتى المجالات ؟؟؟
9-تيار ما يسمى المقاومة و الممانعة إيران و اتباعها مثل حزب الله و الحوثيون و النظام الاسدي الذين يرفعون شعار العداء لاسرائيل و أمريكا كل من يخالفهم الرأي يتهمونه بالصهينة و الخيانة 
و الاخوان كل من يخالفهم الرأي متصهين خائن منافق معادي للمشروع الاسلامي 
ألا يدل ذلك ان نهجهم استبدادي اقصائي و أنهم تجار دين و قضايا و دماء مثل ايران و اتباعها و لذلك تدعمهم إيران و يتعاونون معها و لذلك قال وزير خارجية ايران و مستشار خامنئي الاخوان اقرب الحركات الاسلامية إلينا؟؟؟ 
و السؤال هل يشك أحد بخبث اهداف ايران و هل أحد يجهل مشروعها التوسعي العقدي في المنطقة ؟؟؟
10-  إيران تحتل الاحواز العربية الغنية بالثروات و التي تعادل مساحتها أضعاف مساحة فلسطين و معظم إيردات إيران من الاحواز و رغم ذلك الشعب العربي في الاحواز من افقر الناس و خدماته ضعيفة و هم محرمون من أدنى حقوقهم الانسانية والدينية و النظام الايراني يمارس بحقهم أقسى انواع الظلم و الاستبداد  
و النظام الايراني يستغل خيرات الاحواز و ينفقها على مشروعه القومي الفارسي التوسعي فهو ينفق 70 % من دخل ايران القومي على تصدير الثورة .
فمن الذي يعاني أكثر من الاحتلال و سلب الحقوق و الحريات و ممارسة الشعائر الدينية و الخدمات و الوضع الاقتصادي هل هو الشعب الاحوازي أم الشعب الفلسطيني و من الذي يستحق النصرة و الدفاع عنه أكثر ؟؟؟
أحسب أن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي يتمتع بالحقوق و الحريات و ممارسة الشعائر الدينية و الخدمات و الاقتصاد أفضل من أغلب الشعوب تحت حكم الانظمة القمعية الاستبدادية العربية و الاسلامية  !!!
 فكيف يثق الاخوان بالنظام الايراني الصفوي المتطرف المحتل التوسعي و يتحالفون معه و يتجاهلون أفعاله المشينة و جرائمة بحق الشعب الاحوازي و العراقي و السوري فكل من يقيم علاقات قوية معه و يدعموه ينبغي أن يدعم و يمرر مشروعهم التوسعي في المنطقة فايران ليست جمعية خيرية حتى تعطي المال و السلاح دون مقابل .

  فهل تدعم إيران حماس الاخوانية دون مقابل و دون هدف و هل تريد لاهل السنة ان ينتصروا ؟؟؟ 
و هل كرامة و حرمة دم الشعب الاحوازي تختلف عن كرامة و حرمة الشعب الفلسطيني بنظر الاخوان ؟؟؟ 
11-أغلب الشعوب العربية و على رأسهم القومجية و الاسلاميون الثوريون و على رأسهنم الاخوان يعتبرون أمريكا و الغرب العدو الاول للاسلام و المسلمين و يتفاخرون بالمقاومة و يتحدثون عن العزة و الكرامة و يعبرون عن حقدهم على الاحتلال و الخونة و المتآمرين على الاسلاميين .
و الغريب أن حلمهم الحصول على تأشيرة دخول لتلك البلدان فلو ان أمريكا و الغرب و دول الخليج فتحوا بلدانهم للدخول دون تأشيرة لرأيتم الشعوب العربية تترك بلدانها و تذهب لتعيش في ظل الاحتلال و الخونة و المتآمرين فبدل أن يأتي الاحتلال اليهم يذهبوا اليه فكثيرون اليوم يركبون البحار للذهاب لاوربا مخاطرين بانفسهم ليعيشوا في ظل الاحتلال و الاعداء من وجهة نظرهم
ألا يدل ذلك على اضطراب في الرؤية و الفكر و انقلاب في المبادئ و القيم و المفاهيم  

ألا تدل هذه التساؤلات ان الفكر العربي من صنع الأنظمة الاستبدادية العسكرية الشعاراتية التي انتفضت الشعوب ضدها و الاولى ان تنتفض ضد فكرها أولا
و أن فكر الاسلاميون الثوريون ملوث بفكر تلك الانظمة المستورد من الفكر الثوري الماركسي
إذاً الشعوب العربية بحاجة الى تغيير فكري جذري و اعادة النظر في تقييماتها و نظرتها ؟؟؟ 
إذا امتنا تعاني من ازمة فكرية حادة فهي بحاجة ماسة لانتفاضة فكرية كبرى تطيح بالفكر الذي نشأ في ظل تلك الانظمة فإذا لم يتغير هذا الفكر فلن تتغير تلك الانظمة و لوسقطت 

الكاتب : عبدالحق صادق