الاثنين، 15 مايو 2017

موقف السعودية وأمريكا ودول التحالف من سوريا

عبدالحق صادق

وقفت السعودية و #أمريكا و دول #التحالف (دول الخليج والغرب) مع الانتفاضة السورية معنويا وسياسيا وإعلاميا و ماديا وعسكريا ضد التمدد الإيراني التي وجدتها دول التحالف فرصة للقضاء على المشروع الإيراني في المنطقة والموقف السياسي لوحده من دول عظمى يعادل المليارات وجيش جرار ومن لا يعرف قيمة الموقف السياسي هذا لا يعرف أبجديات السياسة وعليه ألا يتكلم فيها لأنه المفتاح لجميع أنواع الدعم والقوي لا ينافق للضعيف ولا يكذب.
ولكن بسبب التصحر السياسي لدى المعارضة السورية والاحتلال الإيراني الإخواني عقليتهم مع الاستعلاء والشوفينية التي تحول دون التغيير الإيجابي، ومن جملتها عقدة المؤامرة الإيرانية الإخوانية التي تشل العقل عن التحليل والتفكير السليم وتجعل المرء لا يميز عدوه من صديقه ويصنع رمز من جلاده وعدو من صديقه، فو سألت أطفال سورية معارضة ونظام من هو العدو الأول لقالوا أمريكا ومن هي خائنة الأمة لقالوا السعودية هذا يعني أن أمريكا والسعودية أضعف طرف على الأرض لأنه لن يتعاون أحد معهم ومن يمد إليهم يده هو بنظرهم خائن وعميل ويمد يد الغدر والخدعة ولذلك لن يستفيد من دعمهم.  وهذا الاحتلال أدى إلى تسليم الإخوان وتركيا -حلفاء إيران-زمام أمور المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فأصبحت معارضة إخوانية فجعلوهم يعملون لصالح المشروع الفارسي الاخواني ويحسبون أنهم يعملون لمصلحة #سوريا و يدافعون عن شرف الأمة.
وتنكروا لدعم دول التحالف ودول الخليج أعداء إيران ورفعوا شعارات العداء لهم بدل شكرهم وكسب ودهم وثقتهم على موقفهم معهم فقالوا ألم ترتوي يا أمريكا من دمائنا ولم يقولوا يا #إيران أو يا #روسيا.
عندما حذرت #أمريكا المعارضة من وجود متطرفين بين صفوفهم أنكروا ذلك وقالوا الشعب السوري واعي معتدل ليس فيه متطرفين، وعندما صنفت أمريكا #جبهة_النصرة على قائمة #الإرهاب قالت المعارضة وعلى رأسهم الائتلاف ( جبهة النصرة تمثلنا ) وجبهة النصرة هي القاعدة التي عدوها الاول أمريكا والسعودية والغرب ودول #الخليج.
وعندما هيمنت جبهة النصرة على الأرض، والنصرة أغلب عناصرها سوريين، وقامت بتصفية نخب الضباط الأحرار وكوادر المعارضة الوطنية وهمشتهم بما عجز عن فعله النظام خلال سنوات، وانشقت داعش عن جبهة النصرة وذبحت واحتلت أراضي من قال جبهة النصرة تمثلنا، وأخرجتهم من بلدهم، ولم يبقى فيها إلا الكتائب التي تدور في فلك داعش والنصرة.
فبدل أن يخجلوا من فعلتهم و يعتذروا من أمريكا و دول التحالف على كلامهم السابق تعالوا واستكبروا استكبارا، فقالوا أمريكا والسعودية صنعوا #داعش.
وعندما أطلقت السعودية بقيادة الملك عبدالله من #جدة حرب التحالف الدولي على داعش بقيادة أمريكا، لتقليم أظافر إيران لأن داعش والنصرة هم أدوات المشروع الإيراني وأكبر حماية للنظام الإيراني الذي يحتل #سورية، وتعتبر هذه الحرب بمثابة #عاصفة_حزم سورية لا تقل أهمية عن عاصفة الحزم اليمينة، فاتخذت المعارضة نفس موقف الإخوان وتركيا منها، فتخندقوا مع داعش ضد دول التحالف وهادنوا داعش التي ذبحتهم واحتلت أراضيهم وهجرتهم، وقاموا بتصفية الفصائل المسلحة التي وقفت مع دول التحالف ضد داعش، لأن سيدهم التركي يريد ذلك، وفوتوا بذلك فرصة ذهبية لإسقاط المشروع الإيراني في سوريا والعراق.
فلو تعاونت المعارضة والشعب السوري مع دول التحالف لتمكنوا من إسقاط مشروع إيران في سورية و #العراق وإعادة الأمن والاستقرار لهما.
ولكنهم فاشلون ويرمون بفشلهم على الآخرين وعالة على الآخرين وعندهم استكبار وغرور غريب، فيريدون فرض شروطهم على دول عظمى بأن يبدؤوا من النظام قبل داعش ليشعلوا حرب عالمية ثالثة حتى يدمروا المنطقة والعالم كما دمروا بلدهم، هذه تصرفاتهم وهم بهذا الضعف والهوان فماذا لو أصبحوا دولة قوية، سنة الله في خلقه هؤلاء مكانهم في الحضيض بين الدول؟؟؟!!!
ودول التحالف دعمت المعارضة بالسلاح والذخيرة فالسلاح الذي ضخ في سوريا يحرر  الجولان وبسبب الاحتلال الايراني لعقليتهم لم يستفيدوا منه، واستخدموه ضد مصلحة الشعب السوري وضد مصلحة دول التحالف، فباعوه أو أعطوه خلسة لجبهة النصرة وداعش.
ولم يخجلوا من أفعالهم هذه فيقولون لم يدعمنا أحد وخذلتنا دول التحالف وتآمر علينا العالم، ولماذا لا يدعموننا بالسلاح النوعي ؟؟
كيف سيدعمونكم بمضاد الطيران إذا بعتم الخفيف لقد فقدتم المصداقية ؟؟؟
والحقيقة السعودية دعمت المعارضة بقليل من مضاد الطيران، وفي اليوم الثاني تم بيعه للنظام نفسه. 
معارضة سلمت زمام أمورها لتجار الدين والثورات والإخوان وتركيا وقطر، وبهذا التنكر للجميل والتناقض والاضطراب الفكري وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب، تهدم الدولة ولا تبنيها وتخدم المشروع الفارسي وتظن نفسها تحاربه ولو أغدقت عليها أموال الدنيا وأسلحتها لن ينتصروا وسيستخدمونها في إيذاء أنفسهم وشعبهم والدول الداعمة لهم، والدليل ما نراه على أرض الواقع من مآسي ونكبات فبعد ست سنوات من القتل والتدمير والتهجير لقرى ومدن السنة المستفيد الوحيد منه المشروع الفارسي ولا يوجد حل يلوح بالأفق ولا يوجد من يعترف بالخطأ و يعلن تراجعه، بل يتهمون تلك الدول بالخذلان وهم الذين خذلوا وغدروا بتلك الدول ويلقون باللوم على #المؤامرة والإخوان أكبر متآمر على دول التحالف لمصلحة إيران وهذا يلخص سبب إطالة زمن المآساة وما آلت إليه #سورية.
أما #الأكراد فنظموا صفوفهم و شكلوا قيادة موحدة ولم يسمحوا للتنظيمات الارهابية بالتواجد في مناطقهم وتعاملوا مع دول التحالف بمصداقية ولم يرفعوا شعارات العداء لهم فنصروهم ودعموهم حتى هزموا داعش وتمددوا خارج مناطقهم.

إذا أمريكا والسعودية ودول التحالف يتعاملون مع الانتفاضة السورية بمرتبة الإحسان و ليس المعاملة بالمثل أي يحسنون لمن يسئ اليهم، وربما يكون دعمهم لهكذا معارضة من أكبر الأخطاء الاستراتيجية، لأنه عاد بضرر بالغ على الشعب السوري وأمن هذه الدول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.