الأحد، 21 أغسطس 2016

موقف المعارضة السورية من مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق دلالات و مؤشرات

عبدالحق صادق

وجه الإخوان و من خلفهم تركيا الإخوانية عدة طعنات مسمومة في خاصرة الانتفاضة السورية و في أوقات حرجة كادت تطيح بنظام الأسد لو لا تسليم المعارضة زمام أمورها للإخوان و تركيا الذين يعملون لمصلحة مشروع مشترك مع عدوتهم إيران و أهمها مجذرة الكيماوي في الغوطة شرق دمشق – سوريا بتاريخ يوم الأربعاء 21 آب – أغسطس 2013
فبعد أكثر من سنتين من الفشل تبين لطيف من المعارضة السورية أن خلف الفشل تركيا و قطر فطالبوا بتسليم الملف للسعودية لإنقاذ سوريا من هذا الوضع المأساوي الذي تسبب بدمار كبير و قتل و تهجير و بالفعل تم عرض الأمر على السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود يرحمه الله و وافقت و حمل الملف الأمير سعود فيصل يرحمه الله بقوة  فتمت إعادة هيكلة الائتلاف و الجيش الحر و كانت هناك خطوات عملية جادة لتصحيح الوضع على الأرض
و استطاع الأمير سعود الفيصل بحنكته المعهودة إقناع أمريكا و الغرب بضرورة تسليح المعارضة بالسلاح النوعي و التدخل لحسم الصراع و بدأ سلاح التاو المضاد للدروع و غيره  يتدفق و حققت المعارضة المسلحة انتصارات على الأرض هددت بسقوط دمشق بيدهم  مما  دفع النظام لاستخدام السلاح الكيماوي
و استغلت السعودية هذه الجريمة النكراء و وجدتها فرصة ذهبية لإسقاط نظام الأسد فأقنعت أمريكا و دول التحالف بضرورة التدخل ونجحت  فتحركت الأساطيل عبر البحار و تم حشد قوات بحرية ضخمة قبالة السواحل السورية و كانت الضربة الأمريكية  المميتة على وشك الوقوع  لولا تغيرات مفاجئة حصلت على الأرض قلبت الطاولة رأسا على عقب  
حيث تحرك الإخوان بقوة بدعم تركي قطري من أجل إفشال جهود السعودية في حسم الصراع و لسرقة جهودها  و كردة فعل على دعم السعودية للسيسي عندما عزل مرسي و نجحوا في ذلك لأن الإخوان بارعون في الهدم أما في البناء فاشلون و ثبت فشلهم طيلة 80 سنة حيث تم لأول مرة توحيد الفصائل الإسلامية المقاتلة في جبهة موحدة  أسموها الجبهة الإسلامية هي وحدة الضرار و الهدم و ليس البناء و أعلنت هذه الجبهة عدم اعترافها بالائتلاف و هيئة الأركان و اتهمتهم بالعمالة لأمريكا و حذرت من دخول قوات أمريكية للأراضي السورية و تم تحريك داعش للسيطرة على أغلب المناطق المحررة شمال و شرق سورية
و هذه التحركات الغريبة المريبة الحاقدة على أمريكا و السعودية  و دول التحالف دفعت أمريكا للتروي في توجيه ضربتها الوشيكة 
و النظام يتقن لعبة السياسة و المصالح  فأعلن على الفور استعداده لتسليم الكيماوي و  تنفيذ ما تريده أمريكا لإنقاذ وجه أمريكا فتم صرف النظر عن الضرية
فهل رأيتم عاقل يقاتل ليسلم السلطة لعدوه ؟؟؟!!!
لأنه إذا تم إسقاط النظام فسوف تسيطر داعش و النصرة و  التنظيمات المتطرفة التي تجاهر بعدائها لأمريكا و دول التحالف
و بذلك تم الإجهاز من قبل الإخوان و تركيا على فرصة ذهبية لإنقاذ سوريا من هذا القتل و التدمير العبثي و تحول التفكير إلى فرض حل سياسي للأزمة بعد أن يئست دول التحالف من المعارضة و تصرفاتها غير المسئولة فإذا لم تتقن الطبخ لتأكل رعيتك حسب ما يريدون فسوف يأتي غيرك ليطبخ لك و يطعمك حسب ما يريد و ليس كما تريد
هذا دليل آخر أن الإخوان يعملون لمصلحة مشروعهم المشترك مع إيران الذي أهدافه خارج أسوار سوريا و يتعارض مع مصلحة سوريا كدولة مستقلة ذات سيادة و وطن للجميع
و هذا دليل آخر أن تركيا و إيران تديران الصراع في سوريا عن طريق غرفة عمليات مشتركة لمصلحة مشروع مشترك بينهما بقيادة خامنئي و انتصار المعارضة المعتدلة يهدد هذا المشروع و لذلك تعمل تركيا على إفشال أي جهد يقومون به.
و بذلك تم تضييع جهود المعارضين و المقاتلين المعتدلين الوطنيين الشرفاء الصادقين و دماء الشهداء و هذا التدمير هدرا و دخولت سورية في دوامة من القتل و التدمير العبثي لا يعلم مداه إلا الله الذي أصبح يهدد إشعال المنطقة و العالم
 و الغريب أوهمهم سحرة العصر أنهم يقاتلون عن شرف الأمة و سيحررون العالم و أقنعوا الشعب السوري أن دول التحالف تتحمل مسؤلية ذلك و أنهم صامتون إذاء ما يجري في سوريا و الواقع يشهد أنهم وضعوا الأمة على حافة فوضى عارمة و العالم على حافة حرب عالمية ثالثة و أن حكومات و شعوب و إعلام و منظمات دول العالم  شغلهم الشاغل سورية و يتحمل مسؤولية ذلك الإخوان و من خلفهم إيران و تركيا و قطر لأنه لو حوكم النظام فسوف يجيب إنني أدافع عن نفسي فلو لم أقتل ساقتل
 و دول التحالف و على رأسهم أمريكا و السعودية صامتة و كأن الأمر لا يعنيها إزاء هذا التحريض و إثارة الأحقاد عليهم الذي هو من أخطر ما يهدد أمنهم لأنه يشكل العمود الفقري لفكر الإرهاب و هذا سبب تنكر الشعوب لجهودهم الضخمة التي يبذلونها و تضييعها سداً و التلاعب بثقافة الشعوب و تزوير التاريخ بوضح النهار فهم بصمتهم هذا يتحملون خمسين بالمائة من الوضع الراهن لأنه ما ضاع حق و ما انتصر باطل إلا بتفريط و إهمال أهل الحق و عدم قيامهم بواجبهم دفاعاً عن حقهم أملي أن تعيد دول التحالف النظر باستراتيجيتها و تتخذ الإجراءات اللازمة تجاه هذا الخلل الخطير الذي يتسبب بدمار دول و قبل أن يدمرهم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.