الخميس، 31 مارس 2016

شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل (الجزء التاسع )

منقول :
الحمد لله القائل في كتابه "ها أنتم هؤﻻء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا" وصلى الله وسلم على الهادي البشير القائل: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إﻻ أوتوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك إﻻ جدﻻ بل هم قوم خصمون" وبعد:

لم يكن يدور بخلد غلاة النصرة وهم يَعدون على الفصائل ويستبيحونها ويفككونها اﻵثار الكارثية التي ستخلفها هذه اﻷفعال على الثورة السورية برمتها فقد كانوا سادرين بزهو الانتصارات (الوهمية) التي حققوها تائهين في جو القوة التي انضافت إلى قوتهم بسيطرتهم على عتاد تلك المجموعات ولكم صرخت بأعلى صوتي وكررت وكتبت المقاﻻت بأن المنتصر في تلك المعارك خاسر ﻷنه كسر سنده وشل عضده ولكن: وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن ﻻ حياة لمن تنادي وصوتي كان أدنى أصوات حكماء وعقلاء وعلماء الساحة الذين ﻻ أبلغ مد أحدهم أو نصيفه دون جدوى ونارا لو نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد، فغرور القوة قد أصاب القوم وتمكن منهم وسولت لهم أنفسهم أنهم باستئصالهم لفصائل (الردة) سينتصرون وزين لهم الشيطان أعمالهم بعدة انتصارات حققوها بعد قضائهم على تلك الفصائل فراحوا يسوقون للعالم: بأن تلك الانتصارات ما كان لها أن تتحقق لوﻻ القضاء على فصائل الفساد حسب خطابهم الظاهر وفصائل (الردة) بحسب قناعاتهم ولم يكونوا يشعرون بأنهم -ربما- كانوا في طور الاستدراج أو مرحلة الإملاء فعزوا السبب في جميع تلك الانتصارات ﻹفنائهم فصائل الردة ففتوحات وادي الضيف والحامدية وإدلب والمسطومة وجسر الشغور وسهل الغاب....الخ ما كان لها أن تتحقق بوجود تلك الفصائل حسب زعمهم.

وكنت أثناء الحملات على تلك الفصائل أتواصل معهم عبر الغرف كلما سنحت الفرصة وعبر التليجرام و(الواتس أب) ﻷنني قبل انتقالي إلى الشمال السوري كنت قد عطلت حسابي على التويتر وما كان يخطر ببالي أنني سأضطر لتفعيل حساب جديد والله يشهد أنني نادرا ما كنت أجد الوقت للتواصل كلما سنحت الفرصة وفي الوقت الذي كنت برفقة ثلة من اﻷخيار اﻷغيار نطارد بين أزيز الرصاص ودوي المدافع سعيا لحقن الدماء وإصلاح ذات البين كانت أقلامهم وحساباتهم تنوشنا وتنتقص منا وتتهمنا وكلما رجعنا إلى المقرات التف حولنا الأخوة يسألوننا هل قرأتم ما كتب عنكم وما قيل فيكم فنغفوا قبل أن يشرعوا في حديثهم ونصحوا ونصلي وننطلق على الفور حتى بدأ الأخوة يتواصلون معي من الخارج ويحثونني على تفعيل حساب التويتر للرد على ما يثار حولنا -وأنا أقصد فريق العمل وﻻ أعني نفسي ولذا أتحدث بصيغة الجمع- ومع ذلك لم أفعّل الحساب إﻻ في الشهر الثالث أو الرابع من العام المنصرم.

أعود فأقول كنت على تواصل معهم عبر الغرف وكنت أحذر على العام والخاص من عواقب ما يجري ومن انعكاساته على المدى البعيد فأقابل بالسخرية ويقابل قولي باﻻزدراء ومن تلك الغرف غرفة أنشأها -مشكورا- الدكتور عبدالله المحيسني على التليجرام سماها (نوازل الشام) وانسحبت منها على إثر أحداث جبل الزاوية وريف حماه كثرة ما نالني فيها من اﻷذى وكان مما دار بيننا من حوار فيها وفي غيرها.

هل ستستطيعون تغطية أماكن الرباط التي كانت ترابط فيها تلك الفصائل (المرتدة) وهل لديكم العدد الكافي لسد ذلك الفراغ وكانوا يجيبون بكل ثقة أنهم قادرون على فعل ذلك وكنت على يقين أنهم سيعجزون عن تعويض العجز الناجم عن تفريغ تلك المناطق وكان الدليل واضحا كالشمس في قارعة النهار فنداءات التحريض لشباب العالم الإسلامي للهجرة إلى الشام والالتحاق بصفوفهم ﻻ تكاد تهدأ لحظة متكئين على خطاب العاطفة ﻹقناع الشباب بالهجرة والالتحاق بصفوفهم وكانوا يصرحون فيها بالحاجة الماسة إلى المجاهدين والمرابطين على الثغور وأن المناطق المحررة تسقط نتيجة العجز عن تغطية نقاط الرباط رغم أن من شردوهم وشتتوهم يعيشون بالجوار على الحدود التركية السورية وتعدادهم باﻵﻻف وفيهم من الخبرات والكفاءات والقادة الكثير ولكن أنى للقوم أن يأذنوا لمرتد بالعودة أو يستعينوا (بتارك لدينه) فصاروا يحرضون شباب اﻷمة ويستقطبونهم من كل حدب وصوب والنداءات توجه إليهم بعد حملات إيران والمليشيات والنظام المسعورة على المناطق وتساقطها المنطقة تلو الأخرى كانت النداءات توجه إليهم من داخلهم وخارجهم واﻷصوات تتوالى وتتعالى أن ائذنوا للقوم بالعودة والقوم يكابرون ويأبون ودعاتهم يحرضون ويناشدون ويستجدون نفير الشباب من أقاصي البلاد رغم زوال نشوة القوة وذهاب سكرة الانتصارات اﻵنية التي كنت أراها -حسب اجتهادي الذي ربما أكون مخطئاً فيه- إملاء واستدراجا وكانوا يرونها انتصارات ساحقة بل ويصرحون "اليوم نغزوهم وﻻ يغزونا".

ومع شراسة الحملة وشدتها وتساقط المناطق خاصة بعد التدخل الروسي وفقر الجبهات للمجاهدين والمرابطين وكثرة الشهداء والجرحى تكشفت أخطاء ما عملته أيديهم وتبدت لهم آثار جناياتهم على الثورة وليتهم وقفوا قليلا مع ذواتهم فراجعوا تلك اﻷخطاء وتداركوا ما يمكن تداركه وتلافوا تكرار ما مضى من أخطاء إذن لتناسى الجميع كل تلك اﻷحداث ولفتحت صفحة جديدة في الثورة تعيد لها روحها وتسعفها من حالة الاحتضار التي تمر بها وتبعث فيها الحياة واﻷمل لكن القوم ازدادوا عنادا وإصرارا بل في عز الهزائم كرروا ذوات اﻷخطاء فهاجموا فصائل ﻻ ينكر أحد جهادها ورباطها ونكايتها بالعدو.

وهنا لئلا يضيع مغزى الحديث وتذهب الفائدة المرجوة منه أحاول حصر آثار إنهاء تلك الفصائل فقد أدت على المدى البعيد -وإن كنت ﻻ أراه بعيدا- فقد ظهرت آثاره خلال عام واحد فقط .
- وأول اﻵثار تساقط الجبهات بسبب نقص عدد المقاتلين والمرابطين الذي نجم عن تفكيك تلك الفصائل وطرد مقاتليها.
- وثانيها خسارة قسم كبير من الحاضنة الشعبية وخلق جو مشحون بين جبهة النصرة والحاضنة الشعبية وارتفاع وتيرة الاحتقان الذي يزداد يوما بعد يوم فقد خلفت تلك اﻷحداث مآسي في معظم البيوت فما من بيت إﻻ وفيه قتيل أو طريد أو شريد أو معتقل أو ذهبت أملاكه أو مصادر رزقه إثر تلك اﻷحداث وهم ساكتون صامتون خوفا من بطش القوم وخشية ملاحقة أذرعتهم اﻷمنية لكنهم محتقنون ناقمون يتحينون الفرص التي إن ﻻحت لن يوفروها -واﻷيام بيننا- وإن سنحت لن يضيعوها بل سينقضون على من ظلمهم وتسبب في أذيتهم وسيسعون لسترداد حقوقهم التي سلبت منهم بمسوغات زعم القوم أنه ا(شرعية) وشرع الله منها براء.
- وثالث تلك اﻵثار وأخطرها صناعة الصحوات ومن راقب تجربة العراق عن كثب ورأى ظلم المناهجة الذي كان السبب الرئيس في صناعة الصحوات يدرك صواب ما أقول ولقد تنبه شيخنا الشهيد بإذن الله أبو عبدالله الحموي لهذه الكارثة مبكراً ولفت اﻷنظار إليها وحذر من عواقبها قبل أن يلقى ربه ويقضي نحبه فنبه رحمه الله إلى أحد أهم أسباب صناعة الصحوات في العراق وهو ظلم المناهجة ولو قدر له أن يعيش لرآه واقعا على أرض الشام.


وسأكتفي بإيراد مثال واقعي عشت أحداثه بنفسي وحاولت وآخرين منع حدوثه دون جدوى فإصرار المناهجة كان أقوى منا جميعاً وإليك تفاصيل الخبرفحين وقعت أحداث جبل الزاوية وانتهت بتفكيك جبهة ثوار سوريا وذهب عناصرها بين قتيل وأسير وطريد وشريد كان ممن فر من بطش جبهة النصرة والجند (أبو علي برد) أحد القادة العسكريين في جبهة ثوار سوريا وهو ممن انحاز بمجموعته وسلاحه إلى مناطق اﻷكراد فرارا من النصرة وجند اﻷقصى ولئلا يزايد علي المناهجة كعادتهم ويفتروا فسأبدأ بما غردت به عن جيش الثوار حين سئلت عنه : "لو كان ابني في جيش الثوار لقاتلته" ﻷن واحدا ممن صدق نفسه أنه من منظري المناهجة ممن يعيشون في لندن كان قد افترى علي -وتغريدته موجودة- بأنني حظرته ﻷنه تكلم في جيش الثوار وزعم أنني كنت أدافع عنه وحين هاجم جيش الثوار حظرته والله يشهد ثم حسابي أنه افترى علي وقد قدمت بإبداء رأيي في جيش الثوار لقطع الطريق على المزايدات وسد أبواب السجاﻻت والجداﻻت.

بعد انحياز (أبي علي برد) إلى مناطق اﻷكراد بدأ بمراسلة من يعرف من أهل الساحة لمناشدة جبهة النصرة السماح له بالعودة للمرابطة على جبهات النظام -وكنت أحد الذين راسلهم- وتعنتت النصرة ورفضت ثم طلب أن يبايع جبهة النصرة فكان الجواب أن يسلم نفسه وسلاحه ثم تنظر المحاكم الشرعية في أمره فلم يأمن الرجل وخاف على نفسه في ظل نماذج ماثلة أمامه عانت وتعاني في سجون القوم اﻷمرين ومرت اﻷيام حتى جاءت الحملة الشرسة على حلب وبدأ تساقط المناطق وظهر العجز الكبير في عدد المجاهدين والمرابطين وصادف ذلك وصول رموز في جبهة النصرة من الجنوب إلى الشمال وهم من الأخوة المشهود لهم وبدأ بعضهم بالتغريد وتحريض من أجبروا من الجيش الحر على الخروج بالعودة في ظل الحملة الشرسة التي تتعرض لها المناطق المحررة بعامة و(حلب) بخاصة فتواصلت مع هؤﻻء الأخوة وقلت لهم أنا على أتم اﻹستعداد أن أعيد العناصر ومن ترونه من القادة من تركيا ولكن توسطوا لدى قيادتكم واحصلوا على إذن منهم أو كتاب خطي يتعهد بعدم التعرض لهؤﻻء وأعجب القوم بالفكرة وتحمسوا لها وكانت حلب تشهد معارك لم تشهد الساحة لها مثلا طوال سني الثورة وانتظرت جواب الأخوة وعادوا إلي بعد بضعة أيام بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على موافقة قيادة النصرة بعودتهم ولم يتمكنوا من الحصول على تعهد بعدم التعرض لهم!
فتساقط المناطق -عندهم-  بيد النظام أهون من عودة (المرتدين) للدفاع عنها.

وليت اﻷمر وقف عند هذا الحد فعندما بدأت تحركات اﻷكراد لنصرة النظام وكان ﻻ بد من السعي لشق صفهم وكان ذلك ممكنا لو أبدت النصرة شيئاً من المرونة أعدت التواصل مع الأخوة الذين قدموا من الجنوب وقلت لهم ما تزال الفرصة سانحة لشق أبي علي برد عن قوات سوريا الديمقراطية فاسعوا في الحصول على أمان للرجل ومن معه لنشقهم عن اﻷكراد ولم أكن وحدي من يتواصل مع أبي علي برد آنذاك فقد كان اﻷخ يامن الناصر (أبو بكر) ممن يتواصلون معه بهذا الصدد وهو يشهد على ما أقول والمراسلات الصوتية والكتابية تشهد على ما أقول وأثناء انتظار جواب الأخوة من جبهة النصرة كثفت من تواصلي مع أبي علي برد وذكرته بالله وقلت له لو قتلت اﻵن وأنت في ذلك الصف فأي مصير ينتظرك وكيف ستلقى ربك أما تخشى سوء الخاتمة والعاقبة والمرد؟؟!! والرجل يحدثني عن الظلم الذي لحق به ومطالباته المتكررة بتركه على جبهات النظام بل مطالبته بمبايعة جبهة النصرة على أن يتركوه ومن معه في مناطقه على جبهات النظام وكيف قوبل ذلك كلهبالرفض والتعنت وطلبوا إليه تسليم نفسه وسلاحه ثم تنظر المحاكم في أمره فطمأنته بأن الأخوة الذين جاءوا من الجنوب قد وعدوا خيرا وهم يسعون في عودة المقاتلين والقادة ولأن الرجل أعطى موافقة مبدئية وانتظرت جواب الأخوة الذين تواصلت معهم وبعد بضعة أيام جاء الرد من الأخوة بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على ضمان أو عهد أمان ﻷبي علي برد ومن معه.

وتسارعت اﻷحداث وتساقطت المناطق ولم نستطع إدخال مقاتل أو قائد عسكري من أصحاب الكفاءات وشارك جيش الثوار في المعارك ضد المجاهدين إلى جانب النظام واﻷكراد وتسبب القوم في صناعة صحوات جديدة في الشام كما صنعوها من قبل في العراق فالقوم يعتقدون أنهم من النخب -وليتهم كذلك- ويفترضون أنهم يتعاملون مع شعوب نخبوية أو زمرة من الملائكة سيتصرفون ككعب بن مالك رضي الله عنه وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع حين قاطعهم المجتمع كله بأمر من رسول الله لتخلفهم عن غزوة تبوك فجاءه كتاب من ملك الغساسنة فيه علمنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان وﻻ مضيعة فالحق بنا نواسك فسجر كتاب الملك في التنور ليسد باب الوساوس.

عذرا بني قومي فأنتم تتعاملون مع زمرة من عوام الناس فتنتموهم في دينهم ورميتموهم في أحضان العدو ثم بتم تلعنونهم وتشمتون!! 

أتوقف هنا اليوم وأتم ما بدأته غدا -بحول الله وقوته- إن كتب الله لي عمرا

شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل (الجزء الثالث )

منقول :
الحمد لله وكفى و​سلام على عباده الذين اصطفى وبعد: 

كعادة القوم في حرف ا​لكلام وتسويق مضمون الشهادة على أنه تلميع لفصيل أو لشخص بعينه ​ليُشغلو الناس عن محتوى الشهادة في بيان أن ما يجري ليس سلوكا خاطئا أو تصرفات فردية وإنما منهج (إدارة التوحش) قصد الوصول إلى إمارة المتغلب بالقوة
وهنا أقول: ​هَبو أن كل شهاداتي ﻻ أساس لها من الصحة وأنها كلها من اﻹفتراء والتقول عليكم،​ أين وكيف تبخر أربعة عشر ​فصيلا من الساحة؟! وهل يعقل أن النصرة كانت على حق في قتالها لجميع تلك الفصائل؟!
​ ​أم هو تكرار لسيناريو العراق بحذافيره؟!
ألم تخطئ النصرة مرة واحدة في كل تلك اﻹقتتاﻻت؟!
إﻻ إذا كانت اﻷرض قد انشقت وابتلعت تلك الفصائل؟! وصدقوني من سكت باﻷمس تكلم اليوم ومن سكت اليوم سيتكلم غدا فهذه ليست أولى جرائمكم ولن تكون 
اﻷخيرة ﻷنها​ ​(منهج)
​ ​ومن ناصركم باﻷمس تخلى عنكم اليوم ومن يناصركم اليوم سيتخلى عنكم غدا ففتشوا عن الخطأ وأصلحوه خير لكم من المكابرة واﻹصرار
بعد أن طويت صفحة جبهة حق وألوية اﻷنصار كانت هناك فصائل تنتظر ذات المصير وبذات التهمة (مؤازرة جمال معروف) وهي خط النار وأبو العلمين وصقور 
الغاب واللواء السابع وهذه كلها فصائل صغيرة وعتادها ﻻ تتلمظ له الشفاه باستثناء جبهة 
حق التي أعطت ​سلا
حها ﻷحرار الشام فحرمت النصرة هبرة كبيرة 
كانت عيون جبهة 
النصرة وحلفائها من الجند على حركة حزم 
(حلب)​،​
 فبعد أن حصلت من حركة حزم في ريف إدلب على عتاد يكفي لتجهيز جيش كانت عيونهم 
ترنو إلى اغتنام ما​ ​تبقى من عتاد الحركة في اﻷتارب في الفوج (46) تحديداً​، ​وكان كل من في الساحة من قادة وفصائل يعلمون ذلك ويئس الجميع من إمكانية وضع حد لغلاة النصرة ونفض الجميع يده من المحاكم الشرعية والوساطات وأقسمت​ُ​ يومها أمام الكثير من القادة أنني لن أتدخل في أي صراع تكون النصرة طرفا فيه وكذا كان حال الجميع وحزمت أمتعتي وتركت إدلب وتوجهت إلى حلب وصرت أسمع كما يسمع كل من في الساحة أن ​غلاة النصرة التهموا الفصيل
وللتذكير مرة أخرى بأسماء الفصائل التي اندرست على يد ​غلاة النصرة وصوﻻ إلى هذه المرحلة ​( لواء ذئاب الغاب -​ لواء شهداء إدلب -​ كتائب شهداء سوريا-​ جبهة ثوارسوريا ​حركة حزم خان السبل​ - ​ جبهة حق المقاتلة -​ ألوية اﻷنصار ​- ​خط النار ​- ​أبو العلمين -​
 صقور الغاب - اللواء السابع )​.
ولم يتدخل اﻷحرار إﻻ في مشكلة اللواء السابع وحاولوا جاهدين ودخلوا طرفا ضامنا وحاولوا جاهدين إيقاف هذا التغول دون جدوى و​سُجن  قائد اللواء السابع وبعض العناصر بعد تعهدات ومواثيق قدمتها جبهة النصرة ​للأحرار بعدم المساس بهم وانطوت الصفحة وكان الكل يعلم أن الجائزة الكبرى هي حركة حزم حلب والفوج 46
وأخذت جبهة النصرة تتحين الفرص وحتى يحين ذلك الموعد فإن أي هدف صغير يأتي في الطريق  ​يُلتهم  في غضون ساعات و​يُطوى ملفه كما حصل مع كتيبة خالدبن الوليد وكتائب ثوار حمص في الساحل بعد القضاء على اﻷلوية والكتائب التي آزرت جمال معروف ولِد تشكيل جديد هو(الجبهة الشامية) وكانت ثلة من الطيبين آكدة من الخطر الذي يتهدد حركة حزم في حلب والتي كان من المقرر تحييدها(حلب) بعد أحداث جبل الزاوية وخان السبل لحساسية الوضع فيها​،​ وكنت واحدا من تلك المجموعة فقد وثق بنا اﻹخوة في الجبهة الشامية وجعلونا من مستشاري الجبهة وأوكلوا إلينا مهمة ضم حركة
​ ​حزم للجبهة​،​ فقد واجهوامشكلة في ضم الحركة​ وبالفعل توجهتُ إلى مقر قيادة الحركة في الفوج وبدأت محاولة تذويب عقبات انضمام حركة حزم إلى الجبهة الشامية ،​ ورتبت
​ ​بين قيادة الجبهة الشامية واﻷخ حمزة الشمالي في مقر جيش المجاهدين وطال اللقاء واستمر بضع ساعات وكانت جلسة مكاشفة ومصارحة وانفض المجلس على أن يرد حمزة الشمالي الخبربعد مشاورات، وزرت حمزة الشمالي مراراً بعدها في الفوج ثم رتبت موعدا آخر للقاء بينه وبين قيادة الجبهة وعقد اللقاء وكانت قناعة حمزة الشمالي أن الجبهة الشامية عاجزة عن حماية حركة حزم من جبهة النصرة وكان جواب الشيخ أبي جمعة أن الجبهة قادرة على حمايتها شريطة أﻻ تحرج حزم الجبهة الشامية مع جبهة النصرة وأن ترفع أية تظلمات لقيادة الجبهة الشامية لتتولى هي حلها مع جبهة النصرة
اقتنع الشمالي بعد ذلك وأعلنت حزم انضمامها للجبهة الشامية ولكن الملفات العالقة بين حزم وجبهة النصرة منذ أحداث خان السبل كانت كبيرة وثقيلة وتحتاج إلى جهد مضن ووقت طويل لحلها واحتقان عناصر حزم بسبب أحداث خان السبل وذهاب عناصرهم ​الـ 330 و سلاحهم وذخائرهم بالكامل وأسر قائدهم الخولي ومجموعة من عناصرهم داخل سجون النصرة لم يكن من السهل على حركة حزم أن تتريث​ ​- وأراها مخطئة في ذلك- وتصبر ريثما تتولى الشامية حل تلك الملفات العالقةالشائكة وكانت الشامية نفسها 
تعاني من تصدعات وخلافات داخلية فمشكلة حزم ليست الوحيدة لديها  ​لتكرّس كل وقتها وجهدها لها وكانت جبهة النصرة مستمرة في استفزازتها لحزم عبر جهازها اﻷمني
​ ​ وجند اﻷقصى وكانت حزم شبه يائسة من تخليص قائدها المعتقل لدى النصرة بعد أن طالت مدة اعتقاله وهنا بدأت اﻷفعال واﻷفعال المضادة بين جبهة النصرة يساندها الجند وحركة حزم المحسوبة على الجبهة الشامية
وهنا أود التأكيد أن جبهة النصرة دأبت دوماً على أن تبدأ الرواية من النقطة التي تثبت أحقيتها وتتحدث عن ردود اﻷفعال وتصمت عن اﻷفعال فقد أقامت الدنيا ولم تقعدها على إثر اعتقالجبهة النصرة للأخ الفاضل أبي أنس الجزراوي​،​ وملأت الدنيا وشغلت الناس إثر جريمة مقتل الشيخ المجاهد الشهيد بإذن الله -أبي عيسى الطبقة​،​ والذي أدنته وشجبته بأقسى العبارات في حينه دون مجاملة، لكن جبهة النصرة لم تحدثكم بما سبق هذه الجريمة من جرائم قام بها جهازها اﻷمني والجند ضد حزم
وهذه نماذج من استهدافات أمنيي جبهة النصرة لحركة حزم قبل استئصال الحركة في أحداث الفوج 46:بتاريخ 26-7-2014 تم استهداف أحد مقرات (الفوج 46) بسيارة مفخخة مما أدى إلى استشهاد (النقيب محمد نجم درويش - قيس أصلان - ياسر مصطفى جبرائيل - محمد حمصي​)​
.- بتارخ 1-10-201​4 تم استهداف سيارة بلغم ارضي موجه على طريق ريف المهندسين الفوج 46 كان يقودها القائد عمر موسى مما أدى الى استشهاده 
بتاريخ 
-11-2014 تم استهداف سيارة تابعة للحركة بلغم أرضي موجه على الطريق الواصل بين المقلع والفوج 46 واستشهد كل من 
​(​
نجيب البدوي - محمد ديب عكوش - عبدالرحمن عبدالرحمن 
​)​
​بتاريخ 11-1-2015​ دارة عزة: استشها ​(علي عثمان الديبة -​ محمد عمر -​ غريب الحلو​)​ جراء استهداف سيارة بلغم ارضي موّجه
بتاريخ 16-2-2015 تم اختطاف أحمد الحكيم قائد قسم الحراسة بالفوج 46 أثناء عودته إلى بيته على طريق باب الهوى​،​ تم التحقيق معه تحت التعذيب في قرية السحارة من قبل حمود ثم أرسلوه إلى رأس الحصن ليقوموا بحرقه وباعتباره ابن المنطقة من خلال معرفته للطرقات والمطبات قام بتقدير المسافة وقام بردة فعل على حاجز تابع لجيش المجاهدين وضرب أحد عناصر النصرة وكسر ​زجاج السيارة وقفز منها واطلقو عليه الرصاص ثم تم تخليصه على الحاجز واسعافه للمشفى


بتاريخ 21-7-2015 تم استهداف أحد مقرات الحركة بسيارة مفخخة يقودها انتحاري مما أدى إلى استشهاد كل من ( عبدو الحجي - صالح عادل عوض - سمير عمر عوض - مصطفى محمد عابد عوض - واصابة حسان حمروش ابن صالح حيث احترق كامل جسمه ).

​- ​وبعدها ​بأ​يام استهداف مقر في معر دبسه استشهد فيه ١١ سته منهم من الفرقه ١٣ وخمسه من حزم
لن يحدثك أحد عن هذه الجرائم فشباب حركة حزم ﻻ يرتدون أفغانيات سوداء وﻻ يرفعون رايات سوداء وﻻ ينتمون إلى حماة المنهج ​فلا بواكي لهم وﻻ مراثي
جاءت جريمة مقتل الشيخ أبي عيسى الطبقة رحمه الله وكانت النصرة ترتقب ردة فعل مناسبة من حزم لتنقض عليها وجاءتها على طبق من ذهب و وقعت الجبهة الشامية في حرج كبير فأصدرت بيانها بفصل حركة حزم وانقض النمر اﻷسود على الفوج وقتل خيرة شباب الحركة وانطوى ملف حزم كسابقاتها دون ردة فعل من أحد وغنم أسود النصرة والجند من الفوج 46 ما غنموا وعادوا إلى عرينهم ينتظرون اﻷوامر من ​غلاتهم 
​للإنقضاض على فريسة جديدة في الساحة
أتوقف هنا اليوم على أن أعاود استكمال شهادتي غدا إن شاء الله إن كتب الله لي عمرا وسيكون حديثي عبارة عن أحداث متفرقة جرت
.




شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل (الجزء الرابع )

منقول :
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات والصلاة والسلام على من بهديه صلاح الحياة وبعد: قبل أن أبدأ فإن إخوة المنهج جعلوا مظاهرات اليوم التي خرجت في جميع أنحاء سوريا موجهة ضدي!
فقد سقط بشار ولم يبق من مصائب أهل الشام إﻻ حذيفة عبدالله عزام! ليتظاهر الشعب ضده! وهذا من المضحك المبكي! فأنا إخواني من أخرجت مظاهرات الجمعة الماضية في إدلب وغيرها وأنا من قمع المتظاهرين واعتقل الناشطين وكسر آﻻت التصوير وأنا وأنا وأنا.....

ودعوني أروي لكم الحكاية على غير رواية إخوة المنهج فقد جعلتهم شهادات من سبقوني ومن تشجع من الناس وبدأ يتكلم ثم شهاداتي حذرين في أية خطوة يخطونها حتى تمر الموجة كعادتهم في كل حدث ولذا حرصوا في مظاهرات اليوم على أن تكون الراية التي يعقدون عليها الوﻻء والبراء ويقيمونها مقام الغاية من الجهاد في سبيل الله حرصوا على تسميتها على لسان أحدهم في مظاهرات اليوم ب(الخرقة) وبات علم الثورة الذي كان فيما مضى (راية عمية) جاهلية علمانية ديمقراطية الخ بات راية كسائر الرايات يجوز رفعها وبات عناصرهم وجيشهم اﻷلكتروني وألتراس الخارج يجمعون الصور ويصدرونها باسمي وكأن سائر مظاهرات اليوم كانت موجهة ضدي! وكأن الذي رأيناه اليوم ليس ما كنت وغيري ندعو إليه منذ سنوات! لكن بعض المناهجة يصعب عليه أن يتمالك نفسه فسرعان ما تفضحه فلتات لسانه وتخرج خبيئة صدره رغم تشديد أمرائه عليه وتنبيههم له.

 ففي مظاهرة الدانا اليوم -على سبيل المثال- انقلبت المظاهرة إلى تمجيد وتقديس لتنظيم القاعدة وهتفوا بخيانة اﻹئتلاف وكفره! ونادوا بتحكيم شرع الله وهذا ليس بمستغرب أو جديد لو توقف المشهد عند هذا الحد أخذت أحدهم الحماسة والحمية فنسي نفسه وأخذ ينشد (جايينكم نحنا الدولة) فنزعوا الميكرفون من يده بسرعة وأسكتوه ولسان حالهم (فضحتنا).

ومشهد اﻷمس الذي جرى في سرمين جعلني أفكر في عدم التزام التسلسل في اﻷحداث وفتح ملف ربيبة النصرة المدللة التي عقدت البيعة والوﻻء لداعش جند اﻷقصى بعد استفزازها للشعب والفصائل باﻷمس وضربها لمشاعر الناس عرض الحائط وفتحها بيت عزاء لحسان عبود قائد لواء داوود والتحرك الفوري من قبل عناصر اﻷحرار وإزالتهم لبيت العزاء وإنهائه وما كان لها أن تفعل ذلك لوﻻ أنها تشد ظهرها بغلاة جبهة النصرة المسيطرين على مفاصل التنظيم وسآتي على إثبات ذلك من خلال اﻷحداث ولكن سأمضي كما كنت عقدت العزم منذ البداية بالتسلسل وسآتي على العلاقة من خلال سرد ملف اغتيال الشيخ الشهيد بإذن الله مازن قسوم والذي فضح أسرار كثيرة سأذكرها بالتفصيل في موضعها إن شاء الله.

وكنت قد أنهيت قصة استئصال حركةحزم (حلب) وذكرت أنني سأسرد بعض المتفرقات ثم أدخل إلى بيت النصرة الداخلي، ومن هذه المتفرقات اقتحام عناصر النصرة بيت عنصر من صقور الغاب وطعنهم له وﻷخيه حيث قتل أحدهما طعنا بالسكاكين وأصيب اﻵخر بجروح بالغة وأدخل غرفة اﻹنعاش واتصل بي المقدم جميل رعدون يومها واتصلت بالشيخ المحيسني وكنت في الساحل والحادثة في ريف حماه وتحرك الشيخ الهمام حسام أبو بكر وكما أسلفت فإن هذا الشاب من أغير من رأيت على حرمات الله والدماء وما رافقته يوما في قضية إصلاح إﻻ وبكى حرقة على أحوالنا المتردية ومازلت أذكر كلمات كان يرددها دوما وهو يبكي في كل محاولة إصلاح فاشلة ومحاكم شرعية تذهب أدراج الرياح كان يردد وهو يبكي: "والله لست حزينا على شيء قدر حزني على حاكمية الله التي تداس باﻷقدام"
وقد صدق فالمحاكم الشرعية والتحاكم لشرع الله باتت جنة يتستر بها الغلاة ويلفلفون بها جرائمهم ويسربلونها سربال الدين ويغطونها بغطاء الشرع وحاشا شرع الله أن تستباح به الحرمات وتستحل المحارم.

كان الشيخ حسام سلامة هو اﻷقرب فتصدر للأمر وأتمه بارك الله فيه حقنا للدماء وسلم عناصر دار القضاء لدار القضاء !! وماتت القضية كما مات غيرها ومن تلكم القضايا التي ديس بها التحاكم لشرع الله باﻷقدام قضية حصلت بين (المفسد) خالد حياني وجبهة النصرة ولجئوا للتحاكم لشرع الله وتواصل معي اﻷخ الفاروق قائد لواء العباس من حركة أحرار الشام وطلب إلي أن أكون عونا له في اﻹصلاح بين المتخاصمين فقلت له أخي الحبيب إن جبهة النصرة ﻻ تقبل بي وسيطاً فتواصل معهم فإن قبلوا فعلى الرأس والعينين ولكن اعتبرني معينا لك ومستشارا وما أستطيع تقديمه لن أتوانى به وكان يتواصل معي باستمرار ويطلعني على المجريات وانقطع التواصل بيننا وشغل وشغلت ومرت اﻷيام والتقينا قدرا في باب الهوى فقص علي القصص وقال لم نبق وسيلة وﻻ وسيطاً إﻻ وسطناه للقوم وكان اﻹتفاق أن تسلم النصرة عناصرها ويسلم خالد حياني عناصره وقام خالد حياني بتسليم عناصره للجهة المحايدة وبدأت قصة المطاردات وراء جبهة النصرة ويعدون الوسطاء اليوم غدًا بعد غد وعناصر حياني موقوفون وعناصر النصرة يسرحون ويمرحون رغم الحكم الصادرواﻻتفاق الموقع وليت اﻷمر وقف عند هذا الحد من عدم الرضوخ للشرع والنزول لحكم الله بل بلغ استخفافهم حد مطالبتهم تسلم عناصر حياني الموقوفين قلت له ثم ماذا قال ذهبت القضية أدراج الرياح ولم تسلمنا النصرة أيا من عناصرها وانتهى اﻷمر هنا.
خالد حياني المفسد يرضخ لشرع الله وتتفلت منه جبهة النصرة تفلت اﻹبل من عقلها !
واﻷخ الحبيب الفاروق أطال الله عمره لم يزل حيا ولكم أن تسألوه إن شاء أن يشهد أما أنا فلن أحرج أحدا بطلبه للشهادة إﻻ بعض الناس الذين سأطلبهم في شهادات حساسة تبين منهج القوم وكذلك بعض القضاة فمن استجاب فهلا وحيا ومن لم يستجب فله اﻷمر وألتمس له العذر ﻷن الشهادة على النصرة أو الجند تعني ﻻصقة أو مفخخة أو كاتما ومن في الساحة يعي جيدا ما أقول.

ومن اﻷحداث مداهمة مقرات عصبة المظلوم ﻷنهم رفضوا أن يكون قاضي جبهة النصرة هو المخول بتوزيع الغنائم فأصدر أحد قضاتهم في دار العدل بمحاصرة مقر العصبة ومداهمته بحجة أنهم (طائفة ممتنعة بشوكة) ولك أن تتخيل مقدار التعمق الشرعي لدى هذا القاضي! وتواصل معي اﻹخوة في العصبة وناشدوني ووجهوا لي النداءات مرات وكرات وأنا أجيبهم وأعتذر بأن القوم ﻻ يقبلون بي بل إن تدخلت ستزداد أموركم تعقيدا ومن بساطة القوم وسلامة فطرتهم أنهم لم يعرفوا معنى طائفة ممتنعة بشوكة ولم يعرفوا تهمتهم!
وناشدوني أن أكلم الشيخ المحيسني وكان حينها مصابا إثر معارك جسر الشغور وزرته في البرناص وهو في جراحه وآﻻمه ولوﻻ أمانة التبليغ ما بلغته إشفاقا عليه فقلت له يا شيخ حاول القوم التواصل معك وكأن هاتفك مغلق وأنت معذور وقد تواصلوا معي وحملوني أمانة التبليغ، كان اﻷخ قد قال لي: إن الشيخ يعرفني وهو صديقي فقط قل له أبو دياب -حسب ما أذكر- وبلغت الشيخ فتألم لما سمع (وحسبل وحوقل) وقضيت معه يومي ثم عدت إلى حلب.

ومنها إساءاتهم للمجاهدين من الفصائل اﻷخرى على حواجزهم وفي مناطقهم وسأكتفي بذكر حادثتين اﻷولى حصلت مع أخينا الشهيد بإذن الله عقيل من حركة أحرار الشام قبل أن ينتقل إلى الفرقة الأولى، وأخونا عقيل تشهد له الجبهات فهو من أوائل المنغمسين في تحرير القمة 45 وبها أصيب وكان في طريقه بين سرمدا والساحل ومعه سيارة محملة بالسلاح فأنزلوه وأهانوه ومن معه وجردوه من سلاحه والسلاح الذي كانوا معه وفعلوها مع أمجد البيطار.
وتعاملهم هذا على الحواجز نابع من نظرة اﻹستعلاء التي يأخذ المنتسب إليهم فيها دورات تنمي فيه أنك بمجرد أن انتسبت للتنظيم فقد أصبحت فوق الجميع.

وأذكر أنه في أحد اﻹجتماعات بين النصرة وبعض الفصائل إحتدم النقاش بين الحاضرين وإذا بأحدهم يرفع صوته مخاطباً أحد القادة الحاضرين "تأدب حين تكون بحضرة القاعدة" نعم قالها لقائد فصيل كما ذكرتها أعلاه بالحرف ولم ينبس قائد الفصيل ببنت شفة.

ولعل من يراجع تغريدات قادة اﻷحرار الشهداء -بإذن الله- قبيل استشهادهم يلمس تركيزا واضحا على صفة اﻹستعلاء في الخطاب مع اﻵخرين والتعامل معهم على حد سواء وقد نشرت بعضا منها في اليومين الماضيين وسأستمر في النشر بإذن الله في قادم اﻷيام وقد حاولوا جاهدين رحمهم الله علاج هذه الظاهرة والتخفيف منها قدر ما استطاعوا.

وأنتقل اﻵن للحديث عن البيت الداخلي لجبهة النصرة فقد مرت النصرة بمراحل وأطوار جعلت الناظر في أمرها يحتار في فهم هذا اﻹنقلاب الذي اعتراها فقد بدت جبهة النصرة في السنتين اﻷوليين من عمر الثورة بصورة مختلفة عما بدت عليه بعد منتصف عام 2013 وما تلاه فما سر هذا اﻹنقلاب المفاجئ؟!

ﻻ ينكر منصف أن جبهة النصرة بدت في السنتين اﻷوليين في أبهى حللها وأجمل صورها وأنها بالفعل التصقت بالناس والتصقوا بها وأحبوها وأنها كانت تخفض جناحها للناس وتمد أيديها إليهم وأنها جاهدت وقدمت خيرة أبنائها وقادتها وأنها كانت تتقدم الصفوف وتبذل النفس والنفيس في الثورة، إذن ﻻ بد من خطب جرى بل خطوب أدت إلى هذا التحول الذي يصعب على العقل أن يستوعبه ويجعل قارئ هذه السطور ﻻ يصدق شيئاً منها ولعلي أسعى لتجلية ما جرى بسرد خلاصة الحكاية.

الفاتح الجوﻻني أمير جبهة النصرة ينتمي إلى مدرسة قاعدة العراق وهي اﻷكثر غلوا بين أجنحة القاعدة على اﻹطلاق وقد انتدبه البغدادي بعد الثورة السورية إلى الشام ليؤسس فيها فرعا أوكل إليه مهمة قيادته ووصل إلى الشام في 21 رمضان عام 2011م ومعه حاجي غانم وهو اﻹداري العام لجبهة النصرة آنذاك وبعد 15 يوما تقريباً تبعه أبو جليبيب اﻷردني وأبو عماد الجزراوي الذي انضم لداعش فيما بعد وصار واليها على البادية وقتل مع اﻹشارة إلى أن الفاتح الجوﻻني دخل سوريا في شهر5 (مايو) سنة 2011 أي بعد الثورة بثلاثة أشهر تقريباً ومكث بضعة أيام ثم عاد إلى العراق ورجع في شهر رمضان من نفس السنة واستقر في الشام وممن دخلوا في بداية اﻷمر كذلك فيصل التركماني الذي قتل رحمه الله في معارك الساحل وسميت صواريخ النصرة (فيصل) على اسمه وكان رحمه الله العسكري العام وكان أبو جليبيب مسؤول المفخخات وحاجي غانم اﻹداري العام مع اﻹشارة إلى أن حاجي غانم عراقي وقد قتل في غارة في الموصل السنة الماضية وكذلك فيصل عراقي تركماني قتل رحمه الله في معارك الساحل وكان أول من بايعه من أهل سوريا الشيخ صالح الحموي في27 رمضان عام 2011 وقام فيما بعد بحشد البيعات من كافة أنحاء سوريا ومنهم 5 من أمراء الشام وعلى رأسهم أبي مالك التلي وهو من أتى بأول أمير لدرعا وأتى بأبي محمد عطون وأتى بأول أمير لقاطع حمص وكذلك أمير الللاذقية والشيخ أبي عبدالعزيز القطري رحمه الله تعالى إستقبل الشيخ صالح الحموي الشيخ الجوﻻني ومضى الجوﻻني مباشرة إلى الشام ومضى صالح إلى حماة والتقى الشيخ الجوﻻني قدرا بأبي مارية القحطاني وكان الشيخ أبو مارية يعالج في الشام وحين لحق الشيخ صالح بالشيخ الجوﻻني إلى الشام عرفه بالشيخ أبي مارية القحطاني فكان الرجلان من ألصق الناس به وكان الشيخ الجوﻻني قد تعرف إلى الشيخ أبي مارية أيام السجن في العراق ومن أوائل الذين بايعوا الشيخ الجوﻻني في سوريا وهو الثاني من أبناء سوريا ممن بايعوا الشيخ الجوﻻني الدكتور أبو البراء الشامي حيث بايع في 27 رمضان ولم يسبقه إلى البيعة إﻻ الشيخ صالح في 23 رمضان 2011م إﻻ أن الدكتور أبا البراء الشامي حفظه الله كان في دير الزور فكان بعيدا عن الشام أي لم يكن ضمن الحلقة الضيقة التي تحيط بالشيخ الجوﻻني.

أتوقف هنا الليلة على أن أتم الجزء الرابع غداً بحول الله وقوته إن كتب الله لي عمرا
في أمان الله وحفظه ورعايته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل (الجزء الخامس )

منقول :
الحمد لله القائل في كتابه: "إنا عرضنا اﻷمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اﻹنسان إنه كان ظلوما جهوﻻ" وصلى الله وسلم على الصادق اﻷمين القائل: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" اللهم ﻻ علم لنا إﻻ ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم وﻻ فهم لنا إﻻ ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم اللهم إني أستغفرك من ظلمي وجهلي وأستهديك فاهدني وقومني وارزقني اﻹخلاص في القول والعمل يا رب.
كنت أتحدث باﻷمس عن بيت النصرة الداخلي وبدايتها على أرض الشام المباركة وأستأنف اليوم من حيث انتهيت باﻷمس من البطانة (الصالحة الناصحة) التي أحاطت بالشيخ الجوﻻني، الشيخ الشهيد بإذن الله عمار السيد (أبو محمد الشرعي) شرعي حلب وهو صاحب نهج قويم وفكرسليم وكان يعارض الجوﻻني في كثيرمن اﻷمور، إذن دائرة الشيخ الجوﻻني الخاصة التي كانت حوله في البداية من المهاجرين أبو مارية القحطاني وأبو عماد الجزراوي ومن أهل سوريا صالح الحموي والشيخ عمار السيد رحمه الله ثم جاءت الحلقة الثانية حيث التحق أبو أحمد (ذكور) وبعدها بقرابة سبعة أشهر التحق (عبدالله) وهذه الدائرة التي كانت حول الفاتح الجوﻻني قبل دخول البغدادي، ﻷن دخوله سيؤسس لحقبة جديدة ويخلط الحابل بالنابل إضافة إلى من ذكرت في أواخر الجزء الرابع من شهادتي، وأذكّر به وهو الشرعي (أبو محمد عطون) الذي لم يكن عضو مجلس شورى ولم يكن عضو لجنة شرعية بل بدأ بروزه قبل إعلان الدولة اﻹسلامية بشهرين
وأقصد قبل إعلان البغدادي حل جبهة النصرة وإعلان دمجها في الدولة اﻹسلامية في العراق تحت مسمى (الدولة اﻹسلامية في العراق والشام) بشهرين،حيث بدأ الخلاف بين البغدادي والجوﻻني قبل إعلان البغدادي بشهرين أما أبو هاجر الحمصي فقد كان مسؤوﻻ للمضافة في إدلب ثم تم نقله -ﻻحقا- إلى حلب وممن كان يرافق الشيخ الجوﻻني مثل ظله ﻻ يفارقه (أبو أحمد حدود) فهو المسؤول عن تنقلاته اليومية واستئجار البيوت له، وممن كان يلازمه وﻻ يفارقه شاب صغير السن هو(أبو عائشة) وكان اﻹعلامي العام آنذاك.


وما يهمنا من جميع اﻷسماء التي ذكرت الشيخ أبو مارية القحطاني والشيخ صالح الحموي والشيخ عمار السيد وأبو عماد الجزراوي حيث أن البقية ليسوا حملة فكر بل إن بعضهم أميون، ومن حملة الفكرالمؤثرين أيضاً وإن كان متأخرا عمن ذكرت أعلاه الشيخ الشهيد -بإذن الله- معاوية حاج أحمد المشهور بالدكتور(أبي خالد) وكان الشيخان عمار السيد والدكتور أبو خالد يختلفان مع الجوﻻنيفي قضايا منها أنهما كانا ﻻ يكفران عوام الشيعة وينتقدان نهج وسلوك الدولة اﻹسلامية في العراق وينتقدان التبعية لخراسان واحتدم الخلاف بينهما وبين (أبي عماد الجزراوي) حين عينه الشيخ الجوﻻني أميرا على إدلب -وكان الجوﻻني ﻻ يزال في الشام آنذاك لم ينتقل بعد إلى الشمال السوري- فعين أبا عماد الجزراوي - وهو كما ذكرت آنفاً ممن التحق بالبغدادي بعد الخلاف وعُين أميرا للبادية ثم قتل- أميرا على إدلب وكان أن أرسل أبو عماد الجزراوي مفخخات إلى مدينة إدلب استهدفت المخابرات الجوية وكان معظم قتلاها وجرحاها من المدنيين فاحتدم الخلاف بين الشيخين أبي عمار وأبي خالد وبين أبي عماد الجزراوي ورُفع اﻷمر للجوﻻني وكان في الشام فأمر بنقل الشيخين إلى حلب -فضا للنزاع- وقادا المعارك في صلاح الدين وسيف الدولة في حلب فقتل الدكتور أبوخالد (معاوية حاج أحمد) بطلقة قناص وبعد أسبوع تبعه توأم روحه وحبيبه الشيخ عمار السيد رحمهما الله تعالى.

وهنا نلحظ أن تيار الغلو الذي جاء من العراق كان مكبلا وحين كان يتفلت كان أهل العلم والفكر من أهل الشام والمهاجرين يهبّون في وجهه ويوقفونه عند حده وسارت اﻷمورعلى هذا النحو وكانت جبهة النصرة في جل تحركاتها منضبطة بالشرع وكان الغلاة الذين قيدهم أهل الرأي والفكر في الشام يرفعون التقارير للبغدادي أوﻻ بأول عن هذا التوجه الجديد الذي لم يألفوه ولم يعرفوه في العراق وعدوه خروجا على نهج الدولة في العراق وسلوكها وتنكبا من الجوﻻني لذلك الطريق وخروجا عن مخطط الدولة اﻹسلامية في العراق الذي أرسل الجوﻻني إلى الشام قصد إتمامه وتوسيع رقعة الدولة وامتدادها الجغرافي نحو الشام.

ولم ينتظر البغدادي طويلا -بعد توالي التقارير المرفوعة من (الغلاة المقيدين)- فحزم أمتعته ودخل إلى سوريا سرا ومكث ستة أشهر يتنقل بين المناطق، فضمن البيعات واستوثق من وﻻء اﻷمراء ثم أعلن عن وجوده وأرسل إلى الجوﻻني أنه سيحل جبهة النصرة ويعيدها إلى حاضرة الدولة وطالبه باﻹنصياع له وإعادة جميع ممتلكات النصرة للدولة صاحبة المشروع وداعمة الفرع الجديد لها في الشام وأقصد جبهة النصرة.
وهنا ابتدأت حقبة جديدة من التاريخ في عمر الثورة السورية فالجوﻻني إما أن يسلم جميع ما لديه وإما أن يصادم الدولة فرفع ملف الخلاف للظواهري وطلب إليه أن يفصل في اﻷمر ولم ينتظرالبغدادي رد الظواهري فبدأ يستولي على المقرات والسلاح بالقوة وأمرالجوﻻني أتباعه ومن تبقى معه بعدم الصدام وبالفعل سلمت مستودعات ومقرات دون قتال، وبت الظواهري في الخلاف وأمر ببقاء النصرة في الشام وعودة الدولة إلى العراق فهذا فرع وذاك فرع.
اعتبر البغدادي أن الظواهري انتصر للجوﻻني وأنه يحرض الجند على أمرائهم وأنه خالف ببته في اﻷمر على هذه الشاكلة الشرع.
 كان لهذا الحدث أثر بالغ على الثورة السورية المباركة لن تتضح آثاره في اﻷيام اﻷولى للخلاف والنزاع ﻷن النصرة خرجت منه ضعيفة مضعضعة فقد حاز البغدادي على معظم عتادها وسحب منها أمراء وخبراء وكانت بحاجة إلى فترة نقاهة لتلملم شعثها وتجمع شتاتها وتقف على أقدامها من جديد، وكانت بأمس الحاجة للإنفتاح على الفصائل لتستعين بهم في مصابها وما ألم بها.
هنا يستطيع القارئ أن يلمس بوضوح أن وجود البطانة الصالحة الناصحة من أهل سوريا ومن خارجها حالت دون أن تسير النصرة بمنهج الدولة وفكرها الذي تشربه عناصرممن دخلوا مع الجوﻻني وتشبعوا به وتأثر به آخرون ومنهم الشيخ الجوﻻني نفسه ووقف آخرون في وجهه وكانوا اﻷكثرية في البدايات وكان الشيخ الجوﻻني ينزل على رأيهم ودفع ومعه جبهة النصرة ثمن ذلك غاليا على يد البغدادي ودولته.
رفض البغدادي قرار الظواهري وبدأت مرحلة صراع بين جناحي تنظيم القاعدة وهو أول صراع فكري على أرض الشام تسيل فيه الدماء في عمر الثورة السورية المباركة وهنا بدأ الضخ والتحشيد واﻻستنصار من كلا الفريقين ﻹثبات أنه على الحق وصلت حد المباهلة وبدأ الجوﻻني بتوزيع من تبقى معه من كوادر على المحافظات للحفاظ على استمرارية العمل وعلى عناصر الجبهة في ظل تغول البغدادي على جبهة النصرة واستمرار حملته على مقدراتها فأوفد الجوﻻني أبا مارية إلى الشرقية وعين صالح الحموي أميرا للبادية شرق حمص وكان الشيخان أبو محمد وأبو خالد قد استشهدا قبلها بعام تقريبا في معارك حلب وبدأ الصف الثاني يأخذ مكان الصف اﻷول في جبهة النصرة وبدأ الوافدون يفدون من الخارج زرافات ووحدانا ويلتحقون بكلا الفريقين وكانت النصرة بحاجة إلى كل صوت وإلى فتح باب اﻹنضمام على مصراعيه فالتحق أبو فراس نموس في الشهر السابع عام 2013 والتحق أبو الفرج المصري في الشهر الثالث من عام 2014 وهؤلاء اعتبرتهم النصرة مكسباً كبيرا لها لما للرجلين من سابقة.

في هذه الحقبة إختلط الحابل بالنابل فالنصرة مضطرة للتجنيد لتصمد في وجه حملة البغدادي الشرسة ولتعوض النقص الحاصل، أضف إلى ذلك ماكينة البغداديالإعلامية التي كانت تسعى ﻻستقطاب من تبقى من عناصر النصرة بتشويهها بأن الجوﻻني ناقض بيعة وأنه ومن حوله مفرّطون مميّعون تخلوا عن الثوابت وتنكبوا طريق الجهاد السوي وتركوا نهج القادة ​، ​وصوﻻ إلى الخطاب التكفيري المغالي الهادف ﻹحراج النصرة أمام أتباعها
مما مضى نخلص إلى أسباب جوهرية أدت إلى إنقلاب دراماتيكي سيكون له انعكاس سلبي على مسيرة النصرة في قادم أيامها أولها البغدادي ودخوله للشام ، ​وثانيها ذهاب الكوادر التي كانت تحيط بالجوﻻني بين شهيد وموفد لتغطية النقص الحاصل الذي نجم عن تغول البغدادي، ​وثالثها مزايدات الدولة في خطاباتها ﻹحراج النصرة أمام عناصرها ومحاولة غسل أدمغتهم وجرهم إلى خطاب مزايدات​،​
 وقد حصل هذا بالفعل وبدأت خطابات النصرة 
-مضطرة أو مختارة- 
تجنح نحو الغلو واستعين ﻷجل هذه المهمة بأصوات جديدة ووجوه جديدة وأدت المهمة على أكمل وجه وتغيرت نبرة الخطاب ولهجته مما ترك أبلغ اﻷثر على عناصرالنصرة ولم تستطع النصرة منذ تلك اللحظة وإلى يومنا هذا أن تعيد نبرة خطابها سيرته اﻷولى بل ما زال ​سجال
 خطاب الغلو بينهم وبين داعش على أشده
 


أتوقف هنا وأتم غداً بمشيئة الله تعالى إن كتب الله لي عمرا ﻷتحدث عن انعكاسات هذه اﻷحداث على منهج النصرة وصوﻻ إلى سيطرة الغلاة على مفاصلها
​.​


شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل ( الجزء السادس )

منقول :
الحمد لله القائل في كتابه "ﻻ يحب الله الجهر بالسوء من القول إﻻ من ظلم" وصلى الله وسلم على البشير النذير القائل "إتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"وبعد:
دخلت النصرة مرحلة جديدة كما ذكرت آنفاً وتفرق الكوادر في المناطق وقطع النظام وداعش أوصال المناطق ولم يبق حول الفاتح أبي محمد الجوﻻني سوى أبي عائشة وأبي محمود حدود وكان الجوﻻني بحاجة لتعويض الكوادر حوله فلمع نجم أبي محمد عطون وبات من الدائرة المقربة من الجوﻻني ودخل الدائرة المقربة أيضاً أبو يوسف حماة وأبو علي القصير، وأبو علي القصير من عتاولة الغلاة وعين أبو عبدالله طعوم شرعيا لحماة وأبو عبدالله طعوم كما ذكرت آنفاً هو الذي عطل التحاكم للشرع أيام مشكلة جبهة حق وألوية اﻷنصار بحجج كان آخرها أننا ﻻ نعترف باللجنة ﻷنها ﻻ تكفر جبهة حق وألوية اﻷنصار.

كان الصدام اﻷول بين الفاتح الجوﻻني والفريق اﻷول الذي كان يحيط به ولم يتبق منه سوى الشيخ أبي مارية والشيخ صالح الحموي حين قررت جميع الفصائل قتال داعش بعد صبر الفصائل على بغيها أكثر من عام واستشار الفاتح الجوﻻني من حوله فكان رأي القحطاني والحموي قتال الدولة وكان رأي الفاتح الجوﻻني عدم قتالها واتجه القحطاني للشرقية واتجه الحموي للبادية وأجمعت داعش أمرها وشركاءها وسيطرت على الشرقية وخسرت النصرة البادية كذلك، وهنا شعر الفاتح الجوﻻني بالخطر يتهدد التنظيم فبخسارة الشرقية خسرت واحدا من أهم مصادرها اﻹقتصادية في الشرقية.

واتُخِذ القرار داخل جبهة النصرة باستنساخ تجربة داعش وهو البحث عن منطقة مركزية تستجمع فيها القوى وتعد نقطة انطلاق تماماً كما فعلت داعش إثر معاركها مع الفصائل حيث جمعت قواها في الرقة ومنها بدأت الزحف تجاه المناطق وضمنت منطقة غنية لتمويل التنظيم، وكذلك فعلت جبهة النصرة حيث نظرت فوجدت منطقة الشريط الحدودي هي اﻷنسب وفيها مصدر دخل من تهريب المازوت كانت كلها تذهب إلى جبهة ثوار سوريا.

وكما أسلفت مراراً فإن نسبة الفساد داخل جبهة ثوار سوريا كانت هي اﻷعلى بين الفصائل ووجدت جبهة النصرة من هذه النقطة مدخلا لتسويغ إنهاء اﻷلوية التابعة لجبهة ثوار سوريا من تلكم المناطق.

وبذريعة تطهير المنطقة من الفساد والفاسدين بدأت جبهة النصرة خطواتها الثلاث المعهودة في تصفية الفصائل وهي:
الخطوة الأولى: شيطنة الخصوم عبر توجيه جميع أنشطتها اﻹعلامية نحو الخصم وتسليط الضوء على كافة أخطائه ومفاسده حتى تهيئ الرأي العام لتقبل أي مصير يمكن أن يحل به ويصبح هذا الخصم حديث الخواص والعوام وحديث المجالس والشوارع وهنا تكون قد هيأت الرأي العام لتقبل أي عقوبة يمكن أن تنزل به وتظهر بمظهر من طهر اﻷرض من أرجاس المفسدين فتكون قد حققت أكثر من غاية بضربة واحدة، وبعد أن تستيقن شيطنة الخصم تنتقل إلى
الخطوة الثانية: وهي التحييد والعزل وهنا تأتي إلى حلفاء الخصم فتبدأ بتحييدهم حتى تجرده من أسباب القوة وعناصر المؤازرة وتضمن سكوت حلفائه أو القسم اﻷكبر منهم وتكون بذلك قد حيدت حلفاءه وعزلته وفور تأكدها من عزلته تأتي
الخطوة الثالثة: فتنقض على الخصم وهذا مارسته مع الجميع باستثناء الفرقة 13 فبين بيان جبهة النصرة وهجومها وربيبتها جند اﻷقصى ساعات معدودات.

نجحت النصرة في الحصول على الشريط الحدودي بخيراته وأعني سلقين وحارم ودركوش وبعدها انتقلت إلى التوسع نحو اﻷقرب فاﻷقرب، والذي يعرف المناطق جيدا يفهم ما أعنيه فبعد سلقين وحارم ودركوش حفسرجة وبروما ثم جبل الزاوية ومن الجبل نزلوا إلى خان السبل ثم زحفوا نحو ريف حماه، والخلاصة أننا أمام مرحلة جديدة هي السعي ﻹيجاد منطقة مركزية تكون نقطة ارتكاز والعمل على التمدد والتوسع ولو على حساب الفصائل اﻷخرى.
وهذه السياسة جديدة تماما على جبهة النصرة لم تكن معهودة عنها في الحقبة التي سبقت دخول البغدادي والخلاف الذي دب بين الفريقين وهنا يظهر خطاب جديد ونهج جديد نجم عنه سلوك غير معهود لعبت فيه البطانة الجديدة التي أحاطت بالفاتح الجوﻻني دورها ولم يقتصر عليها فحسب بل تعداها إلى شخص أمير جبهة النصرة نفسه وتصرفاته وسأورد ذلك باﻷدلة والبراهين.
فقد خرج الفاتح الجوﻻني ببيان صوتي كفر فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسألت يومها شيخنا الشهيد -بإذن الله- أبا عبدالله الحموي عن فائدة مثل هذا النوع من البيانات في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج فيها الثورة لتركيا حاجة الرئة للأكسجين -وإن كانت هذه قناعته الشرعية- فليس من المصلحة إظهار ذلك فأجابني الشيخ رحمه الله بقوله: ﻻ أعلم لكنني سأسأله عن وجهة نظره.
ومرت اﻷيام والتقيت الشيخ الحموي رحمه الله فأخبرني بأنه سأل الشيخ الجوﻻني عن وجهة نظره فأجابه: بأنه رأى قلوب شباب اﻷمة متعلقة بهذا الصنم فأراد هدمه.
والشيخ الجوﻻني ﻻ يرى كفر الحكومات والبرلمانات فحسب بل يرى كفر أعيان نواب البرلمانات بمجرد أدائهم القسم وكان الشيخ الجوﻻني ينتقد في سنين الثورة اﻷولى توسع دولة العراق أعوام 2008-2009-2010 في قتل المصلحة فهو ﻻ يرفض قتل المصلحة ويأخذ به للضرورة ومعنى قتل المصلحة أن من ﻻ يدفع شره إﻻ بالقتل يقتل ومعنى التوسع فيه هو قتل جميع المخالفين لك في مشروعك ومنهجك فالشيخ الجوﻻني يرفض التوسع في قتل المصلحة ويأخذ بفتوى قتل المصلحة.
ومن التغير الذي ظهر جليا على شخصية أمير النصرة بعد دخول البغدادي أنه كان قبل دخول داعش الشام يعمل بالسياسة الشرعية، ومن أمثلة ذلك أن الشيخ الجوﻻني ﻻ يرى نصارى الشام في حالة أمان عرفي وبالتالي فإن أصل الحكم الشرعي يجيز استهدافهم ويمنع من استهدافهم ترتب مفاسد شرعية على ذلك ويرى كذلك جواز استهداف نساء وأطفال النصيرية ويرى عدم فعل ذلك للمفاسد المترتبة على اﻷمر وظل الفاتح يأخذ بهذه السياسة الشرعية حتى دخلت داعش فقبل دخولها ظلت معامل النصارى في الشيخ نجار آمنة في ظل وجود النصرة حتى دخلت داعش وبدأت بمصادرتها وهنا أجاز أخذها لئلاتذهب إلى داعش.
فدخول داعش ومزايداتها على النصرة ولد تغيرا جذريا في المنهج ولغة الخطاب لدى أمير النصرة وهو ما انعكس سلبا على أداء وسلوك عناصر النصرة.
ومن أمثلة الخطاب الجديد أن الفاتح الجوﻻني في كلمته الصوتية في رثاء الشيخ الشهيد -بإذن الله- أبي خالد السوري (ليتك رثيتني ولم أرثك)  صرح الجوﻻني بكفر اﻹئتلاف واﻷركان رغم أنه أعلن في لقائه على قناة الجزيرة مع تيسير علوني أنه لا يكفر بالعموم.
ولعل من أهم ما تجدر الإشارة إليه في هذه الحقبة التوسع في اﻷخذ بكذب المصلحة فقد أعلن الفاتح الجوﻻني في أكثر من بيان ولقاء أنه قاتل حركة حزم وجبهة ثوار سوريا بذريعة اﻹفساد في اﻷرض، وأنا أقسم بالذي رفع السماء بلاعمد أن جبهة النصرة وجند اﻷقصى قاتلوهم قتال (ردة) وأقسم بالله العظيم أن الفاتح الجوﻻني نفسه قاتل جبهة ثوار سوريا وحركة حزم قتال ردة وسأطلبه للمباهلة عليها عقب انتهائي من الشهادة.
وإليك اﻷدلة: حين كنت أحد الساعين في اﻹصلاح وحقن الدماء مع ثلة من اﻷخيار اﻷغيار كانت تقع اﻹشتباكات أثناء تنقلنا وكان الطرفان المقتتلان يتخاصمان على القبضات فكان عناصر جبهة ثوار سوريا يشتمون أعراض عناصر النصرة والجند فيما يعرف باللهجة السورية (بالتحشيك) وكان عناصر الجبهة والجند يجيبون يا مرتدون، وأحسنت الظن يومها وقلت هو جهل من الجند وهي حمية المعركة وفورة الدم ولم آخذ باﻷمر حتى جاءت قضية جبهة حق وألوية اﻷنصار وكان آخر عائق وضعه شرعيهم أبو عبدالله طعوم هو أننا ﻻ نعترف باللجنة الشرعية ﻷنها ﻻ تكفر جبهة حق وألوية اﻷنصار والشيخان أبو موسى وأبو البخاري مازاﻻ أحياء وكذلك الشيخ حسام أبو بكر وكلهم أحياء ولله الحمد.
وقد ينكر معشر كذب المصلحة كل هذه اﻷحداث، وقد يتجرأون على المباهلة تبعا لفتوى كذب المصلحة وهي خطوة -أي المباهلة- قادمة ﻻ محالة ولينزل الله تبارك وتعالى في الكاذب منا سخطه وعذابه ولعناته ونقماته.
ومع وضوح صريح مطالبة اللجنة الشرعية بتكفير جبهة حق وألوية اﻷنصار للإعتراف بها والقبول بها رغم قبولهم بها سلفا، إﻻ أن اﻷمر مر ومرر كما مرر غيره من قبل وخرجت النصرة بما تريد ودون أدنى مساءلة ولم تكن اﻷدلة التي مرت كافية ﻹثبات أن قتال النصرة للفصائل كان قتال (ردة) وليس قتال إفساد في اﻷرض، وطويت الصفحة ويأبى الله إﻻ أن يكشف ذلك ويفضح سريرتهم، فجاءت قضية مقتل الشيخ مازن قسوم -التي سآتي على ذكرها بالتفصيل- وسأذكر هنا فقط الجانب المتعلق بأنهم قاتلوا الفصائل المذكورة قتال ردة، ففي اللجنة الشرعية أو المحكمة التي أوكل إليها محاكمة قتلة الشيخ الشهيد -بإذن الله- مازن قسوم والتي كان الدكتور عبدالله المحيسني على رأسها في البداية ثم انسحب واعتذر وظل الشيخ أبو الحارث المصري والشيخ عبدالرزاق مهدي والشيخ القاضي أبو عزام الجزراوي قبل أن ينسحب الشيخان أبو الحارث المصري والشيخ عبدالرزاق مهدي في النهايات أيضا -وسآتي على ذكر ذلك مفصلا في موضعه من الشهادة إن شاء الله-

أخرج مندوب جند اﻷقصى أمام الشيوخ وثيقة ممهورة من دار القضاء يحكم بردة جمال معروف وكل من تعاون معه وآزره وبما أن الشيخ مازن قسوم كانت علاقته طيبة بجمال فهو بناء على فتوى دار القضاء مرتد حلال الدم وحين أخرج مندوب الجند كتاب دار القضاء أمام القاضي أبي عزام الجزراوي مسؤول دور القضاء شعر الرجل بالحرج الشديد وأراد أن يبرر أمام الشيوخ فقال: هذه فتوى أصدرها بعض الشيوخ كي ﻻ يتردد أحد في قتال جبهة ثوار سوريا ومن عاونها وآزرها وظاهرها أثناء قتال جبهة النصرة وجند اﻷقصى لها،والقاضي أبو عزام الجزراوي لم يزل حيا وكذلك الشيوخ المذكورون وأنا أدعوهم جميعا للشهادة ولن أحرج أيا منهم ولكن إذا استدعى اﻷمر فسأدعوهم للمباهلة.

كل هذه اﻷدلة ومازال الشيخ الجوﻻني وأعيان النصرة يتخذون من كذب المصلحة جُنة ويمارسون (التقية) ويخشون الصدع بمنهجهم على رؤوس اﻷشهاد، يقنعون عناصرهم بأمر ويظهرون أمورا حقيقتها فيما يبطنون، لئلا يكتشف الناس حقيقة عوار منهجهم قبل تمكنهم وتمام مشروعهم الذي ما انفك يجر على أهل الشام الطوام "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

أقف هنا اليوم على أن أتم شهادتي غدا وعند تمامها سأطلب من أختار منهم للمباهلة ولتنزل بالكاذب منا اللعنات أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

شهادة حذيفة عبد الله عزام على بغي جبهة النصرة على الفصائل (الجزء السابع )

منقول :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
توقفت في الجزء السابق من شهادتي عند الدليل الثالث من أدلة قتال جبهة النصرة وجند اﻷقصى للفصائل قتال (ردة) ﻻ قتال إفساد في اﻷرض كما زعموا، وفصلت القول في أثر تغير البطانة -إثر دخول البغدادي الشام وتغوله على النصرة- التي كانت حول أمير النصرة على ما أصاب النصرة فيما بعد.
وذكرت وقوف الفصائل إلى جوار النصرة حتى التقطت أنفاسها واستعادت قوتها ولوﻻ الله ثم الفصائل ﻻانتهت جبهة النصرة ولم تقم لها قائمة ولكن الفصائل مدت لها يد العون ووقفت إلى جوارها حتى استعادت عافيتها واستردت قواها وعادت من جديد قوة منافسة على اﻷرض.
ولكن هل حفظت النصرة الجميل؟!
أم باتت ﻻ ترى على اﻷرض معها أحدا؟!
وباتت ترى فساد مناهج أقرب الفصائل إليها؟ !
ولن أجيب عن هذا السؤال وسأدع الجواب لما مضى من أحداث ولما هو آت في قابل اﻷيام إﻻ أن يفتح الله على القوم ويلهمهم رشدهم ويردهم إلى صوابهم ردا جميلا.
كان مما أشرت إليه أن الخلاف بلغ ذروته بين الفاتح الجوﻻني والبطانة التي حوله إثر قرار الفصائل قتال داعش بعد صبر دام عاما ونيف وأذكر بأن رأي البطانة كان الانحياز إلى إجماع الفصائل ومؤازرتهم في قتال داعش وكان رأي الجوﻻني أﻻ تقاتل النصرة إلى جوار الفصائل وهذا ما حصل ابتداء فلم تقاتل النصرة داعش بل سعت وكثير من أمراء وعناصر الفصائل الأخرى إلى إيواء عناصر داعش وإبلاغهم مأمنهم ورُفعت أعلام جبهة النصرة على مقرات داعش ووجد عناصر داعش لهم في مقرات النصرة ملجأ ومأوى وكما أسلفت ومن باب اﻹنصاف فإن هذا لم يكن حكرا على جبهة النصرة وحدها بل فصائل كثيرة شاركت في ذلك وما يهمني هو أن جبهة النصرة سارت على رأي أميرها ﻻ على رأي البطانة فيما يتعلق بقتال داعش، فالفاتح الجوﻻني مازال يراهم إخوة منهج بل تعدى ذلك إلى وصف الخلاف بين النصرة وداعش إلى خلاف اﻷسرة الواحدة في لقائه على قناة الجزيرة.


واستمرت اﻷمور على هذا النحو حتى جاءت أحداث دير الزور وكان التيار المتواجد هناك تيار الشيخ أبي مارية القحطاني فقرر أن يتصدى لبغي داعش وصيالها مع بقية الفصائل وبالفعل وقع القتال وكان على أشده ولم تستطع داعش حسم المعركة حتى استعانت بما جلبته من الموصل وطوال تلك المدة والنصرة وبقية الفصائل ينتظرون وعود أمرائهم لهم بالمدد والعون وفك الحصار لكنها كانت مجرد وعود ذهبت أدراج الرياح وحسمت داعش المعركة في دير الزور وفي البادية وتوجه أبو مارية مع أسود الشرقية جنوبا وكذلك فعل صالح الحموي.
وهنا صدرت قرارات مفاجئة من قبل أمير النصرة فعزل صالح الحموي وأبا مارية من مجلس الشورى وعزل أبا مارية من مركزه كشرعي عام للنصرة وعين مكانه الدكتور سامي العريدي ولم يسبق له أن قابله فالرجل في الجنوب وأمير النصرة في الشمال ومعرفته به لم تتجاوز التواصل والتراسل عن بعد ولو سأل الثقات من أهل اﻷردن أو كلف خاطره أن يقلب صفحات اليوتيوب لعرف أن الدكتور سامي العريدي معروف بفكره التكفيري فقد كان من المقربين للشيخ أبي همام في اﻷردن وهو من رموز التكفير وكان أبو همام يعمل راقيا للناس وكان الدكتور سامي ساعده اﻷيمن ومن أقرب المقربين إليه.
والخلاصة أن حقبة جديدة ستبدأ بسيطرة التيار اﻷردني على مفاصل القيادة داخل جبهة النصرة وهذا التيار هو عرّاب التكفير ورأس حربته اﻵن داخل جبهة النصرة.
وأدخل الفاتح الجوﻻني أبا الوليد اﻷردني مكان صالح الحموي في مجلس الشورى كما أدخل أبا الحسن تفتناز أو أبا جليبيب اﻷردني -إن لم تخني الذاكرة- مكان الشيخ أبي مارية.
وبمرور اﻷيام باتت الدائرة المقربة من الجوﻻني كلها من الغلاة وإليك بعضا من هذه النماذج:
يقود التيار اﻷردني داخل جبهة النصرة اليوم أبو القسام اﻷردني وأبو القسام من أصحاب أبي مصعب الزرقاوي وهو ممن خرج من سجون إيران مؤخراً بصفقة التبادل بين أنصار الشريعة وإيران وذكرت الدكتور سامي العريدي وهو الشرعي العام وأبو جليبيب اﻷردني الذي عين أميرا للاذقية مؤخرا وأبو حسين اﻷردني أمير إدلب وأبو اليمان اﻷردني قائد جيش النصرة وأبو الوليد اﻷردني أمير البادية وأبو خديجة اﻷردني قاضي اﻷمنيين في النصرة وأبو حفص اﻷردني(الحلبي) وهو أردني النشأة من أصول حلبية أمني عام وهو أمي ﻻ يقرأ وﻻ يكتب وإلى جانب هذا التيار اﻷردني خليط من جنسيات أخرى ممن بلغوا في الغلو شأوا ومنهم أبو عبدالله المصري مسؤول دار القضاء في اللاذقية واستلم محكمة دركوش مؤخراً وأبو عمرو التونسي وهو كبير المحققين بدار القضاء في اللاذقية وأبو الزبير المهاجر(أبو حيدرة التونسي) شرعي إدلب ومما فاتني ذكره أنهم أتوا بعديل الشيخ أبي محمد المقدسي(أبو القاسم اﻷردني) ومما بلغني أنهم يجهزونه ويهيئونه ليجعلوه على القضاء وإلى جانب هؤﻻء غلاة من(اﻷنصار) كنت قد ذكرتهم آنفا وأذكر بأهمهم وأقربهم من الفاتح الجوﻻني أبو علي القصير مسؤول إمارة الحدود - أبو محمد عطون (أبو عبدالله الشامي) أبو أحمد ذكور - عبدالله اﻷمني أبو هاجر الحمصي - أبو عبدالله طعوم - أبو يوسف حماه وأبو يوسف مشهود له أنه كان من طلبة العلم المعتدلين الوسطيين حتى عين أبو عبدالله طعوم شرعيا على حماه فتأثر به أبو يوسف وبدأ فكره ينحى نحو الغلو وممن فاتني ذكره من المهاجرين أبو أسامة الليبي أمني إدلب.
وهنا نلحظ أن المناصب السيادية كلها باتت بيد الغلاة وأن التيار اﻹصلاحي داخل جبهة النصرة بات بعيدا عن مركز القرار والتأثير وقد اعتبروها -كما يقولون- متطلبا ضرورياً من مقتضيات المرحلة للحفاظ على بيتهم الداخلي وعلى جنودهم من الالتحاق بجند اﻷقصى وداعش.
وهذا ورد على لسان الفاتح أبي محمد الجوﻻني نفسه مرارا، كان آخرها أمام لجنة مبادرة أهل العلم حين نقلوا إليه طلب الفصائل فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة كشرط مسبق للتوحد والاندماج فكان جواب أبي محمد الجوﻻني أنه لا يستطيع فك الارتباط بالقاعدة ﻷن فك الارتباط بها سيجعل كثيراً من عناصر جبهة النصرة يلتحقون بجند اﻷقصى وداعش وهذا اعتراف خطير من الفاتح الجوﻻني أن جنوده على شفا (دعشنة) وأنهم قاب قوسين أو أدنى منها وأنهم يتحينون الفرص لترك جبهة النصرة إن هي تخلت عن نهج الغلو.
وقد يكون هذا العذر مقبوﻻ لو لم تنقل النصرة هذا النهج من دائرة الخطابات والتنظير -التي هي للاستهلاك المحلي كما يقولون- إلى دائرة التطبيق، ولكنها انتقلت مع اﻷسف الشديد وانعكست على سلوك العناصر والجند وترتب عليها ظلم كبير لفصائل بأكملها وسالت على إثرها الدماء وانتُهبت اﻷموال وسُلب السلاح والعتاد.
كل هذا في ظلال السجال مع داعش التي باتت تشكل عقدة للنصرة وأمرائها وجندها وكلما عيرتهم داعش بأمر كتطبيق الشريعة المنحصر عندهم بإقامة الحدود -مع العلم بوجود خلاف كبير بين الفقهاء حول تطبيق الحدود في دور الحرب- أقول كلما عيرتهم داعش في إصدار من إصداراتها التي تظهر تطبيق داعش للحدود تسعى النصرة بكل ما أوتيت من قوة ﻹظهار مشهد مماثل لعناصرها وهم يطبقون الحدود، وأكتفي بمثال واحد فلم يسبق للنصرة أن طبقت الحد على امرأة زانية أو تدير بيتا للزنا -حسب توصيفهم- حتى ظهرت داعش في إصدارها وهي ترجم زانية ثيبا وما هي إلا أسابيع حتى ظهر إصدار النصرة وهي تقتل امرأة خمسينية بطلقة مسدس في رأسها بتهمة إدارة بيت للدعارة وبعدها بمدة قتلت فتاة عشرينية بتهمة الزنا في رسالة واضحة لداعش مفادها إن كنتم قد رجمتم زانية واحدة فقد قتلنا زانيتين.
ومما يجدر التنويه له أن الرجل الذي كان يقف فوق رأس المرأة المقتولة مطلوب لمحاكم حلب الشرعية حسب ما أخبرني الإخوة القائمون على القضاء في محاكم حلب لكن أحدا ﻻ يجرؤ على محاكمة عنصر انتسب إلى جبهة النصرة أو جند اﻷقصى فقد حصل على الحصانة الكاملة بمجرد أن أصبح أخا منهجيا.
إذن نحن أمام بطانة جديدة يعرف القاصي والداني أنها تشربت الغلو حتى تمكن منها وأمام أمير يخشى انشقاق عناصره وانضمامهم للجند وداعش وهذه المرحلة ﻻ يناسبها إﻻ تقريب غلاة الغلاة وإطلاق ألسنتهم وإطلاق أيدي الجند من غير رقيب وﻻ حسيب.
وما يدور في أروقتهم الداخلية يهون أمام ما يظهر في خطاباتهم ومقاﻻتهم فالفاتح الجوﻻني وأبو محمد عطون يريان أن وثائق (أبت أباد) ووثيقة (أزواد) هي وثائق مخالفة للشريعة الإسلامية وأبو محمد عطون (أبو عبدالله الشامي) قالها صريحة بأن ميثاق حركة أحرار الشام المعروف بـ (ميثاق الشرف الثوري) هو(ميثاق كفري) وأما أبو فراس السوري فقد صرح في مقالته النذير العريان بكفر اﻷحرار ناهيك عن اﻷوصاف المقذعة التي وصف بها اﻷحرار في مقاله في مقاله والتي أستحيي من ذكرها وليت اﻷمر وقف عند هذا المقال فقد تبعه ثان وثالث وليت اﻷمر وقف عند حد التصرف الفردي ﻷبي فراس لهان اﻷمر ولكن تبين تبين فيما بعد -حين اشتدت الحملة على أبي فراس- أن أبا فراس قد عرض المقال على أبي محمد عطون قبل نشره وأنه صادف استحسانه ونال إعجابه وحين نشر أبو فراس المقال وضجت الصفحات بمعارضته وخرج أبو محمد عطون يريد أن يرقع اصطدم به أبو فراس على العام وقال له لقد عرضت عليك المقال وأبديت إعجابك به وﻻقى استحسانا منك وسكت أبو محمد عطون ولم ينبس ببنت شفة.
وليت اﻷمر وقف هنا لهان فهذا ما صرح به أبو فراس على العام ولكن ما لم يفصح عنه على العام وذكره في المجالس الخاصة في معرض دفاعه عن نفسه -إثر الحملة الشرسة التي تعرض لها الرجل- أنه عرض المقال على أعضاء في الشورى وعلى الفاتح الجوﻻني نفسه وكلهم أبدى إعجابه بها واستحسنها وقد شهد على ذلك شهود ثقات من النصرة وحين أقول شهود فإنني أعني أنهم جمع وليسو فردا أو اثنين وليت اﻷمر وقف عند هذا الحد إذن لهان.
فحين وصف أبو محمد عطون ميثاق الشرف الثوري بأنه ميثاق(كفري) وواجه حملة مضادة وسئل كيف حكمت عليه بأنه ميثاق كفري؟ أجاب أمام جمع من قادة اﻷحرار بأن الذي حكم عليه وأفتى بأنه ميثاق كفري هو الشيخ أبو قتادة هكذا أجاب أبو محمد عطون بكل صراحة.
ومن أسباب الانقلاب الفكري والمنهجي الذي اعترى مسيرة النصرة سبب مهم ﻻ يمكن إغفاله وهو إقصاء تيار الخراسانيين رحمهم الله وتقبلهم في الشهداء وهم سبعة إخوة قدموا من إيران أوائل عام 2013م قبيل إعلان البغدادي حل جبهة النصرة ودمجها في الدولة تحت مسمى الدولة اﻹسلامية في العراق والشام وسبب قدومهم أنهم واجهوا ضغوطا أمنية كبيرة من الجانب اﻹيراني فقرروا اﻹنتقال إلى الشام واستطاعوا أن يخرجوا بطرق غير رسمية ووصلوا بواكير عام 2013م وكان لهم وللشيخ أبي خالد السوري الفضل بعد الله عز وجل في الحكم الذي أصدره الدكتور الظواهري لصالح جبهة النصرة ولم يقبل به البغدادي آنذاك وكان بيني وبين أحدهم رحمه الله تواصل عبر المراسلة رغم قرب المسافة وقد وصفهم البغدادي -في الخلاف بين النصرة والدولة- بأنهم منحازون لجبهة النصرة وقد كانوا -رحمهم الله- فريق عمل متكامل مكون من سبعة أشخاص من أولي الخبرة والتجربة ولم يكونوا يطمحون لمناصب أويطمعون في تحقيق مكاسب بل كانوا يرغبون في رفع مستوى العمل فحسب ولذا كانوا يتوقعون -على اﻷقل- أن يجدوا التعاون التام من قبل قيادات النصرة خاصة بعد أن أتى رد الدكتور الظواهري.
وبالفعل توجه الفريق إلى حلب وفتحوا معسكرات للتدريب ولكن أمراء حلب -آنذاك- (عبدالله) و (ذكور) لم يتفاعلوا معهم بل همشوهم ويبدو أن اﻷمر كان متعمدا فهؤﻻء أقدم منهم تنظيميا بل أقدم من الشيخ الجوﻻني نفسه وذووا خبرة وكفاءة ولهم سابق تجربة وشَكوا تهميشهم أكثر من مرة ولم يجدوا آذانا صاغية فتفرقوا في المحافظات فأبو محمد الشامي توجه إلى رأس العين وقتل-رحمه الله- في معركة رأس العين وأما أميرهم أبو أسما الكوبي فقد قتل في سرمدا وكان قد أقام معسكرا مع أبي يوسف التركي رحمهما الله قبل مقتله وأما سنافي النصر-رحمه الله- فكان قد استلم ملف المهاجرين بعد منتصف عام 2013م.
وأعود لذكر قصتهم قبل أن يتفرقوا ويقضوا نحبهم -رحمهم الله- فبعد أن سئم سنافي النصر ومل من الخلافات التي وقعت بينه وبين قيادات النصرة بخصوص ملف المهاجرين واشتدت الخلافات فعُزل سنافي النصر وهنا قرر الفريق أن يعاود التكتل من جديد وأن يعملوا كفريق وظلوا كذلك حتى جاءت حادثة انشقاق جند اﻷقصى عن جبهة النصرة وذهب فريق الخراسانيين مع الجند فور انشقاقهم وكان أمير جبهة النصرة في محافظة (.....) أخرى وحين علم بالخبر عاد وزار فريق الخراسانيين في مزرعتهم في(....)  وطيب خواطرهم وأكرمهم وأعادهم إلى جبهة النصرة وعرض على سنافي النصر إمارة حماه فرفض وعرض على أبي أنس الجزراوي إمارة اللاذقية فوافق واشترط أن يصطحب معه طاقم خراسان فذهبوا جميعاً إﻻ أبا أسماء الكوبي فقد ظل يدير المعسكرات مع أبي يوسف التركي ولم يتفاعل أبو أسماء مع العودة لجبهة النصرة بل ظل يعمل بشكل شبه مستقل مع أبي يوسف التركي ويدرب الكوادر وأما بقية الطاقم فقد توجهوا إلى اللاذقية باستثناء أبي محمد الشامي الذي كان قد لقي ربه شهيدا بإذن الله.
وفي ظل إمارة أبي أنس الجزراوي لللاذقية كانت العلاقة مع الفصائل اﻷخرى بما فيها الجيش الحر وثيقة وكانت وشائج اﻷخوة في أعلى مستوياتها وسادت روح المحبة بين الفصائل وبلغ التعاون أشده وتبادلت الفصائل الخبرات والفضل بعد الله جل في علاه يعود لهذا الفريق وأمير اللاذقية آنذاك وكان أبو أنس يوزع الصواريخ التي يصنعها هذا الفريق (الغفاري) على الجيش الحر وأثمرت هذه الروح اﻷخوية وهذه اﻷجواء فتوحات عظيمة على رأسها فتح كسب وقمة الـ (45) ولم يعهد الساحل وفصائله حقبة أفضل من تلك التي توجه فيه أبو أنس بصحبة أربعة من الفريق للساحل وظل الحال كذلك حتى جاءت حادثة فرار700 داعشي كانوا محاصرين في اللاذقية ووصلوا إلى الرقة بسياراتهم عبر حلب وقسم منهم دخل متخفيا إلى اﻷراضي التركية وتوجه إلى الرقة وهنا اتُهم أبو أنس الجزراوي وطاقمه بالتقصير في أخذ الإجراءات لمنع خروج هؤﻻء ووصولهم إلى اللاذقية رغم أنني ومعظم الفصائل نعرف أنه لا علاقة للرجل وطاقمه بما حصل ولعل معظم قادة الفصائل يعرفون الطرف المتواطئ ولست أراها إﻻ مكيدة كادها له أقرانه وأنداده من غلاة النصرة ليوقعوا به وليُعزل عن إمارة اللاذقية وهذا ما كان -خاصة بعد انخراط هذا العدد الكبير من الدواعش في قتال الفصائل في دير الزور- حيث أقيمت محكمة شرعية ﻷبي أنس وعُزل عن إمارة اللاذقية وعُزل نائبه أبو إلياس معه وتمت تلك المحاكم في ظل غياب سنافي النصر فقد كان -رحمه الله- يعالج من إصابته في معارك كسب وبعد أشهر تعافى سنافي النصر عاد واستلم منصب أمني في اللاذقية وبقي فيها حتى قتل وكان متذمرا جدا من النصرة فهو أمني باﻹسم فقط من باب اﻻسترضاء واﻹسكات ليس إﻻ ولم يك -رحمه الله- راضيا عن سياسات النصرة، وأما أبو أنس الجزراوي الذي استطاع أن يخلق جوا منقطع النظير من اﻷلفة والمحبة واﻷخوة بين النصرة وبقية الفصائل فقد أقسم منذ ذلك اليوم أنه لن يعمل مع أمير جبهة النصرة الفاتح الجوﻻني ﻻ ﻷنه عزله من إمارة اللاذقية ولكن ﻷنه وعده بمنصب أمني إدلب فأجابه أبو أنس بأنه يقبل أن يكون في أي مكان يراه الفاتح الجوﻻني وبدأ يؤجل وعوده وفوجئ أبو أنس بعد أيام بتعيين شخص بديل عنه كأمني ﻹدلب وهكذا استبعدوا-رحمهم الله- بما لديهم من خبرات وكفاءات ومياسرة لشركائهم في طريق الجهاد ولم يستمع لهم ولنصائحهم وحل مكانهم الغلاة.

أتوقف هنا الليلة وللشهادة بقية إن كتب الله لي عمرا في أمان الله وحفظه ورعايته السلام عليكم ورحمة الله.