الخميس، 7 فبراير 2013

النظام الايراني مخاطر و حلول

تتبوأ  دول الخليج  العربي وخاصة السعودية  اهمية  كبرى بالنسبة  للعالم العربي  و الاسلامي 
  لمكانتها  التاريخية  و الدينية  و قوتها الاقتصادية  التي تسهم بشكل  فعال في حل جزء كبير من مشكلة البطالة التي تعاني منها 
 العربية  و الاسلامية بفضل عملية التنمية الكبيرة التي تقوم بها تلك الدول
 بالاضافة الى مساعدة المتضررين  من الكوارث و النكبات  فتسعين  بالمائة من العمل الخيري الاسلامي العالمي  مصدره دول الخليج العربي و خاصة السعودية
  و قد ساهم الاعلام  و المال الخليجي بشكل فعال في اسقاط الانظمة القمعية  الاستبدادية
 و اليوم تتعرض الدول الاسلامية بشكل عام  و دول الخليج بشكل خاص  و بالاخص السعودية  لمخاطر  كبيرة من قبل النظام  الايراني  الثوري الطائفي التوسعي المتطرف و للاسف يساعدهم في ذلك بعض السنة مثل داعش و القاعدة و الاخوان 
 و للاسباب  التي ذكرتها في الاعلى فان امن و استقرار  دول الخليج العربي  يهم جميع العرب  و المسلمين
 و هذا الخطر ليس وهما او ظنا  و لكنه حقيقي بسبب طبيعة النظام الايراني القائم على تصدير الثورة و آثاره واضحة في العراق و اللبنان و سوريا
  و بوادره بدات  تظهر في دول الخليج  عندما اعتدى الحوثيون  اتباع النظام الايراني  على حرمة بلاد الحرمين و عندما حاول اتباعه في البحرين الانقلاب على السلطة و كذلك تحركات اتباعه في الكويت و اخيرا في السعودية
 وهناك عبارات يتم تداولها  عند الحديث عن المخاطر التي تهدد بلاد الحرمين  مثل ( للبيت رب يحميه  ) و ( بلاد الحرمين محفوظة ) فالعبارة الاولى هي مقولة  لعبد المطلب جد النبي صلى الله عليه و سلم قبل  الاسلام  فليست حديثا  و لا  آية 
 فقد سرق القرامطة الحجر الاسود اقدس ما في الكعبة المشرفة  و احتفظوا به قرابة عشرين عاما و في العصر الحديث احتل جهيمان  الحرم  المكي  لفترة
 و بالنسبة  للعبارة الثانية  بلاد الحرمين محفوظة اذا حفظت اوامر الله  و شكرت انعم الله
   فالبشكر تدوم النعم  و تزداد و بكفرانها تزول  و من اكبر نعم الله عليها في عصرنا الحاضر هذه الحكومة التي انتهجت الكتاب  و السنة
 و قد يلمح  البعض بالقوة و يستهين بقوة الخصم فاذا كان المقصود القوة العسكرية فالصحيح ان يصدر من اصحاب الاختصاص فهم اعلم بقوتهم  و قوة الخصم
 فاهم مبادئ الحرب  هو ان تعرف قوتك و قوة عدوك و تتخذ الاجراءات الضرورية للتصدي له  و  تتصرف بحكمة على اساس ذلك
  اما التبجح  بالقوة  و الاستهانة بقوة العدو فهذا ثبت عدم جدواه و له  آثار سلبية  نفسية خطيرة اذا لم يتحقق النصر
 ففي العصر الحديث كان الرئيس جمال يتبجح بالقوة و يهدد و يستهين بقوة العدو فكانت النتيجة نكسة حزيران
 و العراق قبل احتلاله كان يقوم باستعراض القوة و يهدد و يدعي الادعاءات و النتيجة كانت ما عليه العراق اليوم
 و اذا كان المعول عليه  المقاومة الشعبية  للعدوان  فهذا ما اخشاه و احذر منه  و لأجله كتبت هذا الموضوع
 فلا شك ان غيرة المسلمين على بلاد الحرمين كبيرة  و خاصة السعوديين و ابناء الجزيرة العربية معروفون بشدة باسهم و شجاعتهم منذ قديم الزمان
  و في عصرنا الحاضر هناك شواهد كثيرة  فهم  بعون الله  قادرون على طرد الاحتلال 
 و لكن المشكلة  فيما سيظهر اثناء  الاحتلال  و بعد  طرده   
 لأن المقاومة الشعبية  تبدا بعد انهيار الجيوش النظامية اي انهيار الدولة و هذا ما كان يعول عليه الرئيس صدام حسين يرحمه  الله  و النتيجة هي ما نراه في العراق  هذه الايام
 فبعد انهيار نظام الدولة – لا سمح الله -  سوف تتصارع قوى داخلية (قبائل و تيارات و طوائف دينية و احزاب )
 و قوى خارجية و هي كثيرة بسبب مكانة السعودية الدينية و غناها من اجل السيطرة عليها
 وهذا سيؤدي الى تخريب ما تم  بناؤه خلال  قرن بما فيها الاماكن المقدسة و الى ازهاق آلاف الارواح  و الى ذهاب الممتلكات و انعدام الامن و انتهاك الاعراض
 و سيضطر الناس – لا سمح الله -  الى طلب التدخل الخارجي من اجل  ضبط  الاوضاع
 فبلاد الحرمين محل اطماع  كثير من القوى و منطقتنا تمر بظروف خطيرة حساسة و دقيقة
 ومن وجهة نظري السبيل الناجع لمواجهة هذه الاطماع  كشعوب هو :
 -التمسك بدين الله  و من جملة ذلك  الاستعانة بالله  و التواضع له وعدم الاغترار بالقوة  و الاستهانة بقوة  الاعداء
 ففي غزوة حنين هزم المسلمون  بسبب غرور بعض المسلمين
 قال الله تعالى ( و يوم  حنين اذ اعجبتكم كثرتكم  فلم تغن عنكم من الله شيئا  )
 و كذلك طاعة ولي الامر ففي غزوة احد خسر المسلمون المعركة لمخالفة بعض المسلمين اوامر رسول الله صلى الله عليه و سلم
 و كذلك  اداء شكر النعم  الكثيرة التي  يتمتع بها  المواطنون و المقيمون  و من خلفهم
 -التفاف السعوديون حول ولاة الامر و تعزيز الوحدة الوطنية  لأن ذلك يعتبر اكبر رادع للاعداء  في احتلال اي بلد  فمن خلال  نزع الثقة من ولاة الامر
 و من خلال  شق الوحدة الوطنية عن طريق اعتبار الولاء للقبيلة او الطائفة او التيار او الحزب اكبر من الولاء للدين  ثم الوطن ينفذ الاعداء الى احتلال الاوطان
 و كذلك التفاف المسلمون حول بلاد الحرمين
 و التعبيرعن ذلك عبر وسائل  الاعلام  و في المنتديات و المجالس الخاصة  و العامة و التصدي لكل من يطعن في ولاة الامر و في هذا الوطن
  فهذه المظاهر تجعل الاعداء يعيدون حساباتهم  قبل القيام  بخطوات عملية  و العكس  يغريهم
 و الاحتلال لا يجرؤ على احتلال بلد لولا وجود من يتعاون معهم من الداخل 
 و في الختام يوجد جيش الكتروني تابع لايرانو الاخوان و القاعدة و داعش ينشط عبر المنتديات و المواقع الالترونية  هدفه تشكيك المسلمين و خاصة الشعب السعودي بمرجعيته الدينية و المدنية و السياسية
 و نزع الثقة منهم من اجل تمزيق الصف و اضعاف حمية المسلمين و الشعب السعودي على بلاد الحرمين  
  و يوجد للاسف من ابناء جلدتنا من يتلقف اشاعاتهم و يروج لها  دون ان يدرك مخاطرها
 فالخطر الاكبر الذي احذر منه و لأجله كتبت هذا الموضوع و هو ما اخشاه هو ان ننتظر حتى يقع الفاس بالراس و بعد ذلك نصحو    
الكاتب : عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.