أقصد
التيارات التي تتفق في الثوابت و الأساسيات و تختلف في الفروع و الجزئيات
و على
العموم هذه التيارات نشأت في مرحلة من مراحل الضعف التي مرت بها أمتنا فقام رجال
من ذوي الهمم العالية و أردوا إنقاذ هذه الأمة مما هي فيه من الضعف و الفرقة و
البعد عن الدين و كل واحد منهم شخص الواقع
و اجتهد في الحل و باشر عملية الاصلاح من أجل النهوض من جديد
و الواقع في حالة الضعف هو بعد عن تطبيق الأحكام
الشرعية الظاهرية و خواء روحي و ضعف في العقيدة و تفكك في المجتمع و بعد عن
الأخلاق و سيطرة الهوى و سيادة التعصب المقيت ......
و بعد
تشخيص الواقع و هذا يختلف من منطقة إلى أخرى و على درجات متفاوتة و رجال الاصلاح
لا يختلفون عليه فالأمر واضح .
و لكن
الخلاف في سلم الأولويات من أين نبدأ و ما الذي يتقبله الناس و أسلوب الدعوة !!!
فهناك
من رأى أنه يجب البدء و التركيزعلى تطبيق الأحكام الشرعية الظاهرية
و
هناك من رأى أنه يجب البدء و التركيزعلى العقيدة
و
هناك من رأى أنه يجب البدء و التركيزعلى الروحانيات و تزكية النفس
و
هناك من رأى أنه يجب البدء و التركيزعلى الأخلاق
و
هناك من رأى أنه يجب البدء و التركيز على حب آل البيت رضوان الله عليهم
و
هناك من رأى أنه يجب البدء و التركيزعلى التنظيم و رص الصفوف
و
هناك من رأى أنه يجب البدء و التركيزعلى إعداد القوة لمواجهة الأعداء
و
هناك من ركز على أكثر من ناحية و هكذا ....
و على العموم فمعظم هؤلاء الرجال المصلحون صادقون – إن
شاء الله - و يمتلكون إرادة و قوة و صبر و همة عالية , و لكن دخل في بعض هذه
الحركات شباب متأثرين بفكر غربي أو شرقي نشط في الساحة و مدعوم من قوى مهيمنة
شعروا بذلك أم لم يشعروا , فانحرفوا أحيانا بهذه الحركاتً عن جادة الصواب , و هناك
من هيأ الله له قوة سياسية لتتبناه فأثبت نجاحه أكثر من غيره لأنه صار يمتلك معرفة
بدهاليز السياسة و الواقع و فنون التعامل و من يمتلك تلك المعرفة يصبح منطقياً و
واقعياً في تعامله و طرحه و مطالبه و يتقن
فن تخطي الأسلاك الشائكة و العقبات و ما أكثرها في واقعنا و ما أحوجنا إلى هذا
الفن.
وبسسب سيطرة الهوى و التعصب المقيت , اصبح كل تيار من هذه
التيارات يدعي الكمال و أنه التجربة الناجحة و يقصي غيره و يتهمه .
و لكن الحقيقة
أن كل تيار ركز على ناحية معينة أو عدة نواحي و لديه ضعف في جانب معين
و الإسلام الحق هو مجموع هذه التيارات فكل واحد يقوم
بجانب و يسد ثغرة لا يسدها الآخر فالأمة بحاجة إلى جميع هذه التيارات و العلاقة
بينهم تكاملية و على كل تيار ان يستفيد من الآخر في الجانب الذي برز فيه و يستمع
لنصحه .
و
في كل تيار يوجد أناس صادقون مخلصون معتدلون متنورون جمعوا الكثير من شمائل
الإسلام و هؤلاء يلتقوا مع أمثالهم من التيارات الأخرى دون أي مانع و لكن بسبب
سيطرة الهوى و التعصب المقيت فلو صرح هؤلاء بآرائهم انقلب عليهم أتباعهم و اتهموهم
بشتى التهم و هذا ما تعانيه معظم التيارات الإسلامية
و قد أخذت
هذه التيارات تسميات معينة أصبحت تعرف بها و هذه التسميات و المصطلاحات لا مشاحة
فيها و يجب ألا تكون عامل تفرقة بيننا .
و من وجهة
نظري أنه من الأفضل ان يكون النقد للسلوك الخاطئ الذي يقع فيه هذا التيار أو ذاك
دون ذكر إسم التيار , و أن يتم التعميم دون التخصيص حتى لا تثار النعرات و
العصبيات , فهذا هو منهج النبوة في التوجيه و النصح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.