الأربعاء، 17 مايو 2017

رفض مشروع قرار حظر السلاح على جنوب السودان دلالات ومؤشرات


رفض مجلس الأمن الدولي الجمعة مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة في ديسمبر 2016 بدعم من فرنسا وبريطانيا لفرض حظر سلاح وعقوبات أخرى على جنوب السودان، رغم تحذيرات من مسؤولي الأمم المتحدة من عمليات إبادة محتملة  في ذلك البلد.
ولم ينل مشروع القرار سوى تأييد سبعة من دول المجلس ال 15، وامتنع عن التصويت كل من روسيا والصين واليابان وماليزيا وفنزويلا، بالإضافة إلى ثلاث دول أفريقية وهي : مصر والسنغال وأنغولا.
ويفترض أن ينال مشروع القرار تأييد تسعة دول بدون استخدام حق نقض الفيتو لكي يعتمد في المجلس.

تعليق عبدالحق صادق
رفض مشروع قرار حظر سلاح على جنوب السودان الذي تقدمت به أمريكا ودعمته بريطانيا وفرنسا له دلالات ومؤشرات هامة منها:
-          ينسف عقدة المؤامرة التي غرسها المحور الإيراني محور المقاومة والممانعة في عقول العرب، التي يفسر أصحابها بأن كل ما يجري في السودان والمنطقة من حروب خلفه أمريكا والغرب بغرض تقسيمه وتصدير السلاح لأنها دول إسلامية، والواقع يشهد بخلاف ذلك، بعد انفصال جنوب السودان ذو الأغلبية النصرانية لم يستقر واقتتل النصارى فيما بينهم، بينما السودان ذو الأغلبية المسلمة أصبح أكثر استقرارا، وتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، هذا يعني أن الحروب الدائرة هي من فعل أبناء البلد الواحد ومن الطبيعي أن يجد كل فريق من يدعمه ويؤيده.
واليوم أمريكا والغرب يتقدمون بمشروع حظر الأسلحة على جنوب السودان النصراني، هذا يعني أن تصدير السلاح عند الغرب ليس هدف استراتيجي، والدليل أن الغرب لا يبيع السلاح لكل من هب ودب، ويبيعه لحلفائه المعروفين بالاتزان ولا ينتهجون النهج الثوري العدواني، ومعظم السلاح لدى الدول والجماعات التي تتهج النهج الثوري العدواني وتثير الحروب هو سلاح روسي أو شرقي من حيث العموم،  لأن الغرب يستفيد من عملية التنمية في أي بلد أكثر من السلاح والحروب، واستقرار البلدان شرط أساسي لعملية التنمية، والذي يحرك الغرب بشكل رئيسي هي العواطف الإنسانية، وغالباً العواطف تحجب عن العقل الرؤية المتوازنة العقلانية، وفقه الواقع بشكل صحيح، ولذلك سياسات الغرب تجاه الصراعات في المنطقة العربية والإسلامية، غالباً خاطئة ونابعة عن عواطف وحسن نية، لأن الغرب لا يعرف عقلية الشرق بشكل جيد. بينما روسيا تفقه الواقع، وتعرف عقلية شعوب الشرق وكيفية التعامل معها، ولذلك رؤيتها أفضل من رؤية الغرب في إنهاء الصراعات في المنطقة، ومحاولة الغرب إفشالها يعقد الأمور ويطيل زمن الأزمات، وأصل المشكلة في عقلية شعوب الشرق وليس في الغرب.
-          ينسف عقدة المؤامرة التي تعشش في عقول العرب التي تقول بأن جميع دول العالم تنفذ ما تمليه عليهم أمريكا بما في ذلك روسيا، وخاصة الدول العربية والإسلامية، ورفض هذا القرار من قبل مصر التي تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية وأمنية وتحصل على مساعدات أمريكية، ومن قبل اليابان حليفة أمريكا وعلى أراضيها قواعد أمريكية، ومن قبل السنغال وأنغولا الدولتان الأفريقيتان الضعيفتان، هذا يدل أن قرار الدول سيادي مستقل تسيره المصالح، وليس الإملاءات كما يتصوره معظم العرب، والدليل أن نظام الأسد تحدى معظم دول العالم ولم ينصاع لهم.

إدارة ترامب تفقه الواقع أكثر من إدارة أوباما، لذلك سيحصل تقارب مع روسيا ومصر، أي تقارب في وجهات النظر معهم، وغالباً سيتم إعطاء فرصة للدبلوماسية وإيجاد حل سياسي في جنوب السودان،  ولن يتم فرض حظر للسلاح قبل 1 نوفمبر 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.