إن
للرموز الدينية أو الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الوحدة و الترابط بين أبناء الوطن
و
لذلك يعمد أعداء الوطن و أصحاب الأغراض و الأهواء إلى نزع الثقة من هذه الرموز عن
طريق نشر الاشاعات و لصق التهم الباطلة بهم من أجل زعزعة أمن و استقرار الوطن
و
هناك من يردد هذه الاشاعات و التهم و ينشرها دون قصد منه و دون دراية بأضرارها و خطرها
و
سوف اذكر حادثة تم تداولها منذ مدة و سأحللها لكي أعطي نموذجاً عمليا لكيفية
التصدي لمثل هذه الاشاعات و عدم الوقوع في شركها
تناقل الناس في الفترة الماضية عبر مواقع
الانترنت إشاعة مفادها أن حصة آل الشيخ تلفظت بكلام كفري عبر تويتر و هنا سوف اناقش هذه المسالة من جميع جوانبها و
ابين سبب استهداف عرض آل الشيخ تحديدا
بفرض
أن الذي نقل الخبر صادق و أن الخبر صحيح
إذا كان هدفه الاصلاح و دافعه الغيرة على دين الله
فلماذا لم ينصحها سرا و يناقشها ؟؟؟
فإذا
لم تتقبل النصح و اصرت على خطئها فيوصل
ذلك الى احد العلماء من اقربائها
او يرفع الامر الى القضاء ليتولى القضية و لا
يشيع ذلك عبر مواقع الانترنت لأن المتهم
برئ حتى تثبت ادانته
فإذا
ثبتت فيستفتي عالم رباني حول جواز نشر هذا الخبر
و المفتي يقدر المصالح و المفاسد المترتبة على
اشاعة الخبر
فالغيرة
الحقيقية على محارم الله هو ان نطيع الله
و رسوله في كل ما يعترض حياتنا اليومية
فأحيانا
ينتصر الشخص لهواه و نفسه و هو يظن انه ينتصر لله و المعيار هو الالتزام بالشرع
الحنيف بفهم العلماء الربانيين بعيدا عن العواطف و الانفعالات
و
الاحتمالات الأخرى كثيرة
الذي
يستهين بالغيبة و النميمة و إشاعة الفاحشة و القذف فمن باب اولى أن يستهين بالكذب
و الدجل
و
الصحيح ان يشك بالمغتاب و النمام و لا يشك بامرأة من عائلة كان لها الفضل بعد الله
على نشر عقيدة التوحيد في بلاد الحرمين
و
من المعروف ان الانترنت مصدر غير موثوق به للأخبار التي يترتب عليها احكام شرعية و خاصة احكام الكفر و الردة لأنه قابل
للاختراق و الفبركة
فهناك
احتمال اختراق جهازها و حسابها
و
هناك احتمال فتح حساب بنفس الاسم و انتحال اسمها
و
هناك احتمال استعمال جهازها و حسابها من قبل احدى صاحباتها
و
هناك احتمال انها كتبت ذلك ذلة قلم دون ان تدرك معنى هذا الكلام
و
هناك احتمال ان الخبر من اصله غير صحيح
و
هناك احتمال تحوير كلامها و اقتطاع جزء
منه بما يؤدي الى سوء فهمه ...... الخ
و
من وجة نظري إن اشاعة الخبر بهذا الشكل هدفه الاساءة الى سمعة آل الشيخ رمز المؤسسة الدينية في بلاد الحرمين و ليس الاساءة لحصة
لأن حصة
لا يعرفها احد سوى الخاصة من
اقرباءها و صديقاتها
و
استهداف المؤسسة الدينية و السياسية و رموزهما في السعودية من قبل جهات خارجية
لا تريد الخير لبلاد الحرمين و لأغراض خبيثة اصبح امرا واضحا و معروفا
و
سبب استهدافهما هو إن الدولة السعودية
قامت على ركيزتين اساسيتين المؤسسة
السياسية و رموزها آل سعود و المؤسسة
الدينية و رموزها آل الشيخ
و
العلاقة بين هاتين المؤسستين قامت على البيعة على كتاب الله و سنة نبيه
و
بفضل الالتزام بهذه البيعة المباركة و الثقة و الاحترام المتبادل بين هاتين
المؤسستين وصلت المملكة الى ما وصلت اليه من المكانة دوليا
على شتى الصعد
فمن
اجل اضعاف كيان هذه الدولة التي انتهجت الكتاب و السنة و افشالها
لا
بد من نزع الثقة لدى الشعب السعودي و الشعوب الاسلامية من هاتين المؤسستين
و
الثقة يتم نزعها عن طريق نشر الاشاعات المغرضة
و لصق التهم الباطلة و تهويل الاخطاء و دفن و تقزيم الايجابيات و هذا ما يعملون عليه ليل نهار
و
لا يمكننا ان نلوم من يجاهر بعدائه
و
لكن اللوم يقع على من يروج لهؤلاء و يخدم مخططاتهم من ابناء جلدتنا دون قصد
فأحيانا
يتم ذلك باسم الغيرة على الدين و احيانا
بدافع الفضول و اللامبالاة و احيانا بدافع حب الظهور
و هؤلاء لا يدركون مدى الاضرار التي تتسبب بها نشر هذه الاشاعات و المواضيع المغرضة الهدامة
على المجتمع المسلم و تماسكه
و
المشكلة ايضا فيمن يقرأ لهؤلاء دون ان يرد
عليهم الرد المخيب لآمالهم لأنه لو
لم يجدوا قراء و قبول لما نشروها
و
المشكلة ايضا فيمن يسمح بنشر الاشاعات و
المواضيع المغرضة الخبيثة في موقعه
لذلك
نهى الله عن إشاعة الفاحشة و لو كانت صحيحة
لضررها الكبير على المجتمع المسلم
و غلظ عقوبة من يجاهر بالمعاصي و
امر بالستر و نهى عن التجسس و الغيبة و
النميمة
فمن
رأى بأم عينيه زانِ يزني و تحدث بذلك دون
وجود اربعة شهود يجلد مثل الزاني نفسه
و
تحليل الحرام و تحريم الحلال تحت ذريعة الاصلاح
و النصح اشد من ارتكاب
المحرمات نفسها لأنه في بعض الحالات يخرج من الملة
لأن من يريد الاصلاح و النصح يقوم
بذلك سرا وفق الضوابط الشرعية
و من يريد الاصلاح يقوم بالبحث عن اسباب السلوكيات الخاطئة و يضع
الحلول الناجعة لذلك و يقوم بكتابة المواضيع
التي تنشر الوعي الديني و تحذر من السلوكيات الخاطئة و تضع الحلول للمشاكل التي يعاني منها المجتمع
و لا يقوم بخلخلة المجتمع
الاسلامي المحافظ عن طريق نشر الفضائح و الاشاعات عنه
و لا يساهم بإضعاف كيان الوطن و الامة عن طريق نزع الثقة من الرموز
السياسية و الدينية
و أهم عوامل الوحدة و القوة هو الالتفاف و الثقة بالرموز الدينية و
الوطنية
الكاتب :عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.