إن الخلفية
الثقافية و الفكرية للإنسان هي التي تحدد سلوكه ومنهجه و رؤيته للحياة وتفسيره لما
يجري على الساحة فإذا كان هذا الفكر مرتكزا على عقيدة صحيحة سليمة و راسخة
فسوف يكون تفسيره لما يجري على الساحة سليما و
سوف يوصله فكره لحلول موفقة و صحيحة
و لا بد
لأي قائد من منهج يسير عليه و من مستشار يثق بآرائه و اقتراحاته
فإذا
كان المستشار فكره سليم فسوف تكون الآراء التي يبديها للقائد صحيحة و موفقة
وبالتالي
سوف تكون قرارات القائد صائبة و تعطي نتائج ايجابية تعود على الوطن و الأمة بالخير
و النتائج هي الدليل على صحة المنهج و صحة القرار و صحة الرأي
و بسبب حالة التخلف التي كانت تمر به أمتنا في بداية القرن
الماضي فقدتأثر أشخاص من أبناء جلدتنا ممن ثقافتهم الإسلامية ضحلة والعقيدة
الإسلامية لم تتغلغل إلى أعماقهم بالفكر الشرقي الماركسي وانبهروا بحضارة الاتحاد السوفيتي و ذابوا في ثقافتهم.
و هؤلاء هم من استلم المناصب القيادية في بلدانهم وخاصة
فيما يخص الإعلام والتربية والبعض من هؤلاء أصبحوا مستشارين لقادة الدول ذاك
الوقت
و بالتالي أصبحوا لاعبين أساسيين في صناعة القرار للدول.
وهنا
أود أن اخص بالذكر الصحفي العجوز الذي يظهر على إحدى القنوات الفضائية المعروفة
بشكل دوري
و الذي كان له دورا محورياً في صناعة القرار
لقائد عربي عسكري ثوري معروف رحل إلى ما قدم و الذي أصبح رمزا في فترة من الفترات
و كان له تأثيرا سلبياً على معظم الدول العربية
وقاد امتنا إلى الهاوية و هي اليوم تحصد
نتائج سلوكه الخاطئ
حيث توصف
علاقة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بالرئيس جمال عبد الناصر بأنها علاقة فريدة
من نوعها ليست مجرد علاقة بين صحفي و رئيس دولة
فكان يأخذ راية في كل صغيرة و كبيرة
فلا يكاد يتخذ قرار إلا بعد الرجوع إليه
فكان
الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يخالفه الرأي و أن يعصي أوامره
سمعته
في حلقة من حلقاته على قناة الجزيرة يقول بان الرئيس جمال عبد الناصر طلب منه أن
يستقبل الرئيس معمر القذافي
و أن
يرافقه خلال إقامته في مصر فاعتذر له عن ذلك و أصر عليه الرئيس و هدده و لكنه لم
ينفذ أوامره
فإذا
ذهبنا نحلل هذه الواقعة و ندرسها فسوف نستنتج استنتاجات مهمة و خطيرة نفهم من
خلالها شخصية هذا القائد و مستشاره و العقلية التي كانوا يفكروا فيها و يتعاملوا بها
جرت
العادة أن الرئيس هو الذي يستقبل الرئيس و الغريب هنا أن الرئيس أمر صحفي أن
يستقبل الرئيس
و الأغرب منه هذا الصحفي كان يرى نفسه اعلى من
هذا الرئيس فرفض استقباله
فهذا يدل على مدى العنجهية و الفوقية التي كان
يتمتع بها هذا الرئيس و مستشاره
وهذه النفسية انعكست على القيادات التي دون الرئيس و هذا الأمر أكده
قائد الانقلاب العسكري على الوحدة بين مصر و سوريا النحلاوي في شهادته على العصر و
هذا الأمر احد أهم أسباب الانفصال
و هذه
الأمر يتسبب للشعب المصري بكثير من المشاكل
والغريب أن البعض لا يزال يصر على هذا السلوك الثوري الخاطئ رغم افتضاح
أمره و واتضاح صورته المؤلمة وتذوق مرارة ثماره
و الأغرب منه أن البعض لا
يزال يثق بالمعلومات التي ينقلها و الأفكار التي يبثها و التهم التي يزيلها و
الشكوك التي يثيرها هذا الصحفي العجوز الذي كان وراء الكثير من مآسينا و الثمار
المرة التي نقطفها اليوم !!!!!
فإذا لم يتغير الفكر الذي نشأ في ظل الأنظمة القمعية فلن تسقط تلك الانظمة و لو سقطت
فإذا لم يتغير الفكر الذي نشأ في ظل الأنظمة القمعية فلن تسقط تلك الانظمة و لو سقطت
الكاتب : عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.