إن للرموز
التاريخية في الأمم دور مهم في إشباع الذات و الشعور بالعزة و رفع الروح المعنوية
لدى الشعوب و انتشالها من اليأس و الإحباط في فترات الضعف و الاستكانة
و لكن
اكتفاء التغني بالأمجاد الماضية و الاعتزاز ببطولات الرجال الذين أصبحوا جزءا من
التاريخ دون أي عمل ايجابي أو جهد بناء
فربما يلعب دورا سلبيا لأنه يعطي شعور بالرضا و النشوة العابرة دون أن يرتقي
بالأمة و يطورها
و الناس
بحاجة إلى قدوة و رموز و قيادات موجودة على أرض الواقع وليس في الخيال أو التاريخ
فقط
و هؤلاء هم
الذين يوحدون الأمة و يقودونها إلى المجد و العلى و بدونهم تبقى الأمة ممزقة و في
الحضيض
و الأمة لا
تخلوا منهم مهما ضعفت لأنهم باختصار أفضل الموجود و لا يشترط في هؤلاء أن يكونوا
على مستوى الرموز التاريخية و لكنهم أقرب الموجود إليهم
و الأعداء و المغرضون و أصحاب المصالح الحزبية الضيقة و اصحاب الامجاد الشخصية يدركون أهمية و
فاعلية القيادات الفعلية و الحية في الأمة
و لذلك يعمدون إلى
تشويه سمعتهم علناً أو عن طريق الهمس الخفي و هو أخطر من العلني بواسطة من مصالحهم
تلتقي معهم من أبناء جلدتنا و ذلك عن طريق لصق التهم الباطلة بهم أو تتبع عثراتهم
الصغيرة و تضخيمها و تهويلها و تقزيم أعمالهم الكبيرة و الكثيرة من أجل نزع ثقة
الأمة بهم و تهميشهم و صرف الأنظار عنهم
و كذلك يلجئون إلى صنع رموز و قيادات جوفاء و تسليط
الأضواء عليها عبر آلاتهم الإعلامية الضخمة و ذلك بتضخيم الأعمال الصغيرة لهم و
تهويلها فلو صرح أحدهم بتصريح ثوري دون أي عمل إيجابي على أرض الواقع فترى الإعلام
يقيم الدنيا و لا يقعدها و ترى هذا الأمر حديث الناس و شغلهم الشاغل
و كذلك تقزيم أخطائهم الضخمة فلو ارتكب أحدهم مجازر
جماعية و تحالف مع الاعداء و فعل كل الافاعيل و خسر بعض اراضيه
فإنه يغفر له كل
ذلك ببضع تصريحات ثورية لا تغني و تأتي بالجوع
وهذا لا
يزعجهم ضمنياً لأنه مجرد كلام لا يقدم و لا يؤخر و لأنه يعطي الشعوب شعورا بالنشوة
و العزة الوهمية و هذا تخدير لهم عن واقعهم الأليم لأن الذي يتألم يبحث عن علاج و
حلول
و المخدر
يكتفي بهذه النشوة العابرة و العزة الوهمية
إذا الرموز الجوفاء و الطغاة صناعة و صنعت بايدي الشعوب الخانعة التي تسيرها العواطف و بإدارة من لديهم عشق الظهور و صناعة أمجاد شخصية لأن الطغاة يتسلقون على اكتاف الشعوب الخانعة
وصنعت لصرف أنظار الأمة عن القيادات الفعلية و تخدير الشعوب بالنشوة العابرة و العزة الوهمية
وصنعت لصرف أنظار الأمة عن القيادات الفعلية و تخدير الشعوب بالنشوة العابرة و العزة الوهمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.