السبت، 23 يناير 2016

الدولة المتطرفة و المعتدلة و النموذجية


عبد الحق صادق

يوجد محوران يتصارعان على الساحة اليوم محور التطرف المحور الإيراني الإخواني  و محور الاعتدال المحور الغربي الخليجي 

الدولة  في محور التطرف  عبارة عن غابة و المواطن فيها خلية حية تنبض بالحياة إما في ذئب مفترس أو ثعلب ماكر أو جمل حاقد أو عقرب مؤذي أو دبور لادغ  أو حيوان أليف يكون فريسة للحيوانات المفترسة و هذه الحيوانات تنفذ مهمة معينة حسب ما يريد سيد الغابة  
و هذه الدولة تتبنى الفكر الثوري الاستبدادي المتطرف و هذا الفكر من أهم سماته فرض الرأي و إقصاء الرأي الآخر و القمع و التغيير بالعنف  و الكراهية و الحقد على دول محور الاعتدال و خاصة الناجحة و البارزة منها و هو مثل النار تلتهم نفسها و ما حولها و لا تقف عند حد معين طالما تجد حولها ما تلتهمه وعندما تلتهم نفسها تولد مشاكل و أزمات داخلية و عندما تلتهم ما حولها تولد أزمات و حروب خارجية
هذه الدولة وجودها و اقتصادها يعتمدعلى إثارة الأزمات و المشاكل و الحروب الداخلية و الخارجية و توقفها يعني انهيارها و زوالها و لذلك الأنظمة و التنظيمات التي تتبنى هذا النهج تسعى جاهدة لإشعال الفتن و المشاكل و الحروب لتصدير أزماتها و حل مشاكلها الاقتصادية و إشغال شعوبهم عما يعانونه من تخلف و نقص الخدمات و الحياة الحرة الكريمة
شعب هذه الدولة تسيره العواطف و فيه حيوية توجه بالاتجاه الخاطئ مثل صناعة رموز جوفاء و تحطيم الرموز الفعلية و الوطنية المتطرفة (الشوفينية ) و القومية المتطرفة (العنصرية ) و الحزبية المقيتة ( العصبية الجاهلية ) و العنجهية (العزة الجوفاء الآثمة) و الدينية و المذهبية المتطرفة (الطائفية )
و هذه الأنظمة و التنظيمات نتيجة الحيوية التي تمتاز بها عندها قدرة كبيرة على نشر فكرهم و منهجهم و لذلك أغلب الشعوب العربية و الإسلامية تتبنى هذا النهج رغم أنه على باطل فيستغلون مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لفكر التطرف و الطائفية خدمة لاغراض سياسية و مشاريع توسعية عدائية لا تصب في مصلحة شعوب المنطقة و لذلك مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دور سلبي فتسهم بنشر  التطرف و الطائفية و الفوضى نتيجة غياب الوعي في العالم العربي و الإسلامي
و الأنظمة و التنظيمات تتبني الإسلام السياسي مثل النظام الايراني و الإخوان هي أشد ظلما و استبدادا و ضررا لأنها تلعب على العواطف الدينية و تشوه صورة الاسلام و تسيئ إليه و إلى الدعوة و الدعاة و العمل الخيري و إلى المسلمين عامة
هذه الدولة مستوى المعيشة و الخدمات و حرية الرأي و حقوق الإنسان و الشعائر الدينية متدني و أزماتها و مشاكلها كثيرة و معقدة  تؤرق دول محور الاعتدال و يبحثون كثيرا عن إيجاد حلول لمشاكلهم و يفشلون و شعوب هذه الدول نتيجة عقدة المؤامرة التي غرستها تلك الأنظمة لتخديرهم بها  تظن أنهم قادرون على حل مشاكلهم و لا يفعلون كرها لهم و هذا ما يثير أحقادهم و يتهمونهم بالتآمر عليهم و الحقيقة هم عاجزون نتيجة التعقيدات الكثيرة لدى شعوب المنطقة و عدم فهم عقليتهم و ثقافتهم جيدا التي تختلف عن عقلية و ثقافة الغرب و مراكز الابحاث في الدول المتقدمة تشخص مشكلات الدول النامية من خلال عقلية شعوبهم و تجاربهم معهم و من هنا ينبع الخلل في  وضع الحلول التي يطرحونها لحل مشاكل الشرق الأوسط لذلك هذه المشاكل تتفاقم و تزداد و تتحول إلى أزمات تتراكم و أخيرا ينفجر الوضع  و تنهار الدولة و يأكل بعضهم بعضاً بقسوة و فظاعة
روسيا كانت تتزعم هذا المحور و بعد انهيار الاتحاد السوفياتي تخلفت عن هذا الفكر و النهج و لكن نتيجة  مخلفات الماضي فهي لا تزال تعاني من أزمات و تعامل محور الاعتدال معها بأسلوب الحرب الباردة  بالتهميش دفعها للاصطفاف في خندق محور التطرف لإثبات وجودها كدولة عظمى
 روسيا بحكم تجربتها السابقة فهي أعلم بعقلية و ثقافة الدول المتطرفة و كيفية التعامل معها فلو أحسن محور الاعتدال التعامل معها و دعموها للتخلص من أزماتها و أنزلوها المنزلة اللائقة بها و أعطوها دور قيادي في مكافحة التطرف و الإرهاب لأثبتت نجاحا كبيرا في تخليص العالم من شرور الارهاب و نشر ثقافة الاعتدال
و الإنسان المعتدل  الحر صاحب الفكر النير الحر و الضمير الحي و الرسالة الإنسانية يعاني كثيرا في هذه الدولة و يعيش غريباً
كأنه في سجن تؤرقه أوضاعهم و يذوب كمداً عليهم يحاول إنقاذهم من وضعهم المذري فيدعو  و ينادي و لا يسمع له و يتهم بشتى التهم و لكثرة المضايقات و الألم إما يهاجر إلى دول محور الاعتدال أو ينطوي على نفسه فتقتل مهاراته و إمكانياته و إبداعاته  

الدولة في  محور الاعتدال عبارة عن مكنة و المواطن فيها عبارة عن قطعة صلبة لا حياة فيها تؤدي دور معين حسب ما صنعت له فالتفكير ينحصر في الحركة المرسومة لها و لا يستطيع التفكير خارجها فالحياة فيها مملة و يقتلها الروتين و لذلك يكثر فيها الانتحار و تعاطي المخدرات و المسكرات و هذه المكنة سوف تتآكل مع الزمن و تضعف و بعد ذلك تتوقف و تنهار
 و من ميزات هذا الدولة أنها تتبنى الفكر و المنهج  المعتدل العقلاني و المشاعر الإنسانية و الأخلاق النبيلة و المواطن يعيش بأمان و استقرار و حياة حرة كريمة و مستوى حرية الرأي و حقوق الانسان و المعتقد و المعيشة مرتفع و مشاكلها قليلة
و شعب هذه الدولة يتسم بالجمود و ضعف الحس الوطني و التفكير الآلي المغلق و عدم التفكير خارج وطنه و عدم نشر الفكر و المنهج المعتدل و القيم الإنسانية و عدم محاربة الفكر المتطرف الذي يستهدف وطنه و عدم محاولة  إنقاذ شعوب دول محور التطرف من فكرهم و منهجهم  المنحرف المتطرف الذي هو سبب مشاكلهم و أزماتهم
و عندما تنفجر الأوضاع في بعض دول محور التطرف نتيجة ضغط الازمات و المشاكل تلجأ حكومات دول محور الاعتدال إلى الحل الأمني و العسكري الذي جدواه ضعيفة و غالباً ضره أكبر من نفعه نتيجة التركيبة الفكرية السياسية للشعوب التي غرستها الأنظمة القمعية لشل قدرة دول محور الاعتدال على إنقاذ الشعوب المقهورة و لا تلجأ إلى الحل الجذري الفكري الذي هو سبب هذه الأزمات لضعفها في هذا المجال
و الضعف في الناحية الفكرية لدى محور الاعتدال  يشكل ثغرة ينفذ من خلالها محور التطرف إلى داخل دولهم فينشر فكره المتطرف في مجتمعهم و الذي ينفذ بعد ذلك إلى أجهزة الدولة و ربما يصل إلى مراكز صنع القرار فيتم نخر الدولة من الداخل حتى تصبح على حافة الانهيار
الأنظمة و التنظيمات في دول محور الاعتدال تتسم بالانغلاق و الروتين و الخمول و الكسل و لذلك ضعيفة جدا في نشر فكر الاعتدال و مكافحة فكر التطرف و الطائفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك و لذلك يزداد التطرف و الارهاب و لا ينقص و أصبحت هذه المواقع تخدم الجانب السلبي في المجتمع أكثر من الجانب الايجابيو الإنسان المعتدل  الحر صاحب الفكر النير الحر و الضمير الحي و الرسالة الإنسانية  يعيش في غربة أيضاً لأنه يريد هذه الشعوب تتخلص من جمودها و تصبح حية لديها رسالة سامية و حس وطني تدافع عن نفسها حتى لا يتسرب إليهم الفكر الثوري الاستبدادي المتطرف و حتى لا تلتهم دول محور التطرف دولهم و لكي تنشر فكرها و منهجها المعتدل لإنقاذ شعوب دول محور التطرف مما تعاني من أزمات و مشاكل و اضطرابات و فتن و معاناة
و لكن الظروف أفضل بكثير من دول محور التطرف و أنسب لإبداعاته و إنتاجه و عطائه

الدولة النموذجية عبارة عن إنسان صاحب فكر معتدل ناضج و رسالة إنسانية سامية و أخلاق راقية  ذو عقل ناضج منفتح نير حكيم و قلب شجاع رحيم عطوف و مشاعر إنسانية جياشة و همة عالية و حيوية مفعمة و المواطن فيها عبارة عن خلية فيه مفعمة بالحياة و الحيوية و العطاء تحمل نفس جيناته
و هذه الدولة تجمع بين الفكر المعتدل الناضج و الرسالة الإنسانية السامية و الأخلاق الفاضلة و الشعب الحيوي الذي يتبنى هذا الفكر و يعتز به و ينشره بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ الإنسانية و خاصة  شعوب دول محور التطرف مما تعاني
و هذه الدولة كانت في العصر الذهبي للإسلام ساهمت في إنقاذ البشرية من الظلم و الاستبداد السائد ذاك الوقت و ارتقت بالحضارة الإنسانية و لذلك أنتشر الاسلام و لاقى قبولا شعبيا واسعاً و هي حلم و جنة الإنسان المفعم بالحيوية صاحب الفكر النير الحر و الرسالة الإنسانية
هذه الدولة للأسف غير موجودة بشكل متكامل حالياً  و لكنني أرى أن  قيادة دولة الإمارات سائرة في هذا الاتجاه و لكنها تفتقر إلى الكوادر المتحمسة الفاعلة على الأرض
الإنسان صاحب الفكر النير الحر المنفتح و الرسالة الإنسانية كالماء العذب الزلال لا لون له و لا طعم دينه و مذهبه و وطنه و قوميته و قبيلته الحق و الصدق و إنقاذ البشرية رسالته لذلك يصعب على الشخص التقليدي صاحب الفكر المتطرف أو الفكر الآلي المغلق فهمه و لذلك يحتارون في وصفه و الشك يؤرقهم و التحري عنه يجهدهم و ربما يلتهمهم محور التطرف و هم لا يزالون يبحثون و يتحرون  فكلما شكلوا تصور عنه يتبين لهم عدم صحته فيغيرونه و هكذا و أخيرا يصرخون حيرتنا ما دينك ما مذهبك ما وطنك ما قوميتك ما تيارك ما حزبك ..
و هذا الإنسان  يستطيع أن يقدم خدمات جليلة للإنسانية لو استثمرت إمكانياته في مراكز الأبحاث المتخصصة لأنه نتيجة حياديته و إنصافه و إخلاصه و صدقه يهبه الله نظرة ثاقبة و بعد نظر و قدرة على التحليل المتوزان و حس أمني عالي و  لديه قدرة على فهم عقلية و ثقافة و طريقة تفكير و مشاكل و أزمات شعوب دول محور التطرف و الاعتدال و طرح الحلول المناسبة

الثلاثاء، 19 يناير 2016

موقف قادة الإخوان من نظام الخميني بتصريحاتهم

منقول :

العلاقة التاريخية بين الإخوان المسلمين والشيعة ومواقفهم من الثورة الخمينية من مصادر الإخوان أنفسهم
يتفاجئ البعض من الشباب المتحمس لدينه من تناقض مواقف الاخوان المسلمين من إيران والثورة الخمينية.
إن المتبع لمنهج الإخوان المسلمين لا يستطيع ان ينفك عن موقف الاخوان المسلمين التاريخي من الشيعة وعن الثورة الخمينية بشكل خاص
فموقف الاخوان المسلمين من الشيعة وإيران لا يختزل شخصي او تصريح لمن أراد الحقيقة
موقف الاخوان المسلمين التاريخي يعبر ذلك عنه التقارب الذي سعى اليه حسن البنا مع الشيعة والقمي على وجه الخصوص.
يقول الأستاذ سالم البهنساوي رحمه الله - أحد مفكري الإخوان المسلمين – في كتابــه (السنة المفترى عليها) ص ٥٧: "منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة ١٩٤٥م للقاهرة"
ويقول الاستاذ سالم اليهنساوي رحمه الله في نفس الصفحة ٥٧: "ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التعاون".
وفي كتابه الأخير (ذكريات لا مذكرات) ط 1 – دار الاعتصام ١٩٨٥ يقول الأستاذ عمر التلمساني ص ٢٤٩ و ٢٥٠:
"وفي الأربعينيات على ما أذكر كان السيد القمي – وهو شيعي المذهب – ينزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب"
ويكمل البهنساوي: "فقال رضوان الله عليه -أي البنا: اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة والسنة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما"
يروي د. إسحاق موسى الحسيني في كتابه (الإخوان المسلمون... كبرى الحركات الإسلامية الحديثة):"من أن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان".
ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية!!
و د. مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا قال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة: "من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين"
وفي عهد الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت أصدر الأزهر فتوى جاء فيها: "إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الاثنى عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة"
أما مواقف الاخوان المسلمين من الثورة الإسلامية التي اشتعلت مع مطلع عام ١٩٧٨ وانتهت مع مطلع عام ١٩٧٩ بتولي الخميني السلطة في إيران،
فيصف الاخوان المسلمين الثورة الإيرانية بأنها روح الأمة المسلمة على طول المحور الممتد من طنجة إلى جاكرتا،
والأستاذ عصام العطار أحد زعماء حركة الإخوان المسلمين يكتب كتاباً كاملاً يتناول تاريخ الثورة وجذورها ويقف بجانبها مؤيداً ويبرق أكثر من مرة للإمام الخميني مهنئاً ومباركاً
وفي السودان خرج شباب الاخوان بجامعة الخرطوم بمظاهرات تأييد الثورة الخمينية وسافر الترابي زعيم الإخوان إلى إيران حيث قابل الخميني وبايعه.
وفي تونس كانت مجلة الحركة الإسلامية (المعرفة) تقف بجانب الثورة الخمينية تباركها وتدعو المسلمين إلى مناصرتها!!
بل وصل الأمر أن كتب زعيم الحركة الإسلامية والذي هو عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين: كتب مرشحاً الإمام الخميني لإمامة المسلمين!!
ويعتبر الغنوشي أن الاتجاه الإسلامي الحديث: "تبلور وأخذ شكلاً واضحاً على يد الإمام البنا والمودودي وقطب والخميني" (كتاب الحركة الإسلامية والتحديث – راشد الغنوشي ، وحسن الترابي ص ١٦)
ويعتبر الغنوشي في ص ١٧ من نفس الكتاب أنه بنجاح الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة!!
وفي مقالة الغنوشي في الطليعة الإسلامية عدد 26 مارس /85 يعتبر أن الصراع بين السنة والشيعة من المشكلات الوهمية التي تظهر مع سيادة التقليد!!
أما في لبنان فقد كان تأييد الحركة الإسلامية للثورة الخمينية من أكثر المواقف وضوحاً وعمقاً فقد وقف الأستاذ فتحي يكن ومجلة الحركة ( الأمان ) موقفاً مؤيدا
وزار الأستاذ يكن إيران أكثر من مرة وشارك في احتفالاتها وألقى المحاضرات في تأييدها!!
وفي مجلة (الأمان) وغيرها نشرت قصيدة الأستاذ يوسف العظم ودعا فيها إلى مبايعة الخميني!!
فقال العظم: بالخميني زعيماً وإمـــــام هدَّ صرح الظلم لا يخشى الحمــام قد منحناه وشاحاً ووســـام من دمانا ومضيـنا للأمــــام ندمر الشرك ونجتاح الظــلام ليعود الكون نوراً وســـــلام.
أما في مصر فقد وقفت مجلة (الدعوة) و (الاعتصام) و (المختار الإسلامي) إلى جانب الثورة مؤكدة إسلاميتها ومدافعة عنها!!
وفي عدد (صفر 1401 – يناير / كانون الثاني ١٩٨١م) كتبت الاعتصام على غلافها: "الثورة التي أعادت الحسابات وغيرت الموازين"
وفي ص ٣٩ تساءلت مجلة الاعتصام "لماذا تعتبر الثورة الإيرانية أعظم ثورة في العصر الحديث"
وفي نهاية المقال: "ومع ذلك انتصرت الثورة الإيرانية بعد أن سقط آلاف الشهداء وكانت بذلك أعظم ثورة في التاريخ الحديث بفعاليتها ونتائجها الإيجابية وآثارها التي أعادت الحسابات وغيرت الموازين"
وموقف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين أثناء أزمة الرهائن نشر بيانا قال فيه "وقد أصبحت أمانة في عنق الحكم الإسلامي الوحيد في العالم الذي فرض نفسه بدماء شعبه في القرن العشرين لتثبيت حكم الله فوق حكم الحكام وفوق حكم الاستعمار والصهيونية العالمية"
واتهم بيان الاخوان المسلمين من يقف ضد الثورة الإيرانية على أنه واحد من أربعة "أما مسلم لم يستطع أن يستوعب عصر الطوفان الإسلامي وما زال يعيش في زمن الاستسلام"
وأثناء الحرب العراقية-الإيرانية وقف الاخوان المسلمين مع ايران وأصدر التنظيم الدولي بياناً وجهه إلى الشعب العراقي هاجم فيه حزب البعث الملحد الكافر
ثم يتكلم البيان عن أهداف العدوان العراقي قائلاً : "ضرب الحركة الإسلامية وإطفاء شعلة التحرير الإسلامية التي انبعثت من إيران"
وفي نهاية البيان يقول مخاطباً الشعب العراقي : "… اقتلوا جلاَّديكم فقد حانت الفرصة التي ما بعدها فرصة، القوا اسلحتكم وانضموا إلى معسكر الثورة، الثورة الإسلامية ثورتكم"
لكن عندما غزى العراق الكويت وقفوا مع صدام وحزبه الذي وقفوا ضده ايام الحرب العراقية الإيرانية!!
أما موقف الجماعة الإسلامية في باكستان فقد أفتى العلامة أبي الأعلى المودودي التي نشرت في مجلة الدعوة – القاهرة – عدد ٢٩ أغسطس ١٩٧٩ "وثورة الخميني ثورة إسلامية والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات"
أما موقف الأزهر فقد أعلنه شيخ الأزهر السابق في وقته في حديث مع صحيفة (الشرق الأوسط) التي تصدر في لندن (٧ مارس ١٩٧٩) قائلاً: "الإمام الخميني أخ في في الإسلام ومسلم صادق"
ثم قال شيخ الازهر في ١٩٧٩: "إن المسلمين باختلاف مذاهبهم أخوة في الإسلام والخميني يقف تحت لواء الإسلام كما أقف أنا" صحيفة الشرق الاوسط
وجاء في مجلة (الدعوة) المهاجرة التي يصدرها الإخوان في النمسا العدد 72 / رجب 1402 هـ مايو / أيار 1982 ص 20: "وفي العالم اليوم اليقظة الإسلامية التي كان من آثارها الثورة الإسلامية في إيران التي استطاعت ورغم عثراتها ..إن تقوض أكبر الإمبراطوريات عراقة وأشدها عتواً وعداءً للإسلام والمسلمين"
هذه الثورة التي قال عنها الخميني: "أن السبب الذي قاد المسلمين إلى سنة وشيعة يوماً ما لم يعد قائماً... كلنا مسلمون... هذه ثورة إسلامية... نحن جميعاً أخوة في الإسلام"
وفي كتاب ( الحركة الإسلامية والتحديث ) ينقل الأستاذ الغنوشي ص 21 عن الإمام قوله : ” إننا نريد أن نحكم بالإسلام كما نزل على محمد، لا فرق بين السنة والشيعة لأن المذاهب لم تكن موجودة في عهد رسول الله"
وفي الملتقى الرابع عشر للفكر الإسلامي – الجزائر – قال السيد هادي خسروشاهي ممثل الإمام إلى المؤتمر: "الأعداء أيها الأخوة لا يفرقون بين سني وشيعي إنهم يريدون القضاء على الإسلام كفكرة وكأيديولوجية عالمية ولذا فإن أي دعوة أو عمل لتفريق الصفوف باسم السنة والشيعة تعني الوقوف إلى جانب الكفر وضد الإسلام وهي بالتالي – كما أفتى الإمام الخميني – حرام شرعاً وعلى المسلمين التصدي لها"
تلك كانت موقف الاخوان المسلمين من الشيعة والثورة الإيرانية وواجب المسلمين المتعاطفين معهم أن يعوا هذا ومواقفهم التي عبر عنها الأستاذ عمر التلمساني في حديث له مع (مسلم ميديا) الذي نشرته مجلة (الكرسنت) الإسلامية التي تصدر في كندا (١٦ ديسمبر ١٩٨٤) وقال فيه بالحرف الواحد: "لا أعرف أحداً من الإخوان المسلمين في العالم يهاجم إيران"
هذه ليست مواقف قديمة فهذا مهدي عاكف مرشد الإخوان قبل الحالي يقول ليس هناك فرق بين السنة والشيعة وهذا ماقرره البنا!
http://t.co/Z9HvXzmf
قال مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين "الشيعة الجعفرية متفقون معنا في أصول العقيدة ونحن نعتبرهم إخواننا في الدين!!" مجلة المختار الإسلامي 30/288
حماس تحيي ذكرى الخميني وتترحم عليه
http://bit.ly/ItLsxj
وخالد مشعل في ايران يترحم على الخميني:
http://bit.ly/ItMqtn
وهنا خالد مشعل وإسماعيل هنية عند قبر الخميني http://t.co/dlXzmT1N
وهنا اسماعيل هنية يقرأ الفاتحة على قبر
الهالك الخميني!!
http://t.co/Mplrv9Ur
وهنا كمال الهلباوي (الذين تبرأوا منه بينه منسجم مع منهجهم) يصف الاخوان المسلمين وتحالفهم مع ايران:
http://t.co/jWF6sz2X
وها هو مرشد الإخوان يؤيد الغزو الشيعي للسنة ويدافع عن حق إيران النووي
http://www.alfanonline.com/show_files.aspx?fid=203768
ثم هل تعلم أن حركة الإخوان الحزب السني الوحيد المعتمد في إيران؟!
http://t.co/wqllMqm5
أرأيتم هذا التطابق بين بين الشيعة والثورة الخمينية وبين منهج الاخوان المسلمين؟!
لذا ستجدون مواقف من يتبع منهج الاخوان المسلمين تجاه الشيعة والثورة الايرانية منسجما مع تاريخها الممتد منذ تأسيسها على يد حسن البنا رحمه الله