المتأمل
لحالنا و واقعنا المعاصر يجد أن الذي يحرك الأمة و يوجه الصراع بشكل عام هم فئة
الشباب المتحمس و عامة الناس المتأثرين بالفكر العلماني الثوري أو
الإسلاميين الثوريين المتأثرين بهذا الفكر .
بينما
عقلاء الأمة و قادتها من سياسيين و علماء عاملين و مفكرين أغلبهم صامت لأنهم إذا تكلموا
أصبحوا متهمين و لا يسمع لهم بسبب التشويش الذي يثار حولهم .
فالعواطف
هي التي تحرك الأمة و تتحكم في المواقف و ليس العقل
أي إن الأمور معكوسة الرأس دوره مغيب و العواطف تتحكم بالامور
و عندما تكون العواطف هي التي تسير الافراد و الجماعات و الدول و الامة تكون النتائج مدمرة و المآسي كبيرة ومفجعة و لذلك تم ربط إعلان الجهاد بولي الامر .
و عندما تكون العواطف هي التي تسير الافراد و الجماعات و الدول و الامة تكون النتائج مدمرة و المآسي كبيرة ومفجعة و لذلك تم ربط إعلان الجهاد بولي الامر .
و هذا ما نراه في واقعنا المعاصر فلا يكاد نخرج من مصيبة لتحل بنا مصيبة
أعظم منها و لا نتعظ و لا نأخذ العبر ويتم تحليل الوضع من منطلق عاطفي مرجعيته عقدة المؤامرة و لذلك لا يهتدى الى الاسباب الفعلية وبالتالي الحلول المناسبة للازمات.
فالأمة
اليوم بحاجة لإعادة النظر في تصرفاتها و إعادة دور الرأس ليأخذ مكانه المناسب
و إعطاء الثقة له في إدارة الصراع و إلا
فلا مخرج لنا مما نحن فيه .
و هذا
الرأس هو مرجعية الأمة السياسية و الدينية و هذه المرجعية ليست بالضرورة أن تكون فرد
فقد تكون مؤسسات أو دولة تتكون من سياسيين و علماء و مفكرين و استشاريين.
و أخص بالذكر أهل السنة فالشيعة لهم مرجعية سياسية و دينية و لذلك نجحوا في إدارة الصراع لمصلحتهم رغم أنهم أقلية
بينما أهل السنة يتنقلون من فشل إلى فشل أكبر منه رغم أنهم أكثرية بسبب عدم اتخاذهم مرجعية و منحها الثقة واعلان التفافهم حولها والالتزام بنصائحها و كثير منهم لا هم له سوى الطعن بمرجعية أهل السنة.
و هي موجودة بينهم فالامة لا تخلو من شرفاء على مدى العصور و هي باختصار أفضل الموجود و هذا لا يعني أنه ليس لها أخطاء و لكنها الاقل سلبيات و الاكثر إيجابيات
و الاعداء و المغرضون و اصحاب المصالح الشخصية الضيقة يدركون أهمية المرجعية في النجاح و النصر.
و لذلك يبذلون قصارى جهدهم في التشويش على هذه المرجعية عن طريق إثارة الشكوك حولها و التركيز على سلبياتها و تضخيمها و دفن إيجابياتها و تقزيمها لنزع الثقة منها و يقع ضحية هؤلاء الكثير من ابناء جلدتنا عن حسن نية فيرددون كلامهم و إشاعاتهم و يشيعونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و غيرها فيقدمون لهم خدمة مجانية ليهدموا أهم سبب في عزتنا و كرامتنا و نجاحنا.
و يعمدون إلى صناعة رموز و مرجعيات جوفاء و تلميع صورتهم لمنح الثقة لهم و نزعها من المرجعية الحقة و بذلك تضيع الاوطان و الامة في اودية شتى .
و إذا اكتشفت الامة زيف هذه الرموز يصنعون رموز أخرى تحت شعارات براقة أخرى .
فقد تمت صناعة رموز و مرجعيات سياسية جوفاء للامة في خمسينات و ستينات القرن الماضي باسم القومية و بعد أن أضاعت الامة ستين سنة من عمرها اكتشفت زيفهم.
و اليوم يتم صناعة رموز و مرجعيات جوفاء باسم الدين حيث يلعبون على عواطف الناس الدينية .
فهل يريد عقلاء الامة أن تضيع الامة ستين سنة أخرى من عمرها حتى يخرجوا عن صمتهم .
الامة اليوم بحاجة ماسة لقيام عقلاء الامة من علماء و دعاة و مفكرين و كتاب و قادة المجتمع لوضع معايير شرعية علمية منطقية لاختيار مرجعية سياسية و دينية للامة .
و حث الناس على طاعتها و الالتفاف حولها و الدفاع عنها
فهل يريدون أن تضيع جميع بلاد المسلمين حتى يصحوا و يخرجوا عن صمتهم .
ولا مشاحة في المصطلحات فاذا كان هناك من يتحفظ على هذا الاسم فلا مشكلة بتسميتها باسم آخر فالأهم هو المضمون.
فقد تكون مؤسسات أو دولة تتكون من سياسيين و علماء و مفكرين و استشاريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.