من اجل الحكم الصحيح و المنصف على أي أمر لا بد من وزنه
وفق معايير علمية منطقية منصفة
و خير و أنصف المعايير هو ما قال الله سبحانه و تعالي و
قال رسوله صلى الله عليه و سلم
و من جملة هذه الأمور هي العلاقات بين الأفراد و المؤسسات
و المنظمات و الدول
و هنا أريد أن أتناول العلاقات بين الدول لأهمية ذلك و لكثرة
اللغط والشبه التي تثار حولها
لأن الخطأ بحق
فرد هو خطأ بينما الخطأ بحق دولة هو خطأ بحق الملايين و له آثار سلبية كثيرة و
خطيرة على مستقبل امتنا
و سوف اسرد بعض و أهم هذه المعايير و اترك للأخوة القراء
الإضافة عليها أو تصويبها
- علينا بالظاهر و الله يتولى
السرائر و الذي يعصي الله سرا خير من المجاهر بالمعصية
لأن الذي يعصي الله سرا ترجى
توبته و يدل على أن لديه حياء و الرسول صلوات الله عليه الذي أطلعه الله على بعض
المغيبات أمره بالحكم حسب الظاهر و ليس حسب ما يراه في ظهر الغيب
فمن باب أولى نحن لأنه إذا ذهبنا
نحكم حسب المخفي و حسب الظن و قال عن قيل و حسب معلومات مصدرها الأعداء فالبعض سوف
يدعي الادعاءات و البطولات و الكل سوف يتهم الكل و هنا سوف تحصل فوضى و ظلم و خلط
للأوراق و خطف للأضواء و استلام الأمر ممن ليس أهل له و بالتالي زيادة الفرقة في
الأمة
- معظم أوامر الإسلام تدور حول الحفاظ على ضروريات الإنسان
و هي : الدين والحياة و العرض و المال و النسب
و بالتالي أي علاقة أو تصرف يمكن تقييمه من خلال مراعاة هذه الضروريات
فإذا كانت علاقة أي دولة إسلامية بغيرها تحافظ على هذه الضروريات و لا
تتعارض معها فهي محمودة
فإذا كانت تسمح بممارسة الشعائر
الدينية بحرية فهي محمودة
و إذا كانت تسمح بممارسة الدعوة الإسلامية في تلك الدولة فهي محمودة
و إذا كانت تحافظ على حياة شعبها فهي محمودة
و إذا كانت تحافظ على كرامة شعبها
فهي محمودة
و إذا كانت تحافظ على أراضيها و أملاكها فهي محمودة
و إذا كانت تحافظ على مستوى معيشة جيد لشعبها فهي محمودة
و إذا كانت تحافظ على أعراض و انساب شعبها من خلال منع بيوت الدعارة و
الابتذال في اللباس و السفور و الخلوة المحرمة فهي محمودة
-
كل راع مسئول عن رعيته و امتنا الإسلامية
و العربية اليوم تعيش مجتمع الدول القطرية و الحكومات الحالية غير مسئولة عن إيجاد
هذا الواقع
لأنه
فرض على امتنا في مرحلة من مراحل ضعفها و هناك محاولات عديدة للتخلص من هذا الواقع
و فشلت فالأمر معقد و متشعب فكل حكومة مسئولة
عن شعبها و أراضيها و تساعد أشقائها إذا حل بهم خطب قدر استطاعتها و لكنها لا تقوم
بدورهم و مسؤولياتهم
مثلهم مثل عائلة مكونة من عدة إخوة و لكل أخ أسرته و أملاكه
الخاصة به يقوم بشأنهم و يحافظ عليهم فلا يقوم أخ بواجبات آخاه الآخر
و
لكنه يساعده و يقف إلى جانبه إذا حلت به مصيبة و دهاه أمر قدر استطاعته
و إذا وجد من بين هؤلاء الإخوة أخ متهور و
يثير المشاكل مع إخوته و قام بعمل متهور خارج قدرته و إمكاناته و قدرة إخوته و دون
استشارتهم
فهل من الحكمة و العقل و المنطق أن يزج إخوته
بأنفسهم أمامه فيهلكوا جميعاً أم يتركوه و شانه و يساعدوا أسرته
و إذا وزنا علاقات
السعودية مع غيرها بهذا الميزان و وفقا لهذه المعايير و التي يثار حولها الغبار و
الشبه فنجد أنها لا تتعارض مع هذه المعايير و تصب في خدمة هذه الضروريات
فهي تحكم
بالكتاب و السنة و ترعى الحرمين الشريفين و المناهج فيها إسلامية و الشعائر الدينية تقام بحرية و المظهر العام إسلامي في شتى مجالات
الحياة
و هي أكثر دولة
تدعم الدعوة و الدعاة و المراكز و الهيئات الإسلامية و الأعمال الخيرية في العالم
والأمن الذي يحفظ حياة الناس و أملاكهم و
كرامتهم و حقوقهم مستتب و من الأفضل في العالم الإسلامي
و الوضع المادي للشعب جيد و توجد وزارة الشؤون
الاجتماعية تقوم بمعالجة حالات الفقر و الحاجة
و السعودية حافظت على أراضيها
و تبذل قصارى
جهدها من اجل الحفاظ على المجتمع السعودي من شتى أنواع المفاسد عن طريق جهاز خاص
بذلك يدعى هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
و هي تساعد
إخوتها المنكوبين قدر استطاعتها
فإذا علاقات
السعودية بغيرها وخاصة أمريكا لا غبار
عليها و بالدليل و التحليل المنطقي
و كل من يثير الغبار حولها فليتق الله و ليعلم
انه سوف يحاسب على ذلك و أن فعله هذا خطير و خطأ بحق شعب و بحق أمة
الكاتب
:عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.