الأحد، 21 أبريل 2013

معنى استهداف الرموز الدينية



إن للرموز الدينية أو الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الوحدة و الترابط بين أبناء الوطن

و لذلك يعمد أعداء الوطن و أصحاب الأغراض و الأهواء إلى نزع الثقة من هذه الرموز عن طريق نشر الاشاعات و لصق التهم الباطلة بهم من أجل زعزعة أمن و استقرار الوطن

و هناك من يردد هذه الاشاعات و التهم و ينشرها دون قصد منه  و دون دراية بأضرارها و خطرها

و سوف اذكر حادثة تم تداولها منذ مدة و سأحللها لكي أعطي نموذجاً عمليا لكيفية التصدي لمثل هذه الاشاعات و عدم الوقوع في شركها
 تناقل الناس في الفترة الماضية عبر مواقع الانترنت إشاعة مفادها أن حصة آل الشيخ تلفظت بكلام كفري عبر تويتر  و هنا سوف اناقش هذه المسالة من جميع جوانبها و ابين سبب استهداف عرض آل الشيخ  تحديدا

بفرض أن الذي نقل الخبر صادق و أن الخبر صحيح

 إذا كان هدفه الاصلاح  و دافعه الغيرة على دين الله

 فلماذا لم ينصحها سرا و يناقشها  ؟؟؟

فإذا لم تتقبل النصح  و اصرت على خطئها فيوصل ذلك الى احد العلماء من اقربائها

 او يرفع الامر الى القضاء ليتولى القضية و لا يشيع ذلك عبر مواقع الانترنت  لأن المتهم برئ حتى تثبت ادانته

فإذا ثبتت فيستفتي عالم رباني حول جواز نشر هذا الخبر

 و المفتي يقدر المصالح و المفاسد المترتبة على اشاعة الخبر

فالغيرة الحقيقية على محارم الله هو ان نطيع الله  و رسوله في كل ما يعترض حياتنا اليومية

فأحيانا ينتصر الشخص لهواه و نفسه و هو يظن انه ينتصر لله و المعيار هو الالتزام بالشرع الحنيف بفهم العلماء الربانيين بعيدا عن العواطف و الانفعالات

و الاحتمالات الأخرى كثيرة

الذي يستهين بالغيبة و النميمة و إشاعة الفاحشة و القذف فمن باب اولى أن يستهين بالكذب و الدجل

و الصحيح ان يشك بالمغتاب و النمام و لا يشك بامرأة من عائلة كان لها الفضل بعد الله على نشر عقيدة التوحيد في بلاد الحرمين

و من المعروف ان الانترنت مصدر غير موثوق به للأخبار التي يترتب عليها احكام  شرعية و خاصة احكام الكفر و الردة لأنه قابل للاختراق و الفبركة

فهناك احتمال اختراق جهازها و حسابها

و هناك احتمال فتح حساب بنفس الاسم و انتحال اسمها

و هناك احتمال استعمال جهازها و حسابها من قبل احدى صاحباتها

و هناك احتمال انها كتبت ذلك ذلة قلم دون ان تدرك معنى هذا الكلام

و هناك احتمال ان الخبر من اصله غير صحيح

و هناك احتمال تحوير كلامها و اقتطاع  جزء منه بما يؤدي الى سوء فهمه  ...... الخ

و من وجة نظري إن اشاعة الخبر بهذا الشكل هدفه الاساءة  الى سمعة آل الشيخ  رمز المؤسسة الدينية  في بلاد الحرمين و ليس الاساءة  لحصة

 لأن حصة  لا يعرفها احد سوى الخاصة  من اقرباءها و صديقاتها 

و استهداف المؤسسة الدينية و السياسية و رموزهما في السعودية من قبل جهات خارجية لا تريد الخير لبلاد الحرمين و لأغراض خبيثة اصبح امرا واضحا و معروفا

و سبب استهدافهما هو إن الدولة السعودية  قامت على ركيزتين اساسيتين  المؤسسة السياسية  و رموزها آل سعود و المؤسسة الدينية  و رموزها آل الشيخ 

و العلاقة بين هاتين المؤسستين قامت على البيعة على كتاب الله و سنة نبيه 

و بفضل الالتزام بهذه البيعة المباركة و الثقة و الاحترام المتبادل بين هاتين المؤسستين وصلت المملكة الى ما وصلت اليه من المكانة  دوليا  على شتى الصعد

فمن اجل اضعاف كيان هذه الدولة التي انتهجت الكتاب و السنة و افشالها

لا بد من نزع الثقة لدى الشعب السعودي و الشعوب الاسلامية من هاتين المؤسستين

و الثقة يتم نزعها عن طريق نشر الاشاعات المغرضة  و لصق التهم الباطلة و تهويل الاخطاء و دفن و تقزيم  الايجابيات  و هذا ما يعملون عليه ليل نهار

و لا يمكننا ان نلوم من يجاهر بعدائه  

و لكن اللوم يقع على  من يروج  لهؤلاء و يخدم مخططاتهم من ابناء جلدتنا دون قصد

فأحيانا يتم ذلك باسم الغيرة على الدين  و احيانا بدافع الفضول و اللامبالاة و احيانا بدافع حب الظهور

 و هؤلاء لا يدركون مدى الاضرار التي تتسبب بها  نشر هذه الاشاعات و المواضيع المغرضة الهدامة على المجتمع المسلم و تماسكه

و المشكلة ايضا فيمن  يقرأ لهؤلاء دون ان يرد عليهم الرد المخيب لآمالهم  لأنه لو لم  يجدوا قراء و قبول لما نشروها

و المشكلة ايضا فيمن يسمح بنشر الاشاعات  و المواضيع المغرضة الخبيثة في موقعه

لذلك نهى الله عن إشاعة الفاحشة و لو كانت صحيحة  لضررها الكبير على المجتمع المسلم  و غلظ عقوبة من يجاهر بالمعاصي  و امر بالستر  و نهى عن التجسس و الغيبة و النميمة

فمن رأى بأم عينيه  زانِ يزني و تحدث بذلك دون وجود اربعة شهود يجلد مثل الزاني نفسه

و تحليل الحرام و تحريم الحلال تحت ذريعة الاصلاح  و النصح  اشد من ارتكاب المحرمات  نفسها  لأنه في بعض الحالات يخرج من الملة

لأن من يريد الاصلاح و النصح يقوم  بذلك سرا  وفق الضوابط الشرعية
و من يريد  الاصلاح  يقوم بالبحث عن اسباب السلوكيات الخاطئة و يضع الحلول الناجعة لذلك و يقوم بكتابة المواضيع  التي تنشر الوعي الديني و تحذر من السلوكيات الخاطئة  و تضع الحلول للمشاكل التي يعاني منها المجتمع
و لا يقوم بخلخلة المجتمع  الاسلامي المحافظ عن طريق نشر الفضائح و الاشاعات عنه 
و لا يساهم بإضعاف كيان الوطن و الامة عن طريق نزع الثقة من الرموز السياسية و الدينية
و أهم عوامل الوحدة و القوة هو الالتفاف و الثقة بالرموز الدينية و الوطنية   

 

الكاتب :عبدالحق صادق

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.