الأحد، 10 فبراير 2013

الفكر الثوري الاستبدادي ( 4/ 4 )

و من صفات أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي و سماته أيضاً :
بسبب سياسة التجهيل و التفكير المغلق و تغييب اساليب التفكير و التحليل السليمة في التعليم الذي تمارسه الأنظمة الثورية الاستبدادية 
تجد معظم افراد الشعب و على مختلف طبقاتهم العامي و المثقف و من يحمل أعلى الشهادات في السياسة بما في ذلك الاسلاميين الثوريين يتحدثون في السياسة  بنفس الاسلوب و يرددون نفس الكلام و بما يتوافق مع رؤية و تحليلات المحور الإيراني الثوري القمعي 
 إذا ذهبت تتكلم في السياسة بما يخالف رؤيتهم و بأسلوب علمي و منطقي معزز بأدلة و شواهد من الواقع الملموس و يعجزون عن الرد 
فيلجؤون الى مخرج الطوارئ لهم و يقولون هذا تسطيح للأمور و نظرة ضيقة للامور و سذاجة في التفكير فالسياسة تحتاج لنظرة عميقة و بعيدة و قراءة ما تحت السطور و ما يدور في الكواليس .
 عجبي هل أصبحت رؤية الأنظمة الاستبدادية و على رأسهم النظام الإيراني الصفوي المتطرف و عامة الناس المبنية على الظنون و المغيبات و مصادر سرية مسربة مصدرها الصهاينة و التحليلات التي دوافعها عقدة المؤامرة و الفكر الثوري الماركسي الروسي التي غرستها الانظمة الثورية الاستبدادية لتبرير فشلهم و تبرير مصادرة الحريات و انتهاك الكرامة هي الرؤية العميقة !!! 
و الغريب أن المعارضين للأنظمة الثورية الاستبدادية و المحور الايراني يتحدثون في السياسة بنفس رؤية هذه الانظمة فإذا كنتم معجبين برؤيتهم و تحليلاتهم و سياستهم فلماذا تعارضونهم ؟؟؟
 المعارضة الحقيقية أن تخالف المحور الإيراني و الأنظمة الثوربة القمعية في الرؤية و الفكر و المنهج و الايدلوجيا 
إذا لم يحصل فهذا يدل على أن هذا صراع على الكرسي و المصالح الحزبية الضيقة و ليست معارضة من أجل التغيير الايجابي لصالح الأوطان و الأمة و لذلك إذا سقطت هذه الأنظمة فلن يتغير شئ و سوف يأتي إستبداد آخر يرتدي مسوح آخر و أخطرها الذي يرتدي مسوح الدين لأنه يشوه صورة الإسلام و ينفر منه .
الشك و سوء الظن يعكر صفو حياتهم و يكاد يقتلهم فيشكون في الكل د فإن لم يجدوا من يشكون فيه ، يشكون بأنفسهم و لا يثقون بأحد و همهم و اهتمامهم نزع الثقة من الشرفاء و الناجحون و الرموز فالفكر الثوري القمعي من أهم أسباب تمزيق المجتمعات و الأوطان و الأمة و الغريب يرفعون شعار الوحدة و هم من أهم أسباب تمزيق الصف .
التناقض و التقلب في المواقف و ازدواجية المعايير سمة بارزة فيهم  و مع ذلك لا يخجلون و لا يتراجعون و لا يعترفون بخطأ و من المؤسف أنهم الأكثر أتباعا و أغلب الناس يصفقون لهم على كل شاردة و واردة و يعتبرونهم الشرفاء و صفوة الناس و هم من أهم أسباب تمزيق المجتمعات و البلدان و سؤالي الملح متى ستعيد الأمة النظر بهؤلاء ؟؟؟
الخاسر من يبيع دينه بدنياه و الأشد خسراناً منه من يبيع دينه بدنيا غيره و منهم من يصفق لهؤلاء و يدافع عنهم  .
أقسى الأحكام تجدها عندهم فتجد شغلهم الشاغل توزيع الاتهامات يميناً و شمالاً و أسهل شئ عندهم  لصق تهمة العمالة و الخيانة و التصهين و الانبطاح و التآمر و الكفر و النفاق و مع ذلك يدعون أنهم أصحاب مبادئ و قيم و الخوف من الله و الحرص على مصلحة الوطن و الأمة و الإسلام  !!!
أصحاب هذا الفكر لديهم غرور و عناد كبير يقف عقبة كبرى في طريق تقبلهم للنصح  فلديهم تنك رقيق مطلي بالذهب يهترئ و تظهر حقيقته بعد أيام و يحسبونه ذهبا خالصاً لا يصدأ أبداً .
إنني كتبت في وصف الفكر الثوري  ليس لأجل الإساءة لأحد او الانتقاص منه لأنني أراهم ضحية واقع موبوء صنعته أنظمة و تنظيمات استبدادية ضالة مضلة من أجل مصالحهم الشخصية و إرضاء أهوائهم الدنيئة فهم أحق بالشفقة و النصح
كتبت ذلك من أجل التنبيه لهذا الخلل الفكري الخطير و التعريف بصفاته وخطورته للخلاص من هذا المرض العضال الخطير الذي هو خلف معظم ما تعانيه أمتنا من مآسي و نكبات لأنه من أخطر ما يهدد البلدان والتخلص منه بداية الطريق الصحيح باتجاه الوحدة و العزة و الكرامة و بناء الدول الراقية المتحضرة
 أول طريق الشفاء  شعور المريض بمرضه الذي سيدفعه الى البحث عن علاج و يتولد هذا الشعور من خلال التعرف على أعراض المرض و صفاته فإذا لم يشعر المريض بمرضه فلن يبحث عن علاج و سيهلكه هذا المرض دون أن يشعر و دون ان يعرف سبب هلاكه و ذلك سمي السرطان مرض خبيث لأن المريض لا يشعر بالألم في البداية .
مرض الفكر الثوري الاستبدادي المستورد من الفكر الروسي الماركسي و المغلف بأغلفة لماعة مغرية من أخطر الأمراض الفكرية في العصر الحديث و لذلك أركز عليه لأنه معدي و ينتشر بسرعة لأنه يوافق الهوى و الشهوات و يلعب على العواطف 
أغلب الدول الإسلامية الجمهوية وقعت ضحية هذا الفكر و قد حفظ الله الدول الملكية منه و خاصة السعودية و لكن للأسف بدأت تظهر آثاره فيها منذ مدة  بشكل ملفت فينبغي التنبه له و الحذر منه و معالجته قبل استفحاله و فوات الأوان .
 معالجته تتم عبر معالجة جذوره و أسبابه و التحذير منه و خير شاهد الواقع فانظروا إلى ما آلت اليه الدول التي تبنت هذا الفكر
جذور الفكر الإرهابي و الإقصائي  مصدره هذا الفكر الخبيث و جذوره منافية للعقيدة و الدعوة الاسلامية الصافية
صدق من قال رياح الإلحاد تهب على بلاد الحرمين و لكنه لم يعرف أن هذه الرياح مصدرها الفكر الثوري و هو أخطر ما يهدد السعودية و مقدسات المسلمين .


الكاتب :عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.