الخميس، 4 أبريل 2013

من القلب لأصحاب هذا الفكر!!!

تتعرض المملكة العربية السعودية لحملة تشويه ضخمة من قبل جهات عديدة و خاصة من قبل أصحاب المشاريع الخاصة الضيقة أعداء الوسطية و الاعتدال و الحساد الذين لا يسرهم وجود تجربة إسلامية معتدلة ناجحة
و قد وقع ضحية هذا التشويه المغرض بعض الغلاة من الدعاة الذين نشروا فكر التطرف و الغلو و حرضوا بعض الشباب السعودي على حمل السلاح و اللجوء الى العنف .
 و بوقفة تحليل منطقية و بتجرد و موضوعية نجد أن المملكة العربية السعودية حكومةً و شعباً هي الدولة الأكثر التزاماً بتعاليم الإسلام الحنيف و القيم العربية الأصيلة في شتى مجالات الحياة و هي الأكثر دعماً لقضايا العرب و المسلمين العادلة ، و كذلك المنظمات و الهيئات الخيرية و المراكز الإسلامية ، والدعاة المعتدلين ، و السعودية من أفضل الساحات المفتوحة للدعوة إلى الله و هو الهدف الأسمى للجهاد ، و هي ملجأ العلماء العاملين المضطهدين و المهمشين في بلدانهم
فعجباً لمن يبرر العنف المسلح لينشر الخراب و الفوضى ضد هذا البلد المبارك و حكومته الذي هذه صفاته و ذلك باسم الإسلام و الجهاد في سبيل الله !!!
أو يحرض الشباب على الخروج عن طاعة ولي الأمرعن طريق اثارة عواطفهم بحجة الغيرة على بلاد المسلمين
فهل يسركم تدمير بلاد الحرمين بسبب أخطاء المسلمين في البلدان الأخرى ؟؟؟       
فالحق و الإنصاف أن يبذل المسلم كل ما يملك دفاعاً عن بلاد الحرمين التي تضم  مقدسات المسلمين و التي وهبها الله خيرات كثيرة تعود بالخير على جميع البلاد الاسلامية
 و عن حكومتها التي وحدت هذه البلاد ورفعت راية التوحيد و حكمت بما أنزل الله و رعت مقدسات المسلمين و كتاب الله و سنة نبيه .
و دعاة التطرف من إخوان و سروريون و غيرهم يلعبون على عواطف الشباب بعرض مقاطع تثير مشاعرهم من مناطق الأزمات يحرضون الشباب على الذهاب الى الاماكن الملتهبة و هو في بيوتهم بين اولادهم آمنون
و الشباب المتحمس الذي لا يمتلك القدر الكافي من الوعي تثور حميته و غيرته الزائدة على ما يراه من مشاهد و قد تكون مفبركة أو مأخوذة من مناطق أخرى
فيتولد لديه حقد على ولاة أمره و قد تدفعه عواطفه المتأججة الى تلك المناطق فإما يقتل أو يصاب إصابات بليغة تشوه جسمه أو يعتقل أو يعود إلى بلده و قد تشرب بأفكار منحرفة و حقد على ولاة الأمر و بالتالي يسهل توجيهه من قبل أصحاب المشاريع المغرضة المعادية مثل المشروع الإيراني و المشروع الإخواني للقيام بأعمال تخريبية في بلد بلاد الحرمين و يستحل دماء حماة بلاد الحرمين 
  لأن الغيرة الزائدة و العواطف المأججة مع الحماس الزائد على أوضاع أمتنا وما تمر به من ظلم و ازمات تشل العقل عن التفكير السليم لمعرفة اسباب هذه الازمات والاساليب الصحيحة لرفع الظلم و تصحيح الاوضاع 
 و تحجب رؤية الحقيقة و تؤدي إلى اليأس و القنوط و إلى تصرفات غير منضبطة بالمصالح الشرعية المؤصلة
فلو  نظرتم في أوضاع المجتمعات الإسلامية و ما فيها من ضعف و تمزق و ظلم و جهل و انقلاب في المفاهيم و انحراف في التفكير و فساد و انحلال و بعد عن الدين و القيم و الأخلاق
 لعرفتم لماذا حلت بهم هذه المصائب و الازمات و لماذا سلط الله عليهم الظلام
و أحسب لو أنكم بذلتم جهودكم التي تبذلونها الآن في طريق الدعوة إلى الله على منهج الوسطية و الاعتدال و الإصلاح بالتي هي أحسن مع الاخلاص و الاستقامة
لصلح حال الأمة و لتم رفع القيود عن الدعوة الإسلامية و العمل الخيري و ازداد فاعلوا الخير و دخل الناس في دين الله أفواجاً بدلا من هروبهم من بلاد المسلمين إلى بلاد غير المسلمين طلباً للأمن و الاستقرار و لزالت معاناة كثير من الفقراء فانتم بسلوككم الخاطئ تسيئون الى العمل الخيري و الفقراء و المنكوبين .
  و لرزقكم الله حلاوة الإيمان و برودة اليقين و استنارت عقولكم لتميزوا بها بين الحق و الباطل
و أيضا عدم فقه الواقع المعاصر بشكل جيد من قبل دعاة الغلو أدى الى هذا الانحراف الفكري الخطير
فقد من الله على بلاد الحرمين بقيادة حكيمة و علماء أفاضل شهد لهم القاصي و الداني بالفضل و الصلاح فقهوا الواقع بشكل جيد و جنبوا هذه البلاد مخاطر كثيرة.
  و بفرض أنكم نجحتم في مخططكم فستصطدمون بواقع مرير لا تعرفون خلاصاً منه .
  و ستنقلب عليكم  الشعوب الإسلامية لأنهم كانوا يتوقعون منكم رخاءً اقتصاديا و عدالةً و تقدماً و ازدهاراً و حريةً و عزاً و كرامةً
 و لكنكم لن تستطيعوا تحقيق ذلك لكثرة المشاكل التي ستواجهكم لأننا نعيش ظروف عالمية متشابكة و بالغة التعقيد
و ستراق دماء غزيرة ستبوؤون بوزرها و سيصبح حلم الناس الشعور بالأمن و الأمان و بعد ذلك ستكتشفون أنكم ضللتم  الطريق و لكن بعد فوات الأوان  .
و قد جرب غيركم هذا العمل و فشل فيه و العاقل من اتعظ بغيره و الأمة ليست مجالا للتجارب.
و قد فرض الله علينا الصلاة و هي ميزان دقيق يكتشف بها المؤمن نفسه
فهل تجدون خشوعاً في صلاتكم و خضوعاً في ركوعكم وذلاً و انكساراً في سجودكم والتي لأجلها خلقنا أم ... ؟؟؟
و حقيقة الخشوع لا يذوقها إلا من حسنت عقيدته و حسن سلوكه و تهذبت نفسه و صدقت نيته
فوالله لو ذقتم حقيقة الخشوع لتغيرت الكثير من أعمالكم و أفكاركم .
عجبي كيف لا تتراجعون عن أعمالكم الخاطئة و قد تعاملت معكم حكومة خادم الحرمين الشريفين بحكمة و رقي فاقت الدول المتقدمة
  فو الله لو اطلعتم على حقيقة ما يجري في بعض البلدان الإسلامية الأخرى لشكرتم الله صباح مساء حتى يديم عليكم هذه النعم و هذه الحكومة الرشيدة.
و خلاصة القول إن أمتنا بحاجة ماسة للدعوة و الإصلاح بالحكمة و الموعظة الحسنة.
فما أجمل أن يلتقي حماس الشباب و حكمة الشيوخ و تعود الثقة بالعلماء الربانيين المعتدلين ويلتفوا حول مرجعية سياسية للأمة واعية معتدلة تقود المركب إلى بر الأمان و الازدهار و العز و الكرامة .
و نزع الثقة من دعاة الفتنة و المرجعيات السياسية الضالة المضللة أصحاب الأهواء و المصالح الضيقة الذين يقودون الأمة إلى الهاوية و الدمار و الخراب . 
الكاتب :عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.