السبت، 23 فبراير 2013

العز الحقيقي

العز الحقيقي
 
هناك أمر مطبوع في جميع البشر منذ ولادتهم
 هو الميل للحرية لأن الله خلقنا لعبادته وحده فلا يريدنا عبيدا لسواه من بشر أو مادة أو شهوات أو أهواء
 فالحر لا يتعلق تعلقاً زائداً بإنسان مثله أو مادة أو شهوة أو هوى أو حزب أو قبيلة أو تيار لأن التعلق الزائد يفقده استقلاليته و حياديته
وهناك أمر آخر مطبوع في البشر هو حب السلطة و التسلط و هو نابع من الأنانية و حب التملك
و هذه الصفة وهبها الله للإنسان ليقوم بعمارة الأرض
و لذلك نرى أن من تحقق بإحدى هاتين الغايتين و هما عبادة الله وحده ثم عمارة الأرض يخلده التاريخ و من تحقق بكلتيهما ينال عز الدنيا و الآخرة
فالأنبياء و الرسل عليهم السلام خلدهم التاريخ و وعدهم ربهم بجنة عرضها السموات و الأرض في الآخرة
 لأنهم تحققوا بعبودية الله و وضعوا الأساس السليم لعمارة الأرض و ذلك بغرسهم مخافة الله في قلوب الناس
 فعندما تسود مخافة الله يسود العدل و الأمن و ينتفي الظلم و الفوضى
و الأمن هو أساس بناء الحضارة فبدون امن لا تبنى حضارة لأنه تتعطل العقول و تهدر الطاقات و خاصة عندما يمارس الرعب و الإرهاب من قبل رجال الأمن كما يحدث في الانظمة القمعية الاستبدادية.
و العدل هو أساس دوام الملك فلا يدوم ملك مع ظلم فالتمادي في الظلم مشكلة
و المبالغة في طلب العدل لحد المثالية مشكلة أيضا لأنها غير موجودة على سطح الأرض فالاعتدال في كل شئ مطلوب.
و كذلك من قاموا بعمارة الأرض وتركوا هذه الآثار المعمارية و الاختراعات خلدهم التاريخ أيضا
و أما من يقومون بسفك الدماء و نشر الخوف و الرعب والإرهاب و يستخدمون القوة و العنف المفرط في غير موضعها و يهدمون ما بنته الأجيال من حضارة .
فسوف يلعنهم التاريخ والأجيال .
و العجب ممن يهدم أو يحاول أن يهدم أو يوجد الذرائع لمن يريد أن يهدم ما أمر الله ببنائه من الحضارة بحجة تنفيذ أوامر الله بل و يرمي بأقسى أنواع التهم لمن يخالفه الرأي.
 و العاقل و الحكيم من يوازن في أفعاله و سلوكه بين المنافع و المفاسد المترتبة عليها
 و درء المفاسد يقدم على جلب المصالح
فالعز الحقيقي  و الخلود في الدنيا و الآخرة هو بالجمع بين عبودية الله ثم عمارة الأرض
 
الكاتب :عبدالحق صادق
 
  
 
 
 
         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.