الاثنين، 25 فبراير 2013

رؤية حول نظرية المؤامرة

عبدالحق صادق
 إن المؤامرة موجودة منذ وجود الانسان  بسبب تركيبته  البشرية  التي تتاثر بالظروف المحيطة 
  فالانسان في مسيرة حياته يتعرض لكثير من العقبات  و جزء من هذه العقبات  يكون مخطط  و مدبر من قبل  آخرين و هو ما يطلق عليه مؤامرة وهي اما داخلية او خارجية  وهي تكون بدافع الحسد او الجشع  أو الطمع  او الانتقام  او دوافع دينية او سياسية او اقتصادية او عرقية  و غير ذلك
و ردود فعل الاشخاص تجاه المؤامرة  تكون على الاشكال الآتية :
الفطن و الناجح في حياته يتفحص هذه العقبات  و يتعرف عليها  و على اسبابها الحقيقية  و يدرس  الواقع  و الظروف المحيطة  دراسة واعية  و بعد  ذلك يضع الخطط  و الاساليب الناجعة للتغلب عليها  و يختار التوقيت و المكان المناسب لتنفيذها  و بعد ذلك يتجاوزها و يستمر في سيره نحو  الهدف المنشود  دون ان يشغل نفسه بهذه العقبات  و التي تسمى مؤامرات  اذا كانت من فعل و تخطيط البشر
و احيانا تكون حجم هذه العقبات اكبر من امكانياته  او انه لم يخطط جيدا لتجاوزها فيفشل في تجاوزها فيعيد النظر في خططه و يعيد المحاولة تلو المحاولة حتى يفتح له الباب و لكنه لا يجلس ينوح  و يلقي  بفشله على فلان و علتان
و المتسرع  او الاحمق  او العاجز او الفاشل يجلس امام هذه العقبات  و امام خططه الخاطئة  و سلوكه  المنحرف عازا ينوح  و يبرر فشله  و يحاول ان  يثبت وجوده عن طريق توزيع  الاتهامات  لفلان و علتان  و هذه الجهة  و تلك  الجهة  و يقوم بتصرفات و حركات و يدلي بتصريحات  تضره و تضر الآخرين و هذا السلوك يحول بينه و بين الاهتادء  الى الاسلوب الصحيح  للتغلب على  المؤامرات  إن وجدت و هذا سيؤدي الى تفاقم مشكلته  و تعقيدها  و اطالة زمن حلها
و الاناني  الشهواني  المتحلل  ذو المصلحة الشخصية الضيقة  هو فريسة سهلة للمتربصين و المتآمرين  و يسهل اصطياده و يسقط امام اصغر عقبة او اغراء  فهذه النوعية تتسبب لمن خلفها بكثير من المتاعب  ربما  تحتاج لعقود للتخلص  من تبعات افعالهم
 و قد ياتي شرفاء  من بعدهم  يلقوون  بسبب ما  ورثوه من تركة ثقيلة  و بسبب ما يعانون منه على الأبرياء  و على الآخرين  فهذا ليس من الانصاف و سبب لاطالة زمن معاناتهم  و سبب لعدم الاهتداء الى الطريق الصحيح للتخلص  من هذه التركة الثقيلة  و سبب  لقطع المروءة    
و الاستبدادي الماكر  البلطجي غير الكفؤ ذو المصلحة الشخصية الضيقة  يضع نظرية المؤامرة شماعة لتبرير اعماله الشريرة  و فشله وتفطية  فساده مثل ما تقوم به الانظمة القمعية  الديكتاتورية الاستبدادية  و التي تتعرض نتيجة لسلوكها الخاطئ لكثير من المشاكل  و الازمات و بالتالي الى ارتفاع الاصوات المطالبة بالحقوق  فبدل ان تصحح هذه الانظمة نهجها و سلوكها   فتراها تتهم هؤلاء المطالبين بحقوقهم بالتآمر و العمالة  و بالتالي  سوف لا تهتدي الى الحل الصحيح  و المنصف فتلجا الى القسوة المفرطة و التي قد تدفع هؤلاء المطالبين بحقوقهم  الى الاستعانة بالاجنبي  و بالتالي سوف تصبح الامور اكثر تعقيدا  و ربما تذهب بالبلدان الى المجهول  و الى ما لا تحمد عقباه و تتحمل مسؤولية ذلك تلك الانظمة  التي  لا تفكر الا في مصالحها الخاصة  و لا تفكر في المصلحة العليا لبلدانها   
و هذا ينطبق على الافراد و الجماعات  و الاحزاب  و الدول 
 و خلاصة الكلام ان المؤامرة موجودة و لكن المشكلة فيمن يتخذها شماعة  لتبرير اخطاءه او ذريعة لسلب الحريات و نهب خيرات البلاد او فيمن يتهم الابرياء بها و يبرئ  المسؤولين عنها و هذه السلوكيات فيها ظلم و تضليل و تمزيق لصف الامة  و تؤدي الى عدم الاهتداء للطريق الصحيح  للخلاص من نتائج المؤامرات و بالتالي اطالة زمن  معاناة  الابرياء و الخروج من النفق المظلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.