الاثنين، 11 مارس 2013

رؤية حول مشكلة البطالة !!!

 
مشكلة البطالة تؤرق الشباب و الحكومات
و هي مشكلة عالمية تعاني منها جميع الدول بما في ذلك الدول الغنية و المتقدمة.
 و لهذه المشكلة انعكاسات سلبية على الأفراد و المجتمع و الدولة و تتسبب بشروخ و فجوات بين العاطلين و الحكومات و أصحاب العمل و العمالة الوافدة
و لمعرفة الأسباب و العلاج ندرس القضية من جميع جوانبها التي هي :
-         الحكومة
-         أصحاب العمل
-         العاطلين عن العمل من المواطنين
-         العمالة الوافدة
 
1-    الحكومة :
من اولويات الحكومات تأمين فرص عمل لمواطنيهم .
إن الحكومة السعودية تتبع سياسة السوق المفتوح في اقتصادها و هذه  السياسة لها سلبيات و لها إيجابيات و لكن ايجابياتها أكثر
 فلو اتبعت السوق المغلق لأصبحت مثل باقي الدول العربية التي تتبع هذه  السياسة و التي تعاني من مشاكل و ازمات جمة و من جملتها مشكلة البطالة  
 و الحكومة تفعل ما بوسعها لحل هذه المشكلة و ينقصها الحزم في تطبيق بعض القرارات
 فهناك قيود كبيرة على الاستقدام , و أغلب الوظائف الحكومية أصبحت وطنية , و هناك نسب معينة من العمالة الوطنية تفرض على أصحاب العمل
و يتم فتح المعاهد المهنية لتأهيل الراغبين في العمل , و يتم دفع جزء من راتب الموظف السعودي من صندوق التنمية , و يتم فتح مشاريع تنموية في شتى أنحاء المملكة .
 
2 – أصحاب العمل :
حسب السائد الآن إن العلاقة بين العمال و أصحاب العمل هي علاقة مصالح فالذي يحقق مصلحة صاحب العمل هو من يختاره سواء كان وافدا أو مواطنا
 أي أن الأمر منافسة و معظمهم يجري خلف مصالحه الشخصية و لا يعطي الأولوية للمواطن السعودي و لو تضرر قليلا.
 و متطلبات أصحاب العمل هي:
- أن يكون المتقدم للوظيفة يحمل مؤهل ويمتلك خبرة و مهارة في مجاله و عنده رغبة في التطوير و شعور بالمسؤولية .
- أن يكون عنده قابلية للالتزام بالدوام.
- أن ينجز المهام المكلف بها في وقتها المحدد.
- أن يكون راتبه منافساً و أقل ما يمكن.
- و هناك أمر آخر يستهوي بعض أصحاب العمل و هو طأطأة الرأس من الموظف و هنا يستحضرني قول سيدنا عمر ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ).
 
3-    العمالة الوطنية :
بلا شك إن العمالة الوطنية أولى بالعمل من غيرهم فهم أولى بخيرات بلدهم و الأقربون أولى بالمعروف
وقد خص الله بلاد الحرمين بخيرات تتسع للجميع و لكن الجشع و الأنانية و ضعف الوازع الديني و الأخلاقي تدفع البعض لتصرفات مؤذية و مضرة .
و من خلال معرفة متطلبات أصحاب العمل في السوق المفتوح نستنتج ما هو المطلوب من طالبي العمل السعوديين:
- الحصول على مؤهل مناسب و إتقان مهنة معينة و محاولة تطوير أنفسهم فيها مع التحلي بالشعور بالمسؤولية .  
- الالتزام بالدوام فعدم الالتزام بالدوام ينفر اصحاب العمل
- إنجاز المهام المطلوبة في الوقت المحدد و بالتالي عدم انجاز المطلوب ينفرهم.
- التحلي بالأمانة و المصداقية و العكس ينفرهم .
- القبول بالراتب المنافس القليل غالبا في البداية لا بد من القناعة بالقليل حتى يأتي الكثير
و إذا رأى صاحب العمل التزام و جدية و مصداقية و تطوير من الموظف
 فغالبا لن يبخل بالزيادة و إن بخل فالعمل خلال هذه الفترة ليست خسارة ولها فائدة كبيرة و هي اكتساب الخبرة التي تفتح أبواب كثيرة أمام طالبي العمل.  
- طأطأة الرأس و هذه لا أنصح بها و أنني مع الأحرار, فما قدر لماضغيك أن يمضغاه لا بد أن يمضغاه ويحك كلها بعز و لا تأكلها بذل .
و عدم التزام مجموعة بشروط العمل قد تسيء إلى الكل فيأخذ أصحاب العمل موقفاً من العمالة الوطنية بشكل عام .
و توجد مجالات كثيرة تدر دخلا طيبا و أغلب الشباب يبتعد عنها مثل فتح محلات بيع مواد بمختلف انواعها أو محلات اصلاح و صيانة او شراء معدات و آليات و العمل عليها أو تأجيرها
 و العمل في مجال المهن الفنية اليدوية مثل الميكانيكي و الكهربائي و السباك و التشطيبات و ...
صحيح إنها مجهدة و لكنها تدر دخلا جيدا و الصبر على هذه الأعمال قليلا و محاولة تطويرها ستكون نتيجتها بعد مدة مؤسسة أو شركة كبيرة
و ليس عيبا العمل في هذا المهن فهناك الكثير من أبناء الدول الغنية و المتقدمة يعمل فيها
 فلو اتجه إليها الشباب لحلت جزء كبير من هذه المشكلة
فسنة الله في خلقه أن يكون الناس على درجات من اجل عمارة الارض فلو أصبح الكل مدراء فمن يقوم بباقي الأعمال
و المهنة ليست دليلا على الأفضلية عند الله فرب عامل عند الله أفضل من ملئ الارض مدراء .
 
4- العمالة الوافدة :
هذه العمالة تأتي بناءاً على طلب أصحاب العمل السعوديين و لضرورة العمل لإنجاز المشاريع التنموية
  وهناك قيود شديدة على استقدامهم , و غالبهم يعملون في مجال الخدمات و الأعمال العضلية , و هم يسعون وراء لقمة العيش بجهودهم و هذا حق مشروع
 و بالنتيجة هم يشاركون في عملية التنمية التي يعود نفعها على ا لمواطن السعودي فالمدارس و المشافي و الطرق و المراكز التجارية و النظافة و المساكن و المصانع و .............
يستفيد منها المواطن
فالنظرة السلبية المتطرفة تجاه العمالة الوافدة بشكل عام غير متوازنة
و لا ننكر وجود مظاهر سلبية تسلكها بعض العمالة الوافدة و هي لا تدخل ضمن ما يفسره البعض صراع بين العمالة الوطنية و العمالة الوافدة و لكنها تدخل ضمن الصراع بين الخير و الشر بشكل عام .
و من جملتها محاربة الموظفين الوافدين العاملين في مؤسسة ما لموظف سعودي جديد
و هذا يعود - من وجهة نظري - للأسباب التالية :
- غالباً المستلم للمناصب القيادية في هذه المؤسسات و الشركات غير سعوديين و هذا منذ فترة بعيدة
 و حصلت بينهم و بين صاحب العمل ثقة سواء كانوا أهل للثقة أم لا و غالب هؤلاء تربوا في بيئة ديكتاتورية
و بالتالي يغلب عليهم طبع حب التسلط و ينتشون لطأطأة الرأس من قبل العاملين تحت إدارتهم و غالباً السعودي لا يرضى بهذا
 و بالتالي يتم استبعاده بأي و سيلة و هذا يطبق على السعودي و غير السعودي فالأحرار لا مكان لهم هنا .
- و هناك بعض الموظفين الوافدين لهم أعمال غير مشروعة و هم يتسترون على بعضهم لأن المصلحة مشتركة بينهم
 فعندما يدخل عليهم موظف سعودي يخافون أن يكشفهم فينصبون له المكائد لاستبعاده حتى لا يعكر عليهم الجو
 و لو دخل عليهم موظف من أبناء جلدتهم و لمسوا منه وفاءاً و إخلاصاً و نزاهةً في عمله فسوف يعملوا على استبعاده .
- و هناك بعض الموظفين السعوديين لا يقومون بواجبهم و يتعاملون بقسوة و عنجهية مع العمال الوافدين و هذا يؤدي إلى استياء هؤلاء منهم و محاولة استبعادهم .
و هنا تقع مسؤولية على صاحب العمل بأن لا يصدق كل ما يقال و أن يتثبت و يتحقق مما ينقل إليه و يعرف الدوافع لمثل هذه الوشايات فالثقة المطلقة مشكلة و سوء الظن مشكلة فالوسطية في كل شيء مطلوبة .
 
و الخلاصة إن مسؤولية البطالة تقع على عاتق الأطراف الأربعة و ليس طرف دون طرف
 و بالتدقيق فيها نجد أنها بالدرجة الأولى مشكلة أخلاق و ضمير و الحل هو التحلي بالأخلاق و الشعور بالمسؤولية
و هذا نوع من أنواع الصراع في هذه الحياة و غالباً ما يذهب في الصراع أبرياء و شرفاء و أحرار.
فالحل أن يبذل أصحاب العمل جهدهم  للتعرف على هؤلاء و إنصافهم و أن يراعوا الاولوية في التوظيف فتفريج الكربات من أفضل القربات .
 و أن يبحث أهل الخير و الجمعيات الخيرية عن هؤلاء لمساعدتهم فمنهم عفيف لا يمد يديه و يفضل الموت جوعاً على الوقوف بباب لئيم .
و أن يتقي العاملون في مكان ما ربهم فلا يشهدوا زوراً و لا يوشوا باطلاً  و لا ينصبوا مكيدة فقطع الأعناق و لا قطع الأرزاق و فضل الله يسع الجميع
و أن يهيأ طالب العمل نفسه مهنيا للعمل و أن يتقن عمله و يلتزم بمواعيد الدوام
 
الكاتب :عبدالحق صادق .    
 
 
 
 
  
 
 
 
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.