الثلاثاء، 19 يناير 2016

الاحتلال الإيراني للعقلية العربية و الإسلامية

عبدالحق صادق

يوجد تطابق في الرؤية السياسية بين النظام الإيراني و الإخوان و هذا مصرح به من كلا الطرفين و قالوا لا يهم المذهب فالسني الذي يتفق مع النظام الايراني بالرؤية السياسية هو أقرب لإيران و يخدمها سواء عن عمد أو جهل من الشيعي الذي يختلف معه بالرؤية السياسية
و ثبت أن الإخوان يصنعون الرأي العام السياسي العربي و الإسلامي وفق الرؤية الإيرانية بواسطة آلاتهم الإعلامية العملاقة الظاهرة و الخفية و بأساليب مدروسة بعناية وفق خطط عالية المستوى من مراكز ابحاث متخصصة و لذلك معظم الشعوب العربية و الإسلامية من عامتهم إلىى مثقفيهم إلى مفكريهم و كتابهم و من يحمل أعلى الشهادات في السياسة  يتبنون رؤية سياسية موحدة هي رؤية النظام الإيراني و هذا يعتبر من أخطر أنواع الاحتلال
 و هذه الرؤية السياسية الإيرانية هي خلف هذه الحروب و المآسي و القتل و التدمير في  سوريا و العراق و ليبيا و اليمن و مصر و غزة و أفغانستان و الصومال
 و هذه الرؤية الخبيثة الشيطانية الإيرانية الإخوانية تجعل الشعب يدمر نفسه بنفسه يدمر حضارته العربية و الإسلامية و يطمس معالمها و يجند النخب من شبابه للجهاد في سبيل المشروع الفارسي و يحسبون أنهم يجاهدون في سبيل الله لتقتل هذه النخب و تهجيرهم  ليبقى شعب خانع للفرس و الاخوان لكي يتم تغيير ديموغرافيته و ثقافته و معتقداته لصالح المشروع الفارسي و بعد أن يصل هذا الشعب لحالة الإنهاك التام و الاستسلام و يبلغ به السيل الزبى و تضيق عليه الأرض بما رحبت يسلم للمشروع الفارسي ليتولى تغيير ثقافته و معتقداته و نشر التطرف بين شبابه لتجنيدهم في مشروعه تحت حاجاتهم الشديدة  
و هذه الرؤية تشل قدرة دول التحالف الغربي العربي على إنقاذ الشعوب العربية و الإسلامية المنكوية من براثن المشروع الفارسي و يجعل تدخلها يزيد الطين بلة و يحول المحور الايراني الاخواني هذا التدخل لصالحه بسبب التصحر السياسي لدى السنة و تبنيهم لهذه الرؤية
و جوهر هذه الرؤية أن الصهيونية و أمريكا هي خلف مشاكل و أزمات و تخلف العرب و المسلمين و ما يحل بهم من فتن و حروب و تنازع و هذه الرؤية أصبحت من المسلمات و الخطوط الحمراء في العقلية الاسلامية التي لا يجوز الاقتراب منها و كل من يقترب منها خائن عميل تفكيره سطحي ساذج علما بأن هذه الرؤية أصبحت مكررة و ممجوجة و اسطوانة مشروخة تتداولها الأجيال منذ عقود و نتائجها ما نراه على أرض الواقع لأن التشخيص الصحيح للمرض سوف يؤدي لوصف علاج صحيح و الخاطئ سيؤدي لتفاقم المرض و هذا ما يحصل مزيد من الدمار و الضياع و التمزق فكل فترة تسقط دولة بيد المشروع الفارسي و لا يزال العزف على هذه الاسطوانة مستمر و لم يخطر ببال أحد إعادة النظر فيها لأنها رسخت في العقل الباطن للشعوب لكثرة تكرارها
والهدف الرئيسي  للمحور الإيراني الإخواني من ذلك جعل أمريكا الشماعة التي يعلق عليها العرب و المسلمين فشلهم حتى لا يفكروا بالأسباب الحقيقية و يكتشفوا أمرهم بانهم خلف ذلك.
بتحرير العقل من قيوده التي كبله بها المحور الايراني الاخواني و التفكير و التحليل بحيادية و موضوعية مع الاستعانة بعلم المنطق و  الاستناد إلى معطيات من أرض الواقع نجد الحقيقة وزيف هذه الفرضية 
بفرض أن هذه النظرية صحيحة أي ان الاخوان و النظام الايراني يعملون لصالح الصهيونية و الماسونية فمن العبث الحديث صباح مساء عن الماسونية و الصهيونية و ترك الإخوان أدواتهم  الفاعلة على الارض فالصحيح أن تعمل على نزع ثقة الناس بالإخوان حتى لا يتقبلوا كلامهم و يخلعوا الفكر السياسي الإخواني الايراني الذي مصدره الصهونية من عقولهم فالمشكلة بتبني الفكر و النهج  و ليست المشكة بالاشخاص أو من يقف هذا الفكر فإذا تخلصت الشعوب من هذا الفكر سقط المشروع الصهيوني اما أن تتبنى فكر الإخوان و إيران و تشتم صباح مساء بالصهيونية و إيران و الاخوان فهذا لا يفيد و عمل عبثي
و الحقيقة إن المتصارع على الأرض هم أبناء الشعب الواحد و هم عبارة عن أنظمة و تنظيمات متطرفة تقاد و توجه من إيران و تركيا و قطر و الإخوان و لا توجد حاضنة شعبية لاسرائيل و أمريكا فلو سألت أطفال المسلمين من عدوكم لأجابوا أمريكا و إسرائيل إذا هم أضعف طرف على الأرض و لا يوجد جندي أمريكي أو إسرائيلي في سوريا و اليمن و ليبيا و لم يثبت بالدليل الحسي القطعي أن فصيل متطرف كبير فاعل تدعمه أمريكا أو إسرائيل بالمال و السلاح
 و واضح للعيان أن  دول التحالف تدعم أصحاب الفكر المعتدل  و تبذل أقصى ما عندها لايقاف الصراع فوزير خارجية أمريكا جون كيري قطع منذ توليه هذا المنصب أكثر من مليون و نصف ميل أغليها لحل مشاكل منطقتنا فهل يسره هذا السفر رغم كبر سنه و لماذا يبذل هذا الجهد إذا كان هذا الوضع يعجبه و يصنعه ؟؟
 دول التحالف فشلت و عجزت عن إيجاد حلول و إنهاء الصراع و الفوضى و هذا الفشل جعلها محل تهمة لدى الشعوب التي تعاني الكثير نتيجية هذا الصراع
 و من وجهة نظري سبب هذا الفشل تبني الشعوب هذه الرؤية و بفرض صحة فرضيتهم
 فلماذا تتعاطف الشعوب و تؤيد هذه التنظيمات الإرهابية المتصارعة سواء كانوا سنة أو شيعة إذا كانوا صناعة أمريكية صهيوينة كما يقولون ؟؟؟
 فالمعارضة السورية قالت جبهة النصرة تمثلنا و كانت داعش لا تزال ضمنها و أغلب الشيعة في العراق يؤيدون الحشد الشعبي المتطرف و من لف لفهم
 فالصحيح و المفيد أن يوجه اللوم و النقد للداخل المتعامل مع العدو مثل هذه التنظيمات المتطرفة من أبناء جلدتنا فمن العبث لوم العدو فالطبيعي أن يتآمر ، و من العجب التماس الاعذار للصديق المتعاون معه و الأعجدب اتخاذه رمز
و  يوجد شبه إجماع أن أعدى أعداء الأمة و الإنسانية هو  النظام الإيراني فلماذا يتم تركيز اللوم عليه علما بأن هذا اللوم و التحذير منه فائدته ضعيفة إذا لم يقرن بالتحذير و فضح و إدانة أدواته و مطيته من أبناء جلدتنا الذين هم  أخطر منه فالصحيح و المفيد توجبه اللوم  و تهمة الخيانة العظمى  لمن يتعاون معه كالإخوان ومن لف لفهم و لذلك أركز عليهم  و أحذر منهم
 فإذا لم يبدأ التحالف الدولي و العربي و  الإسلامي بتحرير العقلية العربية و الإسلامية من الاحتلال الإيراني السياسي عبر تفكيك  وسائله الفكرية بأسلوب علمي منطقي مثل عقدة المؤامرة و إطلاق الأحكام المتطرفة بناء على الظنون أو مصدرها الأعداء و صناعة رموز جوفاء و تحطيم الرموز الفعلية
و فضح أدواته الإخوان مطية الفرس لاحتلال العقلية العربية عير كشف زيفهم و أباطليهم لنزع ثقة الناس منهم و  إبعادهم عن المنابر و الإعلام و التعليم لحماية المجتمع من شرورهم و فكرهم الهدام الخبيث
  فإن أعمالهم العسكرية ستكون جدواها ضعيفة جدا و ستكون عبارة عن استزاف لخيرات دول الخليج و سيسرق الإخوان جهودهم و يبيعونها للمشروع الفارسي فتصبح هذه الجهود و الأموال عبارة عن خدمة له و تصب في مصلحة المشروع الفارسي كما حصل في العراق و سوريا و ليبيا و افغانستان و ستتهمهم الشعوب بالخيانة و التآمر و عدم الجدية رغم جهودهم و تضحياتهم  و في الحقيقة هذه الدول جادة و يقلقها هذا الوضع الذي لا يصب في مصلحتهم و من أخطر ما يهدد أمنهم القومي و لكنهم فشلوا بسبب تبني الشعوب العربية و الإسلامية من مثقفيهم لعامتهم للرؤية السياسية الإيرانية عبر وكلائهم الإخوان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.