الاثنين، 4 يناير 2016

تقارب تركيا مع السعودية

  عبدالحق صادق

شاب العلاقات السعودية التركية القطرية توتر بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي و وقوف السعودية مع خيار الشعب المصري يومها صرح الرئيس الإخواني أردوغان بتصريحات متشنجة تجاه السعودية و دول الخليج و الغرب و شبههم كمن يقف و يدعم  بشار الأسد و يومها بكي على الفتاة الإخوانية التي قتلت في رابعة مضحياً بالعلاقات الاقتصادية و السياسية القوية التي تربطه بهذه الدول
 هذا يدل أن مصلحة حزب الإخوان المسلمين عنده أولى من المصلحة العليا لتركيا و أنه يسير وفق السياسة العليا للإخوان مثله مثل الرئيس الإخواني مرسي و لذلك أسميتهم الرئيس الإخواني 
وثبت أن الإخوان تربطهم علاقات استراتيجية مع نظام الخميني الإيراني و ان قطر و تركيا يسيرون على نهج الإخوان و أن تركيا و قطر يرتبطون بتحالف استراتيجي
و أنهم جميعا لديهم مشروع عالمي مشترك يستهدف الدول العربية ثم الإسلامية ثم الغربية أدواته التنظيمات المتطرفة كداعش و القاعدة و من لف لفهم و هذا المشروع من أخطر ما يهدد الأمن القومي السعودي و العربي و الأوربي و الأمريكي و صرح الطرفان بأنه يوجد تطابق بينهم في السياسة و لا يهم المذهب و المعتقد و بات من الواضح أن سياسة النظام الإيراني تقوم على تصدير الثورة و التمدد و هدفها الهيمنة على المنطقة و العالم و تتبع في سبيل تحقيق ذلك التقية و الكذب و الخداع و التدليس و التجارة بالدين و قضايا الأمة و الواقع يشهد بأن الإخوان يتبعون نفس السياسة و الأسلوب و النهج
 و من العناوين الرئيسية لسياستهم المتفق عليها بينهم أنهم يعتبرون السعودية و دول الخليج خونة و عملاء و متآمرين على الإسلام و المسلمين و أمريكا و الغرب أعداء و بالتالي يجوز الكذب عليهم و خداعهم و الغدر بهم من باب الحرب خدعة فسبق و أن غدرالإخوان بالسعودية و دول الخليج و الغرب عندما هربوا من أنظمتهم القمعية فاستضافوهم و أكرموهم و امتلئت جيوبهم من خيراتهم فاستخدموا هذه الأموال في تحريض الشعوب على حكوماتهم فأحدثوا إنشقاقات في تلك المجتمعات التي كانت متآلفة و المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
لذلك من يتحالف مع الإخوان و النظام الإيراني كمن يضع في بيته عقارب و ثعابين لأن منهجهم ماركسي فالسياسة عندهم فن الخداع و الكذب و الغاية تبرر الوسيلة و يعتبرون الخداع و الكذب و الغدر قربة و فضيلة  طالما تخدم مشروعهم و حزبهم
و أردوغان يسيرعلى خطى و نهج الإخوان فتربطه علاقات قوية و استراتيجية مع إيران و يوجد مجلس تعاون و تنسيق مشترك فتركيا ثاني دولة في العالم رفضت قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على إيران و ساهمت بكسر الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على إيران فوصل التبادل الاقتصادي بينهما ل 30 مليار دولار و صرح أردوغان مفتخرا عام 2004 و 2006 أمام حشد من أنصاره بأنه أسندت إليه زعامة مشروع الشرق الأوسط الجديد و شمال أفريقيا و لكنه لم يصرح من أسند إليه هذه المهمة و من خلال مؤشرات و معطيات على أرض الواقع هي القيادة العليا لمكتب الإرشاد الإخواني و مكتب الإرشاد الإيراني
و استطاعت المخابرات الأردنية اختراق اجتماعات الإخوان و مراكز التخطيط و صنع القرار و شاهدوا و نقلوا ما كانوا يدبرونه للإطاحة بالحكومات العربية و خاصة الملكية و على رأسهم السعودية
و تحدث الدكتور السعدون عن أن المباحث السعودية استطاعت اختراق وزارة الخارجية التركية و حصلت على وثائق تثبت تورطها بمحاولة إثارة الاضطرابات في السعودية
وجاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية بتاريخ  29/12/2015  لإذابة الجليد الذي شاب تلك العلاقات و أعلن عن تشكيل مجلس تعاون استراتيجي و صفقات اقتصادية
و جاء هذا التقارب عقب تدخل روسيا في سوريا لتحريرها من الاحتلال الإيراني الإخواني وهذا يصب في مصلحة الأمن القومي السعودي و السوري و العربي و الأوربي و الأمريكي و بالتالي مواجهة و محاربة روسيا لا يصب في مصلحتهم و يعني أفغنة و صوملة سوريا و يضع العالم على حافة حرب عالمية ثالثة
و  عقب توتر شديد بين تركيا و روسيا وفرض روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب إسقاط أردوغان للطائرة الروسية في سوريا و برودة موقف حلف الناتو مع تركيا و ضغوطات أمريكية على تركيا لتشديد الرقابة على الحدود السورية لمنع دخول المتطرفين إلى سوريا
و عقب مؤتمر الرياض للمعارضة السورية بهدف إيجاد حل سياسي للقضية السورية
من خلال المعطيات السابقة فلو أن الإخوان و أردوغان و قطر أعلنوا قبل هذا التقارب عن اعترافهم بخطأهم و اعتزارهم و عن تغيير جذري في سياستهم و على رأس ذلك فك ارتباطهم بالنظام الإيراني و تخليهم عن مشروعهم لدل ذلك على أن هذا المجلس يبشر بخير كبيرقادم على المنطقة و العالم و خاصة سوريا و العراق و ليبيا و نهاية الإرهاب و الحروب الانقسامات في المنطقة لأنه بديل عن المجلس الإيراني الإخواني التركي القطري الذي يقود و يوجه الإرهاب و يثير القلاقل و الاضطرابات في المنطقة و العالم
و طالما لم تصدر مثل هذه التصريحات و تزامن مع زيارة وزير الشؤون الدينية التركي لخامنئي فإنه يدعو إلى الحذر الشديد و التريث حتى تتضح الأمور
لأنه قد  تكون هذه الزيارة لطمئنة خامنئي بأنه لا داعي للقلق من تقارب تركيا مع السعودية فهي من باب الخداع و التقية التي استفدناها منكم لإنقاذ حكومة أردوغان حليفتكم من ورطتها و محاولة توريط السعودية في ورطة كبيرة تخدم مشروعنا المشترك و التأكيد له على أن إيران هي البيت الثاني لحكومة حزب العدالة و التنمية  و العلاقات الايرانية التركية راسخة لن تتغيير لأنها استراتيجية
و إنني أثق بحكمة و سياسة الحكومة السعودية فقد يكون هذا التقارب تكتيكي في ظل الظروف الراهنة الدقيقة والحساسة التي تمر بها المنطقة لاكتفاء شرور الإخوان الذين يملكون إمكانيات كبيرة لإلحاق الضرر
و قد يكون لترويض و تدجين الإخوان الذين هم سبب بلاء العالم العربي و الإسلامي كما وصفهم بذلك الأمير نايف يرحمه الله فإذا نجحت السعودية في ذلك فسيكون خير كبير يعم المنطقة و العالم
و سوى ذلك يثير القلق و الخوف الكبير من القادم لأنه يعني أن الحرب العالمية الثالثة أصبحت على الأبواب  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.