السبت، 19 مايو 2018

المصالح المشتركة بين العرب وإسرائيل


عبدالحق صادق

النظام الإيراني هو أكبر تاجر بالقضية الفلسطينية، ولكن هذه التجارة تؤذي إسرائيل أيضاً، فكلما تريد أن تضغط على الغرب لتخفيف الحصار عليها أو تحقيق مطالبها أو دفع الغرب للابتعاد عن الدول العربية، تحرك أذرعها (حماس، حزب الله) ضد إسرائيل، صحيح أن المتضرر الأكبر الشعب الفلسطيني واللبناني، ولكنه يؤذي إسرائيل أيضاً، وهذه التصرفات تعرقل جهود السلام، فإيران تؤذي العرب واليهود، وهذا يعني أن عدوهم مشترك.

هدف مشروع الخميني السيطرة على الدول العربية والإسلامية، وإذا نجح في ذلك سوف يخضع إسرائيل لسيطرته هذا منطق القوي، وهذا يشكل خطر على الدول العربية والإسلامية وإسرائيل، ولذلك غضبت إسرائيل كثيرا من الاتفاق النووي الإيراني، وبذلت كل ما بوسعها لكي تنسحب أمريكا منه، وقصفت القواعد الإيرانية في سوريا، وقصفت قواعد حزب الله وقتلت عدد من قياداته.ومن يقول هذه مسرحيات أقول له دعك راقد في سردابك، مخدرا عقلك بعقدة المؤامرة. هذا يعني أن عدوهم مشترك.
أنفقت الدول العربية مبالغ طائلة على التسلح والحروب مع إسرائيل دون جدوى ، والشعوب العربية بحاجة لهذه الأموال في عملية التنمية بدلاً من إهدارها في حروب عبثية، ونفس الأمر ينطبق على إسرائيل، فهناك مصلحة مشتركة من تحقيق السلام.

دول محور المقاومة تستخدم حالة الحرب مع إسرائيل لتشكيل حركات مسلحة تضعف الدولة وتهيمن عليها وتجعلها تابعة للولي الفقيه مثل حزب الله، ولتبرير قمع الحريات وتوجيه تهمة الخيانة العظمى ضد من يخالفهم الرأي وتبرير الفساد المالي والإداري وهدر مقدرات الدولة وتبرير تخلفهم عن ركب الحضارة، وبالتالي تحقيق السلام يسحب البساط من تحت هذه الأنظمة، وهذا يصب في مصلحة الشعوب العربية.

محور المقاومة يستخدم حالة الحرب مع إسرائيل لتخوين الحكام العرب وخاصة السعودية ودول الخليج ونزع ثقة الشعوب منهم وهذه أكبر خدمة للمشروع الفارسي، فمن مصلحة الدولة العربية سحب البساط من تحت هذا المحور.

الدول العربية والغربية أنفقت المليارات على المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار منذ عقود، وشعوبهم أولى بها وهناك شعوب أخرى بحاجة ماسة إلى هذه المساعدات، تحقيق السلام يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني حتى يعتمد على نفسه ويشعر بكرامته، وفي مصلحة الدول العربية والغربية، إلى متى يتم تقديم هذه المساعدات؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.