الجمعة، 8 يناير 2016

الفكر الثوري الاستبدادي سبب بلاء العرب والمسلمين

عبد الحق صادق

الفكر الثوري الاشتراكي الماركسي الاستبدادي دخيل على ثقافتنا الإسلامية استورده الإخوان  من الفكر الماركسي ومن جميع الحركات الثورية الاستبدادية الستالينية والنازية والشوفينية والفاشية، لأن الإخوان من أقدم الأحزاب في المنطقة.
البعض يستغرب هذا الكلام بحق الحركات الإسلامية لأنهم يظنون أن الفكر الماركسي يعني الإلحاد فقط والحقيقة هو منظومة فكرية متكاملة تؤدي في النتيجة إلى الإلحاد و لذلك الأحزاب التي تتبنى هذا النهج لا تشترط  من أعضائها الإلحاد
فمدون في كتب الإخوان بأنهم معجبون بهذه الحركات و أنه صدرت تعليمات لمفكريهم بدراسة هذه الحركات و الاستفادة من منهجها و أسلوبها و هذا ما حصل فقد طبق الإخوان فكر و أيديولوجيا هذه الحركات و في الحرب العالمية الثانية و قف الإخوان مع النازية
 هذا الفكر لوث الثقافة الإسلامية بأفكار خطيرة فأنتج  فكر إسلامي هجين أسميته الفكر الإسلامي الثوري الاستبدادي أساء للإسلام و للدعوة الإسلامية و شوه صورة الإسلام و أظهره بأبشع الصور و الإخوان هم الأب الروحي لجميع الحركات الإسلامية المتطرفة التي تتبنى الإسلام السياسي و لذلك أرى من الخطا تسمية الإرهابيين بالخوارج لأن دافعهم  سياسي و فكر  ثوري استبدادي ماركسي 
و الإخوان بواسطة آلاتهم الإعلامية العملاقة يصنعون الفكر السياسي العام للعرب و المسلمين مستغلين غياب التوعية السياسية لدول محور الاعتدال الغربي العربي


ومن جملة من تربى في أحضان الإخوان على هذا الفكر والمنهج جمال عبد الناصر فقد كان في المكتب الخاص للإخوان و هم الذين أوصلوه إلى سدة الحكم في مصر بانقلاب عسكري على الملكية باعترافهم
و لكنه انقلب عليهم عندما حاولوا اغتياله لأنه رفض أن يكون ألعوبة بيد المرشد هذا يدل أن الضباط يتمتعون  بشخصية مستقلة يرفضون التبعية العمياء و لهذا يحاربهم الإخوان و يعملون على تهميشهم و إضعاف الجيش الوطني 
فالذي أوصل مرسي إلى ما وصل إليه طاعته العمياء لمكتب الإرشاد و أردوغان يسير على خطاه و أحسب أن مصيره كمصير مرسي إذا لم يغير نهجه و يفك ارتباطه بالإخوان و إيران
 فعمد النظام الناصري إلى تغيير الثوب فأصبح قومي عربي بدل إسلامي و لكن الفكر و النهج واحد و تحالف مع الاتحاد السوفياتي، فالنظام الناصري هو الأب الروحي الثاني لجميع الأنظمة القمعية الاستبدادية العسكرية التي تحالفت مع المعسكر الشرقي و على رأسهم النظام البعثي فهو الذي صدر هذا الفكر و الثورات للدول الجمهورية العربية
 الإخوان هم الأب الروحي الأول لجيمع الأنظمة القميعة الثورية الجمهوية العربية فهم أول من جاء بالانقلابات العسكرية و الأنظمة الديكتاتورية إلى منطقتنا
و الخلاف بين النظام الناصري و الإخوان ليس في الفكر و المنهج و لكن صراع على السلطة فالإخوان يرون أنفسهم أولى بالسلطة كونهم هم من جاء بعبد الناصر و الأنظمة القمعية الى الحكم 
و قد أثنى الخميني قائد الثورة الإيرانية على جمال عبد الناصر و قال هو أكبر داعم  لثورتنا و قيل بأن زوجته شيعية من أصول إيرانية
و الثورة الخمينية تأثرت لحد كبير بكتب الاخوان و أفكارهم و قد أثنى مستشار خامنئي على الإخوان و قال بأنهم أقرب الحركات إلينا و أمر خامنئي بطباعة كتب سيد قطب و توزيعها مجانا و أول من بارك الثورة الخمينية الإخوان و قال المالكي رئيس حزب الدعوة الشيعي العراقي بأنه تربى على كتب الإخوان
فالإخوان هم أم الثورة الخمينة أيضاً

و الفرق بين الأنظمة الثورية القمعية و بين  الحركات الإسلامية الثورية و على رأسهم الإخوان أن الأنظمة القمعية تتاجر بالعروبة أما الإخوان فيتاجرون بالدين
و المشترك بينهم  هو : الطرفان يتاجرون بقضايا العرب و المسلمين و منهجهم التلون و السرية و العمل المخابراتي و الإقصاء و الاستبداد و استخدام العنف المفرط كأسلوب في التغيير و مفهوم السياسة عندهم فن الخداع و الكذب و بارعون بصناعة رموز جوفاء بواسطة آلتهم الإعلامية الضخمة و تحطيم الرموز الفعليين و إشاعة الكراهية على دول الخليج و الغرب و خاصة السعودية و أمريكا
و أخطر ما في منهجهم عشق السلطة و غرس العنجهية الثورية و الاستعلاء لأن هذه الصفات تقف حجر عثرة في التغيير الإيجابي و الاستفادة من الأخطاء و من تجارب الآخرين و أهم سبب في الفرقة و التنازع و زوال الدول و الحضارات و خير شاهد ما آلت إليه دول ما يسمى الربيع العربي
فالإخوان الذين يسيطرون على ثورات ما يسمى الربيع العربي هم وجه آخر لنظام الأسد و لذلك إذا سقط نظام الأسد فلن يتغير شئ و سيتم استبدال استبداد علماني باستبداد ديني و الاستبداد الديني أخطر و أطغى لأنه يسئ للإسلام و يشوه صورته و ينفر منه فالأنظمة القمعية العلمانية جعلت الناس تعود لدين الله بسبب ظلمها بينما الحركات الإسلامية المتطرفة جعلت الناس تخرج من دين الله أفواجاً و تفضل العيش في ظل الدول الصليبية التي يصفونها بالأعداء و المتآمرين
  و الدول التي استعصت على النظام الناصري و لم تسر خلفه و لم تهتف باسمه و لم تتبنى فكره و نهجه الهدام هي دول الخليج لأن العقيدة الإسلامية متجذرة  فيهم و أبناء الجزيرة العربية يتمتعون بالاستقلالية لأنهم لم يتعرضوا لاحتلال أجنبي فالسعودية الدولة الوحيدة في العالم التي لم تتعرض لاحتلال أجنبي في تاريخها
 و لذلك ناصبهم العداء و أشاع أحقاد العرب عليهم و منذ ذاك الوقت و الأجيال العربية تتوارث مشاعر الكراهية و النظرة السلبية على حكومات و شعوب دول الخليج و الذي ورثهم اليوم المحور الإيراني الإخواني

  و للأسف لم يتصدى الإعلام الخليجي لحملة التشويه الضخمة هذه رغم ما يتمتع به من إمكانيات ضخمة و هذا الخلل من أخطر من يهدد الأمن القومي الخليجي
فدول الخليج العربي ينبغي أن تكون نموذج لشعوب ما يسمى الربيع العربي للاستفادة من تجربتهم و من الخطأ القاتل قيام شعوب الخليج و الأردن و المغرب القيام بثورات على غرار دول الربيع العربي لأن الانظمة الملكية قابلة للاصلاح و التغيير الايجابي
و استطاع الإخوان اختراق المنظومة الفكرية لشعوب دول الخليج  و إحداث ثغرة فيها فأشاعوا هذا الفكر الهدام بينهم عن طريق اللعب على عواطفهم الدينية فبعد فرار الإخوان من أنظمتهم القمعية لجئوا إلى دول الخليج و الغرب فاستضافوهم و أكرموهم و امتلأت جيوبهم من خيراتهم و تغلغلوا في وزارات التربية و الإعلام و المساجد و لكنهم حسب منهجهم غدروا بهم فنشروا فكرهم و منهجهم الهدام بين شعوب تلك الدول و أحدثوا شروخ في المجتمع الخليجي و من نتائجه أصحاب الفكر الثوري الانهزامي الإخواني المتطرف و الإرهابيين.

و دول الخليج اختارت المعسكر الغربي حيث التقدم و التحضر و حقوق الإنسان و حريته و كرامته فنهضت و تقدمت و أصبحت في مقدمة الركب بعد أن كانت في المؤخرة و استقرت و لم تهتز بعد ثورات ما يسمى الربيع العربي لأن حكومات دول الخليج تتبنى فكر إيجابي استطاعت استيعاب و احتواء الفكر السلبي للإسلاميين الثوريين
بينما في الأنظمة الجمهورية القمعية التي تتبنى الفكر الثوري الاستبدادي السلبي التقى سالب مع سالب فحدث انفجار هائل أدى إلى انهيار الدولة كلياً فعمت الفوضى و القتل و التدمير العبثي و استغل المحور الإيراني الإخواني التصحر السياسي لدى شعوب تلك الدول فهيمنوا على هذه الانتفاضات الشعبية و جيروها خدمة لمشروعهم المشترك
 فهذا الفكر و النهج هو خلف معظم ما تعانية  الدول العربية و الإسلامية من تخلف و ذل و هوان و فرقة و تنازع و مشاكل و أزمات و اضطرابات و فوضى و دمار و نكبات و تهجير


و الغريب أن أصحاب هذا الفكر كروسيا و دول الاتحاد السوفياتي سابقاً تخلوا عنه و اكتشفوا زيفه و البعض من أبناء جلدتنا يتبناه اليوم و يقدمه كمخرج و حل لما تعانيه المنطقة من فوضى و تخلف و يريد أن يجرب ما ثبت فشله فكما يقال الذي يجرب المجرب عقله مخرب

خلاصة الكلام الإخوان هم الأم الولود الودود لجميع حركات الإسلام السياسي المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم نظام الخميني وأدواته من الميليشيات الشيعية المتطرفة.
وهم أول من جاء بالانقلابات العسكرية والأنظمة الجمهورية الديكتاتورية والصراع بينهم على السلطة وليس خلاف  في المنهج والفكر.
و يجمع بين الإخوان ومن لف لفهم من التنظيمات المتطرفة  كالقاعدة وداعش والأنظمة الثورية القمعية و نظام الخميني فكر ومنهج واحد هو الفكر الثوري الاستبدادي الماركسي.
 وأرى أن الإخوان ومن لف لفهم من التنظيمات المتطرفة  كالقاعدة وداعش  ليسوا خوارج ولكنهم ثوار ماركسيون بلحية كاسترو وثوب الخميني وعمة خامنئي، يلبسون ثوب الإسلام للتضليل واللعب على عواطف الشعوب الإسلامية، إنني أتحدث عن فكر ومنهج وليس عقيدة حتى لايتهمني البعض بالتكفير.
فإذا لم تسقط الشعوب هذا الفكر من عقلها فلن تسقط الأنظمة القمعية ولو سقطت وسيتم استبدال استبداد يرتدي مسوح القومية باستبداد يرتدي مسوح الدين، والديني أظلم وأطغى وأشد ضرراً لأنه يشوه صورة الإسلام السمح.
وإذا خلعت الشعوب هذا الفكر من عقلها، ستنهض خلال سنوات وتصبح في عداد الدول المتقدمة المتحضرة كما نهض الغرب من قبل. 

الأدلة:

جمال عبد الناصر: عسير و جيزان و نجران مناطق يمنية محتلة من السعودية

 الإخوان سبب ما آلت إليه فلسطين و سوريا و العراق و ليبيا و اليمن بالأدلة
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2015/02/blog-post_23.html
 الإخوان من أخطر ما يهدد الأمة و الإنسانية
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2015/09/blog-post_1.html
 الشعب العربي الذي يعاني من احتلالين
http://abdulhaksadek.blogspot.com/2015/06/blog-post_62.html

الأمير نايف : الإخوان دمروا العالم العربي و هم أصل بلاء الأمة

الإخوان جاؤوا بالانقلابات العسكرية و الديكتاتوريات للدول العربية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.