عبد
الحق صادق
قرأت هذا المصطلح الذي نال
إعجابي في تغريدة للكاتب الجزائري الأستاذ
أنور مالك يقول فيها : كل دولة عربية وإسلامية لا تتصدى لفوبيا السعودية و
تساعد على نشرها تحت أي مسمى من المسميات فهي تساعد بكل قوة جرذان إيران لتخريب
أمنها القومي
فرددت عليه هل السعودية تتصدى لهذه الفوبيا لكي نلوم غيرها من الدول
العربية و الإسلامية ؟؟؟
هذه العبارة لها معاني عميقة جدا و تدل على حس أمني عالي فالسعودية
تعتبر العمود الفقري للمسلمين لمكانتها الدينية و التاريخية و قوتها الاقتصادية و
السياسية و لأنها تضم مقدسات المسلمين و دورها الريادي في المنطقة و أكبر داعم للشعوب العربية و الإسلامية
فإذا تم كسر هذا العمود
أصيب جسد العالم العربي و الإسلامي بالشلل العام و سقطت دولة تلو الأخرى بيد
المشروع الفارسي
و رغم ذلك تجد معظم العرب و المسلمين يتخذون موقف سلبي من السعودية و يطعنون فيها و يحملونها مسؤولية مصائبهم و يصورون
أنها على كل شئ قدير و لكنها لا تفعل شئ لإنقاذهم مما يعانون من أزمات
و ما قاله حسن نصر الله وكيل النظام الإيراني في المنطقة العربية بحق
السعودية يقوله الإخوان و تردده خلفهم معظم الشعوب العربية و الإسلامية و ما صرح
به على وسائل الإعلام جزء مما يقولونه في مجالسهم الخاصة و اجتماعاتهم فيتداول
المحور الإيراني الإخواني هذه العبارات عن السعودية التي تدل على حقد دفين و فوبيا
كبيرة :
أكبر محارب للإسلام و المسلمين ، عملاء اليهود و أمريكا ، صنيعة
بريطانيا ، أنجس قوم و أطهر أرض ، أنجس من المجوس ، الخنجر المسموم في خاصرة الأمة
، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا منهم سالمين ، ....
و كل من يدافع عن السعودية هو خائن متصهين منافق مرتزق جامي منبطح من عبيد السلطان و
لاعق لحذائه
و بالمقابل صنعوا رموز جوفاء و جمعوا الناس حولهم
هذه الفوبيا و النظرة و هذا
الكلام و صناعة رموز جوفاء و تحطيم الرموز الفعليين ليس أمراً عادياً بل هو من
أخطر ما يهدد الأمن القومي العربي و الإسلامي و نتائجه ما نراه على أرض الواقع من
قتل و تدمير و فوضى و حروب و تنازع و تهجير و تقف السعودية و حلفاؤها عاجزون عن
فعل شئ لإنقاذ الشعوب و الدول التي وقعت في براثن المشروع الفارسي الذي يذيقهم
الويلات و يسومهم سوء العذاب بسبب هذه الفوبيا و هذه النظرة لأنه بدون ثقة لا أحد
يستطيع أن ينقذك من الحفرة التي وقعت فيها و لا أحد يستطيع أن يحلق رأسك
الدول العربية و الإسلامية تمر بأخطر مرحلة في تاريخها نتيجة تنفيذ أخطر و أغرب مشروع تدميري في التاريخ المشروع الفارسي الذي
يستهدفها و بأيدي أبنائها
و السعودية تقود معركة
التصدي لهذا المشروع الخطير و هذه المعركة تعتبر أهم معركة في العصر الحديث و رغم
ذلك تجد بردوة شديدة لدى الشعوب العربية تجاه هذه المعركة التاريخية الفاصلة نتيجة
هذه الفوبيا
و إنني أحمل خمسين بالمائة من مسؤولية هذا الوضع للإخوان لأنه تحالفوا
مع الفرس أعداء الأمة و الدين و سحروا
أعين الناس و ضللوا الشعوب و قلبوا المفاهيم السياسية و الحقائق لديهم بما يخدم
المشروع الفارسي و يضر ضرر بالغ بالعرب و المسلمين
و أحمل خمسين بالمائة
الأخرى لنخب المجتمع من مفكرين و كتاب و دعاة و تربويين و إعلاميين لتقصيرهم في
كشف حقيقية ما يدور على أرض الواقع و
توعية عامة الناس سياسياً و كذلك الشعوب لأنهم سلموا عقولهم لسحرة العصر فأغلقوها حتى لا تعرف و تبصر الحقائق فقلبوا المفاهيم
لديهم ليسيروا خلف عواطفهم
و أحمل الجزء الأكبر
لوزارتي الإعلام و التربية السعودية لعدم قيامهم بواجبهم تجاه تصحيح المفاهيم السياسية
و النظرة السلبية المغلوطة لدى الشعب السعودي أولا ثم الخليجي ثم العربي ثم
الإسلامي
و التصدي للحملة الشرسة التي يشنها المحور الايراني الإخواني ضد
السعودية بشتى أنواع الحرو ب و الوسائل :
الحرب الإعلامية بكل أشكالها و أخطرها ما يتم عبر وسائل التواصل
الاجتماعي و في المجالس الخاصة
حرب الإرهاب بغرس الفكر المتطرف لدى الشباب و حقنهم بالحقد على
السعودية و استخدام العقيدة السلفية كوسيلة لتحقيق أهدافهم
حرب نزع الحس الوطني لدى المجتمع و غرس مشاعر اليأس و الاحباط و
نتيجتها عدم الشعور بالمسؤولية و التطرف و التحلل و التهور و هدر المال العام و
الكسل و الخمول و اللامبالاة تجاه ما يتعرض له الوطن
حرب إضعاف الوازع الديني و الأخلاقي و نشر الإلحاد و التحرر من
القيم و الأخلاق التي تؤدي إلى انتشار الفساد بكل أشكاله
حرب المخدرات بكل أشكالها لتضييع طاقات الشباب التي تؤدي لمشاكل أسرية و اجتماعية و هدر لمقدرات
الدولة
و السبب الرئيسي للوضع
المأزوم الذي تعاني منه المنطقة العربية اليوم فكر سياسي خاطئ وفق الرؤية
الإيرانية يغرسه الإخوان و الأنظمة الثورية القمعية في عقول المجتمعات العربية و
الإسلامية
لذلك أرى من واجب كل عربي و مسلم التصدي لهذه الحملة الشرسة التي
تشن على السعودية كل حسب حسب إمكانياته
لأن الشامت و الحاقد و
الحاسد التي يتمنى زوال السعودية هو عبارة عن معول هدم بيد المشروع الفارسي يهدم لبنة في الأمن القومي
السعودي و العربي و الإسلامي و ليس كما يقال الكلاب تنبح و القافلة تسير و أول من
سيدفع الثمن هو صاحب هذا المعول و أهله و عائلته
و ختاماً شكراً للكاتب الحقوقي الحر الجزائري الأستاذ أنور مالك
على هذا التنبيه الهام للغاية و أملي أن تصل رسالته لوزارتي الإعلام و التربية السعودية
و حكومات و شعوب الدول العربية و الإسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.