الأحد، 10 مارس 2013

الفساد و الإصلاح الفعلي البناء

 يتحدث الكثير عن حجم الفساد في السعودية و يعلنون عن تذمرهم منه و من وجهة نظري هذا الطرح بهذا التوقيت و هذه الظروف الدقيقة خلفه جهات لا تريد الخير للسعودية و يتلقفها الحزبيون الحركيون الثوريون تجار مشاكل الناس أصحاب الأهواء و المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة و يهولونه و إنني لا أنكر وجوده و لكنني أحسب أن نسبته هو الأقل في الدول العربية و الإسلامية لأنها تحكم بالكتاب و السنة فالوازع الديني له دور كبير في خفض نسبة الفساد و نسبة الفساد الموجودة سببها و علاجها الآتي :
-إننا نعيش أزمة ضمير أزمة أخلاق ازمة مواقف أزمة فكر هو خلف ما تعانيه المجتمعات الإسلامية من فساد و الحل هو إصلاحهم عن طريق الدعوة الصادقة المخلصة بعيدا عن الأهواء و الحزبيات و إصلاح التربية و الإعلام و تجديد الخطاب الديني. 
-المسؤول و الموظف الحكومي هو إما أخوك أو قريبك أو ابن قبيلتك أو من أبناء حيك أو مدينتك أو ممن يصلي معك في المسجد أو غيرهم  فوجه له النصح مباشرة و سراً إن كنت ترى خللا 
-الإصلاح الحق هو الإصلاح من الجذور  إصلاح الفكر و تزكية النفوس و تقوية الوازع الديني و غرس القيم و الأخلاق و الحس الوطني
-تتعرض السعودية لهجمة تشويه شرسة من جهات خارجية عديدة و هناك تقصير من وزارة التربية و الاعلام لأنهم لم يتصدورا لهذه الحرب الفكرية فلم ينقلوا الصورة الناصعة عن المملكة لأبنائها أولا ثم العالم ثانيا و هذا أدى إلى خلل فكري خطير أدى إلى إضعاف الوازع الديني و الحس الوطني لدى البعض .
-قد تكون هناك نوايا حسنة و وعي من أصحاب طروحات الاصلاح  و لكن عرضها على عامة الناس له انعكاسات سلبية لأنه قد يساء فهمها من قبلهم .
-لو تم عرض طروحات الإصلاح على النخب الفكرية في مؤتمرات الحوار الوطني لكان نفعها أفضل و لأثبت أصحابها حسن نواياهم
-الحقوق المدنية و السياسية تكون في جو الامن و الاستقرار و تنعدم بانعدامه و الظروف الحالية غير مواتية لهذه الطروحات و ضرها أكبر من نفعها
-من الحكمة اختيار المكان و التوقيت المناسب لأي مشروع أو طرح و تقدير المفاسد و المصالح المترتبة عليه و اختيار أخف الضررين
-بضدها تتميز الأشياء عندما تقارنوا السعودية قبل خمسين سنة و ما هي عليه الآن و ما كان أقرانها يومها و ما هم عليه اليوم تعرفوا ما أنجزته الحكومة  و ما حققته من أرقام 
-لا يوجد كمال على سطح الأرض و التقييم يتم من خلال نسبة السلبيات الى الإيجابيات عندك و عند أقرانك و من عاش ظروفك و ليس مع الدول المتقدمة التي لها ظروف خاصة بها و بدأت عملية التنمية منذ قرون .
-إذا لم تصان الحرية و الكرامة في ظل شريعة الله فأين تصان عندما تعلم ما يدور حولك جيدا و عن قرب تعلم ما أنت عليه من النعم
-أحيانا قد يكون لدى البعض قطعة نادرة و ثمينة و هو يحسبها حجارة فيعبث بها و لو علم قيمتها لحافظ عليها أشد المحافظة و شكر الله عليها.
-إن من يعرف قيمة القطع النادرة الثمينة هم أصحاب الاختصاص أما عامة الناس فتجهل ذلك لأن لدى اصحاب الاختصاص معايير يقيمون من خلالها
-الأفكار المسمومة أشد فتكا و ضررا من الأسلحة فعلى أصحاب الفكر أن يفكروا ما ئة مرة قبل نشرها
-إن للكلام قيمة عظيمة في نظر الإسلام و لذلك كثير من الأحكام بنيت على الكلام مثل الدخول في الاسلام و الردة و الزواج و الطلاق و شهادة الزور و الغيبة و النميمة و البهتان
-إن معيار حقوق الانسان في العالم هي الأجهزة الأمنية و الأجهزة الأمنية السعودية من أفضل الأجهزة في العالم لأنهم يتربون على مخافة الله و هذا بشهادة عدول و تقييم دول متقدمة .
-عندما تريد إصلاح اي جهة عليك ان تعرف موقعها في العالم من خلال معايير عالمية و تقارنها مع أقرانها خلال فترات زمنية مختلفة
-إذا كان هناك تقدم في السير نحو الأفضل فاعلم أنك تسير بالاتجاه الصحيح لأن عملية البناء و الاصلاح و التطوير تحتاج لوقت يجب مراعاته 
عدم مراعاة الوقت في عملية الإصلاح و حرق المراحل و التسرع في قطف الثمرة قد يذهب بالشجرة نفسها فتكون خسرت الثمرة و الشجرة
إن للحضارة عمر ليس من الإنصاف أن تقارن دولة نامية مع متقدمة لأنه مضى على سير تلك الدول في طريق الحضارة الحديثة و الاصلاح أكثر من خمسة قرون.
ليس من الانصاف أن تقارن من مضى على سيره في طريق الحضارة الحديثة بضعة عقود بمن مضى على سيره عدة قرون .
لا يوجد مرتشي إلا و خلفه راشي و رائش فتوجيه اللوم و المطالبة بالإصلاح فقط على المرتشي غير متوازن فالصحيح ان يوجه لجميع الاطراف
عندما يكون الحديث عن فساد محدد مع وجود الأدلة و الاثباتات فمكافحته عن طريق ابلاغ الجهات الحكومية المختصة و ليس عبر النشر في تويتر
أما عندما يكون الحديث عن الفساد بشكل عام فهذا من مهمة المجتمع كله و خاصة الدعاة عن طريق نشر الوعي و تقوية الوازع الديني و الاخلاقي
مكافحة الفساد حتى يعطي ثماره المرجوة ينبغي أن يتم بالتعاون بين وزارت الدولة جميعاً و المجتمع و التركيز على طرف دون طرف غير منصف و غير عادل و لن يعطي الثمرة المطلوبة
و من وجهة نظري الحكومة عندها رغبة حقيقية في عملية الاصلاح و هي سائرة بهذا الاتجاه و متقدمة كثيرا على المجتمع فالنصح البناء ينبغي أن يوجه للمجتمع فالموظف الحكومي جزء من هذا المجتمع .
مكافحة الفساد تبدأ من الأسرة الى المعلم الى الداعية الى الكتاب الى المفكرين الى الإعلاميين بغرس الحس الديني و الوطني و ثقافة الأمانة
إذا رأيتم الحكومة تسير باتجاه تطبيق الحكومة الالكترونية فاعلموا انها تسير باتجاه مكافحة الفساد فقد حازت السعودية على المرتبة الخامسة عالمياً في استخدام الخدمات الحكومية الرقمية .
اذا رأيتم الحكومة تسير باتجاه انشاء هيئات الرقابة و مكافحة الفساد فاعلموا انها تسير باتجاه مكافحة الفساد
تركيز الجهود باتجاه المجتمع لنشر ثقافة رفض الفساد هي جهود ذات جدوى و في الاتجاه الصحيح و سوى ذلك مضيعة للوقت و ضرها اكبر من نفعها
توجيه الجهود نحو مساعدة الشباب و نصحهم و توجيههم للتخلص من البطالة افضل بكثير من الجلوس و القاء اللوم على الحكومة
تشكيل منظمات المجتمع المدني التي  تساعد الحكومة و تعمل معها يدا بيد و ليس التي تحرض عليها و تدعو للفرقة و شق الصف و الخروج عن الطاعة مثل المنظمات التي تساعد الشباب على التخلص من التطرف و البطالة و من آفات المخدرات و التدخين و من السرعة المتهورة و تنشر ثقافة نظافة الماكن العامة .
-إنني لا أخشى على السعودية من عدو خارجي و لكنني أخشى عليها من جاحدي النعمة و لو علموا  ما يدور حولهم لشكروا الله
-إثارة الرأي العام في هذه الظروف الحساسة تحت ذريعة الإصلاح سوف يندم فاعله و يبوء بالإثم 
-الظروف الحالية غير مناسبة لهذه الطروحات على مواقع التواصل الاجتماعي و المنتديات لأن هناك جهات عديدة تستهدف السعودية أمثال اتباع ايران من إخوان و قاعدة و داعش و غيرهم سيستغلونها لإثارة الفتنة.
-اذا كان لا بد من عرض هذه الطروحات فليكن سرا مع أصحاب الشأن بعيدا عن عامة الناس حتى لا يستغلها الحاقدون في إثارة الفتنة و جر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه .
-إن زعزعة أمن و استقرار بلاد الحرمين تحت مسميات براقة مثل الإصلاح و الحرية و حقوق الإنسان و غيرها سوف تكون كارثة بحق العرب و المسلمين و العالم و سوف يبوء بوزرها المحرضون و من يسكتون على التحريض.
-إنني لا أنكر وجود الفساد و لا أتحدث عن كمال السعودية فلا يوجد كمال على وجه الأرض و لكنني أتحدث عن أفضل الموجود  بالأدلة فهل يستطيع احد في هذا الزمن الصعب ان يدعي بأنه يطبق الاسلام بالكلية و بحذافيره
 فكما اخبرنا الصادق صلى الله عليه وسلم بأنه في آخر الزمان من يأتي  بمعشار الصحابة ينجوا و الدول مثل الأفراد تخطأ و تصيب و التقييم يتم من خلال نسبة الاخطاء قال الله تعالى  (فاتقوا الله ما استطعتم )
و الفساد موجود في جميع دول العالم بما فيها المتقدمة و الغنية و لكن المشكلة في نسبة الفساد فكلما زاد الفساد هزل الاقتصاد و العكس صحيح  و من المؤشرات على أن السعودية من الأقل فسادا في الدول العربية و الإسلامية الآتي: 
في خضم الأزمة المالية العالمية دخلت السعودية نادي دول العشرين في العالم بقوة الاقتصاد حيث كانت موازنة السعودية الأكبر في تاريخها و بازدياد من العام 1430 إلى 1436
 فقد نقل خادم الحرمين الشريفينالملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله في  الاقتصاد السعودي من المركز 67 عالمياً الى العاشر على مستوى العالم في 5 سنوات .
 و احتلت السعودية المرتبة الحادية عشر على مستوى العالم في سهولة الأعمال و في تقرير منظمة الشفافية العالمية  دول الخليج العربي هي الأقل فسادا في الدول العربية
و تم إنشاء صندوق إبراء الذمة لمن اختلس أموالا أو غير ذلك فكانت إيرادته  حتى نهاية 30/11/2014 ( 280115300 ) ريال فهذا يدل على وازع ديني و أخلاقي  نادر في العالم .

الكاتب : عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.