الأربعاء، 3 أبريل 2013

ألا يوجد في الإسلام سياسة؟؟؟

  
إذا تأملنا في السيرة العطرة لسيد الساسة محمد عليه الصلاة و السلام نجد انه كان يميل إلى السلام و العفو و الصفح و اللين و حقن الدماء ما استطاع إلى ذلك سبيلا
حتى و إن بدى في ظاهر الأمر غبن للمسلمين و هذا يدل على أن السمة العامة لأحكام الإسلام هي الرحمة مع جميع الناس مؤمنهم و كافرهم وعلى القيمة العظيمة التي يوليها الإسلام لحياة الإنسان
و كذلك الأمر لعامل الوقت فلكل شئ مقدار و وقت محدد
و إذا نظرنا في واقعنا المعاصر نجد العكس تماما فالعنف و الشدة و التسرع هي السمة الأساسية للتغيير و اخذ الحقوق ابتدءا من مجتمعاتنا و انتهاء بعلاقاتنا مع المجتمعات الأخرى
و من وجهة نظري إن الآخرون  يتخذون قراراتهم و سياساتهم على  ما يرونه في الشعوب و الحركات  و ليس  على ما  يقوم  به  و يقوله القادة.
المفروض أن يكون هدف الإسلاميين من الدعوة و الإصلاح  طلب رضا الله و الفوز بجنته
و الانظمة الملكية قابلة للإصلاح  و بالتالي إذا تحلى الإسلاميون الثوريون بالهدف و تحلوا بالوطنية و الوضوح و الشفافية و كان ولائهم للداخل و ليس للخارج و تعاملوا بحكمة .
أحسب أنه إذا شعر الحكام بصدق الإسلاميين في ذلك لتم فتح الساحة لهم و إشراكهم في الحكم دون طلب منهم  
وهناك مقولات ثورية يتم تداولها و كأنها كلام مقدس و قواعد صحيحة مثل (ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة )
فالعالم الآن يختلف كثيرا عما قبل فهناك مستجدات كثيرة لم تكن موجودة سابقاً فنحن نعيش مجتمع القرية الواحدة لكثرة تشابك العلاقات و المصالح بين الدول .
و هذا يتطلب فهم جديد للواقع و فهم جديد لمعنى القوة و معرفة بلعبة المصالح و السياسة و معرفة بلعبة القوانين
فالقوة أصبح لها أشكال كثيرة غير القوة العسكرية و ربما تفوق القوة العسكرية أحيانا مثل :
قوة الاقتصاد والعلاقات الاقتصادية
و قوة المبادئ و القيم و القوانين و مدى احترامها
و قوة الفهم للعبة المصالح و المعرفة بدهاليز السياسة و المعرفة بتفكير الآخر.
و قوة العلم و المعرفة و الوعي
و قوة البنية التحتية
و قوة تماسك المجتمع الداخلي
و قوة الوحدة و التضامن بين الشعوب و الدول
و هناك أمر ثابت لا يتغير و هو إذا لم تكن محترما فلا تتوقع أن يحترمك الآخرون
فالدول التي لا تحترم قوانينها و تتدخل في شؤون الآخرين و ينتشر فيها الفساد و الظلم و ازدواجية المعايير و ينخر عظمها الضعف فلا تتوقع أن ينصفها الآخرون أو القانون الدولي.
 و الأهم من ذلك على هذه الدول أن تعلم بان الآخرون يعلمون ما بداخلهم و أن الجزاء من نوع العمل  
و الأمر الآخر الثابت هو أن الاتحاد قوة و الفرقة ضعف و الاتحاد لا يحصل إلا إذا كان هناك تجانس
 فالخطوة الأولى باتجاه الوحدة و التضامن الفعلي هو السعي لعمل تجانس بين الدول في شتى المجالات على أسس صحيحة و معايير سليمة و عقلانية و متوازنة و على رأسها التجانس الفكري و الثقافي.
فبالسياسة يمكن أن نحصل على الكثير و يمكن أن نجنب أنفسنا الكثير إذا أتقناها و أحسنا لعبها
و بالمقابل يمكن أن نخسر الكثير إذا لم نفهمها جيداً و كمثال من الواقع يوضح هذا الأمر :
السعودية هدف استراتيجي للأعداء و بفضل الله ثم بفضل تحكميها شرع الله و حنكتها السياسية استطاعت أن تتخلص من كثير مما يخطط و يدبر لها من مكائد.
و إن ما كسبته إيران بالسياسة و ثقة الشيعة المحسوبين عليها بها و التفافهم حولها يفوق ما يمكن أن تكسبه بعشرات الحروب فقد كسبت جهد و تعب و تضحية الشعب العراقي و الأفغاني و السوري .
و هذه الخسارة الكبيرة للمسلمين السنة و العرب حصلت بسبب عدم الثقة و عدم الالتفاف حول قيادة موحدة و التي نجح الأعداء و الحزبيون اصحاب المصالح الضيقة في نزع ثقتهم في مرجعيتهم السعودية .
و بسبب هذا التحجر و التقوقع و الاصرار على الخطأ و تكراره و استلام الأمر ممن ليس أهله في قيادة بعض الجماعات .
فقد تركنا الساحة لإيران و أتباعها يسرحون و يمرحون و نحن جالسون نردد الشعارات و نشتم و نلعن و نعارض و نخون و نتهم مرجعية أهل السنة السعودية و كل ما هو سياسي و عقلاني و من المعروف أن نهاية أي حرب هو السياسة و الحوار .
و سرقنا سرقة ضخمة و كبيرة جداً من قبل إيران تحت غطاء الدين و الشعارات المعادية لأمريكا و إسرائيل و لم نعتبر بالماضي ممن تستر بهذه الشعارات .
و الأهم من ذلك أن هذه التصرفات الخاطئة  تسببت بمشاكل اجتماعية و نفسية و فكرية و عقائدية كبيرة  و خطيرة في تلك المجتمعات التي تعاني من الحروب بسبب شدة و ضيق الحياة عليهم.
فعلى سبيل المثال كعينة ظهرت على السطح و هو ابن القيادي في حماس الذي أعلن ارتداده عن الإسلام  و تعاونه مع الاحتلال و هو الذي تربى تربية صالحة في بيت أبيه فما بالكم بعامة الناس الفقراء الضعفاء و الجهال.
فهذا دلالة على وجود خلل كبير و خطير في تلك المجتمعات التي تعاني من الحروب فيجب دراسته بعناية  و شفافية و حيادية و وضع الحلول الناجعة له و خير الحلول ما كان من الكتاب و السنة و بفهم العلماء الربانيين.
 و كذلك يجب إعادة النظر في كل سياساتنا الداخلية و الخارجية السابقة و طرح البدائل التي تراعي مصالح الناس الدينية و الدنيوية و خاصة الذين في قلب المعمعة و فق دراسة منطقية و عقلانية للظروف الداخلية و الخارجية
و كفانا شعارات و متاجرة بأرواح الناس و ممتلكاتهم و نحن في بر الأمان و الناس في الداخل يحترقون و يدفعون الثمن من دينهم و دنياهم.
 فالنصر له شروط و متطلبات و وقت و أي جهد يتجاهل هذه الشروط و المتطلبات ضره اكبر من نفعه .
 و من الشروط الأساسية  الالتفاف حول قيادة موحدة واعية و متوازنة  و عندها حس بالمسؤولية .
و  فهم الحياة حسب المنظور الإسلامي توحيد وبناء وليس حسب التصور الشرقي الثوري صراع  
الكاتب :عبدالحق صادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.