ذكرت في موضوع سابق ( للإسلاميين الثوريين) أن الفكر الإسلامي الاستبدادي الثوري خطير و هو
دخيل على ثقافتنا الإسلامية و مصدره من الشرق ( روسيا )
و
ذكرت أن ثقافتنا الإسلامية تختلف تماما عن ثقافة الغرب أو الشرق
و
بالتالي تطبيق الإسلام كتشريع على النموذج الغربي او الشرقي لا يعطي ثمرته المرجوة
فالإسلام لا يعطي ثمرته المرجوة ما لم يتغلغل
إلى أعماق النفس
و
الثورة من معانيها الغضب الذي ينفجر نتيجة ضغط الحقد في الداخل وغالباً في الغضب
يفقد الإنسان توازنه فيضر نفسه و الآخرين و هو يحسب أنهى يحسن صنعاً.
و شعار الثورة المشعل الذي برأسه نار و من صفات
النار الانتقال و الانتشار من مكان لآخ
و النار
بحاجة دائمة لشئ تلتهمه لأن وجودها مرتبط
بهذا
و
إلا سوف تخمد جذوتها و يخف لهيبها.
و
الثوريون مولعون بحب الذات فيعجبهم تصفيق الناس لهم و هتافهم باسمهم و لذلك تراهم دائما يختلقون
مشاكل خارجية و أعداء لتأجيج مشاعر الناس و إلهائهم عن مشاكلهم الداخلية
و
جل تفكير الثوريون منصب على تصدير أفكارهم و ثورتهم و على بناء القوة لاستعراضها
أمام الآخرين ليثبتوا ذواتهم .
و الدول
الثورية الاستبدادية تتصف بالاقتصاد المغلق و قمع الحريات و تشديد الرقابة المخابراتية و كثرة
الأعداء بسبب توجهاتهم التوسعية و كثرة إثارتهم للمشاكل للتنفيس عن أحقادهم
الدفينة و هم من اكثر الناس متاجرة بقضايا الامة و الدماء و الثورات و مشاكل الناس.
ولذلك
تجدهم يصرفون معظم مقدرات الدولة على تصدير الثورة للخارج و على الأسلحة و يبقى
الفتات للشعب فتجد قلة الخدمات و ضعف مستوى المعيشة و ضعف الاقتصاد و ركاكة البنية
التحتية و تراكم المشاكل الاجتماعية لانشغال القادة بأولوياتهم
ولذلك احتلت ايران المرتبة الاولى في الدول الاكثر بؤسا في المنطقة حسب تقييم الامم المتحدة لعام 2013
و
الناس لا تصبر طويلا ًعلى هذا الوضع
و لذلك إذا تأملنا
في معظمالانظمة الاستبدادية الثورية في العالم نجدها انتهت نهاية مأساوية مثل الثورة الماركسية(الاتحاد
السوفيتي سابقا) و غيرها أو خمدت جذوتها و لم يبقى سوى اسمها
و
هذا الكلام ينطبق على الثورة الخمينية الإيرانية
فنجدها
تسير على نفس منوال تلك الثورات و لكن بلباس ديني
فهي
اشد خطراً و بالتالي ستكون نهايتها نفس نهايتهم إذا لم يتم تدارك الأمر و مراجعة
النهج
و أملي من دول الربيع العربي و خاصة الاخوان أن تدرك خطرها و مضار الانفتاح عليها
الكاتب
:عبدالحق صادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.