التفاؤل والتشاؤم مؤشر على النجاح والفشل

عبدالحق صادق

إن طبائع البشر تختلف، وحسب طبع كل شخص تكون نظرته و مشاعره وأحكامه على القضايا والأمور والأحداث. فمن خلال رؤية الشخص ومشاعره وأحكامه يعرف طبعه.
المتفائل في حياته، يكون راضٍ عن الله وغالباَ يكون ناجح ومنتج في حياته، وتكون نظرته  متوازنة. لأنه مليء،  يرى الإيجابيات و السلبيات، ويذكر كل منهما في المكان والتوقيت المناسب، لحكمة وفائدة يراها. يذكر الإيجابيات لرفع المعنويات وبث مشاعر الأمل، وتعزيز الحس الوطني. ويترك ذكر السلبيات للوقت والمكان المناسب حتى لا يشيع مشاعر اليأس والإحباط في المجتمع. ويذكر السلبيات للجهات المختصة في التوقيت والمكان المناسب، وبالأسلوب المناسب والمنضبط شرعاً.  بهدف الإصلاح والتغيير الإيجابي، وهذا مثله مثل النحلة لا يقع  إلا على الطيب، ولا يخرج منه إلا المفيد والنافع.

  

أما المتشائم غالباً يكون ساخط على الله، وفاشل في حياته، ويعيش في الأحلام والخيالات.

وتكون نظرته غير متوازنة وأحكامه متطرفة إقصائية، فلا يرى سوى السلبيات ولا يبحث إلا عن السلبيات. وتزعجه ذكر الإيجابيات والناجحون، و السبب قد يكون فارغ غير منتج ليس لديه إنجازات، ومن طبع الإنسان يحب أن يكون له وجود، ويحاول إثبات وجوده، بهدم الأبنية العالية حوله حتى تتساوى مع بنائه المنخفض. وقد يكون من أصحاب الفكر الثوري الاستبدادي، صناع الرموز الجوفاء والطغاة، الذين لديهم نزعة الأنا المتضخمة والسيطرة الجامحة، فهؤلاء أنانيون متطرفون، ليس لديهم إنجازات تذكر، ولا يحبون أن يروا ناجح غير رمزهم الأجوف، فيعمدون إلى هدم بنيان الناجحين. وهذا السلوك السلبي خطير، يشيع مشاعر اليأس والإحباط والانهزام في المجتمع، التي لها آثار مدمرة على المدى البعيد.

مشاعر اليأس والإحباط لها أضرار بالغة على الفرد والأسرة والمجتمع مثل:التطرف والإرهاب، تعاطي المخدرات، السرعة المتهورة، ضعف الحس الوطني، عرقلة عملية التنمية والنهوض لأن المحبط إنتاجيته ضعيفة جدا، إشاعة التحلل والرذيلة، ضعف الوازع الديني والأخلاقي، الانهزام الفكري والحضاري ...
وإذا انتشرت هذه السلبيات في أي مجتمع، وأصبحت ظاهرة، فهذا نذير شؤم، وإنذار عالي المستوى لهذه الدولة، وعليها إيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة قبل فوات الأوان.

اللهم إنا نسألك التفاؤل والنجاح في شأننا كله، ونعوذ بك من التشاؤم  والفشل.