الأحد، 24 فبراير 2013

الانظمة الملكية أفضل من الأنظمة الجمهورية و قابلة للإصلاح

إننا نعيش وضع دولي متشابك المصالح و بالغ التعقيد
 فأمتنا بحاجة إلى فقهاء واقع و استشاريين لفهم الواقع الذي نعيشه و تحليله و تقديم النصح و المشورة   قبل اتخاذ القرارات الهامة و الحساسة التي تهدف إلى التغيير من اجل النهوض و الكرامة
و خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الشعوب و القادة و أساليب التغيير الناجعة فاغلب الشعوب العربية اليوم تلقي باللوم على القادة في وضعنا المذري
 و بالتالي الحل من وجهة نظر الكثير هو إزاحة هذه الأنظمة
و قد خاضت امتنا تجارب عديدة خلال الفترة الماضية من اجل تغيير هذه الأنظمة بالعنف و القوة و قد فشل بعضها و أدت إلى وضع أسوأ مما كان عليه
و التي نجحت في إزاحة هذه الأنظمة بالقوة و الانقلاب العسكري تذوق شعوبها الويلات اليوم
و الدول التي حصل فيها تغيير جذري في نظام الحكم فتحول من ملكي إلى جمهوري ثوري مثل مصر و العراق و ليبيا وضعهم اليوم لا يحسدوا عليه من حيث المستوى الاقتصادي و الخدمات و كثرة المشاكل و الأزمات
فالانظمة الملكية في بداية القرن الماضي جاءت في فترة كانت امتنا  تعيش حالة تخلف و فقر شديد
و بداية التحرر من الاحتلال فهي ورثت وضع سئ لم تات به
  فقامت الثورات على تلك الانظمة كردة فعل متسرعة انفعالية على واقعها الأليم الذي لم تأت به
 فتم تصحيح الخطأ بخطا اكبر منه  
فالنظام الملكي نظام حكمت به امتنا منذ نهاية الخلافة الراشدة إلى بداية القرن الماضي وحكمت به و هي في أوج حضارتها و عزها أيام الحكم الأموي و العباسي
و الحقبة التي نعتز بها جميعا و هي فترة حكم سيدنا عمر بن عبد العزيز كان نظام الحكم ملكي
و قد اثنى رسول الله صلى الله عليه و سلم على فاتح القسطنطنية محمد الفاتح يرحمه الله احد سلاطين العثمانيين و نظام الحكم في عهده ملكي
و في عصرنا الحاضر هناك كثير من الدول المتقدمة نظام الحكم فيها ملكي وحقوق الانسان وحريته من أفضل دول العالم   مثل السويد والنرويج واليابان وبريطانيا و كندا و...
و تسمية الدولة باسم الأسرة الحاكمة مأخوذ من ماضينا العريق الذي نفخر به
والإمارات احتلت المركز الأول عربيا في مؤشر السعادة والمركز 21 على مستوى العالم، ودول الخليج بشكل عام تتقدم على جميع الدول العربية والإسلامية في مؤشر السعادة. 
فالدولة الأموية نسبة إلى بني أمية و الدولة العباسية نسبة إلى بني العباس و الدولة العثمانية نسبة إلى بني  عثمان
و النظام الجمهوري نظام مستحدث جاء مع الاحتلال و من الغرب
و الخلافة الراشدة شمس مضيئة في تاريخ البشرية نسترشد بها  و نشد بها عزائمنا و كل من اتى بعدها يستظل في ظل العز الذي حققوه لنا
و لكن علينا ألا نجعلها مخدر و محبط لنا عن فعل الممكن في عصرنا الحاضر او هدم ما تم بناؤه تحت ذريعة اقامة الخلافة الراشدة
  و ألا نظل نتغنى  بها  دون اي عمل ايجابي واقعي  و منطقي
فسيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه على سعة علمه و حكمته و كون الصحابة و التابعين من جنده لم يستطع اعادة هذه الخلافة  و كذلك اولاده من بعده
فهل نستطيع اعادتها بأوضاعنا الحالية التي لا تخفى على احد ؟؟؟؟
التحلي بالواقعية و المنطقية في المطالب يسمع له و يؤدي إلى نتائج إيجابية
و من يرفع سقف المطالب عاليا الذي يصعب الوصول اليه
 فهو إما أنه لا يريد ان يعمل و يظل جالسا في مكانه و يخدر نفسه بالتغنى بالماضي المجيد
 او يريد ان يبرر فشله عن طريق رميه على الآخرين من أجل نزع الثقة من الشرفاء و القيادات الفعلية
 لكي يحافظ على مصالحه الخاصة و تبقى الشعوب متفرقة جاهلة تائهة بلا رمز و بلا قيادة فعليه يسهل السيطرة عليها  كما تفعل الانظمة الاستبدادية العسكرية و الاخوان و القاعدة
و هذا يؤدي إلى إشاعة جو الاحباط و اليا س و الذي هو تربة خصبة لظهور التطرف و الغلو
 و الغلاة الذين يتحدثون بالمثاليات و يعيشون في الأحلام و الخيالات و يكتفوا بالتغني بالماضي المجيد
 فسيبقون على الهامش جالسين على الارصفة يضعون العصي في الدواليب ليحدثوا ضوضاء تلفت الانتباه اليهم
و هم بذلك يعرقلوا سير عجلة النهضة و التقدم
بدلا من نزولهم الى الميدان لينشروا الوعي و يغرسوا الحس الديني و الوطني و يدعوا الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة ليسهموا بتسريع عجلة النهوض و التنمية و يقللوا من الفساد 
و المثالية في المطالب ذهبت بالخلافة الراشدة و تسببت بمقتل خليفتين سيدنا عثمان بن عفان و سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنهما
و ترك الامربالمعروف و النهي عن المنكر و التخلي عن الاصلاح بالحكمة أدى الى تفشي الفساد و الضعف و بالتالي زوال الدولة العباسية و العثمانية
و تقريب أصحاب العداوات و الخصوم و إبعاد أو إهمال الاصدقاء و الموالون أدى الى زوال الدولة الاموية و اتمنى من ولاة الأمر في السعودية و الكويت أخذ العبرة من ذلك قبل فوات الأوان  
و يقال إن استصلاح الصديق خير من اكتساب غيره
و التجربة أفضل برهان
فالواقع و التجارب تدل على أن العمل السري و التسرع والانقلاب على هذه الأنظمة ينطوي على مخاطر كثيرة
و البديل الصحيح الذي ثبت نجاحه هو :
التغيير السلمي التدريجي لمصلحة الوطن و ليس لاجندة خارجية والعمل في العلن  بوضوح و شفافية 
التحلي بالوسطية والواقعية و المنطقية و الانضباطية في المطالب و إعطاء الاولوية للأمن و الاستقرار
استصلاح الشعوب فإذا صلحت فسوف تنصلح الانظمة تلقائيا
البحث عن النماذج الصالحة في المجتمع و دعمهم و الوقوف معهم و الإشادة بهم
البحث عن أفضل تجربة عربية حكومية و الإشادة بها و الاستفادة منها و الالتفاف حولها و الأخذ برؤيتها في الأمور الحساسة التي تهم المصلحة العامة و العليا للأمة
فعندما تستشعر هذه الأنظمة ذلك فسوف تمنح مجال أوسع للحريات و الصلاحيات و ستقوم بعملية إصلاح و تغيير شاملة
الكاتب :عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.