الخميس، 7 فبراير 2013

النداء الأخير للمعارضة السورية

إن الباطل لا يصمد طويلا امام الحق إن تم الأخذ بشروط و متطلبات النصر و إن تأخر فمعنى ذلك أن هناك خلل
ينبغي إصلاحه و بداية الحل الصحيح هو التشخيص الصحيح للمشكلة و وضع الحلول الصحيحة
و التشخيص الخاطئ سوف يؤدي الى وضع حلول خاطئة
و طيلة السنوات الماضية تم تشخيص  اسباب تأخير حسم المعركة و تأزم الوضع  من قبل النظام الاسدي و من قبل المعارضة ايضا على أنه مؤامرة خارجية على سوريا
و الاحتمالات المتوقعة لهذا التشخيص هي الآتي :
إما أن يكون احد الطرفين مخطأ و الآخر مصيب و هنا ادعاء النظام الاسدي اقرب للقبول لأن  معظم دول العالم ضده و على رأسها امريكا
و إما ان يكون الطرفان مصيبين و هذا مرفوض عقلا لأن الحق لا يتعدد و هذا له دلالة لا يرضاها  احد وهو ان الشعب السوري كله معارضة و موالاة - الذي يتفاخر بالوعي و التحضر-  ساذج و العالم يتلاعب به و يسيره كيف يشاء
و إما أن يكون الطرفان مخطآن في رؤيتهم و هذا الافتراض اقرب للصواب  و المخرج الوحيد الذي يبرئ المعارضة
فإذا على المعارضة  التفكير بواقعية و منطقية عن الاسباب الحقيقية لتأخير النصر و عدم حسم المعركة و عدم وصول الدعم الدولي بالسلاح النوعي
و من وجهة نظري هي الآتي :
عدم وجود قيادة للانتفاضة فاعلة على أرض الواقع  تقود الحراك السياسي و العسكري  فتوحد صفوفه و تنظمه يستطيع المجتمع الدولي التعامل معها من اجل ضبط الاوضاع بعد سقوط النظام
و السبب الثاني وجود كتائب اسلامية لا تخضع لقيادة الجيش الحر و ترفع رايات تنظيم القاعدة و شعارات إقامة الخلافة الاسلامية
و معروف ان تنظيم القاعدة  و مشروع اقامة الخلافة الاسلامية يعني محاربة جميع الحكومات و اسقاطها تباعا فهل رأيتم عاقلا يدعم عدوه بالسلاح ليقتله به بعد ذلك ؟؟
و هذه التنظيمات تعتبر امريكا و الغرب و دول الخليج العدو الاول للمسلمين و أكبر متآمر عليهم و بنفس الوقت يطلبون النصرة منهم  و يقولون خذلنا العالم فهل رأيتم عاقلا يطلب من عدوه النصرة ؟؟
فالحل يكمن في ايجاد حلول لهاتين المعضلتين
أما نفي عدم وجود تنظيمات متطرفة او القول  كلنا جبهة النصرة تحديا لهم فلا يحل المشكلة و يعقدها فهم يعرفوننا اكثر مما نعرف انفسنا فكيف يتوقع النصرة منهم من يرفع هذه الشعارات
و ينبغي التحلي بالواقعية و المنطقية في المطالب و الثقة و السياسة في التعامل
فالدول ليست جمعيات خيرية  فهناك مصالح متبادلة تريد ان تضمنها الدول و هنا يتم  تقدير المفاسد و المصالح  المترتبة على ذلك و اختيار اخف الضررين
فكيف تطلب الدعم من دول تتهمها بالتآمر و تشكك فيها ؟؟؟
فهل قادة هذه الدول بلهاء حتى يعطوا اموالهم لمن لا يثق بهم و يشك فيهم و يتهمهم ضمنيا بالتآمر عليه ؟؟
الدول اصبح لديها  خبرة و تجارب سابقة كثيرة فلا يعطون اموالهم حتى يعرفوا اين سيتم صرفها و يتأكدوا بأنه تم صرفها في هذا المجال و بالوثائق و المستندات
فعن أي كرامة يتحدثون و اصبح نصف الشعب السوري يعيش على المساعدات 
و عن أي اسرار يتحدثون و اصبحت الحدود السورية مستباحة لكل من هب و دب
من خلال الواقع المشاهد هناك تصحر سياسي لدى المعارضة السورية نتيجة تهميش النظام لها طيلة الفترة الماضية
و لذلك انصح بتسليم ملف القضية السورية لخبير سياسي ثقة معروف بأخلاقه و نسبه بن القائد العربي الذي اجمع العرب عليه و الذي عرف دهاليز السياسة منذ 1975 و خلص بلاده التي هي هدف استراتيجي للأعداء من كثير مما كان يحاك ضدها
الذي اول من تجرأ و طالب بتسليح المعارضة السورية
الذي قال عنه صدام حسين رحمه الله عندما سُئل من الرجل الذي تخشاه؟  فقال: سعود الفيصل ادهى من قابلت فحينما كنت احارب ايران جعل العالم معي وفي حرب الكويت جعل العالم ضدي وذلك في مؤتمر صحفي واحد
الذي يسميه ساسة الغرب الرجل الذكي
إنه وزير خارجية السعودية سمو الامير سعود الفيصل
و تسليم القضية والثقة ليست مجرد كلام  و لكن  بمنحه الصلاحيات و تنفيذ ما ينصح  به سواء وافقت رغبات البعض او خالفت و أهم طرف في هذه القضية هم المقاتلون الابطال في الميدان أن يعلنوا موافقتهم على هذا الطرح  عبر رفع رايات و ارسال رسائل تعبر عن قبولهم بهذا الطرح
فإذا كان الرد لا نسمح لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية  فأقول هل الاستعانة بخبرة أخوة العروبة و الاسلام يعد تدخلا خارجيا أم ان اخوة العروبة و الاسلام في أخذ الاموال فقط دون الأخذ بمشورتهم ؟؟؟
و إذا كان الرد هل تريد منا أن نزعن لإرادة أمريكا فسعود الفيصل ينفذ ما تمليه عليه أمريكا
و إذا كان الرد لا تنخدع في الظاهر فأنهم يعلنون بأنهم معنا و في الخفاء يدعمون النظام
فأقول هل اطلعتم على الغيب فنحن مأمورين بالحكم على الظاهر فالسر لا يعلمه الا الله
و هذه الأقوال صورة طبق الاصل عن أقوال النظام فلا اعلم معارضة عاميها و مثقفها فكرها نفس فكر النظام الذي تثور ضده إلا المعارضة السورية
و هذا هو النداء الأخير للمعارضة قبل فوات الأوان
و إلا لن تقوم لسوريا قائمة و إن الازمة ستطول كثيرا أو أن النظام سيحسمها لمصلحته –لا سمح الله – لأن العالم سئم من المعارضة في الخارج
 إلا اذا تخلص الشعب السوري من الفكر الذي نشأ في ظل النظام الاسدي الاستبدادي و على رأسها نظرية المؤامرة و ثقافة نكران الجميل و رمي الفشل على الآخرين و أن الغرب عدو العرب  و المسلمين و الشرق صديق العرب و المسلمين
ألا هل بلغت اللهم فاشهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.