تتبوأ دول الخليج العربي وخاصة السعودية اهمية كبرى بالنسبة للعالم العربي و الاسلامي
لمكانتها التاريخية
و الدينية و قوتها الاقتصادية التي تسهم بشكل فعال في حل جزء كبير من مشكلة البطالة التي
تعاني منها
العربية و الاسلامية بفضل عملية التنمية الكبيرة التي تقوم بها تلك الدول
بالاضافة الى مساعدة المتضررين من الكوارث و النكبات فتسعين
بالمائة من العمل الخيري الاسلامي العالمي
مصدره دول الخليج العربي و خاصة السعودية
و قد ساهم الاعلام و المال الخليجي بشكل فعال في اسقاط الانظمة
القمعية الاستبدادية
و
اليوم تتعرض الدول الاسلامية بشكل عام و
دول الخليج بشكل خاص و بالاخص السعودية لمخاطر
كبيرة من قبل النظام الايراني الثوري الطائفي التوسعي المتطرف و للاسف يساعدهم في ذلك بعض السنة مثل داعش و القاعدة و الاخوان
و
للاسباب التي ذكرتها في الاعلى فان امن و
استقرار دول الخليج العربي يهم جميع العرب و المسلمين
و
هذا الخطر ليس وهما او ظنا و لكنه حقيقي
بسبب طبيعة النظام الايراني القائم على تصدير الثورة و آثاره واضحة في العراق و
اللبنان و سوريا
و
بوادره بدات تظهر في دول الخليج عندما اعتدى الحوثيون اتباع النظام الايراني على حرمة بلاد الحرمين و عندما حاول اتباعه في
البحرين الانقلاب على السلطة و كذلك تحركات اتباعه في الكويت و اخيرا في السعودية
وهناك
عبارات يتم تداولها عند الحديث عن المخاطر
التي تهدد بلاد الحرمين مثل ( للبيت رب
يحميه ) و ( بلاد الحرمين محفوظة ) فالعبارة الاولى هي مقولة لعبد المطلب جد النبي صلى الله عليه و سلم
قبل الاسلام فليست حديثا و لا
آية
فقد
سرق القرامطة الحجر الاسود اقدس ما في الكعبة المشرفة و احتفظوا به قرابة عشرين عاما و في العصر
الحديث احتل جهيمان الحرم المكي لفترة
و
بالنسبة للعبارة الثانية بلاد الحرمين محفوظة اذا حفظت اوامر الله و شكرت انعم الله
فالبشكر تدوم النعم و تزداد و بكفرانها تزول و من اكبر نعم الله عليها في عصرنا الحاضر هذه
الحكومة التي انتهجت الكتاب و السنة
و
قد يلمح البعض بالقوة و يستهين بقوة الخصم
فاذا كان المقصود القوة العسكرية فالصحيح ان يصدر من اصحاب الاختصاص فهم اعلم
بقوتهم و قوة الخصم
فاهم
مبادئ الحرب هو ان تعرف قوتك و قوة عدوك و
تتخذ الاجراءات الضرورية للتصدي له و تتصرف بحكمة على اساس ذلك
اما التبجح
بالقوة و الاستهانة بقوة العدو
فهذا ثبت عدم جدواه و له آثار سلبية نفسية خطيرة اذا لم يتحقق النصر
ففي
العصر الحديث كان الرئيس جمال يتبجح بالقوة و يهدد و يستهين بقوة العدو فكانت النتيجة
نكسة حزيران
و
العراق قبل احتلاله كان يقوم باستعراض القوة و يهدد و يدعي الادعاءات و النتيجة
كانت ما عليه العراق اليوم
و اذا
كان المعول عليه المقاومة الشعبية للعدوان فهذا ما اخشاه و احذر منه و لأجله كتبت هذا الموضوع
فلا
شك ان غيرة المسلمين على بلاد الحرمين كبيرة
و خاصة السعوديين و ابناء الجزيرة العربية معروفون بشدة باسهم و شجاعتهم
منذ قديم الزمان
و في عصرنا الحاضر هناك شواهد كثيرة فهم
بعون الله قادرون على طرد الاحتلال
و
لكن المشكلة فيما سيظهر اثناء الاحتلال
و بعد طرده
لأن
المقاومة الشعبية تبدا بعد انهيار الجيوش
النظامية اي انهيار الدولة و هذا ما كان يعول عليه الرئيس صدام حسين يرحمه الله و
النتيجة هي ما نراه في العراق هذه الايام
فبعد
انهيار نظام الدولة – لا سمح الله - سوف
تتصارع قوى داخلية (قبائل و تيارات و طوائف دينية و احزاب )
و قوى خارجية و هي كثيرة بسبب مكانة السعودية الدينية
و غناها من اجل السيطرة عليها
وهذا سيؤدي الى تخريب ما تم بناؤه خلال
قرن بما فيها الاماكن المقدسة و الى ازهاق آلاف الارواح و الى ذهاب الممتلكات و انعدام الامن و انتهاك
الاعراض
و
سيضطر الناس – لا سمح الله - الى طلب
التدخل الخارجي من اجل ضبط الاوضاع
فبلاد
الحرمين محل اطماع كثير من القوى و منطقتنا
تمر بظروف خطيرة حساسة و دقيقة
ومن
وجهة نظري السبيل الناجع لمواجهة هذه الاطماع
كشعوب هو :
-التمسك
بدين الله و من جملة ذلك الاستعانة بالله و التواضع له وعدم الاغترار بالقوة و الاستهانة بقوة الاعداء
ففي
غزوة حنين هزم المسلمون بسبب غرور بعض
المسلمين
قال الله تعالى ( و يوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا )
و
كذلك طاعة ولي الامر ففي غزوة احد خسر المسلمون المعركة لمخالفة بعض المسلمين
اوامر رسول الله صلى الله عليه و سلم
و
كذلك اداء شكر النعم الكثيرة التي
يتمتع بها المواطنون و
المقيمون و من خلفهم
-التفاف
السعوديون حول ولاة الامر و تعزيز الوحدة الوطنية لأن ذلك يعتبر اكبر رادع للاعداء في احتلال اي بلد فمن خلال
نزع الثقة من ولاة الامر
و
من خلال شق الوحدة الوطنية عن طريق اعتبار
الولاء للقبيلة او الطائفة او التيار او الحزب اكبر من الولاء للدين ثم الوطن ينفذ الاعداء الى احتلال الاوطان
و
كذلك التفاف المسلمون حول بلاد الحرمين
و
التعبيرعن ذلك عبر وسائل الاعلام و في المنتديات و المجالس الخاصة و العامة و التصدي لكل من يطعن في ولاة الامر و
في هذا الوطن
فهذه المظاهر تجعل الاعداء يعيدون حساباتهم قبل القيام
بخطوات عملية و العكس يغريهم
و الاحتلال لا يجرؤ على احتلال بلد لولا وجود من يتعاون معهم من الداخل
و في
الختام يوجد جيش الكتروني تابع لايرانو الاخوان و القاعدة و داعش ينشط عبر المنتديات و المواقع
الالترونية هدفه تشكيك المسلمين و خاصة الشعب السعودي بمرجعيته الدينية و المدنية و السياسية
و نزع الثقة منهم من اجل تمزيق الصف و اضعاف حمية المسلمين و الشعب السعودي على بلاد الحرمين
و يوجد للاسف من ابناء جلدتنا من يتلقف
اشاعاتهم و يروج لها دون ان يدرك مخاطرها
فالخطر
الاكبر الذي احذر منه و لأجله كتبت هذا الموضوع و هو ما اخشاه هو ان ننتظر حتى يقع
الفاس بالراس و بعد ذلك نصحو
الكاتب
: عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.