الجمعة، 15 فبراير 2013

للإعلاميين و التربويين في السعودية

للإعلاميين و التربويين في السعودية
عبدالحق صادق

 إن للإعلام والتربية دور رئيسي في صناعة الفكر والقناعات.
 والإعلام له أشكال متعددة مثل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، والآن دخل الانترنت بقوة في هذا المجال وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي التي تسمى الإعلام الجديد، تنافس الإعلام التقليدي.
ومن الأهداف الرئيسية للإعلام والتربية، تعزيز الأمن الفكري في المجتمع، وعلى رأسها ترسيخ الحس الوطني، وتعزيز الوحدة الوطنية، ورص الصف، وإيقاظ الشعور بالمسؤولية تجاه أمن الوطن، وإظهار الحقائق ودحض الدعاوي والأباطيل والشكوك والشبهات التي تثار حول الوطن، وهدفها زعزعة الأمن والاستقرار.
لأن أخطر ما يهدد الأوطان هي الفرقة والشعور باليأس والإحباط وانعدام الثقة بين الشعب و قيادته ورموزه الوطنية والدينية، وضعف الحس الوطني، والولاء للخارج الذي يتربص بالوطن، لأن الأعداء ينفذون إلى تخريب الأوطان عن طريق نقاط الضعف هذه، ومن أخطرها تجنيد الشباب في التنظيمات الإرهابية أدوات المشروع الإيراني الذي هدفه الاستراتيجي إسقاط الدولة السعودية، وتعاطي المخدرات، والتفحيط والقيادة المتهورة.
و من أهم ميزات الإعلامي والتربوي  هو أن يكون لديه حس ديني ووطني، وشعور بالمسؤولية أمام الله تجاه الكلمة، وأن يكون لديه فكر نير مفتح متوازن لتقدير المصالح والمفاسد التي تنتج من نشر أي خبر أو مقال.
والقناعات الصحيحة تبنى من خلال قراءة الواقع الوطني والإقليمي والدولي قراءة واعية وليس على أساس تصورات خاطئة تبنى من الخيال أو يبثها الجهال والحساد و الأعداء.
و هنا أود أن أشير إلى خلل كبير في وزارتي الإعلام والتربية والتعليم في السعودية، الذي يدل على أنهما مختطفتان من قبل أصحاب الفكر الإخواني المتطرف، والخلل يكمن في عدم على إيصال الصورة الناصعة عن السعودية للمواطن السعودي بالدرجة الأولى وللعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بالدرجة الثانية، رغم الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها السعودية، ورغم الانجازات الكبيرة التي حققتها السعودية خلال العقود الماضية في شتى المجالات، ورغم العطاء الكثير للعرب والمسلمين، والدعم الاقتصادي والسياسي الكبير لقضايا العرب والمسلمين، والجهود الضخمة التي تبذلها السعودية لحل مشاكل العالم العربي والإسلامي، والإصلاح بينهم، ولم شملهم.
فلو كانت هذه المنجزات والعطاءات قام بها أي نظام عربي جمهوري، لوجدتم إعلامه يقيم الدنيا ويقعدها، ولرأيتم الشعوب العربية تهتف باسمه.
فالإعلام في بعض الأنظمة الثورية العربية يستطيع أن يحول الهزيمة إلى نصر، ويستطيع أن يصنع مكانة متميزة لنظامه في عقلية شعبه والشعوب العربية من لا شئ .
و أرى أن سبب هذا الإخفاق يعود للآتي:
-         عدم المعرفة بحقيقة ما وصلت إليه المملكة وما حققته وما تقدمه وفق معايير علمية منطقية .
-    عدم المعرفة بحقيقة ما يدور في المجتمعات العربية الأخرى، لأنه بضدها تتميز الأشياء فالغني يستشعر قيمة الغنى عندما يرى الفقير، والصحيح يستشعر الصحة عندما يرى السقيم وهكذا.
-    المقارنة غير العادلة وغير المنطقية حيث يتم مقارنة السعودية التي مضى على سيرها في طريق الحضارة الحديثة بضعة عقود، بالدول المتقدمة التي مضى على سيرها في طريق الحضارة الحديثة بضعة قرون، فالحضارة لها عمر.
-    الرغبات الجامحة التي أججها الإعلام الدعائي، وفرضها الواقع الجديد فأصبح الكل يريد أن يتمتع بما يتمتع به الأثرياء و الأغنياء، وهذا غير موجود في الدول المتقدمة والغنية.
-    ضعف كبح هذه الرغبات الجامحة، الذي يعيد التوازن لهذه النفس وهو العلم بأن هذه الحياة الدنيا ليست نهاية المطاف و لكن هناك حياة آخرة أبدية.
-    الوقوع تحت تأثير الآلة الإعلامية العملاقة للمحور الإيراني الإخواني المعادي للسعودية، وخاصة الإعلام الجديد، الذي يقلب الحقائق والمفاهيم ويؤجج العواطف، وينزع الثقة بين الشعب وقيادته ورموزه الوطنية والدينية، لزعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى، لهيمنة إيران على المقدسات ومنابع النفط.
-     الجري وراء الشهرة وإرضاء عامة الناس وتحقيق رغباتهم، فأغلب الناس اليوم يبحثون عن الفضائح والعيوب.
-    البعض من العلمانيين لا يسره وجود تجربة إسلامية ناجحة، فيعمد إلى تشويهها وإثارة الغبار حولها.
-   بعض المتشددين والحزبيين لا يسرهم وجود تجربة إسلامية معتدلة ناجحة سوى تجربتهم، فيعمدون إلى تشويهها و إثارة الغبار حولها، وعرقلة تقدمها، هؤلاء ولائهم لحزبهم وليس لأوطانهم
-    تغليب المصلحة الضيقة على المصلحة  العامة والعليا للوطن، وتصفية الحسابات على حساب مصلحة الوطن

سأذكر بعض الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية مقارنة بأقرانها وأشقائها، معززة بالتواريخ والأرقام الصادرة من هيئات دولية، التي تعزز الحس الوطني، والثقة بالقيادة، كنموذج للإعلاميين والتربويين:
إن أول ابتدائية في السعودية كانت بتاريخ 1345 هجري،  بينما أول ابتدائية في مصر كانت بتاريخ1247 هجري و في الأردن  كان في عام 1333هجري حوالي 19 مدرسة.
إن أول جامعة في السعودية كانت بتاريخ 1377 بينما في مصر وسوريا كانت بتاريخ 1343 هجري
إن أول مديرية للمعارف في السعودية كانت بتاريخ 1344 بينما في مصر كانت بتاريخ 1252هجري
خفضت المملكة العربية السعودية نسبة الأمية في البلاد من 60% في عام 1392ه إلى نسبة متدنية بلغت 4 % هذا العام 1433ه  ,وحصلت على عدة جوائز عالمية وأصبحت من اقل الدول الإسلامية في نسبة الأمية.
و في عام 1431 حصلت خمس جامعات سعودية على الترتيب الأول وحتى الخامس على الجامعات العربية وتقع ضمن أفضل 500 جامعة في العالم.
وتوجد  3500 براءة اختراع سعودية ففي عام 1434 حصلت جامعة البترول في السعودية على 57 براءة اختراع قفزت بها إلى المركز 17 عالميا في براءات الاختراع و وضعت السعودية في المركز 30 بين دول العالم في براءات الاختراع.
و في عام 1431 حازت السعودية على المركز الأول عربياً في مجال الإبداع و الابتكار.
و خلال ثلاث سنوات ربحت 19 براءة اختراع سعودية 1.5 مليار ريال.
و لغاية 2009 يوجد في السعودية 24 جامعة حكومية و 29 جامعة و كلية خاصة
 و ما تنفقه السعودية على التعليم يفوق ميزانية عدة دول عربية. ففيها أكبر جامعة بحثية  في العالم من حيث الكلفة،  وفيها اكبر جامعة  في العالم من حيث المساحة، هذا يدل على رغبة وإرادة جامحة في النهوض.
وأكبر شركة في الوطن العربي سعودية،وتحتل المركز 15 على العالم.
وهناك 9 شركات سعودية تقع ضمن اكبر 500 شركة في العالم.
و لغاية  2009 يوجد في السعودية أكثر من 4500 مصنع  فهناك اكتفاء ذاتي من معظم السلع الاستهلاكية  ومواد البناء  وأصبحت  صادرات المملكة من المواد غير النفطية اكبر من ميزانية  بعض الدول عربية. 
  132 مليار ريال لتمويل 1250 مصنعا في مكة المكرمة فقط وهذا يدل على رغبة كبيرة لدى الحكومة في النهوض الصناعي وتنشيط الاقتصاد وفتح فرص عمل  .
و هناك دراسة أمريكية تقول بأن السعودية ستصبح من الدول الصناعية في عام 2030
و في قائمة الخمسين ملياردير عربي يوجد 33 ملياردير سعودي، ويوجد ستة ملياردير سعودي ضمن العشرة الأوائل و على رأس القائمة ملياردير سعودي هذا يدل على قوة اقتصاد.
و احتلت سيدة أعمال سعودية المركز الأول في الوطن العربي في مجال الإدارة و يوجد 3 سيدات أعمال سعوديات ضمن أفضل 10 سيدات أعمال عرب، هذا يدل أن المرأة السعودية ناجحة وتسهم بعملية التنمية بخلاف من يروج له.
و السعودية احتلت المركز 15 عالميا في مجال طفرة المدن الصناعية.
و السعودية أخذت المركز 11 عالميا في سهولة الأعمال  لعام 2010 و المركز الأول عالميا في سهولة  نقل الملكية
و السعودية أخذت المركز السادس عالميا في سهولة الأعمال الجمركية لعام 2010
و السعودية أخذت المركز 21 في مؤشر التنافسية العالمي  لعام 2011
و السعودية  أخذت المرتبة الثامنة على مستوى العالم  في قلة معاناة السكان فهي توازي استراليا حسب تقييم معهد دراسات متخصص في دولة متقدمة
فازت السعودية بأفضل صحيفة عربية  في  2010
فازت السعودية بأفضل إذاعة عربية  لعام 2010
فازت السعودية بالجائزة الذهبية الكبرى بأفضل إبداع  في العرض في معرض اكسبوا بالصين عام 2010
حازت السعودية على المركز الأول عالميا لخمس سنوات على التوالي في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة بلوس انجلوس
و تم اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله  كثالث شخصية مؤثرة في العالم  لعام 2010  من قبل مؤسسة أجنبية متخصصة في هذا المجال
و تم اختيار الأمير خالد الفيصل الشخصية الأولى الرائدة في العالم لعام 2010  من قبل مؤسسة  أجنبية  متخصصة في هذا المجال لعام 2010
و في خضم الأزمة المالية العالمية أصبحت السعودية من ضمن الدول العشرين في العالم بقوة الاقتصاد حيث كانت موازنة السعودية أكبر موازنة في تاريخها للأعوام  1430و 1431 إلى  1435، هذا يدل على حسن إدارة واستقلالية الاقتصاد السعودي بخلاف ما يشاع.
 الملك عبدالله نجح في نقل الاقتصاد السعودي من المركز 67 عالمياً إلى العاشر على مستوى العالم في 5 سنوات، هذا يدل على إرادة قوية في النهوض، وضعف مستوى الفساد بخلاف ما يشاع، لأن الفساد أكثر ما يضعف الاقتصاد.
السعودية كانت من اقل بلدان العالم تأثرا بالأزمة المالية فهذا يدل على التخطيط السليم وعلى استقلالية الاقتصاد السعودي و يدل على قلة الفساد فكلما زاد الفساد هزل الاقتصاد والعكس صحيح و يدل على قوة السياسة السعودية لأن هناك علاقة بينهما. 
وصنفت السعودية كأفضل بيئة استثمارية في العالم العربي والشرق الأوسط باحتلالها المركز 23 من أصل 178 دولة
و دخلت المملكة ضمن قائمة أفضل عشر دول أجرت إصلاحات اقتصادية.
وحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية الأخير إن دول الخليج العربي  هي الأقل فسادا في الدول العربية
و حسب تقرير مؤشر التنافسية  العالمي  لعام 2009  حازت  السعودية على المرتبة 28  وفي عام 2010 حازت على المرتبة  21  أي قفزت ثمانية مراتب خلال عام  وهي المرتبة الثانية على مستوى العالم الإسلامي.
و اخذت السعودية المرتبة الثالثة عربياً في تنمية تكنولوجيا المعلومات وأكبر تحسن في مراكز الدول العربية من نصيب السعودية التي تقدمت ست درجات إلى المركز 47 عالمياً.
حازت السعودية على المرتبة الثانية عشر على مستوى العالم من حيث جودة الطرق متفوقة بذلك على أمريكا و اليابان و بريطانيا وكندا واسبانيا.
و هناك منظمة دولية مهمتها قياس مؤشر السعادة في دول العالم وحازت السعودية على المرتبة الثانية بعد الإمارات عربياً.
 حازت السعودية على المرتبة الخامسة عالمياً في استخدام الخدمات الحكومية الرقمية.
احتلت السعودية المرتبة الأولى بالشرق الأوسط و14 عالمياً في الجدارة الائتمانية.. و هذا يعني قوة مالية واستقرار و ثقة بالحكومة .
و لا يخلو مجتمع من السلبيات و الأخطاء سواء قديما او حديثا بما في ذلك العصر الذهبي للمسلمين والمشكلة هي في حجم السلبيات والفساد في أي بلد والذي يدل على حجم الفساد هو قوة الاقتصاد في ذلك البلد  الثلاث أعوام السابقة كانت ميزانية المملكة هي الأكبر في تاريخها وهناك منظمة دولية مهمتها تقييم حجم الفساد في بلاد العالم و هي منظمة الشفافية الدولية و احتلت دول الخليج المرتبة الاولى عربيا من حيث قلة الفساد.
و السعودية هزمت- بفضل الله - فلول الحوثيين الذين اعتدوا على حرمة بلاد الحرمين عام 2009 والذين يخوضون حرب عصابات في منطقة جبلية وعرة خلال أقل من ثلاثة أشهر.
و حرب العصابات من أصعب الحروب فالجيش اليمني لم يستطع حسم المعركة معهم رغم مرور أكثر من ست سنوات على محاربتهم، وأمريكا وحلفاؤها فشلوا في حسم المعركة في العراق وأفغانستان رغم مرور أكثر من عشر سنوات
ذكرت هذه التواريخ و الأرقام  و المؤشرات و اترك للقارئ تقدير القفزة التنموية التي قفزتها السعودية فمستوى الاقتصاد و التعليم  اكبر مؤشر على المستوى الحضاري للبلدان.
وأرى أن السعودية قفزت حضارياً أكثر من قرن خلال أربعة عقود، وأصبحت في مقدمة الدول العربية والإسلامية التي كانت تسبقها حضارياً عدة عقود بفضل الاحتلال، فالسعودية هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي رسمت حدودها بيدها، وهي الوحيدة التي قادت بناء حضارتها بيدها، لأنها لم تتعرض لاحتلال.
قد يقول قائل هذا بفضل البترول فأقول نعم المال له دور كبير في عملية التنمية ولكن الدور الأهم للإرادة الحقيقية في التطور وحسن المنهج و حسن الإدارة وحسن التخطيط فالمال لوحده لا يكفي.
و البترول ليس المصدر الوحيد لقوة الاقتصاد فالاقتصاد له مصادر متعددة و قد خص الله معظم الدول بموارد كثيرة لو أحسن استغلاها لكانت الشعوب العربية بألف خير
 فالدخل القومي لدولة أوربية غير نفطية يعادل الدخل القومي للوطن، وليبيا وقطر من أغنى دول العالم ولكن نظام القذافي البائد جعلها في مؤخرة الدول حضارياً، وقطر تنفق معظم مواردها في دعم الإرهاب وإثارة القلاقل.
وهل من يطور مدينة كمن يطور قارة، فمساحة السعودية تعادل مساحة 13 دولة عربية و هي (اليمن و العراق و المغرب و عمان و سوريا و الأردن و البنان و فلسطين و تونس و الإمارات و الكويت و قطر و البحرين)
و أظن أنني أجحفت بحق المملكة بهذا التقدير فكلفة تقديم الخدمات للمواطن السعودي مضاعفة عن غيره من الدول العربية بسبب المساحة الشاسعة والبيئة الصحراوية القاسية.
ثم الأهم من ذلك إن السعودية أخذت الجوانب الإيجابية للحضارة الغربية أكثر من الجوانب السلبية، بينما معظم الدول العربية أخذت النواحي السلبية أكثر من الإيجابية.
 ووجود مشكلة لدى شخص أو عدد محدود لا يلغي كل الانجازات التي حققتها المملكة خلال الفترة الماضية، ففي أكثر الدول غنى وتقدما توجد نسبة من الفقر والبطالة، فهذه سنة الله في الكون.
 والمعيار في تقييم أي مستوى هو الأغلبية، والفقر أمر نسبي فالمتسول في السعودية يتسول بسيارة بينما الذي يملك سيارة في كثير من الدول العربية يعتبر غنياً.
و هناك  أكثر من ألف جمعية خيرية بالإضافة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية،  تسد هذا الخلل فالمبلغ الذي يتقاضاه المحتاج  من الضمان الاجتماعي وصندوق حافز والجمعيات الخيرية، والطالب الجامعي من وزارة التعليم، يفوق راتب الطبيب والمهندس في أغلب الدول العربية. 
 والأجهزة الأمنية في أي بلد هي المعيار لمدى احترام حقوق الإنسان ومدى الحرية ومدى الفساد وأكاد أجزم بأن الأجهزة الأمنية السعودية من أفضل الأجهزة في العالم، لأنها تتربى على  منهج النبوة ومخافة الله وطلب رحمته و رضاه.
و من الأسئلة التي حيرتني :
 لماذا يحق لجميع الدول التحدث عن انجازاتهم إلا السعودية، فلا يحق لها وكل من يتحدث عن انجازاتها وايجابياتها فهو إما منافق أو مطبل أو يريد الفتنة وشق الصف؟؟؟
جميع الدول لها مؤيدين يدافعون عنها رغم سلبياتهم الكثيرة إلا السعودية، فقليل ما هم رغم ايجابياتها الكثيرة وإذا وجد فيتهم بشتى التهم.
 ألا يعتبر هذا من التنكر للأصل ومن نكران الجميل لأن السعودية هي نبع العروبة والإسلام ؟؟؟
ذكرت ذلك من باب الحرص على أمن واستقرار بلاد الحرمين المستهدفة من جهات عديدة، لأن الأمن الفكري أساس الأمن والاستقرار، الذي هو أساس عملية التنمية والنهضة، ومن باب توثيق الحقائق للتاريخ وتصحيح المفاهيم المغلوطة وشحذ الهمم وإشاعة روح التفاؤل والأهم من ذلك الإشارة إلى ثمرة تطبيق الإسلام، فالسعودية وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل تحكيم شرع الله على منهج الوسطية و الاعتدال، ولولا وضع الإخوان وأصحاب الفكر المتطرف العصي في الدواليب، لعرقلة وإعاقة عجلة التنمية والنهوض، لأصبحت السعودية من الدول الصناعية الكبرى منذ زمن
و أملي أن تقوم وزارة الإعلام و وزارة التربية بعمل بعثات تقصي حقائق غير معلن عنها إلى الدول العربية أو النامية بشكل عام ليتعرف هؤلاء على حقيقة ما يدور في هذه المجتمعات من جميع النواحي ليعودوا وينقلوا ما شاهدوه بكل صدق وأمانة حتى يعرف الشعب السعودي مقدار النعم التي ينعم بها، ليشكر الله سبحانه وتعالى، لأنه بالشكر تزداد النعم ويكفرانها تزول، لأن الذي يذهب للسياحة لا يرى سوى القشور وبعض المظاهر الجميلة.
و خلاصة الكلام إن المملكة العربية السعودية هي الدولة العربية الأكثر التزاماً واستقلالية وتقدماً وعطاءً والأقوى اقتصادياً وسياسياً فهي أفضل الموجود عربياً وإسلامياً من حيث العموم، وأفضل الموجود هو الرمز والنموذج.
وللأسف هذه الصورة تم تشويهها بشكل كبير من قبل محور التطرف المحور الإيراني الإخواني، فهي مشوهة لدى معظم الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية والعالم، وهذا من أخطر ما يهدد الأمن الوطني السعودي.
فعلى عاتق الإعلاميين والتربويين تقع مهمة تصحيح النظرة السلبية وإزالة الغبار عن الصورة الجميلة للسعودية حكومة وشعباً، وهذا يفوت الفرصة على النظام الإيراني ووكلائه الإخوان وقطر الذين يتربصون بالسعودية ويريدون أن يصبح مصيرها كمصير سورية والعراق واليمن...

و إنني لا أخشى على السعودية من عدو خارجي كإيران، ولكنني أخشى عليها كثيراً من أصحاب الفكر الإخواني السلبي التشاؤمي المتطرف، جاحدي النعم، وأصحاب الأجندات الخارجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.