الخميس، 14 مارس 2013

نباشوا قمامة السياسة


 

إن للفكر دور حيوي و رئيسي في تحديد سلوك الانسان فاذا كان هذا الفكر ايجابي و سليم ادى الى سلوك ايجابي و سليم  و العكس صحيح و الفكر يتكون من خلال القراءة و المشاهدة  و السماع

و ان بناء الفكر السليم النير الواعي المنفتح القائم على العقلانية  و المنطق السليم يحتاج  لجهد و ارادة  و عزيمة  و موضوعية و حيادية  و صبر و وقت

بينما  انتعال الفكر الهدام سهل و لا يحتاج  لجهد و وقت كبير لأنه يتم عن طريق سرقة معلومة  او اشاعة من هنا و هناك و قص و لصق  و نشر

و هنا اود ان اتحدث عن فئة من اصحاب الاقلام الهدامة من ابناء جلدتنا يقتاتون على قمامة صناع الشائعات السياسية المغرضة التي تهدم و لا تبني تفرق و لا تجمع تنزع الثقة و تخلق الفوضى و الضياع في الامة

و هؤلاء يسمون انفسهم كتاب و احيانا يمنحوا نياشين و القاب براقة و يتم اعطاؤهم مساحات واسعة في  بعض الصحف الورقية او الالكترونية او المنتديات

 و التسمية الانسب لهم نباشوا قمامة السياسة(اعزكم الله )

فهؤلاء لا هم لهم سوى البحث في قمامة السياسة و خاصة قمامة الغرب المتصهين عن الشائعات السياسية المغلوطة  و المصنعة لأهداف خبيثة  أو التهم الباطلة للافراد او المؤسسات او الحكومات  او الدول  و هذه الشائعات  و التهم تستهدف الشرفاء من هذه الا مة  و احيانا تستهدف الشرفاء و غير الشرفاء حتى يتم خلط الحابل بالنابل مثل ( تهم الماسونية  و الخيانة و العمالة و الصفقات السرية  و غير ذلك ) و هي تهم غير معلومة المصدر او مصدرها الاعداء الذين يقومون بصناعة هذه الشائعات و تسريبها لهؤلاء تحت مسميات عدة مثل وثائق سرية او مصادر مطلعة  و مقربة لا يسمح بنشر اسم ناقلها  او يتم ذكر اسماء وهمية  لا حقيقة لها او مصادر سرية خاصة  و ما شابه  ذلك

و هؤلاء يلجئون الى هذا الاسلوب من الكتابة لاحد الاسباب التالية :

-         الخواء الروحي و الفقر الفكري

-         ضعف الارادة و الهمة من اجل بناء فكر سليم ناضج الذي يحتاج لوقت و جهد

-         التسرع و الرغبة الجامحة في الظهور فيلجئوا الى الكسب غير المشروع للفكر و نشره بسرعة دون تدقيق و تمحيص  لكي يصعدوا بسرعة لأن هذه البضاعة تجد رواجا في واقعنا  الماساوي

-         ضعف الشخصية و الذوبان في الاخر و هذا يؤدي الى وقوعهم اسرى لمحيطهم الموبوء فيتكلموا بلسان من يتبعون لهم دون اعمال العقل و الضمير

-         الشعور بالاحباط و الياس و الفشل فالمحبط لا يرى و لايقع الا على السلبي في هذه الحياة

-         الاضطراب الفكري  و احيانا يصل لحد التناقض فهؤلاء يدعون غيرتهم على  البلدان العربية و الاسلامية  و بنفس الوقت يثقون بمعلومات  مصدرها الاعداء و التي هدفها نزع الثقة  و بث الفرقة بيننا  و يشكون بالمسلمين  وخاصة  الاكثر التزاما بالاسلام

-         التطرف في الفكر نتيجة البيئة القمعية التسلطية الثورية التي يعيش فيها

-         التعصب الاعمى للراي او الجماعة التي ينتمي لها

-         تصفية الحسابات

-         كل ما ذكرته في الاعلى في حال حسن النية  و لكن هناك من يقوم بذلك بمقابل مادي فهذا قلم ماجور يعرف الحق و يحيد عنه  و لا يريد الوصول الى الحقيقة و لا ينفع معه النقاش لأن هذا مصدر رزقه المشؤوم

و نباشوا القمامة – اعزكم الله - هؤلاء اخطر على امتنا من الاعداء انفسهم لأنهم يقومون بتغليف مخلفات الاعداء السامة باغلفة لماعة مثل الغيرة على العروبة و الاسلام و كشف مخططات الاعداء  و ترويجها على انها صالحة و انها حقائق و صيد ثمين و هي في الحقيقة فاسدة مفسدة هدفها تسميم الفكر و الذوق العام و بث الفرقة و نزع الثقة بين الامة

و الذي يعمل باجر فهذا باع دينه بدنياه  و الذي يقوم بذلك دون مقابل مادي فهذا اشد خسرانا لأنه باع دينه بدنيا غيره

و للاسف هذه البضاعة الفاسدة تجد رواجا و اقبالا في واقعنا الماساوي - نسال الله السلامة- و لذلك هي شديدة الخطورة

و نصيحتي لمن ياخذ اجر مادي مقابل ذلك ان  يتقي الله و يكف عن هذا العمل لأن مال السرقة اشرف من هذا المال       و من ترك شيئا لله ابدله الله خيرا منه

و نصيحتي لمن يقوم بذلك دون مقابل مادي  ان يتقي الله  و يكف عن هذا الفعل لأن ما يقوم  به هو هدم لكيان الامة  و المجتمع  و ليس امرا عاديا فهل عاقل يرضى بذلك دون اي فائدة دنيوية  او اخروية ؟؟؟

و ان يبني نفسه و فكره بناءا سليما و بعد ذلك يعطي مما يفتح الله عليه  فينال عز الدنيا  و نعيم الآخرة

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.