الاثنين، 25 مارس 2013

لا يعرف الحق بالكثرة و الرجال

اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و حببنا فيه و أرنا الباطل باطلا و ألهمنا اجتنابه و كرهنا فيه
القلة و الكثرة ليست دليلا على الحق لأن الحق قيمة مستقلة عنهما قال الله تعالى
 ( و إن تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله)
و يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال 
إذا لمعرفة الحقيقة في أي قضية أو حدث لا بد من تحليلها وفق معايير علمية منطقية مسترشدين بهدي الكتاب و السنة و أقوال العلماء الربانيين و العقلاء و أصحاب الاختصاص في كل أمر و خاصة الأمور الحساسة و الهامة التي تخص الأمة و الابتعاد عن رأي و أقوال أصحاب الأهواء و المصالح الحزبية السلطوية و تجار الدين. 
و المسلم الحق منصف عادل  يدور مع الحق حيث دار و لو على نفسه و أقرب المقربين إليه فلو رأى الحق مع عدوه و خصمه ضد و لده فلن يتردد في قول الحق مع عدوه و خصمه
فعندما تحاكم سيدنا علي رضي الله عنه و هو أمير المؤمنين و اليهودي لعند القاضي المسلم حكم القاضي  لليهودي حسب الأدلة الظاهرة  أمامه و في الحقيقة الحق مع علي رضي الله عنه  فلم يحكم لسيدنا علي فورا و عصبية و يقول لليهودي من أنت حتى تحاكم علي أمير المؤمنين ابن عم رسول الله صلى اله عليه و سلم  و أنتم اليهود معروفين بصفاتكم  الخبيثة و قبل علي الحكم و لم يتهم القاضي بموالاة الكفار و لم  يقل كيف حكمت لهذا اليهودي الدجال و أنا ابن بنت رسول الله و من المبشرين بالجنة و من آل البيت و أمير المؤينين و كيف وثقت بكلام اليهودي و شككت بي .
بهذه الأخلاق وصل الإسلام لأقاصي الدنيا و أصبح المسلمون اليد العليا في الحضارة و الرقي بين الأمم و بالاستكبار و التعصب الديني و الحزبي و القومي و العرقي الجاهلي المقيت الذي لفظهم الإسلام قبل القوانين الوضعية الحديثة  عاد غريباً فطوبى للغرباء و نتائج ذلك ما نره على أرض الواقع من ذل و هوان و تخلف و مآسي و نكبات .
و أصناف الناس بالنسبة للحق هي :
-         هناك من لا يعرف الحق و يريده فهو بحاجة الى من يدله عليه على علم و بصيرة و صدق و اخلاص
-         هناك من يعرف الحق و لا يتبعه به فهو بحاجة الى من يرفع همته و معنوياته و ارادته و يعرفه بأهميته حتى يستطيع ان يتبعه
-         هناك من يلتبس عليه الحق فيجتهد في معرفته و يعمل بما يتبين له فهذا قد يخطا و قد يصيب فهو بحاجة الى من يساعده في تجلية الحق بالادلة العلمية المنطقية
-         هناك من لا يعرف الحق و لا يريد أن يعرفه و إذا عرفه يصر على ضلاله استكباراَ و انتصارا لأهوائه و حزبيته و مصالحه الشخصية  فهذا غالبا النقاش معه غير مجدي و يصعب خضوعه للحق و هو أخطرهم
-         هناك من يعرف الحق و يتبعه و هو يشعر بعدم الراحة لأن نفسه لم تتروض على محبة الحق فهذا بحاجة الى ان يجاهد نفسه و يزكيها لكي تحب الحق
-          اذا أعلى مرتبة هو من يعرف الحق و يتبعه و يحبه و بعده من يعرف الحق و يتبعه و لا يحبه و بعده من لا يعرف الحق و يبحث عنه بصدق
-         و الاسوأ هو من يعرف الحق و لا يريد ان يتبعه و يروج للباطل و يضلل عامة الناس و هذا ينطبق على المحور الإيراني الإخواني اليوم
و الأقل سوءا منه هو من يعرف الحق و لايريد أن يتبعه ولكنه لايروج للباطل
-         و الثالث هو من يعرف الحق و لا يتبعه و يتمنى و يحاول ان يتبعه و يروج للحق هذا فيه خير و لديه ضعف عليه ان يسال الله بصدق ان ينصره على نفسه
قادة الفكر الضال معظمهم يعرفون الحق و اكثرهم  لا يحبونه و اغلبهم لا يتبعونه و هذا الدعاء يناسبهم (اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و حببنا فيه )
عامة الناس اكثرهم لا يعرفون الحق و يريدونه فهم بحاجة الى من يعرفهم  به  بامانة و صدق و اخلاص بعيدا عن الاهواء و المصالح الضيقة
من وجهة نظري هذه الايام بسبب التقنية الحديثة اصبح السلطان الجائر هو رأي عامة الناس الذي يصنعه اصحاب الفكر المتطرف او المتحلل عبر هذه التقنيات
 لذلك قليل من الكتاب و المفكرين و الدعاة من يصرحون بالحق خشية ردة فعل الشارع الذي تسيره العواطف
 و أصحاب الرغبة في الظهور منهم  يركب موجة عواطفهم
 و السؤال الأول ألا يدخل من ينطق بالحق الذي يخالف رأي عامة الناس ضمن افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ؟؟؟
و السؤال الثاني اذا كان رأي عامة الناس و من يركب موجة عواطفهم  هو الصحيح  لماذا امتنا وصلت الى وصلت اليه فالمفترض ان تكون في أحسن احولها ؟؟؟ 
إذا مشكلة الأمة فيمن يستغل جهل الأمة و يضللهم عن طريق اللعب على عواطفهم الدينية لتحقيق مكاسب سياسية سلطوية و في دعاة الاعتدال الذين يصمتون على هذا التضليل و لا يقومون بواجبهم تجاه توعية عامة الناس و تحذيرهم من دعاة الفتنة و التضليل و تجار الدينو الثورات و الدماء و أصحاب الأهواء والعصبية الحزبية المقيتة و عشاق السلطة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.