الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

العنجهية الثورية أهم سبب في زوال الدول

عبدالحق صادق

الفكر الثوري الإقصائي الاستبدادي الشوفيني النازي الماركسي الستاليني الذي نشأ في ظل الأنظمة الجمهورية الاستبدادية العربية هو شكل من أشكال العصبية الجاهلية المقيتة، وهو سبب بلاء الأمة و تنازعها وتفرقها وضعفها في العصر الحديث .
 ومن أهم أركان هذا الفكر غرس العنجيهة الثورية الاستعلائية، وتضخيم نزعة الأنا لغرس عزة جوفاء آثمة، ووطنية متطرفة شوفينية استعلائية يتم تخدير الشعب بها حتى لا يشعر بظلمه وآلامه ومشاكله وأزماته وتخلفه عن ركب الحضارة.
وهذه النزعة لها آثار سلبية خطيرة ومدمرة فالاستكبار والاستعلاء من أهم أسباب زوال الدول و الحضارات والأمم على مر التاريخ وهي  تقف عقبة كؤود  في وجه أي تغيير إيجابي وفي طريق تصحيح الأخطاء والاعتراف بها والاستفادة من نصح الآخرين وتجاربهم لأنها تعطي غرور كبير وهذا يؤدي إلى تكريس الخطأ وتكراره وتفشي الفساد.
 تجدهم يظنون أنفسهم عباقرة العالم في السياسة والتحليل السياسي وهم أجهل الناس بها وترى العامي والمثقف ومن يحمل أعلى الشهادات في السياسة يتكلم في السياسة بنفس الأسلوب ونفس التحليل و الغريب أن كل واحد يظن نفسه أنه الوحيد الذي يعلم ذلك.
هذه النزعة تؤدي إلى إضعاف ترابط المجتمع ونزع الثقة فيما بينهم وغرس الشك والفرقة والتنازع فيما بينهم، وهذه الصفات الخطيرة تجعل المجتمع قابل للانفجار بشكل مخيف في أي لحظة عند ضعف القبضة الأمنية للسلطة وهذا المجتمع يصعب إعادة جمعه في كيان دولة ونظام مرة أخرى.
وهذه النزعة شكل من أشكال عبودية النفس والهوى التي تنافي عبودية الله والتواضع لخلق الله وتؤدي إلى إضعاف الوازع الديني والأخلاقي والوطني في المجتمع .
 لذلك يكثر في تلك المجتمعات شتم الإله والدين والرسول وتصبح ظاهرة فهناك مجتمعات عربية تصل نسبة هذه الظاهرة فيها أكثر من 70 % ، وسب الدين والإله والرسول يدل على استكبار وتعالي كبير وعدم خوف من الله.
  أحسب أن هذه العنجهية والنزعة الشوفينية التي غرستها الأنظمة القمعية أهم سبب فيما تعانيه الشعوب المنكوبة من فوضى وحروب وقتل وتدمير وأزمات وعلى قدر تضخم هذه النزعة يكون صب البلاء وتكون المشكلة معقدة بشكل أكبر ومستعصية على الحل حتى تتهذب هذه النفوس وخير شاهد الواقع : سوريا العراق اليمن ليبيا الصومال.
والخطر الأكبر إذا تم تبني هذا الفكر والنهج باسم الدين كالإخوان وحركات الإسلام السياسي المتطرفة فبدل أن يعمد شيوخ الإخوان الثوريون إلى تهذيب هذه الصفة في الشعوب عملوا على تأجيجها و للأسف باسم الدين فازدادت معاناة الشعوب وتاهت في أودية الضياع والفوضى والتهجير والتطرف والإلحاد.

فإذا لم يتغير الفكر الثوري الاستبدادي الإقصائي الاستعلائي، فلن تتغير أحوال الشعوب العربية، وسيتم استبدال استبداد يرتدي مسوح القومية باستبداد أظلم و أطغى وأخطر منه استبداد يرتدي مسوح الدين، لأنه يشوه صورة الإسلام السمح ويظهره بأبشع الصور.
لأن هذا الفكر يولد استكبار وعنجيهة وغروركبير وجهل مركب تحول دون التغيير فيظن صاحب هذا الفكر عبقري عصره في السياسة وهو من أجهل الناس بها، فيخدم أعدائه ويظن نفسه يخدم قضيته، وبأعماله وتصرفاته المضطربة العشوائية الخاطئة التي تسببت بدمار بلده و يكاد يشعل حرب عالمية ثالثة تؤدي لدمار المنطقة والعالم ويدعي أنه  يدافع عن شرف الأمة وسيحرر العالم. 
هؤلاء الذين أوصلوا بلدانهم إلى أسوأ وأفشل بلدان العالم لا يزالون يتحدثون بعنجهية واستعلاء غريب
 أحيانا أتساءل ماذا لو أصبحت بلدهم مثل أمريكا في التقدم والقوة ماذا سيفعلون وكيف ستكون نظرتهم للآخرين ؟؟؟
سنة الله في خلقه أن هؤلاء مكانهم الحضيض بين الأمم في أودية الذل والهوان على أرصفة سفارات الدول المتحضرة الراقية راجين تأشيرة دخول للعيش بكنفهم بذل صنعوه بأنفسهم والغريب وهم تلك الأرصفة يوزعون عليهم صكوك الخيانة والتخلف والتآمر ولا يخجلون. 
هؤلاء لو أغدقت عليهم أموال وأسلحة الدنيا لن ينتصروا وسوف يستخدمونها في إيذاء أنفسهم وأهلهم و شعبهم وأمتهم وأصدقائهم وداعميهم ويظنون أنهم يحسنون صنعاً.  
فعلى الغيورين على الشعوب المنكوبة والبلدان المضطربة، ومن يجد في نفسه الكفاءة من مفكرين وكتاب ومصلحين ودعاة أن يعملوا على تغيير الفكر وتهذيب النفوس وغرس خلق التواضع و التسامح واجتثاث الفكر الثوري السياسي الإيراني الإخواني النازي الاستعلائي الخطير المدمر من العقول لأنه  يشيع الكراهية والأحقاد أهم أسباب التطرف والتنازع،  وغرس فكر سياسي سليم  ناضج واعي متوازن يدعو إلى السلم والتعايش واحترام الإنسان لأنه إنسان بغض النظر عن العرق واللون والجنسية و المناطقية والقبلية والمذهب . 
فإذا تغير الفكر وتهذبت النفوس وتواضعت وتسامحت،  فسنة الله في خلقه أن تتغير أحوال تلك الشعوب نحو الأفضل وتنتهي معاناتهم ومشاكلهم ويضعوا أرجلهم في  بداية الطريق الصحيح نحو النهوض والرقي و التمدن والعزة والكرامة واحترام الأمم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.