عبد
الحق صادق
يوجد
محوران يتصارعان على الساحة اليوم محور التطرف المحور الإيراني الإخواني و محور الاعتدال المحور الغربي الخليجي
الدولة في محور التطرف عبارة عن غابة و المواطن فيها خلية حية تنبض بالحياة إما في
ذئب مفترس أو ثعلب ماكر أو جمل حاقد أو عقرب مؤذي أو دبور لادغ أو حيوان أليف يكون فريسة للحيوانات المفترسة و
هذه الحيوانات تنفذ مهمة معينة حسب ما يريد سيد الغابة
و هذه الدولة تتبنى الفكر الثوري الاستبدادي المتطرف و هذا الفكر من
أهم سماته فرض الرأي و إقصاء الرأي الآخر و القمع و التغيير بالعنف و الكراهية و الحقد على دول محور الاعتدال و
خاصة الناجحة و البارزة منها و هو مثل النار تلتهم نفسها و ما حولها و لا تقف عند
حد معين طالما تجد حولها ما تلتهمه وعندما تلتهم نفسها تولد مشاكل و أزمات داخلية
و عندما تلتهم ما حولها تولد أزمات و حروب خارجية
هذه الدولة وجودها و اقتصادها يعتمدعلى إثارة الأزمات و المشاكل و
الحروب الداخلية و الخارجية و توقفها يعني انهيارها و زوالها و لذلك الأنظمة و
التنظيمات التي تتبنى هذا النهج تسعى جاهدة لإشعال الفتن و المشاكل و الحروب
لتصدير أزماتها و حل مشاكلها الاقتصادية و إشغال شعوبهم عما يعانونه من تخلف و نقص
الخدمات و الحياة الحرة الكريمة
شعب هذه الدولة تسيره العواطف و فيه حيوية توجه بالاتجاه الخاطئ مثل
صناعة رموز جوفاء و تحطيم الرموز الفعلية و الوطنية المتطرفة (الشوفينية ) و
القومية المتطرفة (العنصرية ) و الحزبية المقيتة ( العصبية الجاهلية ) و العنجهية
(العزة الجوفاء الآثمة) و الدينية و المذهبية المتطرفة (الطائفية )
و هذه الأنظمة و التنظيمات نتيجة الحيوية التي تمتاز بها عندها قدرة كبيرة على نشر فكرهم و منهجهم و لذلك أغلب الشعوب العربية و الإسلامية تتبنى هذا النهج رغم أنه على باطل فيستغلون مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لفكر التطرف و الطائفية خدمة لاغراض سياسية و مشاريع توسعية عدائية لا تصب في مصلحة شعوب المنطقة و لذلك مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دور سلبي فتسهم بنشر التطرف و الطائفية و الفوضى نتيجة غياب الوعي في العالم العربي و الإسلامي
و الأنظمة و التنظيمات تتبني الإسلام السياسي مثل النظام الايراني و الإخوان
هي أشد ظلما و استبدادا و ضررا لأنها تلعب على العواطف الدينية و تشوه صورة
الاسلام و تسيئ إليه و إلى الدعوة و الدعاة و العمل الخيري و إلى المسلمين عامة
هذه الدولة مستوى المعيشة و الخدمات و حرية الرأي و حقوق الإنسان و
الشعائر الدينية متدني و أزماتها و مشاكلها كثيرة و معقدة تؤرق دول محور الاعتدال و يبحثون كثيرا عن
إيجاد حلول لمشاكلهم و يفشلون و شعوب هذه الدول نتيجة عقدة المؤامرة التي غرستها
تلك الأنظمة لتخديرهم بها تظن أنهم قادرون
على حل مشاكلهم و لا يفعلون كرها لهم و هذا ما يثير أحقادهم و يتهمونهم بالتآمر
عليهم و الحقيقة هم عاجزون نتيجة التعقيدات الكثيرة لدى شعوب المنطقة و عدم فهم
عقليتهم و ثقافتهم جيدا التي تختلف عن عقلية و ثقافة الغرب و مراكز الابحاث في
الدول المتقدمة تشخص مشكلات الدول النامية من خلال عقلية شعوبهم و تجاربهم معهم و
من هنا ينبع الخلل في وضع الحلول التي
يطرحونها لحل مشاكل الشرق الأوسط لذلك هذه المشاكل تتفاقم و تزداد و تتحول إلى
أزمات تتراكم و أخيرا ينفجر الوضع و تنهار
الدولة و يأكل بعضهم بعضاً بقسوة و فظاعة
روسيا كانت تتزعم هذا المحور و بعد انهيار الاتحاد السوفياتي تخلفت عن
هذا الفكر و النهج و لكن نتيجة مخلفات
الماضي فهي لا تزال تعاني من أزمات و تعامل محور الاعتدال معها بأسلوب الحرب
الباردة بالتهميش دفعها للاصطفاف في خندق
محور التطرف لإثبات وجودها كدولة عظمى
روسيا بحكم تجربتها السابقة
فهي أعلم بعقلية و ثقافة الدول المتطرفة و كيفية التعامل معها فلو أحسن محور
الاعتدال التعامل معها و دعموها للتخلص من أزماتها و أنزلوها المنزلة اللائقة بها
و أعطوها دور قيادي في مكافحة التطرف و الإرهاب لأثبتت نجاحا كبيرا في تخليص
العالم من شرور الارهاب و نشر ثقافة الاعتدال
و الإنسان المعتدل الحر صاحب الفكر النير الحر و الضمير الحي و الرسالة الإنسانية يعاني
كثيرا في هذه الدولة و يعيش غريباً
كأنه في سجن تؤرقه أوضاعهم و يذوب كمداً عليهم يحاول إنقاذهم من وضعهم
المذري فيدعو و ينادي و لا يسمع له و يتهم
بشتى التهم و لكثرة المضايقات و الألم إما يهاجر إلى دول محور الاعتدال أو ينطوي
على نفسه فتقتل مهاراته و إمكانياته و إبداعاته
الدولة في محور الاعتدال عبارة عن مكنة و المواطن فيها عبارة عن قطعة
صلبة لا حياة فيها تؤدي دور معين حسب ما صنعت له فالتفكير ينحصر في الحركة
المرسومة لها و لا يستطيع التفكير خارجها فالحياة فيها مملة و يقتلها الروتين و
لذلك يكثر فيها الانتحار و تعاطي المخدرات و المسكرات و هذه المكنة سوف تتآكل مع الزمن و تضعف و بعد ذلك تتوقف
و تنهار
و من ميزات هذا الدولة أنها
تتبنى الفكر و المنهج المعتدل العقلاني و
المشاعر الإنسانية و الأخلاق النبيلة و المواطن يعيش بأمان و استقرار و حياة حرة كريمة
و مستوى حرية الرأي و حقوق الانسان و المعتقد و المعيشة مرتفع و مشاكلها قليلة
و شعب هذه الدولة يتسم بالجمود و ضعف الحس الوطني و التفكير الآلي
المغلق و عدم التفكير خارج وطنه و عدم نشر الفكر و المنهج المعتدل و القيم
الإنسانية و عدم محاربة الفكر المتطرف الذي يستهدف وطنه و عدم محاولة إنقاذ شعوب دول محور التطرف من فكرهم و
منهجهم المنحرف المتطرف الذي هو سبب مشاكلهم
و أزماتهم
و عندما تنفجر الأوضاع في بعض دول محور التطرف نتيجة ضغط الازمات و
المشاكل تلجأ حكومات دول محور الاعتدال إلى الحل الأمني و العسكري الذي جدواه
ضعيفة و غالباً ضره أكبر من نفعه نتيجة التركيبة الفكرية السياسية للشعوب التي
غرستها الأنظمة القمعية لشل قدرة دول محور الاعتدال على إنقاذ الشعوب المقهورة و
لا تلجأ إلى الحل الجذري الفكري الذي هو سبب هذه الأزمات لضعفها في هذا المجال
و الضعف في الناحية الفكرية لدى محور الاعتدال يشكل ثغرة ينفذ من خلالها محور التطرف إلى داخل
دولهم فينشر فكره المتطرف في مجتمعهم و الذي ينفذ بعد ذلك إلى أجهزة الدولة و ربما
يصل إلى مراكز صنع القرار فيتم نخر الدولة من الداخل حتى تصبح على حافة الانهيار
الأنظمة و التنظيمات في دول محور الاعتدال تتسم بالانغلاق و الروتين و الخمول و الكسل و لذلك ضعيفة جدا في نشر فكر الاعتدال و مكافحة فكر التطرف و الطائفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك و لذلك يزداد التطرف و الارهاب و لا ينقص و أصبحت هذه المواقع تخدم الجانب السلبي في المجتمع أكثر من الجانب الايجابيو الإنسان المعتدل الحر صاحب الفكر النير الحر و الضمير الحي و الرسالة الإنسانية يعيش في غربة أيضاً لأنه يريد هذه الشعوب تتخلص من جمودها و تصبح حية لديها رسالة سامية و حس وطني تدافع عن نفسها حتى لا يتسرب إليهم الفكر الثوري الاستبدادي المتطرف و حتى لا تلتهم دول محور التطرف دولهم و لكي تنشر فكرها و منهجها المعتدل لإنقاذ شعوب دول محور التطرف مما تعاني من أزمات و مشاكل و اضطرابات و فتن و معاناة
الأنظمة و التنظيمات في دول محور الاعتدال تتسم بالانغلاق و الروتين و الخمول و الكسل و لذلك ضعيفة جدا في نشر فكر الاعتدال و مكافحة فكر التطرف و الطائفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك و لذلك يزداد التطرف و الارهاب و لا ينقص و أصبحت هذه المواقع تخدم الجانب السلبي في المجتمع أكثر من الجانب الايجابيو الإنسان المعتدل الحر صاحب الفكر النير الحر و الضمير الحي و الرسالة الإنسانية يعيش في غربة أيضاً لأنه يريد هذه الشعوب تتخلص من جمودها و تصبح حية لديها رسالة سامية و حس وطني تدافع عن نفسها حتى لا يتسرب إليهم الفكر الثوري الاستبدادي المتطرف و حتى لا تلتهم دول محور التطرف دولهم و لكي تنشر فكرها و منهجها المعتدل لإنقاذ شعوب دول محور التطرف مما تعاني من أزمات و مشاكل و اضطرابات و فتن و معاناة
و لكن الظروف أفضل بكثير من دول محور التطرف و أنسب لإبداعاته و
إنتاجه و عطائه
الدولة النموذجية عبارة عن إنسان صاحب فكر معتدل ناضج و رسالة
إنسانية سامية و أخلاق راقية ذو عقل ناضج
منفتح نير حكيم و قلب شجاع رحيم عطوف و مشاعر إنسانية جياشة و همة عالية و حيوية
مفعمة و المواطن فيها عبارة عن خلية فيه مفعمة بالحياة و الحيوية و العطاء تحمل
نفس جيناته
و هذه الدولة تجمع بين الفكر المعتدل الناضج و الرسالة الإنسانية السامية و الأخلاق الفاضلة و الشعب الحيوي الذي يتبنى هذا الفكر و يعتز به و ينشره بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ الإنسانية و خاصة شعوب دول محور التطرف مما تعاني
و هذه الدولة تجمع بين الفكر المعتدل الناضج و الرسالة الإنسانية السامية و الأخلاق الفاضلة و الشعب الحيوي الذي يتبنى هذا الفكر و يعتز به و ينشره بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ الإنسانية و خاصة شعوب دول محور التطرف مما تعاني
و هذه الدولة كانت في العصر الذهبي للإسلام ساهمت في إنقاذ البشرية
من الظلم و الاستبداد السائد ذاك الوقت و ارتقت بالحضارة الإنسانية و لذلك أنتشر
الاسلام و لاقى قبولا شعبيا واسعاً و هي حلم و جنة الإنسان المفعم بالحيوية صاحب
الفكر النير الحر و الرسالة الإنسانية
هذه الدولة للأسف غير موجودة بشكل متكامل حالياً و لكنني أرى أن قيادة دولة الإمارات سائرة في هذا الاتجاه و
لكنها تفتقر إلى الكوادر المتحمسة الفاعلة على الأرض
الإنسان صاحب الفكر النير الحر المنفتح و الرسالة الإنسانية كالماء
العذب الزلال لا لون له و لا طعم دينه و مذهبه و وطنه و قوميته و قبيلته الحق و
الصدق و إنقاذ البشرية رسالته لذلك يصعب على الشخص التقليدي صاحب الفكر المتطرف أو
الفكر الآلي المغلق فهمه و لذلك يحتارون في وصفه و الشك يؤرقهم و التحري عنه
يجهدهم و ربما يلتهمهم محور التطرف و هم لا يزالون يبحثون و يتحرون فكلما شكلوا تصور عنه يتبين لهم عدم صحته فيغيرونه و
هكذا و أخيرا يصرخون حيرتنا ما دينك ما مذهبك ما وطنك ما قوميتك ما تيارك ما حزبك ..
و هذا الإنسان يستطيع أن
يقدم خدمات جليلة للإنسانية لو استثمرت إمكانياته في مراكز الأبحاث المتخصصة لأنه
نتيجة حياديته و إنصافه و إخلاصه و صدقه يهبه الله نظرة ثاقبة و بعد نظر و قدرة
على التحليل المتوزان و حس أمني عالي و لديه
قدرة على فهم عقلية و ثقافة و طريقة تفكير و مشاكل و أزمات شعوب دول محور التطرف و
الاعتدال و طرح الحلول المناسبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.