الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الحل عند عدم وضوح الرؤية


إننا نعيش زمن قلب المفاهيم و خطف الأضواء و سرقة الأدوار و عدم معرفة قيمة الكلام و تبديل المواقف و تأجيج العواطف و تغييب العقل و المنطق
 و إعجاب كل ذي رأي برأيه و الإدعاء الباطل و كثرة التشكي و طغيان المادة و سيطرة الهوى و التعصب الأعمى و تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة .

و في مثل هذه الأجواء تكون الرؤية غير واضحة و بالتالي التسرع في اتخاذ المواقف غالبا

 يخطأ .

و في الظلام يتم اللجوء إلى النور لرؤية الأشياء على حقيقتها و بقدر ما يكون هذا النور مضيئاً تكون الرؤية أوضح

فالحل الأمثل في هذه الاجواء  اللجوء إلى العلماء الربانيين  العاملين المعتدلين  التقاة الثقاة
الذين تخلصوا من عبودية نفوسهم فاستنارت عقولهم و قلوبهم و بصائرهم
وألهموا رشدهم في التفريق بين الحق و  الباطل
و هبهم الله بعد النظر و فقه الواقع
و إذا اجتمع أكثر من راي من أمثال هؤلاء الرجال يكون الاجتهاد أقرب للصواب .

و الثقة بهؤلاء الرجال و الأخذ بأقوالهم يكون هاما و ضروريا في الأمور الهامة و الحساسة  و المصيرية التي تخص المصلحة العليا للأمة و الأوطان
 و خاصة في الامور التي تخص امن البلدان و يخشى من حصول تصدع في المجتمع

 والثقة تكون في الاجتهادات التي تخالف رؤيتنا و أهوائنا
فهؤلاء العلماء أحرص على دين الله منا و من الخطأ المزايدة عليهم

و من حفظ الله لهذا الدين فلا يخلوا جانب من جوانب الحياة (الاقتصاد و السياسة و التربية و الهندسة و الطب و الجيش و ....)

إلا و فيه أشخاص ثقاة عدول و هؤلاء الرجال هم حجة الله على الناس

و إذا صعب الوصول إليهم وأتمنى أن تقوم رابطة العالم الإسلامي بالبحث عن هؤلاء الرجال و من جميع التخصصات لتشكيل مرجعية للأمة منهم

فالنظر إلى الأفعال و النتائج و المنجزات على الأرض هي المرشد إلى صحة الإدعاء و صحة النهج و صحة الموقف
و الدين الاسلامي دين حياة فلا رهابنية في الاسلام

 و هناك مهمة كلف الله الإنسان بها و هي عمارة الأرض
 فالمطلوب من المسلم التسديد و المقاربة و هو يقوم بعمارة الأرض و ليس إيقاف عجلة الحضارة بحجة إقامة الدين

 قال الله تعالى ( هو أنشاكم من الأرض و استعمركم فيها )

و ديننا صالح لكل زمان و مكان و يمكن استيعاب جميع المستجدات المعاصرة في الآتي :

 - قوله تعالى )فاتقوا الله ما استطعتم (

- الضرورات تبيح المحظورات

- اختيار أخف الضررين

 - تتغير بعض الأحكام بتغير الأزمان

 - فقه الواقع

 توكيل الأمر لأهل الأختصاص في الأمور الهامة و المصيريةالتي تخص العامة  والأمة و الوطن مثل إعلان الجهاد و غيره

 النظرالى المقاصد السامية لديننا الإسلامي

 تطبيق الاولويات في الأحكام الشرعية

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.