الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

القرار المصيري لقيادة إقليم كردستان

عبدالحق صادق

تتعرض حكومة إقليم كردستان لضغوطات خارجية هائلة لثنيها عن إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم، وبالمقابل تتعرض لضغوط داخلية هائلة لإجرائه، من قبل الشعب الكردي  الذي يحلم بدولة مستقلة منذ عقود. الموقف والخيار صعب للغاية ومصيري، أي خيار تأخذ به قيادة الإقليم؟؟؟
 إذا أجرى الاستفتاء توجد مخاطر كبيرة تهدد الإقليم من الخارج، وإذا أجله دون أن يتم تقديم بديل يرضي الشعب سوف يفقد الرئيس برزاني مصداقيته أمام شعبه، وربما يدخل الإقليم في صراعات داخلية وحرب أهلية.
أرى أن الحكمة والمصلحة تقتضي أن ينحاز للشعب، لأن الشعب إذا كان موحدا وعنده إصرار على الدفاع عن أرضه لا تستطيع قوة في الأرض هزيمته، وخاصة أن الطبيعة الجغرافية لكردستان تساعد على ذلك، وتعرض الإقليم لأي هجوم تركي سيوحد الشعب الكردستاني ويهزم الجيش التركي هزيمة نكراء، لأن الشعب الكردي يقاتل عن عقيدة وحق وهو متمرس في القتال، بينما الجيش التركي حطم أردوغان معنوياته، فأهانه واعتقل وسرح ثلث ضباطه، وهو يقاتل عن غير قناعة وعقيدة لأنه يعلم أنه يتدخل في شؤون الآخرين ويعتدي عليهم، والإقليم فعلياً مستقل منذ 1991 ولم يهدد أمن تركيا. والخيار الآخر سيصيب الشعب الكردي بالإحباط، وربما يدخل في صراعات داخلية تمزق الإقليم.

الرئيس برزاني سياسي محنك وحكيم أرجح أن ينحاز لخيار الشعب ويجري الاستفتاء في موعده إلا إذا تم تقديم بديل يرضي الشعب الكردي فسوف يتم تأجيله، والوقت أصبح ضيقاً على تقديم الضمانات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.