أن يسيطر
شخص على مستوى عالي من العلم و الثقافة و الخبرة على جيش من ذوي الشهادات العالية
و الخبرة و الذكاء و ربما يوظف البعض منهم هذا الذكاء في المكر و الخداع , أمر
عادي.
أما أن
يسيطر شخص على مستوى متواضع من العلم و الثقافة على هذا الجيش و يفرض عليهم رؤيته و
بصمته و يحافظ على استقلاليته و اعتزازه و تمسكه بهويته و مبادئه
فهذا يعتبر
أمر غير عادي و متميز و يستحق الإشادة و هو فخر لمن يمثلهم و فخر للأمة التي أنجبته.
و
هذا ينطبق على الحكومة السعودية في بداية عهدها على يد مؤسسها الملك عبد العزيز بن
عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله .
فهي حكومة
غير عادية لأنها نشأت في ظروف غير عادية و مساحة حكمها غير عادية و تركيبتها
السكانية غير عادية و طقسها غير عادي
ورغم
ذلك أدت هذه الحكومة دور غير عادي و أنجزت أمور غير عادية في مصلحة الأمة و الوطن.
و اذكر بعض هذه الأمور غير العادية التي حققتها الحكومة
السعودية الناشئة:
-
سيطرت على جيش من الذين يحملون أعلى
الشهادات العلمية و من شتى بقاع الأرض و من شتى المشارب و التوجهات الذين
استقدمتهم لعملية التنمية الحديثة .
-
حافظت على هويتها العربية و الإسلامية مع
الاعتزاز بهما رغم ضعفها و رغم الضغوطات الهائلة التي مورست عليها و رغم الأعداد
الكبيرة من الوافدين الذين أقاموا فيها و رغم المكر و الخبث الرهيب الذي يتمتع به
أعداءها.
-
وضعت مناهج مدرسية تنسجم مع هويتها العربية و
الإسلامية
-
صبغت
جميع نواحي الحياة في هذه الدولة المترامية الأطراف بصبغة إسلامية
-
جمعت هذه التركيبة السكانية التي كانت مشتتة .
-
نشرت الوعي بعد سيطرة الجهل و الخرافات.
-
عممت الأمن بعد انعدامه رغم هذه المساحة
الشاسعة .
-
وضعت الأساس السليم لهذه القفزة الحضارية
الحديثة التي تخطت المملكة فيها أشقائها الذين كانوا متقدمين عليها سابقاً.
فهذا يدل على قوة شخصية غير
عادي و على وعي و ذكاء كبير و على دهاء و فطنة عجيبة و إرادة صلبة و ذهن منفتح و رؤية بعيدة و صدق و إخلاص.
و
يدل ايضا على أن ابن الجزيرة العربية يتمتع بقدرات قيادية و إدارية و حسن تدبير
غير عادية فإذا انضبطت هذه القدرات بحسن المنهج و هو الشريعة الاسلامية السمحاء
فإنه يصنع الأعاجيب و هذا ما يشهد به الواقع و
التاريخ.
و أفسر هذا الأمر غير العادي على
أنه من توفيق الله عز وجل و من حفظ الله لهذا الدين الذي تكفل به إلى قيام الساعة
و من عجائب الدين الإسلامي الحنيف
الذي لا تنقضي عجائبه و يعز من يتمسك به و يحفظه.
الكاتب :عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.