الاثنين، 4 يناير 2016

فوبيا السعودية


عبد الحق صادق

قرأت هذا  المصطلح الذي نال إعجابي  في تغريدة للكاتب الجزائري الأستاذ أنور مالك يقول فيها : كل دولة عربية وإسلامية لا تتصدى لفوبيا السعودية و تساعد على نشرها تحت أي مسمى من المسميات فهي تساعد بكل قوة جرذان إيران لتخريب أمنها القومي
فرددت عليه هل السعودية تتصدى لهذه الفوبيا لكي نلوم غيرها من الدول العربية و الإسلامية ؟؟؟
هذه العبارة لها معاني عميقة جدا و تدل على حس أمني عالي فالسعودية تعتبر العمود الفقري للمسلمين لمكانتها الدينية و التاريخية و قوتها الاقتصادية و السياسية و لأنها تضم مقدسات المسلمين و دورها الريادي في المنطقة  و أكبر داعم للشعوب العربية و الإسلامية
 فإذا تم كسر هذا العمود أصيب جسد العالم العربي و الإسلامي بالشلل العام و سقطت دولة تلو الأخرى بيد المشروع الفارسي

و رغم ذلك تجد معظم العرب و المسلمين يتخذون موقف سلبي من السعودية و  يطعنون فيها و يحملونها مسؤولية مصائبهم و يصورون أنها على كل شئ قدير و لكنها لا تفعل شئ لإنقاذهم مما يعانون من أزمات
و ما قاله حسن نصر الله وكيل النظام الإيراني في المنطقة العربية بحق السعودية يقوله الإخوان و تردده خلفهم معظم الشعوب العربية و الإسلامية و ما صرح به على وسائل الإعلام جزء مما يقولونه في مجالسهم الخاصة و اجتماعاتهم فيتداول المحور الإيراني الإخواني هذه العبارات عن السعودية التي تدل على حقد دفين و فوبيا كبيرة :
أكبر محارب للإسلام و المسلمين ، عملاء اليهود و أمريكا ، صنيعة بريطانيا ، أنجس قوم و أطهر أرض ، أنجس من المجوس ، الخنجر المسموم في خاصرة الأمة ، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا منهم سالمين ، ....
و كل من يدافع عن السعودية هو خائن  متصهين منافق مرتزق جامي منبطح من عبيد السلطان و لاعق لحذائه
و بالمقابل صنعوا رموز جوفاء و جمعوا الناس حولهم
هذه  الفوبيا و النظرة و هذا الكلام و صناعة رموز جوفاء و تحطيم الرموز الفعليين ليس أمراً عادياً بل هو من أخطر ما يهدد الأمن القومي العربي و الإسلامي و نتائجه ما نراه على أرض الواقع من قتل و تدمير و فوضى و حروب و تنازع و تهجير و تقف السعودية و حلفاؤها عاجزون عن فعل شئ لإنقاذ الشعوب و الدول التي وقعت في براثن المشروع الفارسي الذي يذيقهم الويلات و يسومهم سوء العذاب بسبب هذه الفوبيا و هذه النظرة لأنه بدون ثقة لا أحد يستطيع أن ينقذك من الحفرة التي وقعت فيها و لا أحد يستطيع أن يحلق رأسك

الدول العربية و الإسلامية تمر بأخطر مرحلة في  تاريخها نتيجة تنفيذ أخطر و أغرب مشروع  تدميري في التاريخ المشروع الفارسي الذي يستهدفها و بأيدي أبنائها  
و السعودية  تقود معركة التصدي لهذا المشروع الخطير و هذه المعركة تعتبر أهم معركة في العصر الحديث و رغم ذلك تجد بردوة شديدة لدى الشعوب العربية تجاه هذه المعركة التاريخية الفاصلة نتيجة هذه الفوبيا
و إنني أحمل خمسين بالمائة من مسؤولية هذا الوضع للإخوان لأنه تحالفوا مع  الفرس أعداء الأمة و الدين و سحروا أعين الناس و ضللوا الشعوب و قلبوا المفاهيم السياسية و الحقائق لديهم بما يخدم المشروع الفارسي و يضر ضرر بالغ بالعرب و المسلمين
و  أحمل خمسين بالمائة الأخرى لنخب المجتمع من مفكرين و كتاب و دعاة و تربويين و إعلاميين لتقصيرهم في كشف حقيقية ما يدور على أرض الواقع  و توعية عامة الناس سياسياً و كذلك الشعوب لأنهم سلموا عقولهم لسحرة العصر فأغلقوها  حتى لا تعرف و تبصر الحقائق فقلبوا المفاهيم لديهم ليسيروا خلف عواطفهم
 و أحمل الجزء الأكبر لوزارتي الإعلام و التربية السعودية لعدم قيامهم بواجبهم تجاه تصحيح المفاهيم السياسية و النظرة السلبية المغلوطة لدى الشعب السعودي أولا ثم الخليجي ثم العربي ثم الإسلامي
و التصدي للحملة الشرسة التي يشنها المحور الايراني الإخواني ضد السعودية  بشتى أنواع الحرو ب و الوسائل :
الحرب الإعلامية بكل أشكالها و أخطرها ما يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي و في المجالس الخاصة
حرب الإرهاب بغرس الفكر المتطرف لدى الشباب و حقنهم بالحقد على السعودية و استخدام العقيدة السلفية كوسيلة لتحقيق أهدافهم
حرب نزع الحس الوطني لدى المجتمع و غرس مشاعر اليأس و الاحباط و نتيجتها عدم الشعور بالمسؤولية و التطرف و التحلل و التهور و هدر المال العام و الكسل و الخمول و اللامبالاة تجاه ما يتعرض له الوطن
حرب إضعاف الوازع الديني و الأخلاقي و نشر الإلحاد و التحرر من القيم و الأخلاق التي تؤدي إلى انتشار الفساد بكل أشكاله
حرب المخدرات بكل أشكالها لتضييع  طاقات الشباب التي  تؤدي لمشاكل أسرية و اجتماعية و هدر لمقدرات الدولة

و  السبب الرئيسي للوضع المأزوم الذي تعاني منه المنطقة العربية اليوم فكر سياسي خاطئ وفق الرؤية الإيرانية يغرسه الإخوان و الأنظمة الثورية القمعية في عقول المجتمعات العربية و الإسلامية
لذلك أرى من واجب كل عربي و مسلم التصدي لهذه الحملة الشرسة التي تشن على السعودية كل حسب حسب إمكانياته
 لأن الشامت و الحاقد و الحاسد التي يتمنى زوال السعودية هو عبارة عن معول هدم  بيد المشروع الفارسي يهدم لبنة في الأمن القومي السعودي و العربي و الإسلامي و ليس كما يقال الكلاب تنبح و القافلة تسير و أول من سيدفع الثمن هو صاحب هذا المعول و أهله و عائلته
و ختاماً شكراً للكاتب الحقوقي الحر الجزائري الأستاذ أنور مالك على هذا التنبيه الهام للغاية و أملي أن تصل رسالته لوزارتي الإعلام و التربية السعودية و حكومات و شعوب الدول العربية و الإسلامية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.